الامركة الية للعولمة ام اجهاض لها

دلير جلال

الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

ظهرت تسمية العولمة او الكوننة في اواخر الستينات بعد ان صاغ مارشال ماكلوهان تعبير القرية العالمية او الكوننة كمفهوم في علم الاجتماع ولم يتم تداول المصطلح بشكل واسع الابعد ظهور التاتشرية والريغانية في السياسة والاقتصاد الراسمالي ودعوتهما الى فتح الاسواق وترك التدفق المالي يتحرك دون قيود . ويمكننا القول ان العولمة كمفهوم لازالة الحدود بين الشعوب كان اقدم من المفهوم الذي يتم تداوله وربط ظهوره بالنظام الراسمالي ، ولكن التطور الهائل في مجالات الثورة المعلوماتية والاتصالات كبنى تحتية في ظل الراسمالية الجديدة ادى الى تطورات واسعة النطاق وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كشروط ضرورية لخلق قرية عالمية . ولكن الاختلاف يكون حول شكل القرية وطبيعة العلاقات الاجتماعية ونوع الملكية فيها ، فقيام الجيش الاحمر الياباني حينها برفع شعار ( العالم قريتي والتاريخ عمري ) الا تعبير رائع لشكل العولمة التي تؤمن بها قوى اليسار العالمي بما فيها اليسار الجديد ، ولكن الشكل الذي ينمو و يتشكل في ظل النظام العالمي الجديد وببعده الواحد ومركزه المتمثل بالشركات المتعددة الجنسيات الاميركيةالمتحكمة بمفاصل الاقتصاد ومن ثم السياسة العالمية يجعلنا ان نحكم بان القرية التي تتشكل ما هي الا قرية راسمالية متطورة عن القرية الاقطاعية باتجاهاتها الحلزونية للتطور حسب التعبير الماركسي اللينيني ، ويمكننا الاستشهاد بمقولة غاس هول سكرتير الحزب الشيوعي الاميركي (ان العولمة التي تتردد كثيرا في هذا العصر ما هي الامصطلح جديد يصف الشكل الجديد والمحتوى الجديد للامبريالية كما هو تعميم لاحتكار وتخصيص العالم ) وتؤكد لغة الارقام شكل القرية الراسمالية التي تحلم بها الراسمالية الجديدة فمثلا كان في عام 1965 متوسط الدخل للفرد في البلدان الصناعية اكبر 20 مرة على مثيلاتها في افقر 7 بلدان وفي عام 1995 اصبح الفرق 39 مرة . ان التوجه العام للامركة هو زيادة الهوة بين بلدان الشمال والجنوب ليجعل من القرية العالمية عبارة عن اقطاعية الملاك الجديد واكواخ للفلاحين الفقراء يتجاورون مكانا ويتقابلون ويتضادون مصالحا طبقية واجتماعية

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل