أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى الدقاق - بكداش والترك: من المأساة إلى المهزلة














المزيد.....

بكداش والترك: من المأساة إلى المهزلة


مصطفى الدقاق

الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحكى أن فلاحاً ماكراً طلى حماره العجوز بلونٍ أسود , ثم باعه على أنه حمار فتي . وفي اليوم التالي هطل المطر على الحمار , فذهب لونه الأسود وبان على شيبه حماراً أبيضا .
يبدو أن هذا الفلاح الماكر قد صال في كل زمان ومكان , قدر ما صال رأس المال وجال . فهذا الماكر هو الذي رسم علامة الصليب على راية مؤسسي أمريكا وهم يبيدون أصحاب الأرض الأصليين من الهنود الحمر , تحت حجة أنهم كفار . وهو الذي كتب كلمات " الحرية " و " التمدن " على جميع رايات المستعمرين الذين استعبدوا شعوبنا , وسرقوا خبزنا . وهو الذي فعل وفعل الكثير . أما وأن هذا الفلاح الماكر هو صديق حميم للسيد رياض الترك وصحبه , وعاش معهم ردحاً طويلاً من الزمان , وعلمهم كيف يكتبون على راياتهم شعار " التغيير الديمقراطي " بينما هم يقبضون الفرنكات الفرنسية من جلاد الشعوب , والخادم الأمين والذليل للمصالح الأمريكية والإسرائيلية , الديكتاتور صدام حسين , فهذه والحق يقال هي آخر الأخبار ولكن ليس أغربها على الإطلاق .
إن رياض الترك ومجموعته كانت تتلقى الأموال من صدام حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1978 وحتى نهاية الثمانينات , وهذا الأمر بات معروفاً للجميع . وكما يقال " من فمك أدينك " فهيئة الخارج التابعة للحزب هي التي فضحت الأمر , وبالتفصيل .
وقد كتب السيد جهاد نصرة وهو من العارفين بخبايا الحزب مقالاً ظريفاً بعنوان : " من أجل حفنة من الدنانير " وذلك بمناسبة " الفضيحة الجديدة القديمة التي خرجت إلى العلن " ثم بيَّن أن رياض الترك : " مارس خلال اجتماعات المكتب السياسي للحزب سلوكاً ديكتاتورياً ( نظرياً وعملياً ) مع معارضي إطروحاته المتهورة وصل إلى حد صفع عضو المكتب السياسي – واصل فيصل – على وجهه صفعة لا تزال ترن في أذني راوي الحكاية عضو المكتب السياسي السيد صبحي أنطون ..! ورفع سماعات الأذن كي لا يسمع وجهة نظر يتبين أنها معارضة لما يريده ..! " .
انظروا إذاً إلى هذا الديكتاتور الصغير الذي لم يملك من السلطة سوى يديه , فاستخدمهما في صفع رفيقه في المكتب السياسي . انظروا إلى هذا " الفوهرر " المضحك الذي أصمَّ آذاننا في حديثه عن الديمقراطية , بينما هو يرفع سماعات أذنيه كي لا يسمع رأياً معارضاً لرأيه .
صحيح أن أكثر من يتكلم عن الشرف علناً , هو أكثر من يخونه سراً .
وكما يبدو من فصول الرواية , أن رياض الترك وصحبه حافظوا على علاقتهم مع النظام العراقي ومنظمة التحرير الفلسطينية طوال هذه السنوات , بدون علم قواعد الحزب . وهذه أعلى درجات التآمر .
وفي الحقيقة إن المرء ليملأه الأسى , وهو يرى البعض من أعضاء هذا الحزب الذين يكن الاحترام لشرفهم وأمانتهم , والذين اعتقدوا بصدق أنهم يناضلون من أجل عالم أفضل , ثم خذلتهم قيادتهم بهذه الصورة الفاجعة , فخرجوا ليجدوا أن هؤلاء القادة قد باعوهم من أجل " حفنة من الدنانير " .
لقد كتب الكاتب المعروف " محمد سيد رصاص " والعضو البارز في هذا الحزب مقالاً بعنوان : " فساد معنوي في المعارضة السورية " قال فيه : " أن الأساسي في الموضوع يبقى ذلك المتعلق بالجانب المعنوي – السياسي . عندما لا يقول سائق القطار عن وجهة سيره للركاب , ولا يستشيرهم ولا يتفق معهم قبل الانطلاق في الرحلة , مع العلم بأنهم دخلوا مقصوراتهم من أجل وجهة أخرى , هذا إذا لم نتحدث عن جانب آخر من الموضوع يطال التناقض الموجود في علاقة ينسجها حزب طرح برنامجاً ديمقراطياً , مع ديكتاتور كان من أفظع ما شهده النصف الثاني من القرن العشرين " .
فهل سيصفع رياض الترك , محمد سيد رصاص , ويفصله من الحزب ليلحق بركاب المئات من الكوادر التي أُبعدت عن شتى الأحزاب والفصائل الشيوعية , لأنها قالت الحقيقة , ونرى بذلك مشهداً لطيفاً لديمقراطية الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي , و أمينه الأول ؟ أم بقي في هذا الحزب من القوى ما يمنع من ارتكاب مثل هذه المهازل ؟
كانت الديمقراطية ستأتينا على حصان , جناحاه صدام حسين , وياسر عرفات , ويركبه فارسنا المقدام . إلا أن الحصان خذله جناحاه فوقع من علِ . والفارس المقدام لا يتخلى عن حلمه , وها هو يجرِّب الركوب على حصان جديد , أحد جناحيه على الأقل يرفرف بعلم أمريكي.
فإذا خذله الحصان الأول وسقط به من علٍ , فإن الحصان الجديد لن يقوى أبداً على الطيران ...







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نائب روسي: العقوبات الجديدة هي ردة فعل لخيبة الاتحاد الأوروب ...
- زاخاروفا: فرنسا تتزعم حزب الحرب الغربي ضد روسيا
- -تكفي 15 ألف مدني كمرحلة أولى-.. الإمارات تعلن الاتفاق مع إس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش تصاعد نبرة التهديد الأوروبية لإسرائيل ...
- واشنطن تلغي آلاف التأشيرات وتعد بمزيد
- أزمة أوكرانيا.. روبيو يتحدث عن موعد -شروط روسيا-
- تقرير: إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد
- ترامب يتهم مساعدي بايدن بالخيانة.. ويتوعدهم
- أميركا وتركيا: سوريا الخالية من الإرهاب ضرورية لأمن المنطقة ...
- أول تصريح سوري رسمي بشأن -زيارات- روبرت فورد بعد حديثه عن أح ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى الدقاق - بكداش والترك: من المأساة إلى المهزلة