أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عمر - قصة قصيرة عنوانها زيوس منفيا














المزيد.....

قصة قصيرة عنوانها زيوس منفيا


أحمد عمر

الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


كلا ( 2 من 51)
زيوس منفيا

ملّ زيوس ربّ أرباب الاولمب وضجر، واحتاج إلى مرآة يرى فيها ألوهيته فمد يده إلى الرمل فأخذ قبضة منه، مشوبة بزفت أسود وجبلها ثم بصق فيها، فتمثل له إنسانا سماه طينيوس.
جعل طينيوس يمشى في وديان الاولمب، ويأكل من ثمرها، ويشرب من عسلها، ويلعب الداما مع نفسه، إلى أن ملّ من الوحشة، وضجر من الوحدة، فذهب إلى جبل الاولمب، وتوسل إلى زيوس، طالبا أن يسليه، ويواسيه، فوعده خيرا، على أن يقوم بالإجراءات الرسمية المعلنة في الجريدة والتي تشرط عليه أن يكون ولاءه، وولاء المخلوق الجديد الذي سيسليه له. فهزّ برأسه هزة لم يفهم زيوس هل هي علامة موافقة أم معارضة؟
قدّم أوراقه الثبوتية واسترحامه إلى الدائرة الإلهية، الواقعة على ضفة نهر الكولا المقاطع لنهر الويسكي الجاريان تحت الاولمب، فقال له رب الديوان المنهمك في حل الكلمات المتقاطعة: تعال غدا.
فقال طينيوس: ولكن الدوام حتى الثالثة ظهرا ونحن في الثانية عشر فقال رب الديوان هازئا: تعال وعلّم الأرباب والآلهة عملها!
ففهم طينيوس بالسجية التي خلقها فيها زيوس، فدسّ يده برزمة من اليورو من تحت الطاولة، في جيب رب الديوان، فبانت ابتسامة رب الديوان وقال: أوراقك اكتملت الآن ولا ينقصها إلا المواد الأولية، نحتاج طينا من النوع الذي خلقاك منه الإله العام زيوس
فقال طينيوس: لا أرضى أن تخلقوا لي مسليّا ومهرّجا من طينتي نفسها، أريد أن تكون الطينة ازفت؟
ودسّ يده مليئة في جيب رب الديوان بالمعلوم، فابتسم رب الديوان وقال: هات حفنة من تراب الحديقة
احضر طينيوس ترابا جافا، فقال رب الديوان وهو ينظر في القرطاس: المعاملة تشترط إن تكون طينا.
قال طينيوس: نجعلها طينا.
فقال اله الديوان: ولكن المياه مقطوعة من الدائرة.
فقال طينيوس ناظرا إلى ماتحت ورقة اليورو ، عفوا ورقة التوت: لدي حنفيتي
وخلى بنفسه فتعالى صوت خرير، مكث برهة، وخرج بجبلة طين، ثم جعلها في مصنف سحاب، وقدّمها إلى رب الديوان، الذي قال له:نتركها تختمر، تعال بعد حقبة!!
قال: أي شهر يا سيدي. هل ستخبزونها على نار لفافة دخان أم على ضوء القمر.. سآخذ المعاملة باليد.
فرفق به رب الديوان وأعطاها له، مع انه ممنوع، فأخذ سيارة أجرّة وذهب إلى الاولمب وسجد عند الباب فلم يسمح له الحاجب بالدخول ففهم طينيوس بالسجية التي خلقها فيه زيوس، فدسّ في يد الحاجب بورقة من فئة المائة دولار فسمح له بالدخول فناول جبلته لرب الأرباب الذي أشفق عليه وقرأ طلبه، فوافق، فختمه بخاتمه، ثم امسك بجبلة الطين، وبصق عليها، فتحولت إلى انثى، فتزوجها طينيوس بدون مهر أو قبول، وانجب منها رعية بمئات الألوف وحسب الطلب المرفوع: تافهة وحقيرة ومهانة الكرامة لها أيادي للتصفيق لا للإبداع والتخليق، وأصوات للصياح لا للأناشيد والكفاح. فشكر طينيوس زيوس على عطاءه ونصب نفسه عليها إمبراطورا ثم وضعها في حضانة باستيلية وارضعها القهر وهدهدها بالهراوات.
بعد مدة، ذكّره رب الأرباب بالشرط المكتوب في العهد، فاخرج طينيوس إصبعه الوسطى لزيوس رب الأرباب: دولتي ديمقراطية، وسأطرح هذا الشرط للنقاش في البرلمان، البرلمان يقرر يا( ادلعادي)؟
عملت الرعية في مزارع الجنة التي طوّبها طينيوس باسمه اقنانا وعبيدا، فباع ثمارها في السوق الأوربية المشتركة السوداء، فامتلأت خزينة الدولة، التي أعلنت استقلالها، بالعملة الصعبة، ووكلّ الهيدرا ذات الرؤوس التسعة بحراسة بيت المال. وسوست الهيدرا للإمبراطور وأوحت له أن المال إذا لم يحوّل إلى بنوك سويسرية فقد تهبط قيمة العملة ويحدث ما لا يحمد عقباه
قال الإمبراطور: سيكون هذا تبولا في الصحن الذي أكلت فيه؟ أخشى اغضاب زيوس.
فحّت الهيدرا: زيوس غارق في العسل مع نجمة هوليود ديمترا .
تسلّل طينيوس في وضح النهار واكل من بيت المال، فبانت عورة الرعية؟ وجاعت وجعلت تخصف من ورق التوت على عوراتها، فلم تقدر لأن ورق التوت كان مهترئا، بسبب استعمال المواد الكيماوية الممنوعة في الزراعة. تضرّعت الرعية إلى زيوس لستر عوراتها، فحاول إقصاء طينيوس وطرده من الفردوس فلم يقدر، لأنه أحاط نفسه بجحفل لجب من البودي غارد والقهارمة والنطاسية، بل ان زيوس خاف أن يطرد أو أن يصير سفيرا أو ملحقا ثقافيا أو دينينا، فذبل ونحل. سألته ديمترا عن سبب نحوله فقال:
سرق الملعون مني عبادي ولا معنى لرب بدون مربوبين
وبينما يتحدثان اقتحمت مقصورته دورية مؤللة ومن ثم نفتهما من الحقيقة إلى الأسطورة .
أحمد عمر
قاص بدون مقيم في جهنم الحمرا







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد -شرفة آدم- في معرض الدو ...
- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عمر - قصة قصيرة عنوانها زيوس منفيا