أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله البقالي - حزيران مرة أخرى














المزيد.....

حزيران مرة أخرى


عبدالله البقالي

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


كان المد قويا...أشياء كثيرة جرفها حسبت قد انتهت الى اعماق سحيقة , و أخرى حملها على ظهر بسائطه وقذف بها اتجاهاتنا سبل انفتحت ...مجالات رحبة لا حت ...أشياء رائعة وجدناها على مقاساتنا , لبسناها . أكاسير تنعش الاحلام التي هدها الانتماء ...وصفات مقوية تعمد الآمال التي نخرتها النكبات ... تصاميم دقيقة لأدراج تمضي بنا الى اعلى تجاه نسيم عذري . وفي غمرة الصحو سمعناه.
صوت قوي قادم من عمق التاريخ، صارخ بادانة الزيف الذي حولته الدهور الى أصالة . حاملا الينا من مساره الطويل الذي امتد عبر كل الدهور المعتمة من كل وقعة نبرة... ومن كل فجيعة آهة . ..ومن كل نكسة أنينا لتشكل نبرات صوته صرخات من اعدموا في المقاصل ... و أنين من شردوا في ليل القهر الطويل ... وتوق من هفوا الى العشق فيتمهم العقم ، فهاموا على أرصفة و متاهات برع السادة في هندستها ليلفظوا في النهاية أجسادا مترهلة غارقة في الظلمة و الضياع.
لم نمهل لالقاء نظرة على وجه المولود . اختطفنا فسرنا معه منبهرين بالاكتشافات المهولة التي توالت بسرعة دفعتنا لطلب وقت اضافي كي نجاريه في سرعته .
استبدلنا كل شئ . نظرنا الى العالم نظرة جديدة . مفاتيح الخرائط التي حفظناها على المقاعد في المدارس ما عادت تفيد شيئا . والعلامات الحمراء التي تفصل بين الامصار ما عادت تعني غير تاريخ مخز وجراح على جسد عمقتها فلسفة منتش بالانتصار .
كل ذلك صار ملغيا ليرتسم حد جديد . حد لم تخطه آليات الحروب و لا سطرته طاولات المساومات . حد سطر هو نفسه ليفصل بين من فعل كل شئ ولم يملك شيئا , وبين من لم يفعل شيئا واستحوذ على كل شئ
من خنادق "سايغون " الى أدغال "بوليفيا" ومن أحزمة البؤس في جوهانسبرغ الى أحياء المعدمين في طهران تمدد المجال... احتد السجال .. تدفق الرجال .. تصاعد القتال ..
صوته كان المطية . علما وقضية . ما عادت اللغة مهمة و لا عادت الأجناس . هموم الانسان اختزلت كل الابجديات و الالوان.
جميعا سرنا . لم نحضر لكننا عبره كنا هناك وعبره كانوا هنا . جميعا عشنا . من حصار الى انتصار . ومن انكسار الى استفسار . سرنا . نختبر القناعات .. نكتشف المفارقات .. نختزن العبر من ما مضى للآت .
طريق طويل قطعناه .. محطات لم نعرف أنحن الذين زحفنا اليها أم هي التي مرت بنا . لكننا بالجوارح و خفقان الأفئدة عشناها .
هكذا قطعت الرحلة . بعدها لم أعرف كيف وجدت نفسي خارجها . لكن صوته باستمرار ظل يطاردني . يحاصرني. يباغتني عند تقاطعات كثيرة . بدأت أجده مختلفا . كان كصفارة حكم ترن في أذن لاعب شارد . يخجل لحظة. يستعيد وعيه ثم لا يلبث أن يضيع مجددا بين الخطوط .
لكن صفير المرة الاخيرة كان حادا . انتبهت للخلف . كان العميد هناك وقد راح في غفوة. وعند رأسه انتصب حزيران كالمارد معلنا نهاية الرحلة
حزيران بنفس القناع الذي ارتداه في وقائع كثيرة ضمنت الخلود في الذاكرة . أنيابه دامية . مخالبه ضالعة في النكبة تمدد الشيخ . توقف النبض فراح . لم أجد كلمة اقولها لأن حزيران لا يهتم بالكلام . بل كان هو المتكلم .ابتسم ساخرا ومشى منتشيا بعد ان همس في أذني :
سأظل مصرا على وأد أحلامكم , وعنوانا لنكساتكم ما لم تقووا على تحطيم أقنعتي



#عبدالله_البقالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله البقالي - حزيران مرة أخرى