أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الدويري - بنحب السيما















المزيد.....



بنحب السيما


طارق الدويري

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


علي غرار أفلام الحقيقة.. وتشريح المجتمع وفضح أمراضه أو بالأحرى سرطاناته..
أمثال فيلم " الجمال الأمريكي" American Beauty" وهو الفيلم الفائز الأكبر في الحفل الـ72 لتوزيع جوائز الأوسكار والذي كان أهمها جائزة أفضل فيلم. " الجمال الأمريكي" يفضح المجتمعات الاستهلاكية وهشاشة محتواها القيمي..
ويكشف عن منحني الهبوط والانهيار لحضارة الغرب" أو أمريكا خاصة" في حالة إصرارها علي اختيار القيم الرأسمالية والاستهلاكية والتي تضخم الفرد شكلا ومظهرا دون أن تطوره أو تبنيه علي المستوي الفكري أو القيمي والتحضري.
فالجمال الأمريكي يقوم بعملية تشريح واضح للمجتمع الأمريكي الآن وما فيه من علاقات أسرية مختلفة ومشاعر يُنْظَر إليها على أنها غير سويَّة، ويناقش حرية الفرد وحدودها، ساخرًا من القيم الزائفة التي يتبناها أفراد المجتمع، والكشف عن ذلك الزيف عبر عرض حياة أسرة نموذجية في تجسيدها لماهية العائلة الأمريكية وتركيبتها. وذلك من خلال عدسة "هاو" للتصوير أبن الجيران ريكي الغريب الطباع (ويس بنتلي). وما يراه ريكي بكاميراته الشخصية..هو الفيلم الحقيقي الذي أراده المخرج، لتعرض أحشاء الحياة من الداخل، ، وكاميرا ريكي تغوص في خفايا الشخصيات، كاشفة خصوصيتها ومداها، فنرى من خلالها النزوات، العنف، المواربة والزيف الذي يغطيه الأشخاص بحلة هشة من "الأقنعة الشكلية" الاجتماعية الذي لا تلبث أن تزول ما أن يجد الأشخاص أنفسهم بعيدين عن الأعين المراقِبة، فيطلقون العنان لنزواتهم الشاذة والمرفوضة من المجتمع. نجح المخرج في إظهار تناقضات شخصياته، عبر توريطها بمواقف تكون مضطرة لأداء دور الرقيب فيها ، وفي مواقف أخرى يصبح الرقيب نفسه مثالاً على الإنسان المنفلت من الضوابط والروادع الأخلاقية.
وأه يا رقابة!!
وبين فيلم "سينما باراديسو" و" الطبلة الصفيح" و"بحب السيما" ، تشابهات عديدة، البطل طفل صغير.. وتناول العالم من منظور طفل ؟ فكرة الأسرة هي كل العالم، بعض التشابهات في الحالة، السينما،أو الطبلة وإيقاعها الذي يهز الحياة..
معادل ما لحب الحياة والحرية ضد السلطات الفوقية أبوية، سياسية أو كهنوتية.

علي غرار أفلام الكشف عن المسكوت عنه.. وفضح ما خفي عن عيون الذهن والقلب..
ومحاولة للدخول ألي العمق والانحياز لمَخْبر المفاهيم والماهيات.. والوجه الآخر للصور المعلقة.
وفي رحلة شيقة إلي قلب المجتمعات الأصولية.. المتزمتة.. لفضح تابوهاته ومقدساته الشكلية الواهنة..

كان شعار " بحب السيما " شعاراً ورمزاً ومفتاحاً سحريا لمناقشة وطرح الكثير من جدليات وإشكاليات مجتمعاتنا المصونة والمحفوظة بملائكة دين الذقون والجلاليب السوداء والبيضاء وخلافه.. لينتصر فينا لحرية الاختيار.. والتفكير والإبداع، ويفضح ويعلن العشق لفن السينما أو فن الكشف عن أعماق وخفايا الإنسان.

وكان المفتاح الآخر والسحري أيضاً والذي يفتح أبواب كل المؤسسات الدينية في مصر ومفاهيمها المترسبة في الوجدان..
هو اختيار صانعي العمل " لأسرة قبطية أصولية التفكير" -والجائز مجادلتها- ليناقش تزمتها ومفاهيمها القاصرة الواهية-
كما أيضا كنموذج ومفتاح سحري يفتح الأبواب المغلقة لكل الأصوليات في التاريخ.. أو بالأحرى الباب السري المصون والوحيد المحظور الاقتراب منه في منطقتنا الفاضلة دون التعرض للمسائلة والتكفير وربما محاولات القتل من جماعات الترهيب ونفي الآخر المختلف المتطاول. وطبعا جت القضية إياها "مبروك" عشان - تدخل أقباط مصر".
علي ايد المستشار الفاضل تاريخ التفتيش والحسبة ومحاكم التطاول والترهيب في مصر.

كما أن الفيلم محاولة جريئة لمخاطبة عقل ووجدان المشاهد البسيط الحائر بين تدينه الفطري وتلك التفسيرات والتأويلات والمفاهيم الملقنة والمغلقة، الخائفة، الخانقة لكل محاولات الحياة والتطور والإبداع يعني الاجتهاد والتواصل مع الإله.

*"بحب السيما" فيلم جديد لهاني فوزي السينارست الواعد المهموم والعاشق للحقيقة والبحث والكشف دون خوف أو حسابات عقائدية أو تجارية. داعياً ومبشراً بالحرية بشكل عام، كما حرية علاقة الفرد مع الذات الإلهية دون وصاية ذقون الدين والمؤسسات الدينية الشوفينية، داعياً للفن كأداة وجودية تاريخية للتعبير عن الذات وهموم وأحلام البشر.

*"بحب السيما" فيلم جديد لأسامة فوزي المخرج الذي يختار أعماله بعناية، فتكون دائماً مثار الجدل والسؤال والتنديد المباشر والمستتر سواء من السوق التجاري للفيلم، أو بسبب دخوله في المناطق المحرمة والغير مكتشفة في النفس أو في الأبدان والجسد الحيران، عالم الفقراء المتردي المشحون بالقسوة والحلم والوهم ( عفاريت الأسفلت)، وكمان أماكن الفقر والغني والحياة والموت ويعني أيه غني وموت.. وواحد بيرفض أنه يموت.. واحد بيرفض يدفن إلا علي الجنب اللي يريحه.. واحد ميت حي بيتكلم بصمته، يفكر ويختار ويرفض ويقول لأ، يبقي هو الحي ولا احنا الميتين؟!! (جنة الشياطين)
وأخيرا إلي المجتمعات الدينية الفاضلة الأخلاقية المظهر والأشكال دون أفعال. أسامة فوزي عاشق الصدام مع كل التابوهات المقدسة دون استحياء أو وجل.. في فيلم ( بحب السيما ).
كلام جرايد- كلام جرايد- كلام جرايد
ومن المهم جدا أن قضية التدين وعلاقتها بالجنس والحياة التي تم تناولها من زاوية شخص قبطي -مسيحي مصري- تنطبق في كثير من أسسها مع أي دين، ومع الدين الإسلامي تحديدا، الحرام والحلال، الثواب والعقاب، الخوف من النار وطلب الجنة، ضغوط الحياة وشهوة الجسد، قضية الحرية، والسؤال المطروح منذ فترة: هل الفن حرام؟ كل هذه القضايا مشتركة بين الديانات المختلفة، طرحها المؤلف هاني فوزي بالتركيز على أسرة مصرية، راويا حياتها في حقبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بداية ووسط الستينيات، من خلال الطفل الذي هو المؤلف نفسه غالبا، طفل صغير يعشق السينما بينما يمنعه أبوه المتدين عنها "عدلي" محمود حميدة، في الفيلم الطفل شاهد على كثير من خطايا الكبار يساوم كل منهم بفضح أمر خطيئته أو دعوته للذهاب إلى السينما.

* أسامة فوزي في دريم- أيوه الأسرة بنشوفها في الأول قبطية- لاكن بعد شوية بننسي ونلقاها إنها أسرة مصرية.
* واحد عادي من الجمهور خارج من الفيلم أسمه حسني- الفيلم مش بيتكلم عن المسيحيين الفيلم بيتكلم عن المسلمين.
* واحد ما.. يرد عليه.. وليه متقولش بيتكلم عن المصريين. أو كل البني أدمين.
كلمات متقاطعة وتعليق - كلمات متقاطعة وتعليق - كلمات متقاطعة وتعليق
*يبدأ الفيلم بالراوي يحكي بعد 30 سنة( شريف منير) بصوته الحميمي الدافئ.. شبرا سنة 66 / 67– يبدع مهندس الديكور في اختيار الأمكنة بتفاصيلها القريبة من خرائط الذاكرة التي ألفناها..

*أسامة ومصوره الناعم والسلس في حركة كاميرته يستعرض نماذج شبرا الفريدة.. الجيران والعري – اجتماع الصلاة - والوجه الآخر للتعبد – الخناقة والشباشب..- الناس في مصر بتصلي اه.. لاكن ياتري اخبار الصدق والشفافية أيه. أخبار الحب وقبول بعض أيه- ولا يمكن اللي في القلب- الخلافات والغيظ والقرف – وكل الشباشب اللي شوفناها في المشهد.

*النار و السيما- الأب- السلطة المتحكمة في البيت- وآلهة الأولمب السلطة المتحكمة في الدنيا-
إيه مفهوم السلطة؟ إيه مفهوم الإله؟
عدلي الأب ينتهر أبنه نعيم علشان بيحب السيما- هتخش النار’ نار لا تطفأ ودود لا يموت ‘ .
- النار فيها الفن والفنانين والموسيقي والإبداع والرقص والغني والكلام اللي بجد والصدق – النار مفيهاش أقنعة-
النار فيها الحرية والصدق وكل أحلام البشر. نعيم بيحب النار بالشكل ده- بيحب السيما! وسؤاله يا تري ربنا بيحب أيه؟
متقلعش النضارة --- مش واخده عليا - ألبس الهدوم الكتيرة ---- أقلع هدومي وأبقي حر وأخش النار.
أسامة فوزي يورينا بكامريته- أزاي بيصنعوا الشعوب والقطيع- بالنار والكبريت وبالإضاءة - بالقهر والخوف والتعذيب وقوانين الطوارئ كمان – وحركة كاميرا التلمساني طبعا - والمرايا اللي بتكشفلنا أن عدلي مش واحد لاكن أتنين وثلاثة واكتر- عدلي الأب- وكل أب متجبس- داعية الدين المقدس.

*صلاة داعية الدين – أمام صورة رمز للإله-صورة المسيح- لكنها مش معدولة- الحقيقة ملوية- والداعية لسه بيصلي!
الأب – وصلاة الكسب التجاري وحسابات المكسب والخسارة مش الحب والتقوى والفضيلة - حاجه عسل- اللص اليمين عاش حياته زى ما هوا عايز- وقبل ما يموت تاب- يا بخته. هذه أفضل صفقة يراها الأب المذعور.
عدلي: اخاف ارتكب الخطية قبل ما أموت وأخسر كل شيء.. اخسر الجنة.
أصل الأب خايف من جهنم وبيحلم بالنعيم – اختار لأبنه أسم نعيم وبنته نعيمه.. وصبغهم بأحلامه الدينية- الأب- والمجتمع- بيسمي أبنه مينا ومحمد وبطرس وعمر وجرجس وحسين- الأب بيحلم بحسبة النعيم- بيحلم ياكلها والعة.

*نعيم الهدوم دي مش واخدة عليا- ويقرر يقلع الهدوم- ويتفرج علي صور للأفلام- يقرر يحب السيما ويختار النار.
ما أنا داخلها داخلها- محلاها عيشة الحرية. يوسف يعني نعيم وده اللي فهمه عن ربنا من أبوه الداعية.

*الأم – حلوة – لاكنها مش متأكدة من حاجة – خايفة دايما لا تكون ناسية حاجة- وبتنسي فعلا- رسمة الشخصية مكسورة – وهاني المؤلف سماها نعمات- جاية برضه من حلم الأب أياه- نعيم نعيمة نعمات- لسه عايز ياكلها والعة.
الأم – ليلي علوي – أفيش لفيلم "الراهبة الطروب"- أيام الستينات بقي!!

*الأبن رايح لجدته مع أمه– بيطلع السلم– بيتفرج علي لعبة السينما في أيده، السلم والسينما والصعود- أيد تفلت هيقع..
الأم ربنا نجاك – لا الناس المسحورين دول هما اللي أنقدوه- كلام أبوه نعيم فهمه كويس عن- ربنا- علشان يشويني في جهنم- أنا رايح جهنم رايح- يعني اليأس يعني كل شيء مباح- وده اللي فهمه عن ربنا. فين لعبتي؟- لعبة السيما- لعبة الأماني والأحلام والحرية والعري يعني الصدق واللي نفسي فيه والنار – والحاجات اللي معرفش واللي نفسي اعمله ومقدرش أعمله أو المسه أو حتى أفكر فيه إلا في الغرف المعتمة والخيال.. وتحت بير السلم لو حاجة كده وكده..

*الجده وتليفونات الكبت والحرمان– وصعايدة مصر الأصال..والزبدة والمورتة..وكنت بأهش الدبان-نعيم يرصد التفاصيل
يا أبن اليهوديين.. والبيض والفراخ وعالم التفاصيل وحسبة الأرقام علي البيض، والحياة اللي بتضيع من غير حساب، والجد اللي بيكره أنه جد لأنه لسه شباب.. وبيكره الكبت برضه والحرمان وطبعا النسوان. فيعوج الطربوش.
الخال والرسم والسيما برضه والمثال – الخال بلبل وحكاوي الأفلام المصرية القديمة..
الفقير بيورث فيبقي غني هدف الحياة.. والعروسةحامل- العريس بيعمل حدثة. والبطلة تغني ظلموه.. والنهاية إياها.

*كواليس النساء- نعيم وخالته وصحباتها والنهود الحسان- والحديث المحرم في الجنس والكلام إياه- ومين يقدر يمنع الأفكار ويحرمها جوه الدماغ، أو من حقه يدينها غير ربنا، وهاني يكتب حوار حقيقي وعريان من غير خجل وكسوف واستحياء- ونعيم الراجل الوحيد بينهم- ما بين ألهة الجمال– عامل زى باريس بتاع الإلياذة.. يختار أضخمهم في.. ومن غير استحياء..يا بخت اللي يجوز نعيم الراجل الوحيد اللي بجد، في القاعدة اللي من النوعية دي طبعا، يعني مجتمعات الكبت دي. لو مؤاخذة يا بنات.

*المدرسة – صفا- أنتباه– طابور الصباح- تحيا الجمهورية العربية المتحدة-عربية غصباً عنك وعن أهلك وتاريخك كله.
مفتش التربية الفنية الجديد ممدوح يوسف – وسؤال وجودي في تارخ الحضارات المواد الأساسية ولا الرسم- ويبدأ الخط السياسي للفيلم هاني وأسامة في مشهد مكثف في السيناريو والديكوباج المختار–واللي بيقولوا مش مقصود-دورات المياه إنجازات الريس- شيدوا السيفون- صورة من ورا نعمات- لعبد الناصر وهي بتحرك طابور الصباح – مطرطشوش بره.. ونشوف صورة للريس تاني- عم إبراهيم السباك والمساعد.. يغرق الدنيا يغرق العيال والجموع.. يغرق كل الأحلام.

*بطلت أرسم – نعمات- بطلت أحلم – دلوقت فيه عربي وحساب.. محفوظات ونحو.. يعني العربي وحراس لغة الضاد وبس.. بدلت الرسم.. بالعربي. معدش فيه مكان للأحلام- مكان للرسم ولا حب السيما. يا تري أنت فين يا مدرسة؟

*ونعيمة تجاوب وتخاف تغلط قدام أب من البابوات أو الأبهات الكبار،الأستاذ المعلم. شراب ريحته معفنة اسف مش كويسه
كاميرة أسامة من تحت لفوق. تشوف فجأة نعمات المدرس كأنه إله- من بتوع جبل الأولمب طبعاً. بيمارس دوره بالحرف. بيهدد ويتوعد والذي منه.عقاب يمين تلقين شمال وتحت وفوق لزوم هيئة التعليم وتفريغ العقل من حالة التفكير والاجتهاد. تدعيم أوائل الحفيظة من الطلبة في الأوطان، واللي يلف ويدور ويغش ولا يفكر" أتف في بقه"..
لزوم التلقين والترديد والكُتاب.

*عدلي – الأب إنسان - أخصائي اجتماعي والفقرا - القبطي المضحوك عليه- ولا يا هل تري المصري المضحوك عليه- المصري الأصيل والمواجهات الرومانيكية- الدونكيشوتية–يطلع من جيبه ويدي ويدي ويستلف ويدي ويضحك عليه ويدي! ويخش يضرب المدير الحرامي أصله اخد حقوق الفقير وبلعها.. والتهمة لابسها لابساه.. والواد الفقير بيضحك..
علي عدلي ولا علي نفسه؟

*صوت شريف منير إياه..انتصرت جدتي على عدوتها، صراع مع حماتها و جوزها وخالتها وفراخها وخصوصاً الشركسية. الجدة الصعيدية وتفاصيل التفاصيل.. وتليفونات الكبت والحرمان.. والكلام والأحلام والأماني، أكسر القلة ورا عدوتي إياها وورا كل المكبوت اللي لازم ما يتقلشي.. وهافرغه في الخناق.

*الأب عدلى ودعوته- ونعمات اللي ثايره – هتكرهوه في و فيك و في ربنا.. خطبة للريس جمال نسمعها من بعيد..
نعمات- صلاه صلاه صلاه... ملعون أبو الدنيا والدين..واستغفر الله( وشريط الصوت بيقولوا بيخفوا عنه الكلمتين دول.. حسب ارشادات الرقابة الطبية- أقصد المصنفات الفنية- للتعمية والعجز والخوف من الحاجات اللي بجد ممكن تتقال).. كرهتني في الصلاة.. استغفر الله العظيم ...عدلى في حزنه - محدش فاهمنى.
نعمات تتعور.. يلمسها.. شهوة الجنس يعني الحياة والوحدة والتحقيق.. وصوت خطبة للريس جمال من بعيد.. والتصفيق!
اللحظة والتصفيق.. ويدخل مؤلف الصوت والموسيقي ويختار لحظة الجنس هي نفس اللحظة التي يبدأ فيها التصفيق..لأ!! علشان حالة الأثمار.. الالتحام والانسجام والتواصل.. مش الخطب واللي مقضيها كلام.
عدلي صايم- نعمات.. 200 يوم صيام – مش ممكن ربنا يكون عايز كده- لكن فيه البتولية- تعالي بس..
أنت كمان هتقلعى..أطفى النور.أسامة يرسم بالنور في الظلمة الحالكة لنري العملية الجنسية بشكلها الآلي وفردية التفاعل.
إخفاء أعضائه الجنسية واستغفر الله- لحظة التحقق بتضيع من كتر الخوف- ليه دايما بنخاف؟ حتى من الفرحة والضحكة بنخاف وقول اللهم أجعله خير، أصلي خايف من الوساوس والذنوب وربنا وجهنم وبكره ودخول القسم- وقولة لأ وعايز وصرخة أنا حر! نعمات- ليه كل حاجه بسرعة- بتحسسني كل ما تقرب مني إنك بتعمل خطية- ابعد عنى أنا مش شحاتة.

*في الصبح بعد ليلة الفشل في الإمتاع والاستمتاع لازم حد يدفع تمن العجز والخذلان والهجران..الخوف والجبن والتجبيس. البنت الصغيرة نعيمة لابسة ضيق، ولا قصير، ولا من غير الرداء إياه.

*النظام و الاتهام بالشيوعية- المحقق ودعوة لإنكار-عدلى-بأعترف إني ضربته- ومفهوم الأخلاق والوصايا. مجرد أسئلة.

*العبث – نعيم- والمقالب و شرب الميه و دلقها عالناس و التبول علي كل الزبالة من وجهة نظره.. مجرد وجهة نظر.
هدية للجده- من نتاج التربية والقهر والقرف من كل الكبار- أصلي بحب الأحلام والحرية حتي لو بقت النار..ردة فعلها.. الجدة.. والخط الإيجابي للدين وربنا يعني معرفة الإله.. متمثل في رسمة هاني لشخصية الجدة.. وإيمانها وتحملها لمعاناة الحياة.. رسمها هاني برقة وتواضع ومن غير مباشرة-عكس عدلي الأب اللي سايد وكابس علي الحياة. ومحاصرنا بجبسه ووساوسه وخوفه من الإله..في المقابل ندرة الجدة ووجودها في الحياة. يمكن أسامة زودها وهمشها شوية؟ ليه أنت عيانة دايماً؟ وليه ربنا؟ كل شيء للخير لمن يحبون الإله مش اللي بيخافوا منه. وتحكيله قصة النبي يوسف وخواته..
بذكاء السكربت ومخرجه.. تتنقل الكاميرا- كأن المشهد هي حكاية الجدة.. وكمان خيال نعيم.. وفي ديزولف طبيعي علي مستوي الفكرة والمشهد نتنقل لمسرحية يوسف في الكنيسة- أو خلينا نقول أي مؤسسة دينية متزمتة بشكل عام.. وسطحية الفهم من أول فكر الإله لحد ماهية وفلسفة الفنون.

*المسرحية من خلال المؤسسة دينية وقطيعها الساكن الصابر.. لا تفهم إلا في النصوص المقدسة.. إذا فهمت!!
غير متذوقة للجمال، ولا متحبش تجهد العقل و تفزع من الآخر والثقافة والتفكير..
مسرحية.. يوسف و إخواته- مدي عباطتت مستواها الفني- بكاء الجمهور من المسرحية رغم سطحيتها- اللغة العربية الركيكة، وحوارات الناس في الكنيسة- نبيل إبنى بيمثل دور يوسف- والكلام والنم علي فلان وعلان..
نعيم.. في حد عمل تيت...

*مغازلات االمراهقين - والصعود للمنارة- بيت الله و اللقاءات العاطفية- لقاء البراءة وتلقيه بالتصورات المدنسة..
مشهد المشاكل والقضايا.. وغزل الرقابة لرجال الدين ودعوة المؤسسات ليفصلوا ويفتوا في أمور الفن والرموز والإبداع..
والحكاية أن واد بيحب بنت، في مجتمع أهبل فاكر أنه بالعافية هينشر الأخلاق ويوأد المشاعر..ويدفن الحريات..
فاكر أنه بالعافية يقدر.. الواد لمعي حب البنت نوسة.. عايز يوريها المكان الكل يوم بيشوفها منه.. قلها وقالتله..
شاف في عينها ضحكة.. وفي خدودها وردة.. مراهقته خلته يخطف قطفه من غير حساب..
خد الألم العظيم إياه علي وشه.. صالحته.. مرة واثنين.. نسيوا أنها قبة ولا سرداب.. غلطة.. أطفال شباب..
براءة وبكورية اللحظة خدتهم..بتحصل..وأسوء في كل مكان ومن كل ملة وممكن أنيل..لكن ليه نتكلم والسكوت هو المبدأ. تعال نشوف هاني رسم شخصية الولد المتجرم أزاي. الولد اللاميع بتكشف عنه الأحداث أنه كداب.. يعني مطلعوش السما.. كل اللي كان عايز يقوله ويكشفه انه نتاج الجبس إياه.. الكبت والقهر والخوف من كل حاجة حتى الإله.
نعيم شاف الحكاية.. وهضمها.. كشف لعبة الكبار وعجزهم.. خوفهم ورعبهم.. والوش اللي كل شخصية لابساه.

*صلاة نعيم و الأمنيات المستحيلة.. أنا عارف إنك زعلان منى.. ودرس في العلاقة والكشف والصلاة.
نفسي أروح فيلم المنتقم وبعدين هأبطل سيما خالص- كل فيلم هأصليلك 10 مرات. ماهو شاف اللي بيحب ياكلها والعة بيعدها ويحسبها!
يا رب بابا يوافق أروح السيما مع بلبل.

*خط الأم و الفنان التشكيلي في المدرسة.. ونعيم في المدرسة يهتك أسرار عتبات المراهقة (التلميذة اللي بترفع المريلة توري زملاءها الصبيان أرض الحرام ولا بيت النار.. أصلها فقيرة بتنام جنب أبوها وأمها وهم بيعملوا.. يعني كده! عايزين العيال يتعلموا أيه والفقر ساكن معاهم في الأوضة. ولا التلميذ اللي معاه كوتشينة من جهنم وصورها العريانة..).

*عيد الميلاد والأمنية الحرام "حب السيما"- وقهر الأب-السيما حرام-نعيم يرفض الميلاد- نعيم يقلب احتفال الميلاد الحرام.

*صلاة نعيم المضادة لكلمة الحرام - كل حاجة حرام - أنا زهقت حرام عليك!! أصل فهم كده من كل الباباوات الأبهات!؟
عينين نعيم ومن وجهة نظره الصغيرة اللي علموهاله- الكاميرا تري رفض الألهه و الأمطار والانفجار.
ونتيجة لكل شيء حرام.. يقول يعيني بكره الكنيسة و بتوع الكنيسة. وده أخرة علام الكبار الصغار.
انهيار الطفل- عايز أروح السيما. مرضه - والوجه الأخر لعدلى الأب- الإنسان المدفون جواه!
ذهابه لإحضار الطبيب و معركة التاكسي والصورة كأن الألهه تعرقله - موسيقى مأسوية رائعة.

*الطبيب و الكاميرا low angle
عين الطفل تري كل الأنظمة الأبوية الإله و الأب و المدرس و الطبيب
تحليل الدم و أخذ عينه من الدم والمساومة، التبول عليهم و المطاردة في المستشفى.. ومشهد مبالغ فيها في السيناريو
أو لحظة شبه فانتازية مكررة في الجنازة.. موقعها في الجنازة أجدي.. بل وأشمل لموقف الطفل لكل الحوادث التي مر بها.

*العيادة و الكاركترات - رفض الأب للرشوة و الكذب.
الأخلاق في مجتمع كاذب مرتشي.. موقف يثير الأسئلة المصيرية الساخنة!!

*الطبيب المعالج للمريض والمحتاج هو لطبيب- كسر شخصيته بالمفاتيح -الطبيب و الحقنة و المفاتيح وقرار إلقائها من الشباك 1 2 3 التمرد والثورة والسخرية من كل الأنظمة الفوقية و انهيار الطبيب..
الراوي: بكره كل اللي بيتحكموا فينا، اللي بيقولوا إنهم يعرفوا مصالحنا أكتر مننا.

*الاجتماع والصلاة و التوحد مع الإله وكشف أردية الدين المسكونة الملتبسة.. انهيار هذا الشكل الخارجي بخناقة..
وكشف المستور. بالشباشب.
*في المقابل موسيقى رقصة الحياة – ومشهد بكادر مليان دلالات ورموز- الجدة الرمز الإيجابي لمعرفة الإله.. وحبه وفهمه في مقابل الأب وتزمته. نعيمه ترقص - الفتى الحبّيب في البلكونة المقابلة.. يرقصا رقصة الحياة وحب الإله – في عيون الجدة فرحة وأمان.. يعني بيرقصوا ويرسموا وهم في أحضان الإله- مجاز.
نعيم بيرسم.. الرقصة. رقصة الإله. مجاز. متتخضش.
الأم بتستحم في مكان راحتها و عريها الوحيد – مصداقيتها- حريتها.. نراها تغني تضحك تناقش تحاور ابنها..
تتطهر تغتسل.. تتنفس.. وفيما بعد تغسل زوجها وتطهره وتغيره.

*نعيم بيرسم عالحيطان ..عن حرية الرقص والإنسان والإله.. بيغير الواقع والأشكال.. الجدة بتبتسم والإله.

*دخول الأب غاضبا من رقصة الحياة. نعيم ووقوع اللوحة التشكيلة..
نعيم وكشف المستور.. الوجه الآخر للوحة/ للمجتمعات الأخلاقية الشكلية- هو العري.. والانفتاح- الفنون والابداع
ويبدع أسامة فوزي ومصوره القدير" التلمساني" ليحول تلك اللحظة إلي لحظة فانتازية.. لنري مخبر الأشياء.. الوجه الأخر للصورة أو المشهد المتراكم عبر تطور الفيلم وإحداثه وعالمه الخاص التي تدور في فلكه الشخصيات-الفتيات العاريات.. المودلز المقدسات في معبد الطهارة والحريات والفنون-وتجاوز الجسد العاري- كموضوع للاستهلاك والافتراس الجنسي والاستعمال. ليتحول إلي رمز جدي للجمال الذي أبدعه الخالق، فينظر له المجتمع الراقي عاشق الجمال والمفهوم الحقاني للأخلاق.. كما ينظر للوردة أو الطيور أو السماء.. للأنهار والبحار.

*عدلي: هتودونى جهنم أنتوا كفره - صورك العريانه فن - نسوان عريانه في البيت وتقوليلي فن – ونعيم بيحب السيما.
عدلي يخرج منهارا.
*نعيم ف الحمام مع أمه العارية بتستحم.. طبعا مديها ظهره. وبعدين.. ياواد بص قدامك أنت مش مكسوف.
ماهو ربنا شايفك مش مكسوف ليه. مجرد سؤال بريء، تعرفى أنك أحلى كده بكتير. مجرد عين برضه بريئة،
نعم. ما أجمل الحقايق وطعم الصدق وحرية الإنسان مش عالم الأردية والتدنيس.. يعني اللي بره هلا هلا واللي جوه يعلم الله.

*"حميده" أقصد عدلي في أروع مشهد عننا لما نخيب وننكشف- شبه المشهد بتاع "حرب الفراولة" اللي بكانا علينا..
لما كنا لابسين لبس النسوان – أقصد طبعاً الشخصية.
الصدمة -عدلى يعود من لحظة التجربة - الأمن والمباحث ورحلة إخصاء الإنسان ولا إخصابه في الفيلم ده!!
نعمات: فى ريحة وحشة- صمت- عملت على روحي - بكاء كالطفل- الحموم و الغسيل والتطهر- وربما تغيير الأفكار.

*المرض والمعادلات الدلالية والدرامية الخفية والنتاج الطبيعي لعالم مملوء بقهر التزمت ومن ثم ضحاياه، الأمراض تصيب الجميع، أب يمرض بالقلب، الابن نعيم" يصاب بحمى روماتيزمية، ويصاب بحالة عصبية تكون لزمة يكمل بها يمكن للأبد، الطبيب: البط و الوز ممنوع وإلخ- العلاقة الزوجية في أضيق الظروف - العمر قصير نضيعه ليه؟ نعمات لازم متعرفش!

*نعيم يرانا جميعا ولا ينام..!
الليل و النوم ودموع عدلي و الظلام الخفاء، ونعمات ورسم الصور العريانة.. نعيم يراها- عدلي لازم ميعرفش!

*الخالة و خطيبها – القبلات المسروقة من ورا كل المؤسسات وغصبن عن كل القيود- وعد أرقام الجلوس الناجحين - النجاح في تحقيق اللحظة المسروقة 77 88 99– ما فيش أخلاق بالعافية- نعيم يرانا جميعا ولا ينام.. ماما لازم متعرفش!

*نعمات و يوسف - أنت متعرفش أنا رسمت الصورة دي أزاي - تقدري ترسمي ف السجن - معتقل السياسة- شيوعي.
أنا مكنت ملحد - فالسجن بقيت أصلى- لما لقيت أساتذتي بيقولوا كلام بس حافظينه – وحلمت شارع ضلمه فيه طين-
تطير مش تزحف على بطنها- وجه النسر- زى فرخه- أنت نسر نسر مش فرخه طير طير - رمته فالهوا –
ضرب الهوا و طار- راح و مرجعش - أنت لازم تطيرى.. تطيري- أطير بس عدلي والعالم كله لازم ميعرفش!


*البيض وعالم الجده – وتليفون الحرمان إياه – والعلاقة بين الكبت والقهر.. وشهوة التحكم في الجميع!
الواد نعيم عاشق يخش السيما- السيما حرام- وابوه اللي فهم منه إنه داخل جهنم.. داخل.. نعيم يفكر ويقول
هابتزكم .. أنا منكم.. هابتزكم وهاخش السيما. إتجوزوا بقى و إتلموا و بلاش قلة أدب..وسيبوني احب السيما.

*ياللي تحرمتم من التعليم الفرصة لسه..ولا ضاعت؟!ومجتمع خايف من حريته، كداب مابيؤمنش إلا بموهبة الحفظ والتريد!
وبلبل بيبكي..مش هايخش كلية الرسم والتشكيل.. وخلق عالم مختلف فيه الإنسان إنسان. ويلونه..
55% في كابوس الثانوية العامة ونجح قدرات. يافاشل!؟، 65% ساقط في القدرات. شاطر!؟

*السيما هى الجنه- التذاكر صكوك الغفران - رضوان حارس الجنه - الملايكة يدخلونا السيما .. أقصد الجنة.
الممثلين و الهالة فوق رؤوسهم – هم القديسيين و الأولياء الصالحين- ومشهد فانتازي من أبداع ولاد فوزي الاتنين
رغم أنهم مش اخوات.. إبداعهم ولا إبداع نعيم اللي جواهم.. لما من حبه للحياة شاف جنته هي الحياة.. يعني السيما.

*حب أول نظرة-وبنت الجيران إياها-ومشهد المرآة والأنوثة والذكورة ولحظة الاكتشاف والانبهار وسبحان الخالق الوهاب فيها إيه كده؟ أنتم تعبانين ولا حاجة؟ ولا شايلين إيه..؟المشهد ببساطة عشان تعرفوا زى ما قولت كده..لو ناوين تفهموا! أرجوكم ما تفتروش علي البنية والولد..انتم عندكم ولاية.. وافتكروا دايما إنكم كنتم.. ولا ماكنتوش.. ولا خلاص الخوف والقسوة ومبدأ افتراس الجسد.. شال من جواكم القلب والإحساس؟ وعشان متزعلوش وعلي قد عقلكم.. الواد قالها في أحلي إفتكاسة في تاريخ الحوار الرومانسي في السيما.. متخفوش.. متخافيش.. أنا هأدخل البيوت من أبوابها..!
يعني بيحب السيما.. اقصد الواد بيحبها.
نعيم راح السيما مع خاله..الأب لسه بدموعه بعد الرعب إياه - وعملة العيال اللي عملها.. المشهد اللي عننا لما...، ولا لما ننكسر ولا ننحني.. وعدلي ينهار عالمه.. وكل الأسوار والسدود والأجوبة الجاهزة المتلقنة-نعيم راح السيما مع خاله!

*أنا محصلتش قطه –وخمرة الحرام والسجارة.. وعنها طاقة الأسئلة الحرام انفتحت وكانت متسلسلة وسرسبت معاها كل الأجوبة المتأسسة بالحقن والترديد- وابتدي البوح بالكلام في الممنوع.. البوح والشجن والتنهيد..
وفعلا أحلي مشهد وحوار نقابله في السيما.. ويمكن كمان العالمية.. يرد فيه علي كل دعاة الحكومات الدينية (الثيوقراطية) أصحاب منهج فرض الفضيلة ومعاقبة الرذيلة بالقانون.. أقصد أي فكر يدعوا للشمولية، سواء دعوة دينية ولا سياسية – نازية. فاشية ولا ستالينية.. ويقول حميدة أغنية الحرية.. أغنية البوح والكشف والتعرية..
كل واحد كابس على نفس اللى تحته.. محدش بيتغير الا اللي عايز يتغير- حد يقدر يخلى حد يتدين بالعافية-
عبد الناصر يقدر يخلى حد إشتراكي بالعافية- الكل بيكدب - سلسلة طويلة من الخوف و الكبت و الكدب.. والكدب..
العمر قصير نضيعه ليه في المتاهه دي- محدش بيتغير الا اللي عايز يتغير.

*وحميدة اللي هو عدلي– وصلاته- اتصال – صلة – تواصل– يتكلم من قلبه من غير أي حركات.. ويعترف من قلبه إنه.. الناس بتكذب علي بعض- لاكن أنا بأكذب عليك أنت – كل ده كذب – أنا بحب الخطية– ومبحبش السيما عشان بتعريني وبتقولني وبتكشفني قدامي وتفضحني- أنا بحب الخطية-بس خايف من جهنم.. يعني لو مافيش جهنم.. يا ترى كنت أعمل نفس الحاجات دي؟ – أنا ماعرفكش – أنا بأعرف شوية إشارات و طقوس وحركات آلية.. أنا تايه ما بين طايفة وطايفة.. وكلام وكلام عكسه.. احنا مختلفين في كل حاجة.. لكن كلنا بنتفق على حاجة واحده وبس – إننا خايفيين منك.
خايفيين منك – بس مبنحبكش.. نفسي أحبك- نفسي أحبك زى ما تكون أبويا.. أبويا نفسي أحبك. انتهي المشهد الذي حققه عيال فوزي ومعاهم حميدة في أروع مشهد سيحسب للسيما والحرية والله. رغم كل انزعاجات بعض الأقباط!!.
يا ميت خسارة!

*نعمات –- الفنانة اللي باعت فنها.. ولا فكرها.. وقبلت الدخول في المؤسسة.. يعني شركة الزواج- اللي مش مختاراها- لاكن الخوف من المجهول وبكرة وكلام الناس والتعنيس بقي- قبلت– عدلي- رغم الاختلاف والاختلاف.. ثم الانسحاب وقلب الصورة علي ضهرها، وتصبح الصورة بوشين.. يعني الواحد منا يبقي اتنين وثلاثة..حاولت رغم السلاسل والصعاب لاكن الراجل الف راسه وسيفه أن كله حرام في حرام.. ممدوح يوسف.. رجع يصلي.. ويتكلم ويبوح ويعلم كمان البوح..
باحت نعمات بسرها علي اللوحة ورسمت عريها.. صدقها.. اللي متغطي بتلال من ملابس الاختباء والانسحاب والخجل يعني الكبت والوجل.. رسمت الخوف من حريتها والاختيار.. رسمت كبتها وعجزها.. ولأن الكبت يولد الانفجار..الكدب
والخيانة والوشوش المتزوقة.. كانت النتيجة الطبيعية اللي لازم تحصل وبتحصل..! المرأة ضحية المجتمع والخوف.. والآسر من كل مؤسسة.. المرأة ضحية الرجل والعائلات وأي مجتمع شمولي- ذكوري- ثيوقراطي..
اللوحه من غير ما نقلبها– العرى– مكسوفه - لبسه- مدارية– خايفه– متغطيه- ملتزمة- مش مستريحه - دايرة علي حل شعرها- حد يقدر يخلى حد يتدين بالعافية- حد يقدر يخلي حد- مؤدبة- بالعافية.
يحضرني مقولة للرئيس خاتمي فخطبته اللي قالها في دولته الثيوقراطية اللي بتسعي وتحارب لحريتها دلوقتي..
إذا تعارضت العقيدة مع الحرية.. فلابد في النهاية أن تنتصر الحرية.. ( خاتمي).. ولعلنا ندرك..
أنت جميله كل حاجه فيكي جميلة - العمر قصير نضيعه ليه في المتاهه دي..


*صلاه نعيم – وسؤال كده و ألا إيه؟- هتدخل لربنا قافيه؟- يكدب و يكسب- بس مش هو بس اللى بيكدب..
قرار مش رايح القداس!..عدلي! والكبت والقهر والكدب والأسئلة اللي مش متجوبة تولد الانفجار.

*جواز نوسه ولامعي الكداب.. فرح- الكذب وعدم الشفافية- الشتائم داخل الكنيسة- والحريقة- - العريس متشلفط و القسيس- وتعنيفه ونصحه للعلتين..ورجوعهم عن الغلط- الصلح قدام الصليب ونعيم في المنتصف- طب عايزين إيه؟ ومشهد المشكلة وازاي ده يحصل في بيت ربنا.. وكأن ده مابيحصلش؟ ولو حصل لازمن ما يتقلش؟
يا جماعة عيلتين واحدة كدابة والتانية متزمتة ومخوخة هيطلع منها أيه ولو قاعدين فين؟
وبعدين ده ما يسئش بجد لبيت ربنا، اللي يسيء فعلا هو الغش والتجارة وخداع الناس وابتزازهم وتغيبهم بأسم ربنا
ولا إيه؟ إيه؟ ويمكن ولعلنا ندرك!!

*الجد الحزين – صلاه نعيم – غمض عنيك- مبيغمضش- أنت زعلان؟- ولأن نعيم مابينمش عننا.. وعارفنا كلنا..
عارف إن جده.. مبيحبش كلمة جدو.. وبيعوج الطربوش.. ولأنه الواد الخلبوص كاشف سرنا..يعني جده..
طلعله اللي ممكن يضحكه ويزغزغه.. ويخرجه من حزنه وحرمانه وقهره... يمكن غلط.. هو غلط..
بس الواد للي جوانا وبيبتزنا، الدور ده كانت نيته بس بجد إنه يضحكه.. اضحكوا.. الانسان غلبان وفيه اللي مكفيه، العمر قصير ليه نضيعه، وعارف هو غلط، بس المطلوب بس تضحكوا.

*الأم بكامل مكياجها تذهب ليوسف - رايحه تأخد اللوحة التشكيلية- ولأن الكبت يولد الانفجار..الكدب والخيانة والوشوش المتزوقة.. كانت النتيجة الطبيعية اللي لازم تحصل وبتحصل..! في كل طايفة وملة ودين.
النتيجة الطبيعية للانسحاب والجبن والتأويل المضلم، وقراية الحياة والجسد والفضيلة والجمال بالعكس..
يعني البره مش الجوه. السقوط في الفضيلة السلبية العكسية.. يعني رد الفعل مش الفعل.. يعني الخطية.
المشهد التالى مباشرة – مرض نعيم – عقاباً على سقوط الأم ولا إيه؟ إيه؟
توبة الأم فى الكنيسة؟ لاكن ياخسارة توبة سلبية.. الشيطان أبن الكلب هو اللى –
سامحنى و أرفع عن أبني نعيم - خايفة عليه من ذنبي – خايفة تعاقبني فيه- خايفة وخايفة.
الليلة كلها خوف ورعب مش أزمة الفضيلة اللي انسفحت.
وبعدين تتكلم بجد يمكن -طول عمرى صبره عالغلب و ساكته.

*نعيم ولأول مرة يرفع صلاة لأبوه – أقصد يخلق لحظة صلة واتصال- لحظة تواصل.
أبويا- باعترفلك أنا رحت السيما من وراك- أبويا أنا بحب الخطية. بحب السيما.
بحب الفنانين وأولياء الله الصالحين الممثلين الفنانين.. بحب الغني.. والرقص..وهارقص..
بحب الأوبرا والباليه والموسيقي والطرب.. وبحب البنت اللي جنبنا. بحب عنيها ولمسة إيديها..
بحب الحرية وقولة لأ قدام كل اللي بيقولوا أه من غير ما يفكروا.. بحب طعم الأحلام والبراح والسما
وبكره النضارة اللي مابتحبنيش، واللبس اللي مغطي عيوني وشعري وجسمي من الشمس والهوا وحتى من البرد والرعد والمطر.. ولو أصروا ألبس النضارة دي وأعيش جوا اللبس ده اللي بيخنقني وما بيحبنيش وبيمنع عني كل الفضا.
هعمل اللي هاعمله في كل حتة وهاغرقهم بالقرف والمرض وكل الميه اللي وسخوها وكانت في الأصل جاية من المطر.
أبويا أنا بحب السيما والحياة والنار والحرية. بابا ممكن توديني للسما.

*وفي لحظة بيفهم الإله.. قاصدي اللي بيلعبوا دور الأله.. أصحاب الحقيقة المطلقة. وقارئي الضماير مكان الإله.
في لحظة بيفهم عدلي صوت ربنا اللي جواه، صوت نعيم الصغير اللي جواه..بيفهم وتنكسر الحواجز والعمي.
ويحب الإله. يحب السيما. فرقة رضا. شراء التلفزيون. والضحكة تملي العيون والقلب. ضحكة بجد من جوه.

*المصيف و البحر وعدلي والمدي.. وتنفتح عيون القلب وتستنير الأذهان
نعيمه خست- متيجي نزل– من أمتى بتخلينى نزل الميه. أستني أدهنلك كريم. أقفل الشباك.
لأ – أنا عايز أشوفك و تشوفيني. أعرفك وتعرفيني. أكلمك وتكلميني. أفهمك وتفهميني.
أنا عايزة أعترفلك- وبجد الدور ده بتعترف بس من غير كلام ولا تمسح في الشيطان. لاكن اعتراف تغيير الاتجاه. متقوليش حاجة أنا عارف. ولأول مرة عدلي يبقي عارف كل حاجة. فاهم كل حاجة. اصله عرف لما حب الإله.

*نعيم عايزة أخد لفه. ويقوم عدلي بدوره الخير ويديله حلمه وحريته ولو حتي مجرد لفة.
وعلي العجلة مشهد يفكرك بحب كبير شبه الحرية علي طريقة فيلم تيتانيك.
ويموت الأب فدي لحظة سعادة وحرية لنعيم اللي جواه.. ويموت علشان لفة. الأب و العجلة و الإرهاق..
وخطاب التنحي.. ومشهد غروب لموت الأب جمال عبد الناصر.. ورغم الحزن البادي علي المنظر اللي أبدع في كل واحد في الفيلم دوه نسمع خطاب الاعتراف..
"أيها الأخوه لا يمكننا أن نخفى عن أنفسنا إننا واجهنا نكسه خطيرة خلال الأيام الأخيرة، وقد قررت أن أتنحى تماماً عن أى منصب رسمي و أى دور سياسي و ليكن الله معنا جميعاً"

*ويتنحي الأب ويموت لاكن في فيلمنا ده علي سجادة صلاة.. قدام صورة رمز للإله صورة المسيح لاكن الدور ده ولأول مرة معدولة.. الحقيقة تعدلت بالحرية والسيما وحب الإله.
أما الأب جمال فالحكم للتاريخ ويقول ما شاء. لاكنفي زمن يكون فيه الكشف والصدق وحب السيما هو الأساس.

" شريف منير" مات أبويا و فضلت أدور عليه في كل الناس!!

*موتي" الرب راعى فلا يعوزنى شيء فلا يعوزنى شيء – ردة فعل الأم اتجاه نعيم لأنه السبب أنه أبوه منحه اللفة ومات-
الواعظ بيقول – الب رفض أن يدخل التلفزيون والسيما – يعني الشيطان فى البيت- نعمات كفاية مش قادرة أستحمل.
مش فاهمة! ولان اللي بنزرعه في سنين صعب نغيره كده .. وكمان هنحصده

*محاكمة الأم في العزي – وكلام الناس تاني -قرار أم نعمات – دفن الزوجة وراء الزوج. ممنوع نعمات تتجوز بعد عدلي. ممنوع تحلم وتغير وتفكر وتتطور. إزاي نغير ثوابت اسمها إيه دي.. الأسرة! وتضعف نعمات وتخضع لكلام الناس والبيت والمؤسسات والأسرة. نعمات كفاية مش قادرة أستحمل. المرأة ضحية نفسها ولا المجتمع؟

*خناقة الجنازة.. هما دول.. الأسرة والبيت والغيط ومؤسسات القيم والكلام إياه.. كذابين!
الأب أه مات علي سجادة الصلاة .. وصورته كانت معدولة.. لاكن سابلي تركة من اللبس اللي مغطي عيوني وشعري وجسمي من الشمس والهوا وحتى من البرد والرعد والمطر..
نعيم يمسك بالشفشق إياه ويتبول عليهم علي كل بيقتوله جواه حب الأله والأولياء الصالحين والفنانين القدسين يعن حب السيما والحياة.

*الجده – خط الجده- رمز معرفة الإله المنفتح وحبه، في الفيلم ده كله.. رمز لحب السيما والرقص والموسيقي والرسم وتغير الأشكال الثابت المتجمدة..
الفيلم ده كله والمليان بالأقنعة والصور أم وشين وخناقات القرف واللي تعبر عنها بالشباشب- الفيلم المليان بقرف الخيانة والكذب والمرض، ونعيم اللي مرضوه وحولوه لشخص عند مرض وحركات عصبية غير إرادية.. حولوه لمبتز عشان ياخد بس أقل حقوقه.. وقرفوه لدرجة أنه يشرب مية المطر ويرش عليهم مية القرف اللي منهم.

*وقبل ما ترحل الجدة وتسيبنا وتتسيب الكادر ولا الفيلم والمجتمع ده بقرفه كانت الوصية الأخيرة
نعمات – إتجوزى أنت صغيرة – سيبك من كلام الناس.. وقرف الناس والمجتمع ده. وهو شفشق نعيم عندك هناك أه ومشيت.


*النتايج لعهد الأسر والدكتاتوريات والثيوقراطية المتزمتة..

*نوسه – هأطلب الطلاق من الكذاب

*بلبل مسافر.. ويهاجر مكسور القلب .. البلد ما بقتش بلده.. بلد اللي يحفظوه ويرددوا في الكتاب
بلد اللي مبيفكروش ومبيرسموش.. ومبيحبوش السيما.


*الأم تستلم شعلة أبويا. - فلا يعوزنى شيء
نعمات ترفض الزواج من يوسف- وتحرق كل اللوح والرسم وعدلي ويوسف والفن ونعيم وحب السيما..
وشبابها وكلام الجدة وحب الإله.


*التلفزيون
الجد يضحك – الجد يموت- الكل ينظروا للخلف للموت.. والباباوات الأبهات اللي ماتوا وشبعوا موت..
نعيم يديهم ضهره – يولع التلفزيون وفي إيده طبعا شفشق المية والمرض والحالة العصبية واستعداد أنه ينطر في وشهم القرف والعنف والابتزاز وكل اللي زرعوه جواه..
– يضحك- ويصر لأخر لحظة إنه يضحك.. ويبص لقدام رغم المرض.. والقرف ويحب السيما..
– لأنه عارف إنها طريق الحرية.. يعني حب الإله.
:كلام جرايد تاني-::كلام جرايد تاني-: كلام جرايد تاني
-----------------------------------
لا فرق بين كتالوغ التطرف الديني وكتالوغ الايديولوجية السياسية ولا بين تعليمات الأب والمدرس وتعليمات الطبيب الذي يفرض الراحة والالتزام من منطق امتلاكه هو الآخر للحقيقة المطلقة.
ماذا يفعل الطفل.. غير الاحتجاج على طريقة التبول من شرفات الحرية على قطيع دخل دوامة المؤسسات براحة واستسلام.



#طارق_الدويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانة الخيانة-علي فين يامصر


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الدويري - بنحب السيما