أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مصارع - مؤشرات فرضية الدمار الشامل














المزيد.....

مؤشرات فرضية الدمار الشامل


أحمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حروب التدمير الشاملة ليست حروباً عالمية بين القوى العظمي مصدرها غرور تكنولوجيا حرب النجوم
أو غزوالفضاء , فلقد اثبت التجارب الإنسانية أن القوى العظمي التي تمتلك التقانة العالية قادرة على
السيطرة والتصرف بها بشكل معقول والعقلانية جزء لا ينفصل عن منطق القوة فإذا كان المطلوب هو صيد
عصفور فان خردقة أو مجموعة من نفس الصنف تكفي لتحقيق الغرض المقصور والعكس صحيح .
منطق القوى العظمى له ضوابط نفسية هادفة ومن النادر أن يصطدم الأقوياء فيما بينهم ولكن من الشائع أن
تتفق مصالحهم الإستراتيجية حتى عند حدوث اختلالات فيما يمكن دعوته توازن المكاسب واقتسام مناطق
النفوذ والأخص من ذلك تحقيق الجدوى الإنسانية ( الزائفة ) والجدوى الاقتصادية وتتمثل ليس بأحداث اكبر مجال تدميري شامل على ما يسمى بالأنظمة الشمولية وعلى بلدان ذات بنيه تحيته هشة على مراحل من جهة وبأيد نظيفة فالضرب عبر القفازات هو الأخر من الضربات المباشرة بينما يعمل هؤلاء الأقوياء الذين تجمعهم المصالح المشتركة على تحقيق تلك الأهداف بافتعال الفتن والخلافات العرقية والمذهبية والطائفية …. الخ
بقصد أحداث اصطدامات تدمير ترقى الى مستوى حروب الدمار الشامل وبالأيدي المحلية التي يمكن تسميتها بالوطنية وهذا المقياس لايمكن إنكار فاعليته لان يستند على الحكمة القائلة أعط للفوضوي فرصة للهدم وانتظر ماذا يمكن للبناة أن يفعلوا .
فالجاهل يصنع بنفسه ما يصنع العدو بعدوه انهم يستطيعون تحويل بلدانهم الى خرائب ومجازر دموية وساحات ملأى بالجثث لكي تفترسها النسور .
البلدان المعرضة لحرب التدمير الشامل هي البلدان من الشعوب و الأمم حديثة الظهور و الضعيفة البنية , أو ذات الثروة الطائلة ,على هامش الوعي المعاصر .لا تمتلك منظومة قيم متعادلا ديناميكيا بين قواها التحتية و الفوقية , و لا تمتلك هرما نظاميا ينسجم و طبيعتها الخاصة ,لأن الهرم غالبا ما يكون منكسا أو مقلوبا , يقف بتوازن قلق على رأسه و ليس على قاعدته العريضة .
البلدان المعرضة لحرب التدمير الشامل,هي البلدان التي قلما تلتقي مصالح الفئات المتعددة المكونة لها , و في المقابل كثيرا ماتكون الخلافات ناشبة بين أطرافها , وفيها قوى غير مسنودة في الواقع المحلي لتعمل على تكريس واقع مخالف لمعطياته المنطقية ,تمسك بالحاضر عنوة , وتلوي عنق المستقبل وتتجاهله , و الأنكى من ذلك هو عدم امتلاكها القدرةعلى نشر الوعي المحلي أو الوطني أو الاقليمي اللازم للحياة بانسجام وجوار سليمين . فالنزوات و الهمجية , و السذاجة السياسة , و الطموحات اللامعقولة للنافذين في الحكم . وكذلك العقد النفسة , و الخيالات الباطنية و القابلية على التأمر و الانقلاب ,وكم هائل من التداعيات المندمجة بالعصبية و الروح الثأرية و القبلية , ومما لا يمكن حصره في موسوعة كل تلك العوامل الخفية و الظاهرة , وهي عوامل تدميرية لا يمكم ارساؤها بدون أسس صحيحة للبناء , هي الارث الماضي لم يتم التخلص منه عبر اختبارات وزن قوى و مصالح غير عادلة , أو غير مشروعة , و هي قابلة للتداعي و الانفجار لمجرد التركيز عليها , و العبث بها من قبل الاطراف التي تمتلك امكانية دراسة ظروفها و عوامل انهيارها الداخلية و بقلبل من الجهد و التحريض , سينهار البناء عاليه على سافله , كما يقال .
البلقنة و الصهينه و الافغنة و الحنفشعة التي هي صراع ظاهر و مستتر بين السنة و الشيعة , استمر لمدة عشر سنوات من الصراع الدامي بين العراق و ايران و ما زالت ظلاله تلقي بآثارها حتى يومنا هذا , فهو بحق من أطول و أعرض الصراعات الخفية و المكشوفة في الشرق الاوسط و لعدة عقود , و كذا القرن الافريقي (القرننة).
ما حدث في بروندي و راوندة يستحق التأمل العميق , أكثر من باقي أنواع حروب التدمير الشامل ففي فترة زمنية قياسية من المذابح بالوسائل البدائية , تم القضاء على مئات الألوف من البشر , و هي فضاعات يندى لها جبين البشرية , و يخجل منها الضمير الانساني , مآس لا تعد و لا تحصى . فمن هو المسؤول عن الوحشية الأهلية الجماعية , لولا النبش و الهدم الذي مارسته مجموعة من القوى العظمى , وخرجت منها بريئة , بدون أدلة تفضح دورها في اشعال نار الفتنة الاثنية .
من مظاهر السلوك المتحضر للبلدان القوية , هي قدرتها االمتعاظمة على التدخل السريع , لا لشئ , سوى انقاذ رعاياها من شظايا حرب التدمير الشامل , بانتظار ارسال القوات الدولية بالقبعات الزرقاء . تكون الساحة الوطنية قد أصبحت هشيما , بعدما التهمتها نيران لا تذر ولا تبقي .
الفرضية القاتمة التي يمكن أن تتفق عليها القوى العظمى و تنفذها بطريقة أنيقة للغاية , هي فرضية من نوع (افريقيا من دون بشر , أو شرق أوسط بالحد الادنى من ساكنيه ..).
افريقيا القارة الخام , القارة البسيطة و الطيبة . تتعرض للهلاك بسب التصحر و الجوع و الفقر و الامراض الفتاكة بسب التجارب الخطيرة من الايدز و الايبولا ليتم الدفع بها نحو الصراعات الاثنية و القبلية .
أليس من الواضح اذن أن القوى العظمى ذات المصالح الكبرى و التقانة العالية , اتفقت فيما بينها على ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل , من تلك البلدان و ذلك خوفا منها . ومن امكانية وصول رشقات اليها فيختل التوازن الدولي الذي لهو نفسه قائم على ركائز ضعيفة من فوارق كبيرة بين الاغنياء و الفقراء و بين الشمال و الجنوب .
و أخيرا لضعف حاجة البلدان الى وسائل الدار الشاملة , الامكان تحقيق حرب الدمار الشاملة بوسائل بدائية متاحة لتلك الشعوب و الامم

كاتب سوري - معتقل سابق






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مصارع - مؤشرات فرضية الدمار الشامل