المركب العربيّ في هويّة أبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل

موسى حجيرات

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إنّ المركب العربيّ هو شعور أبناء الأقلّيّة العربيّة في دولة إسرائيل بانتمائهم إلى القوميّة العربيّة على أساس الثقافة، والتاريخ، والدّين واللغة وهو الهويّة القوميّة كما يسميه البعض. لقد مرّ هذا الشعور بالانتماء للعالم العربي بتغييرات كثيرة عبر فترات تاريخيّة مختلفة. فبعد إقامة دولة إسرائيل وخيبة أمل الفلسطينيّين من الدول العربيّة ضعف التماثل والتعاطف مع القوميّة العربيّة وظهرت ميول للاندماج في الدولة اليهوديّة-الصّهيونيّة. ولكن عدم قبول أبناء الأقلّيّة العربيّة كمواطنين متساوي الحقوق وكون دولة إسرائيل من وجهة نظرهم رمزا للإيديولوجيّة الرأسماليّة الغربيّة والتي يعارضها كافة أبناء العالم العربي أدّى إلى ميلهم المجدّد للانتماء للقوميّة العربيّة.
لقد أدّت بلورة الشعور بالإحساس القوميّ لدى أبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل لأن يتعامل هؤلاء مع كلّ مشكلة تصادفهم من وجهة نظر قوميّة وسياسيّة. فقد تغذّت هويّة الفلسطينيّين القوميّة عبر عشرات السنين من آلامهم ومشاكلهم وخيبة أملهم.
إنّ كون أبناء الأقلّيّة العربيّة في دولة إسرائيل جماعة تابعة من حيث القوميّة للعالم العربي أدّى لأن يتعامل الباحثون مع هويّتهم الإثنيّة كهويّة قوميّة. فانتماء أبناء الأقلّيّة العربيّة في دولة إسرائيل للقوميّة العربيّة هو الهويّة المهمّة بالنسبة لهم. فهم بذلك لا يختلفون عن غيرهم من أبناء الأقلّيّات الأخرى في العالم الحديث الذي تؤكد فيه الهويّات القوميّة.
إنّ علماء الاجتماع الفلسطينيّين حين عرّفوا الهويّة القوميّة لأبناء الأقلّيّة العربيّة اعتمدوا على اللغة المشتركة، والدّين، والتاريخ، والعرق، والثقافة والوطن بالإضافة لوعي الفلسطينيّين أنفسهم لإنتمائهم للقوميّة العربيّة. وفي الواقع يسلك أبناء الأقلّيّة العربيّة في دولة إسرائيل سلوك الجماعة الاجتماعية الواحدة من نفس الأصل، وتربطهم علاقات القرابة العائليّة لذا يتحوّل الانتماء إلى انتماء عاطفيّ شعوريّ ثابت.
كانت الهويّة القوميّة هي الهويّة البارزة التي تمّ التأكيد على أهميّتها من قبل أبناء الأقلّيّة العربيّة في البحوث التي أجريت بعد حرب الأيّام السّتة. ترتبط الهويّة القوميّة سلبيّا بالهويّة الإسرائيليّة عند أبناء الأقلّيّة العربيّة في دولة إسرائيل في العهد الحديث إذ تزداد الحاجة في هذا العصر للقيم القوميّة كرموز بديلة للهويّة؛ كاللباس التقليدي، مثلا، وتعاليم الإسلام والرّوابط العائليّة. أدّى التناقض بين الهويّتين - القوميّة العربيّة والمدنيّة الإسرائيليّة - إلى خلق ما يشبه التوازن بين الحسّ القومي والتأقلم العملي والاندماج في حياة الدولة، فلذلك خلقت هويّة جديدة - عربيّة إسرائيليّة - هي عبارة عن دمج الهويّتين، أو هويّات خاصّة.
لقد وجد هوفمان ودبّيني، في بحث أجرياه سنة 1970، أنّ الهويّة القوميّة مماثلة للهويّة الدّينيّة عند المسلمين.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل