متى يأمر الرئيس السوري بشار الأسد برفع الظلم عن عائلة نزار نيوف وعائلات سورية أخرى ؟

جورج أبو عليا

الحوار المتمدن-العدد: 903 - 2004 / 7 / 23 - 12:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

لقد كان عصام العطار من القيادات البارزة في حركة الإخوان المسلمين  التي جرى ما جرى بينها وبين السلطات السورية ، ومع ذلك كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار وزيرة للثقافة لسنوات عديدة ( طبعا والقرار الحكومي هنا صائب لأنه لا يجوز أبدا أن ننقل خلافنا مع معارض إلى ساحة أسرته)  ، بينما عانت عائلات معارضين آخرين اشد المعاناة . هذه مقدمة بسيطة نذكر فيها كيف تعاملت السلطات السورية مع عائلات المعارضين وخاصة من الصحافيين والكتاب وأصحاب الفكر الحر. كما ندعو أصحاب الأقلام السورية الحرة إلى الكتابة في هذا الملف . ونذكر هنا أن الوثائق المنشورة هي ما توفر لدينا ولو توفر غيرها لكنا قمنا بنشره بكل تأكيد. ولكن يبقى أن نطرح سؤالا محزنا وجارحا : عندما تتعامل جمعيات حقوق الإنسان مع هذا الملف من زاوية شخصية وتصمت عليه هل يحق لنا عندئذ أن نعتب على السلطات الحاكمة ؟! .

عائلة الصحافي السوري نزار نيوف ليست العائلة الأولى ولا الأخيرة في سوريا التي قاست وتعرضت للانتقام دون أي ذنب ، فعملية الانتقام كانت منذ الثمانينات بعضها كان " بالجملة " ( من جميع أفراد الأسرة ) وبعضها كان " بالمفرق" ( من عضو واحد في الأسرة لم يتوفر غيره ). لكن حالة عائلة نزار نيوف كانت الأولى في عهد الرئيس الشاب الجديد الذي يفترض أنه يرفض مثل هذه الأعمال الانتقامية -حتى ولو جرى اعتقال معارضين في عهده- فعلى الأقل ألا يجري الانتقام من عائلاتهم. فما ان عبّر الصحافي نزار نيوف عن رأيه بشكل سلمي ، وعبر فضائية عربية ، كانت السلطات السورية تدق باب عائلته لتسلمهم مذكرة اعتقاله ، وبعد فترة - وبتعاون بين الأجهزة الحزبية والأمنية- أصدرت الحكومة السورية ثلاثة قرارات تقضي طرد أشقاء نزار من وظائفهم ( مدرّسين ) دون ذكر سبب لذلك إلا كونهم أشقاء نزار نيوف. طبعا لن نذكر الظروف التي مرت بها هذه العائلة البريئة وما تعرضت له من تحريض واعتداء وتهديد ، ولكن نكتفي بنشر وثائق فصل أفراد العائلة التي لا يمكن للسلطات السورية أن تنكرها.

أنا شخصيا كنت متابعا لما وقع على هذه العائلة البريئة ، وتبادلت رسائل عديدة مع محام سوري بارز و ناشط في مجال حقوق الإنسان في دمشق وهو نفسه انفرد بموقفه وزار العائلة متضامنا معها. بينما صمتت الجمعيات الحقوقية السورية(طبعا باستثناء اللجنة السورية لحقوق الإنسان في لندن التي أصدرت أكثر من بيان عن القضية ) دون سبب فكانت فعلتها مثل عمل الحكومة التي فصلت أفراد العائلة من وظائفهم دون سبب ! . أحد الزملاء من المحامين في دمشق روى لي حكاية فريدة من نوعها أذكر بعضها : " تصور ان الحكومة السورية بسلطاتها الأمنية والحزبية لم تكتف بقطع رزق أفراد العائلة بل ان دولة التطوير والتحديث التي تريد الشراكة مع الأوربيين لم تتحمل أن يكون والد نزار نيوف مختارا على قريته فصدر أمر أيضا بعزله من منصبه .. هل فعلا بشار الأسد يعلم بهذه الأعمال ؟! ". 

وأعود لأذكر ان عائلة الزميل نزار نيوف ليست العائلة الوحيدة في سوريا التي تعرضت للانتقام وإنما معظم عائلات المعارضين تعرضت للانتقام دون سبب سوى وجود صلة قرابة بمعارض أو كاتب أو فنان انتقد سلطات بلاده بشكل سلمي. لقد عانت عائلة الدكتور هيثم مناع عندما كان منفيا ومنع أهله من السفر لرؤيته، كما فصل شقيق المحامي أكثم نعيسة من عمله كطبيب في مشفى حكومي ، وتعرضت عائلة المحامي أنور البني للضغوط والمضايقات أيضا .. وهذه أمثلة بينما توجد آلاف الحالات. أخيرا ، أدعو كافة الكتاب والجهات الأهلية الحقوقية والصحفية ومواقع الانترنت أن يسهموا في هذا الملف عبر التطرق إلى جميع العائلات التي تعرضت للانتقام وقطع الرزق لأن الصحافة تقدم نفعا في ذلك للمظلومين أكثر من الكتابات الحزبية التي لا نهاية لها.

الدكتور جورج أبو عليا
رئيس المركز السوري للقلم

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل