أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - العنف والاعنف














المزيد.....

العنف والاعنف


رضا الشوك

الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بِدأ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر في بريطانيا ومنها أنتقلت الى فرنسا وألمانيا حتى عمت أوروبا ، قام الغرب بتطوير وأحتكار صناعة العنف حتى أستطاع أن يحول عنف الآخرين الىعملية أنتحارية ، لأن عنفهم يفوق بكثير العنف الآخر وذلك لعدم توازن القوة في شطريها العسكري والأقتصادي ، وفي هذه الحالة فإن الدول الأضعف عليها أن تبتدع طُرُقا مُثلى أنجع للتعامل مع الأقوى وأن تستمر في إبتكار وسائل جديدة للدفاع عن نفسها و مصالحها ، وهذا يدفع بالضرورة الى أستخدام سلاح آخر يضمن بقاءها في الوجود وهذا السلاح هو اللاعنف الذي أبتكره ونادى به الكاتب الروسي الشهير ، ليو تولستوي ، وأستخدمه المهاتما غاندي مؤسس الهند الحديثة ، حيث نجح في تحرير بلاده، ورجل الدين دزموند توتو في جنوب أفريقيا أستخدمه كسلاح ضد العنصرية .
واللاعنف ليس معادلا للجبن والأستسلام وإنما يعني الشجاعة من نوع جديد . شجاعة روحية تُخزي وتُسخف العنف العسكري وتجعل العدو الأقوى حائراً في مواجهة الجماهير العزلاء . كما أن قوة اللاعنف تكمن في قدرته على حرمان الأقوى من التبرير الأخلاقي لقتله أناساً مسالمين لا يملكون سوى أصواتهم وأيديهم كأسلحة للأحتجاج والرفض ، إضافة الى ذلك فإن اللاعنف هو سلاح الطفل والمرأة لأنهما لا حول ولا قوة لهما .
لقد كان الغرب ولا يزال يحتاج الى خلق بعبع يستند عليه في صنع العنف ومبرراته ولهذا نجدهم يقومون بصنع بعابع في كل مرة يخططون فيها أو ينوون شن حرب هنا وهناك من هذا الكوكب . وللخروج من حلقة الصراع غير المتكافئ وتجنب خوض معركة خاسرة لا ريب فيها هو الأعتماد على تشجيع ودعم سياسة البحث العلمي والتكنولوجي فهما أساس الأستقلال الوطني في ظل العولمة التي أخذت تطرق أبواب التاريخ المعاصر بعنف حتى تتحول الى واقع معترف به عالمياً ، والدليل على ذلك هي حرية الإبحار عبر الأنترنيت ، هذه التكنولوجيا التي حولت كوكبنا الى قرية صغيرة ، ومن الدول التي طبقت سياسة اللاعنف بكل صوره هي ماليزيا ، سنغافورا ، تايوان وغيرها . حيث أستطاعوا تحقيق خطوات هامة على المستويين المحلي والعالمي وأقترابهم من مستوى تطور البلدان المتقدمة لأنهم أبتعدوا عن الدخول في متاهات الصراع مع الآخرين وفضلوا التوجه كليا الى تطوير بلدانهم في مختلف الميادين التي تساهم في عملية النمو الأقتصادي وتحسين حياة المواطنين في مختلف المجالات . لذا من الحكمة أن نتعلم كيف نخرج من دائرة الصراع العقيم الذي لا يُجدي نفعا وإنما يَزُجنا في نفق التيه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .
من حق الناس أن تعتقد فيما تشاء وأن تعبر عن هذا الأعتقاد بحرية دون خوف وأبتزاز وكذلك
من حقهم أن يرفضوا في أن يكونوا وقودا أحياء لحروب لم يشعلوها وصراعات سياسية لم يشاركوا
في صياغتها . وكذا من حق الناس العيش بأمان على هذه الأرض وفي جو خالٍ من الحروب وما تخلفه من كوارث ودمار ، وأن نظاما عالميا جديدا يمكن أن يسود كوكبنا إذا تضافرت جهود شعوب المعمورة لقطع الطريق أمام من يضمر شراً للبشرية .
فيما يخص عالمنا العربي فنحن بحاجة الى من يُذكرنا كل يوم بأن عدونا يروم تشتيت قوانا في حروب مستمرة . والغريب أننا لا نكتفي بما رَسم العدو ودبر ولكننا نعاونه على تحقيق هدفه من خلال خلافاتنا المتواصلة وأستنزاف قوانا في نزاعات إقليمية وداخلية ، ومن حقنا أن نتسائل بعد هذا الكم الهائل من الزمن المهدور : هل آن الآوان أن يجد تفكيرنا مكانا له في خزانة النضج والرشد أم لا زلنا كالمراهقين في سلوكنا وتصرفاتنا ؟ وإذا كان الأمر بهذا الشكل فإن مستقبلنا سيكون أسوأ من حاضرنا وأن الأجيال القادمة سوف تتحمل عِبأ أخطاء سياساتنا الفاشلة وعليه يجب أن تكون لنا الجرأة الكافية والإرادة بشكل جدي لإزالة الأساليب الموروثة عن حياة البداوة عدوة التحضر والتمدن التي رفضها الآخرون فنالوا قسطهم المرموق في تسلق سُلّم التقدم والأزدهار بعد أن كانوا دولا متخلفة تتخبط في ظلام الجهل والفقر.
وفيما يخص العراق فإنه يجب إختصار مراحل زمنية من التطور لأسترجاع عافيته كي تساهم في تفجير طاقاته الكامنة في كافة المجالات لا سيما أن الشروط متوفرة لتحقيق ذلك . ومن أجل تحويل هذه المقولة الى واقع ملموس يقتضي سيادة الأمن والنظام وفترة من الأستقرار ، والبدأ في عملية إعمار البلاد دون تأخير مهما كانت الأعذار لأن الوقت يمضي ومتطلبات الحياة تزداد ألحاحاً وضغوطاً وخوفاً من فقدان صبر المواطنين بعد هذه السنين العجاف من القحط والحرمان والعزلة عن العالم .



#رضا_الشوك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - العنف والاعنف