أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وائل خضر - انهيار سد زيزون والنظام السياسي الشمولي في سوريا















المزيد.....

انهيار سد زيزون والنظام السياسي الشمولي في سوريا


وائل خضر

الحوار المتمدن-العدد: 185 - 2002 / 7 / 10 - 06:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما اشتهر باسم زيزون في سوريا هي الشلالات الجميلة الموجودة في جنوبها، التي هي من منابع نهر اليرموك الذي يرفد نهر الأردن. ولكن فجأة في أوائل شهر حزيران الماضي ودون سابق إنذار، ينعي الإعلام السوري سداً كبيراً في وسط سوريا على حوض نهر العاصي؛ وقيل عن هذا السد إنه الرابع من حيث الحجم والأهمية بين السدود السورية.

ماقيل عن سد زيزون بعد انهياره إنه كان يخزن خلفه 71 مليون متر مكعب من المياه، وإنه مسؤول هو وتوأمه سد قسطون عن ري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة الغاب الشمالي بين محافظتي حماة وإدلب . ولكن تبين فيما بعد أنه يعاني منذ إنشائه من أخطاء فنية بالإضافة إلى الأخطاء الاستثمارية. وما عرف أيضاً أنه يستثمر منذ ست سنوات وإلى الآن لم يسلَّمْ إلى اللجان الفنية التي تؤكد مطابقته للدراسة الفنية التي اعتمدت لإنشائه. ثم نقرأ أن هذا السد الذي يتجاوز طوله الخمسة كيلو مترات، لايتوفر له حارس ليخبر الحكومة عن احوال السد اليومية، وكلنا يعرف ما أكثر الحراس في بلادنا الذين يشربون الشاي والقهوة والمتة من الصباح وحتى المساء دون أن يقوموا باي عمل. ثم نقرأ عن العشرات من التقارير والكتب الرسمية، الصادرة عن مهندسين فنيين واختصاصيين في السدود، التي حذرت الجهات المسؤولة ونبهتها إلى الأخطار المحدقة بالسد، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود، فلا سميع ولا مجيب ولا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية. وآخر الأخبار التي قرأناها عن هذا السد  أنه قد ضغط في آخر أيامه أكثر من طاقته ببضع ملايين من الأمتار المكعبة من الماء، وأن مفيضه ( صمام أمانه) مغلق وتملأه كتل هائلة من النباتات والأتربة والحجارة، وهذا ماأدى إلى انفجاره وانهياره.

في الواقع، يكمن خلف انهيار سد زيزون ما هو أعمق من إهمال بعض الوزراء والمهندسين والمسؤولين، فربما هؤلاء يتحملون المسؤولية المباشرة، لكن نرى أنه يجب توجيه الأنظار إلى الأسباب غير المباشرة التي غالباً هي الأهم، إي إلى السياسة الداخلية العامة في البلاد التي هي المسؤؤل الأول عن الكارثة التي حلَّتْ بسد زيزون. وعلينا ألانستغرب، إذا ما استمر الوضع السياسي الداخلي على حاله الراهن، أن نفاجأ بكوارث مشابهة أخرى تحلّ بمنشأتنا العامة. طبعاً نحن لاننفي أنه يمكن لسدودٍ أن تنهار، ويمكن لأخطاءٍ أن تحدث، ولكن هنالك فرق بين أحوال نعرفها يمكن أن نسيطر عليها وأحوال أخرى لانعرفها تسيطر علينا، والأخطر من هذا وذاك أن تكون بعض الأحوال معروفة ونهمل السيطرة على مجرياتها.

علينا أن نتساءل ماهو الدور الذي كان للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في هذه القضية، وماهو دور الاتحاد العام للفلاحين في ملابسات هذه المصيبة التي ألمَّت بالفلاحين وبالزراعة والري في سوريا. ولا نعرف ماهو الدور الذي كان للصحافة المناطة بها مراقبة كل شيء في المجتمع ، وماهو الدور الذي قامت به منظمة الحزب الحاكم في المنطقة الوسطى ولماذا لم تعالج الوضع غير الصحيح الذي كان سائداً في السد إنشائياً واستثمارياً مع المراجع العليا لدرء ماحصل.

ماثبت على أرض الواقع أن نظام حكم الحزب الواحد لايمتلك القدرة على مراقبة نفسه، ولم تستطع الهيئة العامة للرقابة والتفتيش، ولامحاكم الأمن الاقتصادي أن تضع حداً للفساد والتسيب والإهمال وعدم تحمل المسؤولية. بينما في نظام التعددية السياسية تتوفرآلية الرقابة المجدية للمجتمع ونقد الواقع بشفافية من خلال التنافس بين المعارضة والحكومة ومن خلال المجتمع المدني .كل سلطة، أي سلطة، يمكن أن تكون بؤرة للفساد، وعبر التاريخ كثير من الأسوياء تحولوا حينما أصبحوا في السلطة إلى فاسدين. إن الفساد لايوجد في جينات الناس بل يتولد في المجتمع، وبنسب مختلفة من مجتمع إلى آخر. وبما أنه لايمكن لأي مجتمع أن يعيش بدون سلطة لأنها ضرورية حتى لايتحول إلى مملكة للفوضى، فلتحسين أدائها والتقليل ماأمكن من من فسادها وإفسادها لابد من معارضة لهذه السلطة، ولابد من المجتمع المدني. ومن الصعب تلافي زيزون آخر دون الإفراج عن مؤسسات المجتمع المدني، ودون التوجه نحو بناء نظام ديموقراطي يسمح للرأي الآخر أن يتكلم بصوت عالٍ دون خوف، وأن ينظم نفسه في أحزاب سياسية معارضة وظيفتها نقد أداء السلطات الحاكمة.

 

 

 

الرأي11 - الحزب الشيوعي السوري

 

 



#وائل_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتقائية مفرطة..وأبوية بلاحدود


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وائل خضر - انهيار سد زيزون والنظام السياسي الشمولي في سوريا