أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد ملا أحمد - مصالحة وطنية ، أم أوهامٌ بائسة ؟















المزيد.....

مصالحة وطنية ، أم أوهامٌ بائسة ؟


فريد ملا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لستُ أعمى ، لكي أرى
محمود درويش

مثلما أثبت المناضل العنيد رياض الترك بجدارةٍ لا يُمكن إلا الانحناء لها حتى للمختلف معه ، بل جبابرة رجال الاستخبارات السورية يشعرون بالخجل من أنفسهم عند ذكر اسمه . نضاله سيبقى موسوماً في ذاكرة الأجيال ، في مخيلة وتاريخ الشعب السوري من أجل الديمقراطية ، ضدَّ الاستبداد والشمولية والقمع الناجم عنهما ، يؤكِّد ويُثبتُ مناضلو ومدافعو حقوق الإنسان في سوريا للذكر أكرم البني ،أكثم نعيسي ،أنور البني بتفانٍ كمدافعين أشِدَّاء عن حقوق الإنسان في إطار الشرعية الدولية ، والقيم ،والمثل الديمقراطية من أجل حياةٍ حرةٍ كريمةٍ للشعب السوري بكل فئاته وأقوامه . قراءة وتحليل المظالم ،والتعديات غير القانونية،القمعية اليومية ،وفضحها والدفاع ببسالةٍ عن ضحاياها من قبل لجنة الدفاع عن الحريات الديمقراطية في سورية ، سينحني التاريخ لها بشرفٍ لذكرها .
الآسِرُ عند المناضل ، الكاتب أكرم البني هو قراءته الدقيقة للأحداث في البلد والمنطقة التي هي مسرحٌ لأحداثٍ متفجرة ، دامية،حادَّة ، متداخلة لترسم الفصل بين ماضٍ أسودٍ وحاضرٍ دامٍ ومستقبلٍ لا ظلم فيه . والواعية ، الهادئة ، الراسخة لقراءة ثقافة الاستبداد،والظلام والاستزلام .
في قراءةٍ لي لآخر مقالٍ له ، المعارضة السورية وإرباك الحدث العراقي ، يضع الكاتب أكرم البني يده على الجرح،على الجمود و الإهمال والإرباك للمعارضة السورية الأقرب والمعنية أكثر من غيرها اتجاه الحدث العراقي . سأحاول الوقوف أمام الحدث العراقي ، والمعارضة السورية تلبيةً وتأييداً لما جاء به كاتبنا الجليل من طرح أسئلةٍ جادَّةٍ ،وجريئةٍ على المعارضة يجب على كل مناضلٍ وكاتبٍ جادٍ وحريصٍ على مستقبل الديمقراطية في البلد والمنطقة ، لصالح أمن وتقدُّمِ شعوبها الوقوف ملياً أمامها .
سأبدأ بشعار أو مقولة المصالحة الوطنية في سوريا الذي يبدو أنَّه يأخذ حيزاً،مساحةً أكبر من اهتمامات وبرامج الطيف الوطني المعارض في الوقت الراهن . طرح المقولة المناضل رياض الترك بعد غيابٍ قسريٍ ، ظالمٍ ، غير قانونيٍ ، غير عادلٍ في زنزانةٍ فرديةٍ أمضى فيها ما يقارب ثلث حياته ليس فقط بعيداً عن الحياة السياسية،بل عن الحياة بكل بساطةٍ على يد الأجهزة الأمنية المتورمة لنظام القمع الشمولي للطاغية حافظ الأسد ، الذي رمى البلد في الهاوية ، هاوية القمع ، والطائفية ، والفساد ، والخراب ، والضياع بسابق عمدٍ وإصرار . مزَّقَ وسحق الساحة السياسية السورية على عِلاَّتها ، والبنى الاقتصادية والاجتماعية ، المضي في نهج حزب البعث لتشكيل قطاع الدولة القطاع العام على غرار دول الكتلة الشيوعية ، تأميم الصناعة والزراعة ، أي بدء تخريب الاقتصاد الوطني ، تخريب النقابات ، تمزيقُ ، وتهميش واحتواء الحركة السياسية السورية من صمد أمام تجارب مخابر مخابراته أودعه السجون وحرمه من الحياة في ظل قانون الأحكام العرفية ، قانون الطوارئ المشين الذي سيبقى إلى الأبد . شكَّل بعد أيامٍ من انقلابه العسكري الجبهة الوطنية التقدمية لاحتواء الحزب الشيوعي السوري والحركة القومية الناصرية وتمزيقهما أشدَّ احتواء وتمزيق . طبَّق الحزام العربي في المناطق الكردية الحدودية بعد سنواتٍ ثلاث من انقلابه العسكري،كي تتجلى الشوفينية العربية بأعلى صورها اتجاه الأكراد . كان من نتائج سياسته تمزيق الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية إلى ثلاثة أحزابٍ يميني مستوعب ومحتوى من قبل الأجهزة الأمنية،وحيادٍ في السجن ، ويسارٍ ممزقٍ بين تبعيةٍ أمنية وهروبٍ من البلد وملاحقةٍ . بعد ست سنواتٍ من حكمه تدخَّل عسكرياً في لبنان للقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية المسلَّحة ، واحتواء وتحجيم الحركة الوطنية اللبنانية ، تخريب وإنهاء دور الدولة اللبنانية ، ونهب خيرات البلد وحربٍ أهلية دامت قرابة العقدين من الزمن ، احتواءٍ كاملٍ للبلد إلى اليوم من قبل الجيش والأمن السوريين ، وحزب الله قوةً لإرهاب الشعب اللبناني وقواه الديمقراطية .
شنَّ حملةً ، ضارية شرسة على الخارجين عن طاعة نظامه المستبدِّ الحزب الشيوعي السوري المكتب السياسي ، وحزب العمل الشيوعي الناشئ ليودعهم ظلام سجونه الوفيرة ويخنُقَ صوتهم ويشُلَّ نشاطهم وحركتهم على كامل وجهٍ . شنَّ حرب إبادةٍ جماعية ضِدَّ حزب الأخوان المسلمين المعارضُ الأصولي المسلَّح واقترف جرائمَ ضدَّ الإنسانية في حماه ، تدمر ، جسر الشغور ، حلب .
بوفاة الأب القائد حافظ الأسد وتعيين الابن الخجول ، المهذَّبِ ، البعيد عن الحياة السياسية ، من قبل النظام القمعي الأمني ، وبوصيةٍ من الأب الراحل كي تستمر هيبته في الحضور ضارباً عرض الحائط دستور البلد المُقَرِّ من قبل النظام نفسه،وفي ظِلِّ ضغوطا تٍ خارجية منظمات وهيئات إنسانية دولية ، اتحاد أوربي من قريب ، وأمريكي من بعيد إلى حين الحدث العراقي المربك للنظام والشارع والمعارضة معاً،ما كان للنظام إلا الإفراج عن المناضل رياض الترك ومناضلي الحركة الوطنية السورية وقسماً من سجناء الأخوان المسلمين،وكانت شفافية بشار الأسد، وربيع دمشق الباهت، المثير للضحك، والكلام عن مجتمعٍ مدنيٍ، إعطاء رُخَصٍ أمنية لنشطاء المجتمع المدني لتشكيل جمعياتٍ ومنتدياتٍ اجتماعية ، وثقافية في ظلِّ الأحكام العرفية وقانون الطوارئ كي تتوهَّمَ الحركة الوطنية الديمقراطية الهزيلة ، الممزقة بفعل القمع التاريخي المزمن، المهشَّمة، المهمَّشة في ظل النظام المستبد . اللَّفتة الكريمة التي قام بها المناضل رياض الترك عندما طرح مقولة المصالحة الوطنية كانت وجدانية أكثر منها سياسية،وسرعان ما أدرك وهمها،وسرعان ما قام به النظام من اعتقالات لبرلمانيين وسياسيين ونشطاء لجان المجتمع المدني على رأسهم رياض الترك ورياض سيف وعارف دليلة ، ثم قتل العشرات من المتظاهرين الأكراد بعد الفتنة المفتعلة من النظام نفسه واعتقال الآلاف ليمروا بكل أصناف التعذيب الوحشي لحد الموت، استشهد ثلاثةٌ تحت التعذيب،وتحويل المئات منهم إلى محكمة أمن الدولة،والاعتقال الهمجي الاستعراضي للمناضل أكثم نعيسي بسبب الاعتصام أمام البرلمان بدعوةٍ من لجان حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات الديمقراطية في سورية في الثامن من آذار ، تعرية سياسة النظام القمعية والكلام عن السجناء اللبنانيين في السجون السورية وإعلان أسماء شهداء الأكراد الثلاثة تحت التعذيب في التقرير السنوي،ليشتكي ثانيةً طيف المعارضة من أساليب النظام القمعية ،وليتحسروا على شفافية بشار،وربيع دمشق الذي لم يكن يوماً إلا خريفاً وسيبقى ما زالت الأحكام العرفية وقانون الطوارئ . الدعوة وطرح المبادرات والمؤتمرات في الداخل والخارج للمصالحة الوطنية ،أي المصالحة مع ذات النظام القمعي، الاستبدادي ، الشمولي بأجهزته الأمنية المتورِّمة . لماذا ؟ للدفاع عن الوطن من المخاطر الخارجية، بل وشريطة عدم الاستقواء بالخارج لمن يقبل بهذه المبادرات، وحضور هذه المؤتمرات،أي الدفاع عن هذا النظام الذي سحقهم وشرذمهم وأوصل البلد إلى هاوية الدمار والفساد من الخطر الخارجي الإمبريالي الأمريكي ، هنا يبدو الحدث العراقي المربك جلياً للمعارضة السورية .
أزمة الحركة الوطنية الديمقراطية منذ الأيام الأولى للاستقلال وإلى اليوم بشقيها العربي والكردي هي أزمةٌ ذاتية نابعة من هيكلها،شكلها التنظيمي الشمولي اللينيني المعتمد على المركزية الديمقراطية ، أي غياب الديمقراطية في الحياة التنظيمية ، وبروز دور الفرد وعبادته وعدم السماح بالخلاف وظهور تياراتٍ فكرية مخالفة ، مما يؤدي إلى انشقاقها الدائم والمستمر . الحزب الشيوعي السوري تحوَّل إلى ما يقارب العشرة أحزاب أو منظمات ، حزب البعث والناصريين إلى ما يقارب العشرة مجتمعين ، والديمقراطي الكردستاني إلى أكثر من عشرة . وموضوعي قادمٍ من النظام الاستبدادي وشكل الدولة القمعي القائم بدءاً بالانقلابات العسكرية قبل عهد الوحدة المصرية _ السورية ، مروراً بالوحدة والانفصال ، انتهاءً بوصول حزب البعث إلى سُدَّةُ الحكم بانقلابٍ عسكري ، وتتالي انقلاباته وتآمرا ته ليبقى البلد في حالة رعبٍ وقهرٍ وفسادٍ دائم .
فنهوض الشارع الكردي وقمع السلطة الوحشي له بعد أحداث القامشلي الدامية ، نهض الأكراد أينما وُجِدوا ، وقُمِعوا أينما وُجِدوا ، من أحد أسبابه كانت انعكاسات الحدث العراقي المربك ، الذي أربك المعارضة السورية بعربها وكرها ، وتجاوز عجزها وتبعية الغالبية المطلقة منها للسلطة القمعية واحتوائها من قبل هذه السلطة ،وأظهر عجزها عن التفاعل مع الحدث ورؤيته وقراءته رغم وجود أقليةٍ في الطرفين استطاعت أن تتفاعل وتقرأ الحدث بإمعانٍ وصوابٍ ، شهود عيانٍ قالوا أن عبد الباقي يوسف أمين عام حزب يكيتي الكردي الوحيد بين الأمناء العامين الأكراد كان موجوداً على رأس المسيرة لدفن شهداء الأكراد برصاص الغدر للسلطة الفاشية ، سمعت صوته أثناء المسيرة عبر أثير موجات بي بي سي ،وهم يستجوبونه عن الحدث ، وسمعت أزيز الرصاص الحي للسلطة على الناس وهو يردُّ بثباتٍ وهمٍ على الأسئلة .ظهر رياض الترك على شاشة الفضائية الكردية لتحليل الحدث والتفاعل معه بإيجابية عن قربٍ،وشاركت شخصيات عربية ديمقراطية قريبة من المكتب السياسي للتخفيف من حدَّة التوتر، من آثار الجرائم التي قام بها العرب المسلحون من قبل السلطة لقتل ونهب الأكراد في مدينة الحسكة .
في نفس اللحظات التي كانت تجتمع الأحزاب الكردية مع أعلى لجنة أمنية في القطر قدمت الجزيرة لاحتواء الحدث وقمعه كانت وفودٌ من المعارضة السورية تحاول الالتقاء بالقيادة القومية أو عبد الحليم خدام لتهدئة الأوضاع ، تهدئة الأوضاع لصالح من ؟ لصالح السلطة القمعية،لا لصالح الشعب السوري ومنهم كرده مما زاد السلطة شراسةً ضدَّ الأكراد والشعب السوري برمته وقواه الديمقراطية لاستعادة هيبتها وتلقين الجميع درساً لا يُنسى ليدفع شباب الشعب الكردي ثمناً باهظاً لنهوضهم ضِدَّ القمع ،والجور، والتمييز العنصري لدولةٍ لا قانون فيها .
كان وما يزال أحزابٌ ومنظمات لجان مدنية من المعارضة السورية الهامشية يرون في الحدث مؤامرةً خارجية ، انفصالية.بل دعا البعض منها لتهدئة الأوضاع لتجنُّبِ تدخلٍ خارجي وحصول خط عرضٍ أو طولٍ تفصل المناطق الكردية عن سوريا .
منذ دخول قوات التحالف العسكرية للعراق لقلب النظام الفاشي فيه وإنهاء عمر نظام الطاغية صدام حسين،أو الغزو الأمريكي للعراق كما اعتاد القارئ عليه في الصحافة العربية الرسمية والمعارضة ، والأنظمة الديكتاتورية والعسكرية عربيةً كانت ، أم تركية ، أو إيرانية ملدوغةٌ ، محمومةٌ لا تتوقف عن الحراك وعقد الاجتماعات الثنائية والرباعية والخماسية وجامعة الدول العربية وكيل العداء للأمريكان وإسرائيل والغرب والتدخل في الشأن العراقي بكل الوسائل المتاحة وخاصةً دول الجوار بدءاً بالنهب، وإرسال الإرهابيين من الجماعات الإسلامية الأصولية أو المرتزقة وتجارة السلاح والتهريب انتهاءً بالتدخل العسكري المباشر ،تارةً تريد تركيا التدخل لحفظ أمنها وأخرى لمساعدة قوات التحالف لحفظ الأمن في العراق والمنطقة ، الكُلُّ خائفٌ من تقسيم العراق وحريصٌ على وحدة أراضيه ، تأكيد الخوف دائمٌ ومستمرٌ إلى درجة القناعة . في الحقيقة الأنظمة الشمولية خائفة من المشروع الأمريكي للشرق الوسط ،و المشروع الأوربي للتنمية والديمقراطية لمنع مجتمعات هذه الدول من الانفجار بعد كل النهب والفساد والاحتكار والاستبداد من قبل هذه الأنظمة لها بمباركةٍ أو غض الطرف عنها من قبل الغرب،وهي تظهرها خوفاً على الوطن والهوية القومية ومصالح الأمة وثقافتها وسيادتها لا خوفاً على سلطاتها الاستبدادية ومصالحها الفاسدة في نهب خيرات البلاد وحكم الشعب بالقوانين العرفية ،والخوف من محاكمة الشعب لها في دولة القانون والديمقراطية كما يحلل المفكر والمحلل السياسي الجليل برهان غليون .
بقناعتي المعارضة السورية تحمل رواسب من الماضي ، ماضيها السياسي بالذات وماضي الوطن ، وأعني به منذ الاستقلال ، أي على الهموم القومية لا الوطنية من وحدةٍ وتحريرٍ ومعاداةٍ مطلقة للغرب وإسرائيل سببا التخلف والتجزئة والاحتلال لذلك لا ترى في الحدث إلا سقوطاً لبغداد وتقسيماً للعراق ، بالتالي لن يكون هناك ديمقراطية في العراق ،فالديمقراطية لا تُصدَّر ولا تُحمل على حاملة طائرات. وخلع الأمريكيون طاغيةً ووضعوا مكانه خمسة وعشرون طاغية ، والعراق الفدرالي هو فدرالية كردية ، كأنَّ أكراد العراق سيتحدون مع أنفسهم وما دامت الفدرالية كردية فهي انفصالية ، واتهمها البعض بالعرقية والجغرافية ، ورأى البعض فيها فدرالية أقواموية يُشَمُّ منها رائحة الانفصال ، وقع المثقفون الأكراد في نفس الفخ لتكراره ،فخ الفدرالية الكردية .الإرهاب الذي تقوم به المجموعات المسلحة من مرتزقةٍ وإسلاميين وبقايا ضباط وأمن النظام البائد ، وما تقوم به من أعمال إجرامية بحق الشعب العراقي من قتلٍ للأبرياء ، ودمارٍ لمنشآتٍ وطنية وهيئاتٍ إنسانية وعالمية شرعية ، صليب أحمر ، أمم متحدة ،وتعطيلٍ لمسيرة شعبه إلى الديمقراطية والبناء ،تسمى مقاومة وطنية ، بل بطلة ، بهذا تلتقي المعارضة على نفس المحمل السياسي للسلطة . شيوعيو المعارضة هم ، إما منشقون عن الحزب الشيوعي السوري التقليدي _ الحزب الشيوعي المكتب السياسي _ الذي كان تابعاً أبداً للقيادة السوفييتية الستالينية لرضاعة العداء للإمبريالية الغربية وعلى رأسها الأمريكية ،أو قادمون من صفوف الحركة القومية العربية ومنها حزب البعث _حزب العمل الشيوعي_ ليحملوا رواسب الطرفين معاً الطرف الشيوعي التقليدي لمعاداة الإمبريالية باعتناقهم للماركسية ، اللينينية ، والطرف القومي الذي لا يختلف في فكره عن فكر النظام أو الأنظمة الشمولية في مفاهيمها الضبابية ،الغوغائية في الدفاع عن مصالح الأمة وثقافتها،وكرامتها ، ومستقبلها باستثناء بعض الأصوات كالقيادي السابق لحزب العمل الشيوعي ، رجل السياسة المتنوِّر ، المناضل أصلان عبد الكريم ، الذي يرى في الحدث العراقي انفتاحاً للعراق على العالم ، والمقاومة المزعومة ،لو كانت من حليبٍ صافٍ فهي تسيء للشعب العراقي، ويؤيد الحقوق القومية للأكراد في سوريا والعراق ، ويرى في إسرائيل ، إسرائيل ما قبل السابع والستين وحقها في الوجود ، وإسرائيل ما بعد السابع والستين ويجب انسحابها من الأراضي المحتلة .
يبقى حزب الأخوان المسلمين رغم ابتعاده عن السلاح وبعض المراجعات لماضيه حزباً إسلامياً،أصولياً لا ينفصل عن التيارات الإسلامية الأصولية ، السلفية في البلدان العربية عليه كما يقول الرفيق رياض الترك ،أن يلجأ إلى الاجتهاد في باب الإصلاح الديني، وأعتقد أنَّهم لن يفلحوا بالإصلاح إلا في ظل دولة القانون والديمقراطية .
قام الرفيق رياض الترك مع حزبه بنكران ذات بمراجعةٍ عميقةٍ لفكر الحزب ونهجه التنظيمي والسياسي لا تُقدَّرُ بثمنٍ في تاريخ الوطن ، بأسلوبٍ ديمقراطيٍ حديثٍ متنورٍ لموضوعات المؤتمر السادس للحزب ، مناقشتها بأوسع الطرق الجماهيرية ، قبول وفتح باب النقاش ، والحوار والآراء من داخل وخارج الحزب. التخلي بجرأةٍ عن اسم الحزب ،الحزب الشيوعي السوري ، وتبديله بالاجتماعي الديمقراطي، التخلي عن مبدأ المركزية الديمقراطية في التنظيم ، التخلي عن الماركسية واعتبارها مصدراً من مصادر الفكر الإنساني، التخلي عن فكرة الثورة والنضال الثوري ، واستبداله بنضالٍ سلمي ديمقراطي من أجل نظامٍ تعددي ديمقراطي يكفل الحريات والحقوق للشعب السوري.
حزب ديمقراطي اجتماعي ما هو بحاجةٍ إليه الساحة الوطنية الديمقراطية السورية ليمثِّلَ المسحوقين والفئات الوسطى من المجتمع السوري ومراجعةٍ جديةٍ ، عميقةٍ ملؤها المسؤولية لكل أحزاب المعارضة السورية كما قام بها المكتب السياسي ، وحزبٍ ليبرالي ديمقراطي يمثل التجار والرأسماليين الكبار وشرائح من الفئات الوسطى كمحاولة المناضل الديمقراطي في سجون النظام رياض سيف ، ومحاولة فريد الغادري في الخارج ، المهجر ، وحزبٍ إسلامي إصلاحي على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية الأوربية .
جبهةٌ وطنيةٌ ديمقراطيةٌ واسعةٌ ما هو بحاجةٍ إليه المعارضة السورية ،لا مصالحة وطنية وهمية في ظل القمع ،ولا وحدة الشيوعيين ، للعمل والنضال سلمياً لفكفكةِ ركائز النظام القمعي ، الشمولي ، الأمني،الطائفي ومحاسبته على جرائمه . وللحركة الديمقراطية الكردية متمثلةً بحزب يكيتي وحلفائه ومنظمات حقوق الإنسان تجربةٌ في هذا المضمار من مسيراتٍ سلمية ، واعتصاماتٍ ضد القمع والتمييز والقوانين العرفية من أجل وطنٍ بلا سجون إلا للمجرمين ، بلا تمييزٍ يحترم حقوق الإنسان ، ديمقراطي يواكب دروب الإنسانية .



#فريد_ملا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن يتحدث عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات: - ...
- بايدن يكشف ما إذا كانت احتجاجات الجامعات ستُغير سياسته تجاه ...
- الاستخبارات الأمريكية: لم نجد أي دليل على تورط روسيا في الاح ...
- إيران تنفي التقارير حول -الاعتداء الجنسي على المتظاهرة نيكا ...
- توقيف 3 مشتبه فيهم بقتل شخص بمنزله وسرقته جنوب شرق الجزائر
- تحقيق لبي بي سي يظهر احتمالية ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب بقتل ...
- بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء الم ...
- من سيدفع المال لإعادة إعمار غزة بعد الحرب؟
- شاهد بالفيديو.. البابا فرنسيس والعاهل الأردني يتبادلان الهدا ...
- الاستخبارات الأمريكية تعترف بقدرة روسيا على تحقيق اختراقات ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد ملا أحمد - مصالحة وطنية ، أم أوهامٌ بائسة ؟