أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - رويدا يرحل الظلام















المزيد.....

رويدا يرحل الظلام


مروان توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترى هل القتل دعوة هذا الدين ومنهاجه في هداية الناس؟ أم انها بدعة جديدة ظهرت في عصرنا هذا! فما نقول لعصر الفتوحات والاغتيالات والخنق والموت صبراً لدعاة هذا الدين على اختلاف مذاهبه او حتى لاعداءه على مر الزمان. وماذا يستجدي شباب اشتهروا باسم (الارهابيين) في قتلهم المئات, هل ياترى يعتقدهؤلاء المحاربون ان الناس سيرضخوا لهم بالعنف ويتبعوا سبيل الهدى بعد تقتيل ذويهم وابناء جلدتهم؟ وهل هذه الشراذم- التي تطعٌم بياناتها بايات الكتاب الكريم- قادرة على اقامة دولة الحق؟ ولنقل انها اقامتها فما هو المنهاج؟ اقامة الصلاة في وقتها, الصوم, الحجاب, عصابات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, كسر محلات الخمور.....الخ. ثم ماذا؟ ثم يستنفد المنهج اغراضه, وتعجز الكتب الصفراء عن حلول مشاكل الفقر والبطالة والعدالة الاجتماعية. ربما هذا التحليل خاطيْ, ولكن ماذا قدم الطالبان في افغانستان اكثر من ذلك, وماذا عن نظام مملكة الجزيرة الذي طغا بغلاته لتنمو فيه تلك الشراذم الفتية المحرومة من متع الحياة ومن نور العلم والحضارة. ان المشكلة ليست في فئات صغيرة اقامت لها كيانا واثبتت وجودها في مجتمع لا يوْمن الا بالقطيع تابعاً لراع واحد وانما المشكلة تعود الى تلك الكتب الصفراء التي ارست قواعد هذا الارهاب الذي نعانيه, كتب قلبت الحقائق واظهرت لنا التاريخ ناصعاْ عن كل عيب فعشقه هؤلاء الفتية وامنوا به حد العمى, وفاتهم ان يقراؤا التاريخ كما هو وليس كما هم يحبون.

تاريخ عن رجال افذاذ حرستهم الملائكة, قديسين ومقاتلين في سبيل الحق! ولكن الحقيقة ليست كما هي في تلك الكتب التي نصَّعت ذلك التاريخ وزينته وجملتهُ. فيا لعار الذين كتبوا ويا لعار الذين قراْوا بدون وعي ومن دون منطق. ثم تمر فترة من زمن لتترسخ تلك الحكايات الكاذبة في عقول الجيل من كثر تكرارها في مناهج دراستنا ومن كثر اعادتها على منابر الجوامع وفي مسلسلات مملة في التلفاز في عصرنا الحالي. لتصبح حقائق لا بطلان فيها ثم تُبنى عليها مفاهيم جديدة لافاق جديدة! واي بنيان يُبنى على خراب وفوضى!!!
المشكلة في تاريخنا هي من اول يوم بدأ ومن اول يوم تشققت هذه الامة وا بتليت بمصائبها وذابيحيها, ياليت هؤلاء الفتية قراؤا عن السقيفة كما كتبها المؤرخون وليس كما كتبها رجال الدين ووعاظ السلاطين! أو قراؤا عما قبلها بقليل حين خان رجال نبيهم الذي به امنوا وهو على فراش الموت فقال احد عظمائهم( دعوه فانه يهجر)! اتهموه بالخرف وهم الذين يقولون( لا ينطق عن الهوى)! وماذا عن السيف المسلول الذي قتل مالك بن نويرة طمعا في نكاح زوجته ليدخل بها في ليلة القتل من غير عدة! وماذا عن سيد الانصار الذي زعموا ان الجن قتلته وكتبت عند رأسه(نحن قتلنا ابن عبادة بسهم أودت فؤاده)!لأنه لم يبايع وكأن الجن امست تعمل في الجهاز الأمني!
وماذا عن سارق بيت المال الذي تستحي منه الملائكة الذي تخلى عن الرسول جبنا في معركة احد ويهرب لأيام وعند عودته وبخه النبي استهزاءا قائلا له(لقد ذهبت بها عريضة). وماذا عن الجمل وسائقته,وصفين والنهروان وعن طغاة حمكوا عشرات السنين ليلعنوا في منابرهم عليا واولاده. وماذا عن الفتوحات وسلب ونهب من اجل المال والفيء. الحديث طويل, العبرة هي عن ذلك التاريخ المتناقض المملوء دماً وقيحاً ذلك التاريخ الذي لا يزال يفرز قيحه في اذهان شباب حرموا متعة الحرية وضاقت عليهم الحياة بانظمة حاكمة مستبدة وانهكهم حرمان من تنفيس عن غرائز فضجوا عن دنياهم المظلمة ووجدوا ظالتهم في كتب قديمة تنقلهم الى تاريخ وامجاد وسيرة لاناس مقدسين بلا عيوب ولا اخطاء , فنهلوا من ذلك المنهل المسموم . ومن المضحك المبكي ان تلك الكتب التي كتبها وعاظ سلاطين مجدت بالوالي والخليفة كائنا من كان, سندهم في ذلك الحديث الذي يقول وهو غيض من فيض من احاديث كثيرة على نفس المنوال( اسمعوا واطيعوا ولاتكم مااقاموا فيكم الصلاة)! وفسروه بان الوالي او السلطان حتى اذا كان فاسقا فاجرا تجب طاعته ما اقام في الناس الصلاة وحث عليها! يا للعجب, وبذلك استغل الطغاة هذا الحديث وامثاله ولعبوا كما يشاؤون في ذبح ومحق وسبي وافتراء وبقيت الامة على ضلالها من الطاعة تنتظر اخرتها لتفوز بالجنان! نامت الامة وشربت على مفاهيم الطاعة العمياء وغيرها من متناقضات رسخها وعاظ السلاطين في كتبهم وباركها الخلفاء (السلف الصالح)- كأن الطالح وجد في عصرنا فقط- ونسي او تناسى القراء الذين عميت بصائرهم ان الذي كتب تلك الكتب هم اناس اشبعوا بطونهم الخاوية بكرم الخلفاء الظلمة.
الدماء البريئة التي نراها اليوم تراق في سبيل المذهب او الدين ليست ببدعة جديدة وانما الجديد هو النار وقوته, قنابل وصواريخ تقتل العشرات بجرة زناد, بينما في الماضي (التليد) لم يكن سوى السيف والخنجر وجنود العسل.
أقول رويداً يرحل الظلام لأن الفتية المخدوعون اظهروا لنا حقيقة دعواهم بافعالهم التي طالت الناس الابرياء في تخوم الارض . من العاقل الذي سيهتدي على يد قتلة اهله وذويه الابرياء وينصاع الى هكذا مفاهيم, اكثر من مائة الف قتيل من حصيلة مذابح الجزائر! لماذا ؟ من اجل جلب الانتباه الى مظلمة الانتخابات والسفر عن وجه الدعوة السلفية!! وماذا عن افغانستان وفرق ضالة مضلة. والان في العراق ياللعجب من يأوي رجلا من هؤلاء الشراذم في بيته الا اذا كان يقدس ذلك التاريخ المزيف ويقدس رجاله الذين اُلبسوا العصمة ليس الا لكونهم من ذلك السلف الصالح الذي تستحي منهم الملائكة لنقائهم وطهرهم!!!! يا للعجب. اما احفادهم ومقدسيهم فهم يدعون الى سبيل ربهم بالتعصب والذبح وليس بالحكمة والموعظة الحسنة. هربوا من الدنيا لفشلهم ونادوا(اللهم لا عيش الا عيش الاخرة) ولما لا فالحور العين في الانتظار وانهار الخمر والعسل تنساب لهم. وما اسهل التغرير بشباب ارهقتهم انظمة مستبدة واتعبهم الحرمان من العاطفة والحرمان من تلبية الغرائزليجدوا ضالتهم في كتب قديمة ويرحلوا في احلامهم عن الموت الجميل.
أليسوا هم الذين قال فيهم المتنبي(جعلوا غاية الدين حف شواربهم يا امة ضحكت اجلها الامم), هم في عهدنا لايزالون ولكن فضحتهم قنابلهم وسياراتهم المفخخة فما ظني ان الامر سيطول وهذا الظلام راحل لا محالة.



#مروان_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - رويدا يرحل الظلام