أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سلمى جبران - هدر الطفولة














المزيد.....

هدر الطفولة


سلمى جبران

الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:33
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


عزيزتي الأم لماذا تنجبين الأطفال ؟ هل فكرت بهذا السؤال هل تأكدت من أن حالتك النفسية والجسدية والثقافية تسمح باستقبال الأطفال وتربيتهم والتفاهم معهم ما ألاحظه في المجتمع حولي ومن خلال مراقبة سلوك الأمهات أن إنجاب الأطفال يرتبط بنظرة المجتمع قبل أن يرتبط بالوقت الذي تختاره السيدة لإنجاب أطفالها فالمجتمع يعطي قيمة للنساء وفق التالي:
القيمة العليا للأم المتزوجة ولديها أطفال قيمة أقل للمتزوجة التي لا تملك أطفال وفي الدرجة الثالثة تأتي الفتاة العازبة الجميلة المراهقة أي عمرها ما بين 14 و22 سنة ثم الفتاة العازبة 22-35 سنة سواء كانت متعلمة أم لا وأدنى قيمة تعطى للفتاة التي تجاوزت35سنة ولم تتعلم ولم تتزوج رغم أنها في معظم الأحيان تكون إيجابية ومعطاءة لكن عطاءها لا قيمة له بنظر المجتمع الذي يعاني من الازدياد السكاني!!!
نعود إلى سؤالنا الأول بما أن الأم لايهمها من إنجاب الأطفال سوى إرضاء من حولها زوجها ,حماتها ,المجتمع فإنها لن تهتم بتربية أطفالها ستنظر إليهم كطفيليات يعذبونها ويسببون لها الشقاء إذاً رغم كل ما كتب عن أن المرأة مضطهدة من قبل الرجل وينعكس ذلك على تربيتها لأولادها أو أن الفقر يؤثر سلباً على تربية الأطفال لكن كل ذلك لا يمنع الأم من أن تثقف نفسها وتتعرف على أطفالها لتكتشف أن الطفل هو إنسان صغير ذكي لم يتعرض للتدجين بعد يتساءل عن كل شيء ويندهش من كل شيء
يجب أن نكسر حلقة الاضطهاد المفرغة التي ندور بها
فإن أنا تعرضت للضرب من قبل أهلي يجب أن أقاوم كي لا ينعكس ذلك على أطفالي وإن كان زوجي يضطهدني يجب أن أقاومه مهما كانت الخسارة لأن عدم المقاومة في حد ذاته خسارة
إذا كان الإنسان في عالمنا العربي لا يعيش طفولته بشكل سوي وينظرون إليه ككتلة لحم متحركة مليئة بالأخطاء ومراهقته مليئة بالقمع والمحظورات والمحرمات فكيف تتوقعون منه أن يصبح ناضجاً وفعالاً في المجتمع
أنا ضد هدر الطفولة بكافة أشكالها أنا ضد ضرب الأطفال لأي سبب كان وضد قمع حريتهم وضد الاستخفاف بمكانتهم والاستهتار بكلامهم فالطفل من حقه أن يتكلم ويعبر ومن واجبك عزيزتي الأم وعزيزي الأب أن تسمعوا لما يقوله ولما يريده فهذا أفضل من الثرثرة مع الجيران وإضاعة الوقت في الاستقبالات الفارغة
سأتحدث من تجاربي الشخصية قريبتي لديها طفلة عمرها سنتان في قمة النشاط والحيوية والذكاء لكن للأسف الأم لا تقدر قيمة هذه الثروة الإنسانية التي تمتلكها بل تحاول بكل غباء أن تقضي على هذه الثروة باستعمال العنف والضرب فلكي تنام ابنتها لا تروي لها حكاية بل تضربها بقسوة فتنام الطفلة ودموعها في عينيها وتستيقظ وهي عابسة ووجهها مكفهر وتحول الأمر إلى ما يشبه الإدمان أصبحت الطفلة لا تنام إلا إن تعرضت للضرب وهنا تصبح العلاقة مرضية بين الأم والطفلة علاقة كراهية وحاجة بدل أن تكون علاقة صداقة وتفاهم
مثال أخر زميلتي لديها ثلاث فتيات الكبيرة بعمر 4سنوات والصغيرتان توأم بعمر سنتين الأم تضربهما وتحبسهما في الحمام لاعتقادها أن الفتاة يجب أن تتعرض لهذه القساوة لكي لا تفلت عندما تكبر
أكثر ظاهرة تزعجني من الأهل هي استعراض أطفالهم فعندما أزور أحداً ما سرعان ما يأتي بطفله ويطلب منه أن يعد من 1 إلى عشرة مثلاً أو أن يغني أغنية ما أو أن يقول بعض الكلمات باللغة الانكليزية أو أن ينفذ بعض حركات الكاراتيه التي ربما لا يحبها وربما يحب الرسم أكثر وذلك كله دون احترام لرغبة الطفل وإرادته بل بشكل إجباري وينفذه الطفل بشكل ميكانيكي دون حب أو فرح
يجب أن نغير نظرتنا للطفل ككائن طفيلي يعتمد علينا في كل شيء أو كصفحة بيضاء نملأها بما نشاء وذلك من خلال معرفتنا بحقوق الطفل وبأنه ثروة إنسانية عظيمة يجب أن نصونها ومعرفة أنه من واجبنا أن نتعلم من الأطفال لكي نستعيد بعض الصدق والحيوية التي فقدناها في غمرة التدجين والنفاق



#سلمى_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظل بكارة الأنثى في هذا الشرق عقدتنا وهاجسنا


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سلمى جبران - هدر الطفولة