أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نيوكولاس كريستوف - دعم الولايات المتحدة وأوروبا لمنتوجاتهما الزراعية يكرس الفقر في أفريقيا














المزيد.....

دعم الولايات المتحدة وأوروبا لمنتوجاتهما الزراعية يكرس الفقر في أفريقيا


نيوكولاس كريستوف

الحوار المتمدن-العدد: 182 - 2002 / 7 / 7 - 08:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


 



اني اتهم، اكره ادانة زميل بهذه الطريقة، ولكن ضرائبنا ستدفع لصحافي كسول من نيويورك مقابل عدم زراعة قمح في الساحل الغربي. هل يمكن وجود ادانة اسوأ من ذلك للسياسة الزراعية الاميركية، التي ازدادت فضائحها بمشروع القانون الزراعي الذي وقعه الرئيس جورج بوش وتصل قيمته الى 180 مليار دولار اميركي.
وفي الواقع توجد ادانة اسوأ. ان تضخيم الدعم الزراعي اكثر، يدفع ادارة بوش والكونغرس الى إفقار وقتل، في بعض الاحيان، الافارقة الذين ندعي اننا نساعدهم.
ففي الاسبوع الماضي وفي مؤتمر قمة الثماني الذي عقد في كندا تحدث بوش وغيره من قادة العالم بورع عن رغبتهم في مساعدة الافارقة على مساعدة انفسهم. وقبل ذلك قام وزير التجارة الاميركي بول اونيل بجولة في افريقيا اشتكى فيها من اساليب الحكم في افريقيا (ولكن بطريقة متعاطفة).
ربما كان تعاطفنا مقصودا، ولكنه يتسم بالنفاق. فالولايات المتحدة واوروبا واليابان تنفق 350 مليار دولار اميركي على الدعم الزراعي (7 اضعاف المعونات العالمية المقدمة للدول الفقيرة)، مما يتسبب في زيادة العرض على الطلب وهو ما يؤدي الى خفض اسعار السلع، ويحد من مستوى معيشة الدول الفقيرة. وذكر رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون الشهرالماضي «هذا الدعم يقضي على فرصة افريقيا في الخروج من دائرة الفقر عن طريق انعاش صادراتها».
بينما يقدر مارك مالوش براون رئيس برنامج الامم المتحدة للتنمية ان الدعم الزراعي يكلف الدول الفقيرة 50 مليار دولار سنويا على شكل منتجات زراعية لا تصدر. وبالصدفة فإن ذلك يمثل نفس قيمة المساعدات التي تقدمها الدول الثرية الى الدول الفقيرة، اي اننا نأخذ بيدنا اليسري كل ما نقدمه بيدنا اليمنى. واوضح مالوش براون «انها تحد من ازدهار الاشخاص الذين يعانون من فقر مدقع في افريقيا وفي اماكن اخرى، بسبب مصالح محدودة وانانية»، في اشارة الى السياسة الزراعية للدول الثرية.
كما يبدو الامر اقرب الى النفاق ان نشكو من طرق الحكم في العالم الثالث عندما نسمح لمجموعة محدودة من المزارعين باختطاف مليارات الدولارات من ضرائبنا. فعلى سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة بأكملها 25 الف مزارع قطن، ولكنهم يتمتعون بالازدهار (متوسط قيمة ممتلكاتهم الصافي يصل الى 800 الف دولار)، وبالتالي يتمتعون بنفوذ، ولذا فإن الحكومة الاميركية تنفق ملياري دولار سنويا لدعم زراعة القمح، في الوقت الذي تضاعف فيه انتاج القمح الاميركي تقريبا في العشرين سنة الماضية ـ بالرغم من ان الولايات المتحدة هي منتج غير كفؤ للقطن. والنتيجة هي عرض اكثر من الطلب يكلف الدول الافريقية 250 مليون دولار اميركي سنويا، طبقا لدراسة اصدرها البنك الدولي في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وعندما يفلس مزارع قطن فقير في غرب افريقيا بسبب دعم القطن الاميركي، فليس لديه اية مدخرات يعتمد عليها، بل يعاني من المجاعة، ولا يمكنه دفع نفقات قابلة عندما تحمل زوجته، ولذا تصبح مقعدة بعد الولادة. ولا يمكنه دفع نفقات علاج اطفاله، ولذا يصابون بالانيميا ويعانون دراسيا ـ ولا يمكنهم التركيز عندما يحاضرهم الاميركيون عن نظم الحكم السيئة.
وعودة الى الصحافي الذي يتلقى اموالا بلا مقابل، فهو يدافع عن نفسه بقوله ان قطعة الارض التي يمتلكها كانت تحصل على دعم فيدرالي قبل ان يشتريها، ولذا فهو يحصل على 588 دولارا سنويا مقابل عدم زراعة القمح.
مثل هذه السخافات ـ ولا سيما القانون الزراعي الاخير، هو في الواقع رشوة زراعية واضحة ـ لا تحقق شيئا. لقد نشأت في الريف الاميركي، واذا كان مشروع القانون ادى الى ازدهار قرى صغيرة مثل واباتو بولاية اوريجون بالقرب من مزرعة اسرتي، واختفت تماما الان، فربما اتعاطف مع المشروع والدعم. ولكن الحقيقة ان 60% من المزارعين الاميركيين لا يحصلون على دعم على الاطلاق، و47% من مدفوعات الدعم تذهب الى اصحاب المزارع الكبيرة التي يصل متوسط دخلهم الى 135 الف دولار سنويا.
ان الدعم يذهب بصفة اساسية الى المزارعين الذين يزرعون الارض وليس الى هؤلاء الذين يربون الماشية والاغنام. وعندما كنت طفلا كنا نربي الاغنام وهي فكرة غبية، بما ان اعداد الاميركيين الذين يأكلون اللحم الضأني ويلبسون الصوف يقل تدريجيا. وفي عدم وجود دعم لتربية الاغنام. فإننا خضعنا لقوى السوق.
وفي النهاية ان دعم القطاع الزراعي يشل افريقيا ويذهب الى اشخاص لا يحتاجونه - مثل هذا الصحفي الذي يحصل على 588 دولارا سنويا مقابل عدم زراعة القمح. من هذا الصحافي؟ اه.. انه انا.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»



#نيوكولاس_كريستوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة
- وزير ليبي: نستهدف زيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميا
- غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض
- شركة كورية جنوبية عملاقة تتخلف عن دفع ضريبة الشركات لأول مرة ...
- تقرير : نصف سكان العالم يغرقون في الديون
- مصر تزيد مخصصات الأجور إلى 12 مليار دولار العام المالي المقب ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نيوكولاس كريستوف - دعم الولايات المتحدة وأوروبا لمنتوجاتهما الزراعية يكرس الفقر في أفريقيا