أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سالم علي محمد كتي - العلاقات الثقافية العربية الإفريقية حتى 1991















المزيد.....



العلاقات الثقافية العربية الإفريقية حتى 1991


سالم علي محمد كتي

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 07:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يتناول هذا الفصل العلاقات الثقافية بين الدول العربية والدول الإفريقية في إطار منظمتي الجامعة العربية والإفريقية ، حيث يبدأ الحديث عن المحددات الثقاقية للعلاقات العربية الإفريقية ، من أيديولوجيا دينية ، وما أثره الاستعمار على هذه العلاقات ، ثم ما قدمته الجامعة العربية لتعزيز التعاون الثقافي العربي الإفريقي ، على المستوى الجماعي في إطار الجامعة وعلى المستوى الفردي في إطار كل دولة من الدول العربية مع إشارة خاصة إلى مصر وليبيا كمساهمتين رئيسيتين في تعزيز هذه الثقافة ، خاصة دور الأزهر الشريف ، وجمعية الدعوة الإسلامية ، ووسائل الإعلام المصرية ، والتجمعات والاتحادات التي تربط مثقفي الدول العربية والإفريقية .

المبحث الأول
المُحددات الثقافية للعلاقات العربية الإفريقية

أولا : العلاقات الثقافية في عصر الإسلام

إن الصِلات بين العرب والأفارقة صِلات موغلة في القدم، ترجع إلى ماقبل دخول الإسلام، وبنيت هذه العلاقات القديمة تلك التبادلات التجارية التي كانت تتم بينهم بالإضافة إلى بعض الهجرات الجماعية التي قام بها العرب إلى إفريقيا وكذلك مُصاهرة بعض التجار والمهاجرين العرب للأفارقة ،إلا أن دخول الإسلام زاد هذه الصِلات مثانة وقوة ( ) .

لقد كانت الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى تمثل قمة العلم والمعرفة فترجمت إليها آداب ومعارف الشعوب القديمة حتى تمكن أهلها من دراسة علوم الطب والفلك والكيمياء والرياضيات دراسة متميزة فاخترعوا التلسكوب والبوصلة وعرفوا الكثير من الأسرار العلمية، وبذلك أصبحت الثقافة العربية مطمحاً يصبو إليها صفوة المجتمع كما أصبح تعلم لغة هذه الحضارة، هدفاً بالغ الأهمية بالنسبة لصفوة الأفارقة بصفة عامة والمسلمين منهم بصفة خاصة، فارتبطت الثقافة العربية واللغة العربية والدين الإسلامي ارتباطاً وثيقاً في أذهان الأفارقة فزالت من الوجدان الإفريقي الفروق بين اللغة والدين وبين الحضارة العربية ، كما إن دخول عدداً ضخماً من المفردات العربية في كثير من اللغات الإفريقية وعلى رأسها السواحيلية والصومالية والجالا والهوسا واليوريا والكاثوريا والسنغاي والفولاني،هذه الكلمات العربية لا تنتمي إلى المجال الديني والإسلامي وحده بل تُغطي شتى المجالات الحياتية الأخرى، الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية وبمرور الوقت ظلت هذه المفردات مُحتفظة بنفس مدلولاتها في اللغة العربية وإن دخلها شيء من التعديل وفقاً لظروف البيئة الجديدة التي تستخدمها. ( )

في عصر الإسلام تم اكساب الثقافات الإفريقية مضامين فكرية وحضارية جديدة، وكذلك دخول كثيراً من التقاليد العربية والإسلامية إلى تقاليد العادات الإفريقية، وظهور نوع من الأدب الجديد على البيئة الإفريقية، وأعنى الأدب الإسلامي الذي جاء بعضه إسلامياً محضاً على النحو السائد في البيئة العربية وبعضه الآخر إسلامياً إفريقياً بفعل تأثير البيئة الإفريقية، كما تم إنشاء مراكز إسلامية يتولى أمرها أفارقة ويأتي إليها التلاميذ والدارسون طلباً للعلم والمعرفة حيث كان يتلى القرآن الكريم ويدرس الفقه الإسلامي ويعلم النحو وتقرأ كتب الأدب وتنشد القصائد الشعرية، وكانت تلك المراكز نمط جذب للعلماء العرب من شتى الأنحاء وكانوا يأتون بين وقت وآخر لعرض ما عندهم من معرفة على طلاب العلم الأفارقة( ) .
وهكذا ظلت الثقافة العربية حتى بداية العصر الحديث هي الثقافة الأولى في إفريقيا ومصدر الإبهار وموضع القبول من الجميع،أما اللغة العربية فقد تعلمها الأفارقة لأسباب متعددة دينية أو تجارية أو ثقافية، ومع ذلك لم تكن العربية لغة تعامل يومي بين الأفارقة، بل كانت وسيلة لأداء الشعائر الدينية ولقراءة كتب العلم العربية وللتفاهم مع التجار العرب وأحياناً أداة لإظهار التفوق الاجتماعي والثقافي باعتبارها لغة الحضارة الأولى، أما التجمعات العربية التي عاشت واستقرت بين الأفارقة فقد تأثرت عروبيتها بمرور الزمن باللغات المحلية المحيطة بها فأصبح لها نظامها الخاص وقد أنحصر استخدامها داخل التجمع العربي دون أن تستخدم كوسيلة تواصل يومي مع الجيران الأفارقة( ) ، وفي العصر الحديث تدهورت أحوال العالم الإسلامي واضمحلت الثقافة العربية وواكب ذلك انتقال النهضة إلى أوربا وازدهار حضارتها وبدأت تلك الحضارة تعرف طريقها إلى القارة الإفريقية من خلال البعثات التبشيرية كممهد لما تلاها من حملات تبشيرية( ).

ثانيا : التأثيرات السلبية للاستعمار على العلاقات الثقافية العربية الإفريقية

جاء المبشرين مدعمين مادياً وأدبياً من المؤسسات التبشيرية ورجالاتها،فلم يأتوا حاملين معهم دعوة دينية فحسب بل أتو حاملين أيضاً لأفكار جديدة ولمظاهر حضارة مبهرة تتجسد في تلك المساعدات والخدمات المادية الكثيرة التي قدموها للأهالي وأهمها المأكل والملبس والرعاية الطبية والتعليم وفقاً للأسلوب الأوربي ، كما أنه كان جزءاً من عمل البعثات التبشيرية التعرف على تركيبة تلك المجتمعات الإفريقية وتعلم لغاتها ثم تعليم أهلها اللغة الأوروبية ، وبذلك نشأت قنوات تواصل وثيق بين هؤلاء الوافدين الجدد وبين الأفارقة عبر اللغات الأوروبية واللغات المحلية على حد سواء، ثم أمتد نشاط هذه البعثات إلى ترجمة أجزاء من الكتاب المقدس إلى عدد غير قليل من اللغات الوطنية تم نشر هذه الترجمات باستخدام الحروف اللاتينية( ).

لقد كان من الطبيعي أن تتجه هذه الأساليب في جذب الأفارقة وإقناعهم بالدعوة الجديدة التي ارتبطت بتحقيق مصالح مادية لهم وبالتالي إنبهارهم بكل ماتحمله من خلفيات ثقافية وحضارية، فتابعت تلك الدول السياسات الثقافية واللغوية للمستعمر الأوروبي حيث أعدت مناهج التعليم الحكومي وكذلك أنظمته وفقاً للأسلوب الأوروبي، وأشرف على العملية التعليمية ، كما تم إرسال البعثات التعليمية ومارسها المدرسون من أبناء الدولة المستعمرة، واستخدمت اللغة الأوروبية كوسيلة لنقل المعلومات العلمية في العملية التعليمية ،وتم إرسال البعثات التعليمية إلى الأمم الأوربية، حيث كان الهدف وراء ذلك كله هو إحلال اللغة الأوروبية في الدول الإفريقية محل اللغات الوطنية على جمع مستويات الاستخدام( ) .

عمل الاستعمار الأوروبي على تشجيع ودعم البعثات التبشيرية التي ارتبطت بتقديم خدمات جوهرية للأهالي وتركزت خلف خطوط التواجد الإسلامي، كما عمل على عدم تشجيع المدارس الدينية واعتبارها مدارس أهلية بمعنى أن المتخرج منها لايعتبر مؤهل لشغل وظائف رسمية بالدولة( ) ، و في المجال الديني اعتنق عدد غير قليل المسيحية بما في ذلك أفراد من القبائل المسلمة مع احتفاظهم بأسمائهم الإسلامية، وبذلك يمكن أن يكون أحد الأخويين مسلماً والآخر مسيحياً، و بذلك أصبحت التجمعات المسيحية التي لايمكن الإدعاء بأن أماكن تواجدها جاء عشوائياً، لقد خطط لها ببراعة شديدة لتكون عوائق تحول دون مزيد من المد الإسلامي ، ولم تجد المراكز الإسلامية من العون والمساعدة ماتجده مراكز التبشير، وأصبحت المدارس الدينية محاصرة أيضاً ومحرومة من الدعاية والقبول من الدولة، وأقتصر الاهتمام بها على المسلمين الذين يحرصون على ارتباط أبنائهم بدينهم الإسلامي بالرغم من أن هذه الدراسات لن تؤهل حامليها للعمل في المجالات العامة( ) .

وبالنسبة للوضع اللغوي سادت اللغة الأوروبية واعتبرت الوحيدة القادرة على استيعاب الحياة المعاصرة والتعبير عن المفاهيم العلمية وتقنيات الحياة الحديثة ، أما اللغة الوطنية فهي وإن استخدمت في التواصل في الحياة اليومية بين المواطنين إلا أنهم مع ذلك يشعرون إزاءها بالإحتقار والتخلف والعجز عن مواكبة الحياة المعاصرة( ) ، وتحت وطأة الاستعمار، والتعليم الغربي، والمسيحية فقد بعض الأفارقة جذورهم السياسية والاجتماعية والقدرة على تجديد مقوماتهم الثقافية والقيم التي ينتجها الشباب وبدؤوا في تقليد النظم الغربية ، ففقدان إفريقيا لفرصة تطورها التلقائي في مجال الدين والتعليم والاجتماع والسياسة والاقتصاد لم يحرمها من الإسهام في تطوير الحضارة العالمية فحسب، بل إنه في الوقت ذاته، أسلم المجتمع الإفريقي نفسه للتوتر وعدم الاستقرار والفوضى الاجتماعية والسياسية الناتجة عن النزاعات الفكرية بين العناصر التقليدية والمقلدين للنهج الأوروبي ، وبالرغم من تفوق الشعوب الإفريقية في بعض ضروب الثقافة، مثل قرع الطبول والمسرح والشعر، وفن النقش والنحت وأعمال الحدادة، إلا أن هذه الإبداعات قد توقفت وأكدت في فترة الاستعمار أن الحكومات الوطنية لم تعمل على إنعاشها( ) ، ولعل هذا الوضع يمكن أن ينبئ عن حال الثقافة العربية وعلاقتها بالمجتمع الإفريقي، إذ لم تعد الحضارة العربية تلك الحضارة المبهرة بل بدت ضعيفة أمام الحضارة الأوروبية العملاقة خاصةً بعد أن أصبح العالم العربي نفسه محتلاً من هؤلاء المستعمرين الجدد.

وبسبب المزج الكامل بين الثقافة العربية وبين الدين الإسلامي تحول الأمر إلى نظرة أقل احتراما لهذا الدين الذي ارتبط كما أوحى لهم الآخرون بالتخلف والفقر، وأصبح المسلمون الأفارقة يمثلون غالب التجمعات الأكثر تخلفاً وفقراً، حتى المفردات المقترحة في لغاتهم من العربية جرت محاولة للتخلص منها بإحلال المرادفات الأوربية أو الإفريقية محلها ، ويمكن أن نجمل القول في أن العلاقات الثقافية العربية الإفريقية ووافق ذلك تخطيط لتثبيت هذا الوضع، مع إصرار عنيد لوقف المسيرة الثقافية العربية الإفريقية وذلك بربط إفريقيا شعوباً ولغاتاً وثقافةً وديناً بأوروبا، ويبُعد الشقة بين الشعوب الإفريقية وبين الثقافة العربية( ) .

ثالثا العلاقات الثقافية بعد قيام الجامعة العربية

برز دور مصر في دعم قيام جامعة الدول العربية عام 1945م ، وكان هذا الدور بارزاً أيضاً بعد تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام م1963، والتي كان تأسيسها فرصة كبيرة لتطوير العلاقات العربية الأفريقية، والعمل على التوصل لمساحة كبيرة من العمل المشترك( ) ، فاهتمت جامعة الدول العربية بإنشاء معاهد وشعب ومراكز للدراسات العربية والإسلامية مع مساعدة المراكز والمعاهد القائمة في بعض الجامعات والحرص على المشاركة في التنظيمات والتجمعات العلمية والثقافية والاشتراك في المؤتمرات والأدوات الإفريقية ومن هذا المنطلق علاقات مع منظمة الوحدة الإفريقية وبخاصة مع لجنتها التربوية والثقافية والعلمية ، كما تعمل المنظمة على إقامة علاقات مباشرة مع إتحاد الجامعات الإفريقية وتتعاون معه في مجالات الأنشطة المشتركة والعون الفني كما تقيم من الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، وهناك بعض الدول العربية الإفريقية كالصومال وموريتانيا والسودان في الجنوب حيث توليها المنظمة عناية خاصة لوضعها الحضاري من الثقافة العربية الإسلامية فيما يتصل بموضوع التعريب لتهدف مباشرة وعاجلاً لاحتياجاتها في مجالات الثقافة والتربية والعلوم والتنمية الاجتماعية( ) ، كما أوصى مجلس الجامعة بدعم المؤسسات والهيئات والأندية والجامعات والمدارس الإفريقية وتزويدها بالمدرسين العرب,وبخاصة في مجال تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية وتم ذلك بتكليف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بإنشاء معاهد وأقسام متخصصة فى الجامعات العربية لدراسة الحضارات واللغات الإفريقية ومثل ذلك في الجامعات العربية لدراسة الحضارات واللغات الإفريقية ومثال على ذالك أن الجامعات الإفريقية تنشأ أقسام ودراسات تهتم بالثقافة العربية والإسلامية ، كما أصدر مجلس الجامعة توصية أخرى بالتوسع في تقديم المنح الدراسية للطلبة الأفارقة في الجامعات والمعاهد العليا العربية وأن تسعى الحكومات العربية,والقطاع الخاص لتمويل المراكز الثقافية العربية في الدول الإفريقية وأن يتم الإسراع في إنشاء المعهد الثقافي العربي الإفريقي ، إما بخصوص الإعلام فقد أوصى مجلس جامعة الدول العربية بأن يتم عقد اجتماعات مشتركة لوزراء الإعلام العرب والأفارقة والعمل على تنسيق النشاطات الإعلامية في القارة الإفريقية والعالم العربي وأن يتم دعوة المحطات التلفزيونية والإذاعات العربية كي تخصص برامج خاصة عن الدول الإفريقية وأن تهتم بمناسباتها القومية,وأن يكون هناك تبادل للبرامج الإعلامية بين وكالات الأنباء العربية والإفريقية,والعمل على إنشاء مراكز إعلامية عربية ,في أهم العواصم الإفريقية, وأن يتم تشجيع الإنتاج المشترك في مجالات السينما والتلفزيون ( )

كما دعا مجلس الجامعة إلى نشر الإعلانات العربية في الصحافة والتلفزيونات الإفريقية كي تستفيد هذه المؤسسات من العوائد المادية وأن يتم تشجيع وكالة أنباء إفريقيا ,كي تنشئ لها أقساماً للبث باللغة العربية,كما رأى مجلس الجامعة فائدة من إقامة جمعيات للصداقة العربية /الإفريقية والاستفادة من الجاليات العربية في الدول الإفريقية ,ورأى المجلس كل تلك عوامل لخدمة العلاقات الثقافية بين العرب والأفارقة,وإقامة المخيمات الكشفية والرياضية وتشجيع جميع أنواع النشاطات التي تستهدف الشباب العربي,والإفريقي وتقربهم من بعضهم البعض ( ) ، وفي مجال العلاقات الثنائية فقد ارتبط عدد غير قليل من الدول العربية باتفاقيات ثقافية مع كثير من الدول الإفريقية، حيث دارت معظم هذه الاتفاقيات في إطار تشجيع الصلات الثقافية والأدبية وتبادل الأساتذة والخبراء مع تبادل المعلومات حول نتائج البحوث والمواد الثقافية والعلمية( ).

• طبيعة العلاقات العربية الإفريقية في المجال الإعلامي

إن طبيعة تلك العلاقات قد تحددت في العديد من الندوات والمؤ تمرات المشتركة،حيث أوصت به اللجنة الدائمة للإعلام العربي في دورتها الثالثة المنعقدة في القاهرة في أغسطس عام1960م بانشاء مراكز للثقافة العربية في إفريقية،ودعم وسائل الإعلام بها، كما حدد المؤتمرالدولى الأول لوزراء الإعلام العرب في عام 1964م أهداف العمل الإعلامي العربي المشترك في إفريقيا من ناحية تعريف العالم العربي بالعام الأفريقي وقضاياه( ) ، وقد أيدت مؤتمرات القمة العربية قرارات وزراء الإعلام بدعم التعاون مع الدول الإفريقية،حيث عقدت لجنة الخبراء العرب في المسائل الإفريقية في القاهرة في أكتوبر عام 1972 م بناء على اقتراح من مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الرباط في نفس العام للنظر في وضع خطة إعلامية للتحرك في إفريقيا وقد أسفر عن الاجتماع إهتمام الدول العربية بوكالات الأنباء الوطنية والإفريقية وأوصت بإنشاء مكاتب لها في العواصم الإفريقية الكبرى ( )، وواصلت الدول العربية جهودها لتدعيم التعاون مع الدول الإفريقية في مجال الإعلام ، وكان أبرز تلك الجهود ماسعت إليها جامعة الدول العربية واتحاد وكالات الأنباء العربية بالتعاون مع منظمة اليونسكو بعقد ندوة في تونس في فبراير عام 1975م لمديري وكالات الأنباء العربية والإفريقية، واستهدفت تعزيز التعاون في نقل الأخبار على الصعيد الثنائي أو المتعدد الأطراف ، والتعاون بين وكالات الأنباء العربية والإفريقية ، وتطوير شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية ، وتبادل الزيارات بين الصحفيين العرب والأفارقة، وعقدت الندوة الثانية العربية الأفريقية لمديري وكالات الأنباء العربية والإفريقية في طرابلس في ليبيا في في مارس عام 1977 م وحضرها واحد وخمسين دولة عربية وإفريقية، وقد تضمن جداول أعمال الندوة تكثيف تبادل الأخبار والصور العربية والإفريقية ،وأنشأ مركز عربي إفريقى لتدريب العاملين في وكالات الأنباء، ووضع صيغة للتعاون مع وكالات الأنباء العالمية ، وإعطاء الأولوية لتبادل الأنباء الخاصة بالتجارب العربية والإفريقية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية( )

كما يشار أيضا إلى استضافة القاهرة لمؤتمر القمة العربي الإفريقي في مارس عام 1977م ، وقد صدر عن تلك القمة وثيقة إعلان برنامج خاص بالتعاون العربي الإفريقي في مجال الإعلام ، ثم انعقد مؤتمر رؤساء المنظمات الإعلامية العربية الإفريقية في القاهرة في مايو عام 1990م تحت رعاية جامعة الدول العربية، ومنظمة الوحدة الإفريقية وقد تم في هذا الاتفاق على مايلى:
• تبادل الأخبار عبر وكالات الأنباء.
• التعاون في المجال الصحفي.
• الاستفادة من خدمات القمر الصناعي العربي (عربسات).
• تبادل البرامج بين هيئة الإذاعة والتلفزيون بين الدول العربية والأفريقية.
كما استضافت القاهرة في مارس عام 1991م اجتماعات الحوار بين جامعة الدول العربية، ومنظمة الوحدة الإفريقية لتحقيق السلام والتنمية في إفريقيا وكان من ضمنهم التعاون في مجال الإعلام والاتصال،كما توالت مشاركة مصر في اجتماعات اللجنة الدائمة لمتابعة التعاون العربي الإفريقي في أكتوبر 1991م بتونس بإنشاء مؤسسات ثقافية عربية إفريقية وتدعيم التعاون الإعلامي بين الدول العربية والإفريقية وخاصة فيما يتعلق باستخدام الدول الإفريقية للقمر الصناعي العربي(عربسات) ( )

وعلى الرغم من حدوث تقارب دبلوماسي وسياسي عربي/ إفريقي في الفترة اللاحقة على حرب أكتوبر مباشرة فإن العلاقات الثقافية العربية الإفريقية ظلت تراوح نطاقها الضيق، فلم تقم الجامعة العربية بسياسة موحدة تجاه الدول الإفريقية، ولم يفرز مؤتمر القمة العربية الإفريقية الأولى بالقاهرة إلى هياكل مؤسسية للعمل العربي الإفريقي المشترك والمتبادل، وهي الهياكل التي لم يقدر لها العمل نتيجة للتطورات السياسية للشرق الأوسط، وإدراك الدول الإفريقية في النهاية أن التوجهات العربية توجهات مؤقتة، لذلك حدث تحول ملحوظ في طبيعة العلاقات العربية الإفريقية، وسادت الرؤية الواقعية والاتجاهات الفرديةً( ) ، وأصبح واضحاً مدى ضعف العلاقات الثقافية العربية الإفريقية في فترة الثمانينات التي تميزت بأن تعرف كلى طرفي العلاقة على بعضهما البعض كان يتم من خلال وسيط ثالث، وهو الغرب، فالأفارقة زاد ميلهم لرؤية العالم من خلال نظرة الغرب.

وأصبح العرب يستقون معظم معلوماتهم عن إفريقيا وشعوبها من دراسات ومشاهدات الغربيين، فالتواصل بين الطرفين صار لايتم عبر الاحتكاك المباشر إلا في حالات محدودة ومع حدوث تحولات نهايات للحرب الباردة وسقوط الإتحاد السوفيتي بداية التسعينات واندلاع حرب الخليج، وتدشين الرئيس الأمريكي مفهوم النظام العالمي الجديد،حيث دخلت المنطقتان العربية والإفريقية مرحلة جديدة تتسم بالتشويش والفجائية، ومواجهة هجوم حاد على هويتهما، ومحاولة الاحتواء غير المحدود والقضاء على أي هامش ولو كان محدودا لحرية الحركة في المجال الدولي، وهو الأمر الذي فرض على المنطقتين تحدياً غير مسبوق، وهو التحدي الذي اتخذ شكلاً سافراً من خلال تسويق مفهوم العولمة كبديل لمفاهيم مثل الهوية والانتماء( )

المبحث الثانى
أدوات التواصل الثقافي والإعلامي
على المستوى الفردي

أولاً : وسائل الاتصال الثقافية الليبية

عقدت ليبيا عدداً من الاتفاقيات الثقافية مع بعض الدول الإفريقية وذلك لتحقيق أهدافها الثقافية داخل القارة الإفريقية, وقد تمكنت ليبيا من ذلك خاصة فيما يتعلق بنشر اللغة العربية والدين الإسلامي,ونشر أطروحات النظرية العالمية الثالثة,ودعم الجاليات المسلمة,ومن الاتفاقيات التي وقعتها ليبيا مع الدول الإفريقية منذ عام 1969م والتي تنص على الاتى : " تنمية وتقوية الصلاة بين المؤسسات الثقافية والعلمية والرياضية,ويقدم كلا الطرفين إلى الطرف الآخر منحاً دراسياً في حدود إمكاناته, والاعتراف بشهاداتهم الدراسية,واتفق الطرفان أيضاً على تبادل أشرطة السينما والمعارض والفرق المسرحية والرياضية وفرق الفنون الشعبية وتنظيم المهرجانات والحفلات الثقافية,كما اتفق الطرفان على إن يعاون كل منهما الآخر فى فتح مراكز ثقافية إسلامية بهدف تدعيم الروابط الروحية والتاريخية والثقافية بين الشعبين,وبالنسبة للبرامج الفنية فقد اتفق الطرفين على تبادل الخبراء والاختصاصيين والمستشارين في المجالات الفنية والعلمية والمنح الدراسية والتعاون في مجال البحث العلمي والتنمية ( )

وقامت الجماهيرية بتوقيع اتفاقية ثقافية منذ عام 1973م مع أوغندا ومالي وفى عام1974م,وقامت بتوقيع اتفاقيات ثقافية مع ثلاث دول إفريقية أخرى هي التو جو ومدغشقر وغينيا،كونا كرى وفى عام 1975م توسعت الجماهيرية الليبية في توقيع الاتفاقيات الثقافية مع الدول الإفريقية ,فعقدت سبع اتفاقيات مع كل من رواندا ومملكة ليسوتو وتشاد والنيجر وزائير وغامبيا وليبيريا و إما في عام 1976م فكان هناك ثلاث اتفاقيات ثقافية ليبية مع كل من غينيا-بيساو وسيراليون والكاميرون وفى عام 1977م تم توقيع خمسة اتفاقيات ثقافية مع كل من التو جو والكاميرون، كما قامت ليبيا بتوقيع اتفاقية ثقافية مع موزنبيق سنة1979م وأخرى مع أوغندا عام 1988م ( )


• المراكز الثقافية والمدارس القرآنية

1-دور جمعية الدعوة الإسلامية

أنشئت الجمعية عام 1970 م بناء على قرار اتخذه مؤتمر عام شارك فيه عدد من العلماء والمفكرين والكتاب الإسلاميين,اللذين اجتمعوا في مدينة طرابلس بغرض دراسة ، سبل إحياء دور المسلمين في تبليغ رسالة الإسلام وقد وضعت الجمعية لنفسها مجموعة من الأهداف التي تتمحور حول نشر اللغة العربية بوصفها لغة القران الكريم, ونشر الدوريات والمجلات والموسوعات الإسلامية .

أولا : مجال الدعوة وإقامة المراكز الإسلامية

قامت الجمعية بافتتاح مساجد في كل من مدغشقر وغانا وبنين وأوغندا ,وبعض هذه المساجد هو عبارة عن مراكز إسلامية مصغرة,بحيث تضم المسجد والمدرسة القرآنية والمكتبة ,وقاعة اجتماعات ومحاضرات,كما قامت الجمعية بدعم بعض المعاهد والمدارس التي أوجدها المسلمون في كل من أوغندا وأثيوبيا وبوركينا فاسو وغامبيا ومدغشقر،وقامت الجمعية دورات لحفظ القرآن الكريم في عدداً من الدول الإفريقية ومنها زيمبابوي والسنغال وغينيا كونا كرى ومدغشقر والنيجر وسيراليون وتشاد ،كما قامت ببناء مكتبة في نيجيريا ومدت عددا من الدول الإفريقية بحفظة القران الكريم,ومدرسي اللغة العربية للتدريس في مدارسها,ومن هذه الدول مالي ونيجيريا ,وقامت الجمعية بتدريب عدد 2782مدرس إفريقي كي يقوموا بالتدريس في المدارس الإفريقية المختلفة.

ثانيا : مجالات نشر اللغة العربية وترجمة معاني القرآن الكريم

اتفقت جمعية الدعوة الإسلامية مع منظمة اليونسكو في برنامج عمل يشمل إعادة كتابة اللغات واللهجات الإفريقية باللغة العربية, وتطوير العلوم في كل من بوركينا فاسو وتشاد ومالي ورواندا وذلك على مستوى التعليم الجامعي,وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإفريقية,والعمل على إعادة سبعة عشر كتاباً منهجياً باللغة العربية,وطباعتها وتوزيعها على الدول الإفريقية.

ثالثا : مجال القوافل الإنسانية والطبية

من أهم الملتقيات التي قامت بها جمعيةالدعوة هو الملتقى الخاص في شرق ووسط القارة والذي أقيم في جمهورية بور ندى 1986م وقد أعلن خلال هذا الملتقى دخول عشرين شخصا للإسلام,كما نظمت الجمعية لدعاتها من غرب القاهرة في مدينة طرابلس عام 1987م وانعقد كذلك المؤتمر الأول للمرأة المسلمة في إفريقيا بمدينة هراريعام 1989م ونظمت الجمعية كذالك الملتقى الرابع لدعاة غرب إفريقيا ,بمدينة نواكشوط عام 1989 م ، إما الملتقى الخاص بدعاة شرق ووسط القارة والذي عقد في عام 1991م فقد حضره 118 داعية من اثني عشر دولة إفريقية,أما فيما يتعلق بالندوات فقد عقدت الجمعية ندوة تحت عنوان :"الشباب المسلم من قرن إلى قرن"، بالسنغال عام 1989م وشارك فيها حوالي ألف شاب من دول مختلفة ، كما عقدت الجمعية ندوة بعنوان: "العلاقات العربية /الإفريقية" , وندوة بعنوان:"ضرورة الوحدة ونبذ الفرقة" بالتعاون مع الطلبة فى بوركينا فاسو عام 1989.( )

رابعا : دور الهيئة المشتركة لتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية

تعتبر هذه الهيئة من وسائل الجماهيرية الليبية في تأسيس المراكز الثقافية الإسلامية في القارة الإفريقية وقد أنشئت هذه الهيئة المشتركة من قبل الجماهيرية الليبية ودول الإمارات العربية عام 1975 م بغرض العمل على إنشاء مراكز ثقافية في إفريقية وتهدف هذه الهيئة إلى تعليم المسلمين أحكام دينهم والعمل على رفع مستواهم الثقافي وخدمة المواطنين في هذه المراكز الثقافية ,وقد افتتح المركز الثقافي في رواندا برأس مال قدره6,3 مليون دولار وذالك في عام 1981م وقد احتوى المركز على مسجد يسع 800 مصلى,ومدرسة من 20 فصل دراسي للطلبة في المرحلتين الإعدادي والثانوي ( ).

ثانياً: وسائل الاتصال الثقافية المصرية

ترتبط مصر وإفريقيا رسمياً بشبكة واسعة من الاتفاقيات والمعاهدات الثنائية والجماعية التي تتضمن التأكيد على دعم التعاون الثقافي والفني بين مصر والبلدان الإفريقية وخلف هذه الاتفاقيات توجد العديد من المؤسسات والمراكز والأجهزة التي تعمل على تطبيق هذه الاتفاقيات وتتمثل تلك الأجهزة فيما يلى:

الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا

أنشى ذلك الصندوق في عام 1980م وبدأ نشاطه عام 1981م وخلال الفترة 1991استطاع الصندوق عقد نحو 60اتفاقا وتبادلا للمذكرات مع الدول الأفريقية، وخمس اتفاقيات مع الجامعات والمعهد الإفريقية ،كما تم إيفاد نحو 3112 خبيراً بواقع300 خبير تقريبا كل سنه ، إلى عشرين دوله إفريقيه في تخصصات (الطب/الهندسة/الزراعة/الرياضة/العلوم..) إضافة إلى أن الصندوق قد قام بتنظيم 62 برنامجا لإيفاد أساتذة ومحاضرين مصريين لإلقاء المحاضرات مع المعهد والجامعات والمراكز الثقافية والدبلوماسية في إفريقيا ، وتم تقديم 600 منحه تدريبيه في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للكوادر من32دوله إفريقيه، فضلا عن تمويل 90 برنامجا تدريبيا للكوادر الافريقيه في مجالات شؤون الشرطة ,والزراعة ,والفلاحة, والري, والصناعة والنقل الجوى ,والدبلوماسية .شارك فيه أكثر من 3000 من كوادر50 دولة إفريقية.

ويلاحظ أنه مند عام 1984م قام الصندوق المصري بتمويل عقد ندوات تدريبيه بمعهد الدراسات الدبلوماسيين الشباب من الدول الإفريقيه بهدف نقل الخبرات والمهارات السياسية لهم في مختلف مجالات العمل الدبلوماسي الدولي السياسي والاقتصادي ، وقد قدر عدد تلك الندوات حتى أواخر عام 1992م بنحو 18ندوة تم التركيز فيها على قضايا نزع السلاح،والديون،والمنازعات الأفريقية،والتقارب بين القوى العظمى،والنظام الدولي الجديد وآثاره على إفريقيا ،والقوى الاقتصادية وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق قد عقد اتفاقات تعاون مع أكثر من 30دولة إفريقية وقام بإرسال خبراء من الصندوق إلى نحو40 دولة إفريقية خلال الفترة الممتد من عام 1981م حتى عام 1987م ( )

• الأزهر الشريف

قام الأزهر بدور رئيسي في نشر الثقافة العربية في إفريقية وذلك من خلال استقباله بعدد كبير من الأفارقة لتلقي العلم في الأزهر وعلى يد أساتذة أكفاء، وكان عدد هؤلاء الوافدين يزداد باستمرار مما جعل القائمين على الأزهر يعدون لهم مدينة سكنية ضخمة ليكونوا تحت الإشراف المنظم ولتتوفر لهم الرعاية الطلابية وكان ذلك عام 1959م وسميت مدينة البعوث الإسلامية وقد أنشأت المدينة على مساحة 30 فدان وتسع أكثر من 5000 طالب وبلغت تكاليف إنشائها مليوني جنيه مصري، كما أن هناك إدارة البعوث الإسلامية والتي تشرف على المبعوثين الذين يقوموا بنشر رسالة الأزهر في الخارج وتوثيق التعاون بين المسلمين في مختلف الدول، وتعتبر إدارة البعوث الإسلامية مثابة حلقة الاتصال بين الأزهر الشريف وعلمائه والدول الإفريقية الأخرى فيما يتصل بنشر الإسلام واللغة العربية والعقائد الإسلامية والثقافة العربية ويتضاعف عدد المبعوثين من الأزهر إلى الدول الإفريقية كل عام بمختلف التخصصات والتي تشمل الوعظ والإرشاد والشرعية والمواد الثقافية الأخرى كما أن هناك أيضاً المراكز الإسلامية التي تقوم على رعاية شؤون المسلمين في الدول الإفريقية كما تهدف إلى تعليم اللغة العربية وشرح تعاليم القرآن الكريم وتنظيم محاضرات وإصدار مجلات دولية تتناول أخبار المسلمين وشؤونهم، ومن المؤسسات المصرية التي تدعم التعاون العربي الأفريقي (جامعة الأزهر) والتي تعتبر امتداداً طبيعياً لدور الأزهر الشريف والتي يتحقق بها متطلبات الأفارقة بمختلف العلوم والمعرفة وذلك بكلياتها النظرية والعملية مثل : الطب والهندسة والزراعة والعلوم وغيرها من الفروع الأخرى ( ).

• دور مصر الإعلامي في إفريقيا

-الإذاعات الموجهة:

تمثل القارة الإفريقية مكانة خاصة في الإذاعة الموجهة الإفريقية حيث يتم توجيه برامجها إلى أربعة مناطق داخل القارة من إجمالي إحدى عشر منطقة يتم البث إليها كما أن البرامج الموجهة إلى إفريقيا تستمر 24 ساعة يومياً وتستخدم ست عشر لغة ، وتهدف مصر من توجه برامجها للقارة إلى تحقيق ما يلي:
أ - الإرسال الموجه إلى دول حوض نهر النيل الذي يركز بصفة أساسية على أهمية التعاون المشترك والنتائج على الروابط التاريخية والحضارية والثقافية.
ب - يركز الإرسال الموجه إلى دول وسط إفريقيا على تأكيد التضامن المصري مع شعوب تلك المنطقة التي تعاني من مخاطر الجفاف.
ج – تستهدف البرامج الموجهة إلى منطقة غرب إفريقيا التعريف بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وأركانه وعباداته.
د – تهدف الإذاعة الموجهة إلى منطقة الجنوب الإفريقي إلى التوعية بأهمية التطبيق الديمقراطية ومساندة دول وشعوب المنطقة للانطلاق نحو آفاق لتحقيق التنمية.

- تبادل البرامج والمواد التلفزيونية :
حرصت مصر على تبادل المواد التلفزيونية بينها وبين الدول الأفريقية من خلال بروتوكولات التعاون الإعلامي المشترك في إطار ثنائي حيث تم بالفعل تحقيق هذا التبادل الإعلامي بين مصر و40 دولة إفريقية، يشتمل هذا التعاون الإعلامي نحو 200مادة تلفزيونية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والدينية والتعليمية فضلاً عن الدراما والأغاني.


-تدريب الكوادر:
يرتكز التدريب على تهيئة العمالة مهنة الإعلام في مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
أ – الجامعات المصرية :
حيث يتم السماح للطلبة الأفارقة بدراسة علوم الإعلام بجامعة الأزهر وجامعة القاهرة وتيسير سبل الالتحاق والإقامة ومواصلة الدراسات العليا.
ب – معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني:
ويتبع إتحاد الإذاعة والتلفزيون ويقوم بمهام تدريب على العمل الإعلامي بشقيه المسموع والمرئي.
ج – معهد تدريب الإذاعيين الأفارقة ( )

تم إنشائه عام 1977 لتقديم دراسات نظرية، وتدريبات عملية في مجالات البرامج والدراما، وقد قام المعهد بتدريب العديد من الإعلاميين الأفارقة، حيث تبلغ تكلفة المتدرب الواحد ما بين 3000إلى 6000 دولار.

- وكالة أنباء الشرق الأوسط:
تشكل وكالات الأنباء الإفريقية المتعددة محور اهتمام خاص من وكالة الشرق الأوسط التي أقامت مكاتب لها، و أوفدت مراسلين إلى 13 دولة إفريقية من بين 44 مكتبا على مستوى العالم و هذه المكاتب في (الجزائر– المغرب– تونس– ليبيا– السودان– زائير– أثيوبيا– جنوب أفريقيا– كينيا– السنغال– الصومال– الكاميرون– أوغندا) ، كما تتبادل الوكالة الأنباء و الصور مع وكالات الأنباء الإفريقية، وتساهم في تطوير التعاون الإعلامي مع تلك الوكالات، و تفتح أبوابها لتدريب الكوادر الإعلامية الإفريقية عن طريق عقد الدورات التدريبية المنتظمة في مجال التحرير و الإدارة الهندسية و الإعلامية ( ).


المبحث الثالث
الأشكال التنظيمية والمؤسسية للعلاقات العربية الإفريقية

أدت حاجة الدول الإفريقية إلى خلق نظام إعلامي جديد شامل وقومي يعكس صورتها الصحيحة ,وقضاياها العادلة من أجل تحقيق التنمية وإدراكها فإن ذلك لن يتحقق إلا بخلق جيل من الإعلاميين والصحفيين ووجود الصحافة الحرة القادرة على الارتقاء بأدائها والتعبير عن أمل وطموحات أبنائها داخل القارة وخارجها ,وقد أدى ذالك إلى وجود بعض المؤسسات الإعلامية التالية:

- مؤتمر وزراء الإعلام الأفارقة
ينظم العمل الإعلامي تحت مضلة منظمة الوحدة الإفريقية منذ المؤتمر التأسيسي الأول عام 1977م ويهدف المؤتمر إلى التغيير الإجابة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كذلك التصدي للحملات الإعلامية المضادة وتعبئة الرأي الإعلامي الإفريقى البارز في الحضارة والثقافة الإفريقية والعمل على حل مشاكل القارة.
- اتحاد الصحفيين الأفارقة
قد تم تأسيس الاتحاد في نوفمر 1974م في كينشاسا العاصمة الزائيرية حيث يضم الاتحاد اثني عشر اتحادا إفريقيا ويهدف إلى توحيد جهود الصحفيين الأفارقة في تنظيم واحد قادر على خدمة قضايا القارة في مجال التنمية وإقامة سوق إفريقية مشتركة ويجتمع الاتحاد مرة كل خمس سنوات كما يقوم بتدريب الصحفيين الأفارقة من مصر.
- وكالة أنباء عموم إفريقيا( باناpana - )

أنشئت القناة عام 1963م لتعبر عن آمال وطموحات القارة في الداخل والخارج وتعكس صورتهم الصحيحة,وقضاياهم العادلة,ويوجد مقرها في أديس أبابا بصفة مؤقتة وقب انتهاء منضمة اليونسكو من إجراء دراساتها وتقديم الخبرة والمساعدات المالية أمكن توزيع مقر الأمانة في خمس مناطق جغرافية هي لوزاكا في زامبيا ,الخرطوم في السودان ,لاجوس في نيجيريا ,طرابلس في ليبيا ، وقد دخلت بانا حيز التنفيذ عام 1983 م ومن أهدافها التعاون من أجل تبادل المعلومات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بين الدول الإفريقية والتعاون مع وكالات الأنباء الأخرى في العالم من اجل تبادل المعلومات الهادفة للطرفين.


- الاتحادات الوطنية الإفريقية للإذاعة والتلفزيون
أنشىء عام 1962م ويضم في عضويته 15 إذاعة مسموعة ومرئية تمثل 15 دولة إفريقيةهى : (مصر-الجزائر-ليبيا-الغابن-غانا –بوركينا فاسو-مالاوي-موريتانيا –النيجر –نيجيريا –السنغال-تنزانيا –توجو-مالي –كينيا),وتعتبر داكار عاصمة السنغال المقر الدائم للاتحاد ,ويجتمع الاتحاد مرة كل عام.ويهدف البحث عن المشكلات المتعلقة بالإذاعات المسموعة من النواحي الهندسية والفنية,والمالية والإدارية,وتنظيم عملية البرامج والإنتاج المشترك,كما سعى الاتحاد إلى تحديث العمل التلفزيوني عن طريق تشجيع مبادرات الدول على تبادل الأخبار والبرامج بين الدول.

- المشاكل التي تواجه الإعلام الإفريقي.

أوضحت دراسة للدكتور صلاح عبدا للطيف في كتابه: " الصحافة ووكالات الأنباء في (إفريقيا)، أنه في الستينات كانت هناك 15 دولة إفريقية لاتملك صُحفاً على الإطلاق وفى عام 1969م أصبحت 14 دولة وفي عام 1985م قــلّـت إلى خمس دول( ) ، إن الاستعمار الفرنسي والبريطاني في إفريقيا قد ترك أثره على الصحف سواء في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، أو الدول الناطقة بالفرنسية، لأن الدراسات أثبتت إن 10% من سكان تلك المناطق يجيدون تلك اللغات فقط، كما أن قوانين الصحافة كانت تتحكم فيها الدولة الأم أثناء فترة الاحتلال، وبعد الاستقلال أصبحت الصحف تحت سيطرة الدولة أو الأحزاب السياسية لكنها ظلت تدين بالتبعية للدول الغربية، سواء من حيث استخدام اللغة أوبأستخدام نفس القوالب الفنية التي كانت سائدة من قبل، فقد ورثت هذه الصحف المطابع والمعدات التي كانت مملوكة للتشاركيات الأوروبية، وظلت على حالتها دون تجديد أو تحديث إلا فيما ندر بسبب مواجهات هذه الدول للحروب الأهلية والانقلابات العسكرية التي غالباً ما تؤدي إلى عرقلة خطط التنمية، ومنها تحديث الصحافة، يضاف إلى ذلك ارتفاع سعر الورق، وتناقص عدد الصحف بسبب الأزمات الاقتصادية المستمرة في تلك الدول ( ) ، إن سيطرة الحكومة والأحزاب الحاكمة على الصحف قد أدى في بعض الأحيان إلى تهديد الصحفيين بالسجن، أو المحاكمة، أو الاعتقال، أو مصادرة الصحف أو إلغاء تراخيص الصحف، وقد أدى كل ذلك إلى هجرة عدداً كبيراً منهم إلى الخارج، كما أن أجور الصحفيين منخفضة وبعضهم يمارس مهنة الصحافة كعمل إضافي، ويعتبر البعض أن مهنة الصحافة عملاً غير مرغوب فيه، وكما تعاني الدول الإفريقية من نقص وقصور في عدد الكوادر الإعلامية المدربة، سواء في الصحافة، أو في الإذاعة، أو في التلفزيون، أو وكالات الأنباء، وكذلك ندرة المعاهد الصحفية التي تتولى الإشراف على تدريب هؤلاء الإعلاميين( )

إن مشكلة تعدد اللغات الإفريقية إلى جوار اللغات الإنجليزية والفرنسية تقف عقبة في سبيل تحقيق الوحدة الإعلامية الإفريقية وتتركز الصحف في المدن وتخلو الأقاليم من صحافة تعبر عنها يضاف إلى ذلك صعوبة المواصلات وعدم توافق شبكة للاتصالات تخدم المناطق الإفريقية الشاسعة وتربط بين العواصم الإفريقية( ) ، فوكالات الأنباء الإفريقية الوطنية تعتمد في الحصول على معلوماتها من الوكالات العالمية الكبرى ، كما أن هذه الوكالات غالباً ما تكون حكومية تديرها الدولة وتشرف عليها وتتولى الإنفاق عليها، وهى إما أن تكون تابعة لوزارات الإعلام أو ملحقة بالإدارات الإعلامية المختلفة، وليس لمعظم تلك الوكالات مراسلون خارج الدولة بسبب قلة الإمكانات المالية( )

تعتبر إفريقيا أكثر القارات تعرضاً لمشكلة الأمية، فلقد قدرت إحصائيات منظمة اليونسكو نسبة الأمية 73% وتصل في بعض الدول إلى 90%، كما يوجد في إفريقيا تعدد اللوائح والإجراءات وانتشار البيروقراطية الأمر الذي ينعكس على مهنة الصحافة التي تتطلب سرعة الحركة، وقد ذكرت بعض التقارير أن مهمة بسيطة في إفريقيا تتطلب ترخيص الحصول عليه يستغرق عدة أسابيع، كما أن الاتصالات السلكية واللاسلكية مازالت تتم في غالب الأحيان عن طريق الدول الأوروبية فإن دولة مثل مالي يتم إ اتصالاتها عبر باريس حيث يوجد 29 قناة تلفزيونية مع باريس ويتم اتصالاتها مع السنغال والكوت ديفوار وموريتانيا وغينيا وكلها دول كانت تابعة من النفوذ الفرنسي بنسبة80% وعبر روما بنسبة20% ويضاف إلى ذلك العزلة الجغرافية والاجتماعية والثقافية التي تعاني منها بعض الدول الأفريقية وممكن أن نذكر محطات التقوية اللازمة مما يعوق سرعة بث المعلومات( ) ، وفي نهاية المطاف يظهر جلياً أن الإعلام يشهد الكثير من المشاكل التي سببها الرئيسي هو تبعية الإعلام الإفريقي للإعلام الغربي الذي يحتاج إلى بذل الجهد الدؤوب للتحرر من هذه التبعية مع طرح أبعاد جديدة تبرز ما تتمتع به إفريقيا من ثروات من كنوز بشرية ومادية، وهو ما لا يمكن أن يتحقق سوى من خلال جسر من التواصل والتعاون في المجال الثقافي والإعلامي بين الدول الإفريقية والعربية ، هناك العديد من القنوات التنظيمية والمؤسسية للعلاقات الثقافية العربية الإفريقية، والتي تباينت في حجم التأثير الذي مارسته في تعميق الروابط الثقافية، ويتمثل أبرزها فى
- حركة الكُتاب الأفارقة والأسيويين
وقد نشأت هذه الحركة في إطار منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية منذ أواخر الخمسينات، ومساعدات أنشطة هذه الحركة في بلورة بعض الاتجاهات التحليلية الجديدة في الثقافة العربية الأفريقية، وعبّرت هذه الحركة عن نفسها في مجلة (اللوتس)، ويبدو أن ذلك النشاط لم يكن فعلاً من حيث التأثير الثقافي العام وذلك بفعل عاملين رئيسيين وأولهم غلبة التيارات الثقافية الأسيوية على الحركة برمتها وثانيهما غلبة الصراعات الإيديولوجية والسياسية على معظم نشاطات الحركة ( )
- الملتقى الثقافي الإفريقي
وقد عقد أولى جلساته في الجزائر عام 1969م وقام بوضع أسس بالغة الأهمية لتطوير الاتجاهات الثقافية العربية والإفريقية تجاه بعضها البعض حيث التقت في إطار نخبة المثقفين ذوى المكانة من التيارات الثقافية المختلفة في الوطن العربي وإفريقيا، إلا أن العديد من السلبيات أدت فيما بعد إلى تقليل إمكانية استمرار هذا العمل الثقافي الكبير ( )
حركة التعاون العربي الإفريقي
وقد ظهرت خلال السبعينات على أيدي عدد من العرب والأفارقة، اللذين بذلوا أقصى جهدهم لتقديم معارفهم ورؤاهم إلى صناع القرار في العالم العربي في المجال الإفريقي وانعقدت لهذا الغرض العديد من اللقاءات والندوات التي اختصت أساساً لتناول ظاهرة "التعاون العربي الإفريقي"، حيث عقدت ندواتها في الخرطوم والشارقة (1976م) والقاهرة (1979م) والخرطوم(1985م).

لجنة الشئون الثقافية والتربوية والإعلامية والاجتماعية
وقد أنشأت على أثر انعقاد مؤتمر القمة العربي الإفريقي في القاهرة في مارس 1977م، وجاء إنشاءها في إطار الإتجاه نحو تفعيل أشكال العمل العربي الإفريقي في لجان رئيسية وفعلية وقد أوصت هذه اللجنة لدراسة أسس النشاط الثقافي والحضاري وإنشاء مراكز البحوث وتنشيط التبادل الثقافي والحضاري وإقامة التظاهرات الثقافية، وفي أعقاب تجميد نشاط مؤسسات العمل العربي الإفريقي، كان الجمود أكبر في مجال العمل الثقافي للجانبين( ) ، ومن ناحية أخرى، فقد ارتبط غير قليل من البلدان العربية باتفاقات ثقافية مع كثير من الدول الإفريقية، وتعنى هذه الاتفاقات لتوثيق العلاقات الثنائية في مجال الثقافة عموماً، وتدور حول تشجيع إقامة الصلات بين المؤسسات الثقافية والأدبية وتبادل الأساتذة والخبراء والعمال، وتقديم المنح العلمية والتدريبية، وتشجيع الزيارات الودية بين رجال العلم والثقافة والفن والرياضة وتبادل المعلومات والمواد الثقافية والعلمية والفنية المختلفة ، كما بادر عدداً من الدول العربية لإقامة مراكز ثقافية عربية أو إسلامية في عواصم عدد من الدول الإفريقية على أساس اتفاقيات ثنائية( ).

المعهد الثقافي العربي الإفريقي

نشأت فكرة إقامة معهد ثقافي عربي أفريقي تنفيذاً لدعوة القمة العربية الأفريقية الأولى (القاهرة : 1977م)، لتعزيز الصلات الثقافية بين دول المجموعتين بغية تحقيق تفاهم وتعاون أفضل بين شعوبها، وتجسيداً للإرادة العربية الإفريقية المشتركة في إيجاد إطار مؤسسي يعنى بكل ماله صلة بدعم العلاقات الثقافية بين العرب وإفريقيا( ) ، وافقت اللجنة الدائمة للتعاون العربي الإفريقي في دورتها السادسة (تونس : 1988 م) على مشروع النظام الأساسي للمعهد الثقافي العربي الإفريقي الذي تقدمت به الأمانتان العامتان لجامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ، كما صادق عليه مجلس الجامعة 1983م ومجلس المنظمة 1985م، ولقد تم التوقيع على اتفاقية إنشاء المعهد في يناير 1986م بدمشق في إطار اجتماعات الدورة الثامنة للجنة الدائمة للتعاون العربي الإفريقي من قبل الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية والمدير العام للمنظمة العربية والتربية والثقافة والعلوم، واختار مجلس جامعة الدول العربية كلاً من : " الأردن- العراق- لبنان- ليبيا- مصر" لتمثيل الجانب العربي في المجلس التنفيذي للمعهد لمدة أربع سنوات من تاريخ مباشرة المعهد لمهامه. وأختار الجانب الأفريقي كلاً من: " تونس – تشاد – السنغال – كينيا – مالاوي " لتمثيله في المجلس التنفيذي للمعهد. وقد وافقت الأمانة العامة لمنظمة الوحدة الإفريقية للمعهد على مقترحات الأمانة العامة للجامعة بأن يكون للجانب العربي منصب المدير العام للمعهد وأن يكون المقر ومنصب المدير المساعد للجانب الأفريقي( )
أهداف المعهد

• تشجيع وتعزيز تقارب بين الشعوب العربية والإفريقية.
• تشجيع قيام أبحاث عن العلاقات العربية الإفريقية بما يبرز إسهام العالمين العربي والإفريقي في بناء الحضارة الإنسانية.
• إنشاء مراكز أبحاث ومراكز ثقافية عربية إفريقية والتنسيق بينهما والاهتمام بتدريب العاملين المطلوبين.
• تنظيم الندوات ومهرجانات تكون ملتقى لرجال الثقافة والعلم والشباب ورجال الجامعات والقيام بنشر الأعمال التي تسفر عن هذه اللقاءات.
• جمع وحماية واستغلال الثرات الثقافي المشترك ( المخطوطات – المباني الأثرية – الفنون – الآثار التاريخية..الخ والعمل على استعادة الكنوز الثقافية التي نهبت من أفريقيا والعالم العربي.
• تنظيم تبادل الأساتذة والطلاب من خلال برامج المبادلات الثقافية( )

التبادل العلمي والتعليمي والطلابي.

بذلت العديد من الدول العربية جهوداً حثيثة بشأن تقديم البعثات والمنح الدراسية للعديد من دول القارة الإفريقية وإنشاء عدد من المدارس العربية والمراكز الثقافية والإسلامية وقد قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " أليكسو" بدور حيوي في هذا المجال( ) ، فتبلورت ظاهرة إنشاء المعاهد والدراسات العربية المتخصصة في الشئون الأفريقية منذ منتصف الخمسينات على إثر الدعوة التي وجهها الرئيس عبدا لناصر في كتيب فلسفة الثورة، لإنشاء معهد لإفريقيا، حيث جرى في أعقاب ذلك تحويل معهد الدراسات السودانية التابع لجامعة القاهرة إلى معهد للدراسات الأفريقية. وتلي ذلك ظهور معاهد مماثلة في الخرطوم والجزائر وبغداد وإلى جانب ذلك فإن هناك اهتماما في الجامعات العربية بتدريس المناهج المتخصصة في الشئون الإفريقية، سيما في جامعات مصر والجزائر وليبيا والسودان(2) ، كما اهتمت الكثير من الدول العربية بتقديم المنح الطلابية إلى الدول الإفريقية، وكانت الجامعات الدينية في الوطن العربي أسبق الجامعات بصفة عامة في استقبال الطلاب الإفارقة منذ وقت مبكر، وخاصة جامعة الأزهر في مصر، وجامعة القرويين في المغرب، وجامعة الزيتونة في تونس ، وفي الوقت نفسه فإن هذه الجامعات الدينية العريقة وغيرها من الجامعات والمعاهد الإسلامية الحديثة في العالم العربي مازالت أكثر الجامعات استيعابا للطلاب الأفارقة، وتأتي مصر وليبيا والجزائر والسودان وقطر في مقدمة الدول العربية التي تقدم المنح الطلابية إلى دول القارة الإفريقية( ) .





الــخــــــاتــمة.
إن استعراض ماتم يمنحنا القدرة على النظر فيما تم من خطوات ونشاطات واتصالات، وواضح أمامنا أن الخطوات كثيرة ومتنوعة، وأن النشاط واسع فى ميدان التعاون العربى الإفريقى خلال فترة الدراسة، ومقياسنا فى هذا التعاون الذى بدأ منذ تأسيس الجامعة العربية هو تعدد الإتصالات ومستوياتها، والمعونات والقروض المقدمة والمشروعات التى أعدت للتنفيذ وأيضاً خطط الاستثمار والتمويل الإنمائي المعلنة، كل هذا يتم باسم جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية، وتقوم الجامعة بالدور الأكبر فيه حتى الآن ، كما نجد فى الصورة العامة للعلاقات المتبادلة بين الجانبين العربى الإفريقى نشاطاً وتعاوناً فى ميادين الاقتصاد والتجارة والتمويل والمعونات على مستوى ثنائي من جانب الدول العربية وفى المقام الأول الدول العربية المنتجة للبترول.
نشأ التعاون العربى الإفريقي بكل أوضاعه وأهدافه من موقف خاص طرأ على العلاقات الدولية فى المنطقة العربية والإفريقية خلال عام 1973م قبل حرب أكتوبر، وما طرحته من مواقف ونتائج فى العلاقات وموازين القوى وهذا واضح فى أن الخطوات الخاصة التى اتخذتها السياسة العربية كانت فى الأغلب استجابة ورد فعل ولم تكن مخططاً موضوعاً لسياسة مرسومة فى داخل العلاقات القائمة والمتبادلة بين العرب والأفارقة بهدف إحداث تغيير معين مطلوب ، كما أدى النجاح العربى والاستجابة الإفريقية والتفاهم المشترك بين الجانبين إلى تطوير خطوات هذا التعاون العربى الإفريقي فى سياسات قصيرة الأمد بدلاً من التفكير فى استراتيجية طويلة الأمد، تعتمد على النوايا الطيبة والجهد الذاتي في تطبيق وتنفيذ سياسات التعاون العربى الإفريقي ، ولكن الراجح من خلال هذه الدراسة أن التنسيق العام وتنسيق المراحل والمستويات المنوعة لهذه السياسات غير موجود أو منعدم.
قرر العرب التوسع فى التمثيل الدبلوماسي والقنصلي وتمت الإستجابة بافتتاح عدد من السفارات ولكن لم تحدث دراسة للموقف والعلاقات ولم يحدث تنسيق بين نشاط عشرين دولة عربية لها أجهزة دبلوماسية عاملة فى إفريقيا من استقلالها في الستينات، لقد قرر بعض المؤتمرات اتخاذ مواقف سياسية مؤيدة تجاه قضايا إفريقيا، ولكن الواقع التطبيقى أظهرت تناقضات المواقف العربية تجاه قضايا خاصة فى إفريقيا، ومن ناحية أخرى، تم النشاط العربى الإفريقى على المستوى الإقليمى باسم جامعة الدول العربية، ولم يتم حتى الآن تنسيق دراسة وترتيب هذا النشاط الجماعى مع النشاط الثنائي الذى تقوم به الدول العربية فرادى ، ومن بين الأمثلة نختار نشاط الصناديق المالية للمعونات ولتمويل الإنماء فى إفريقيا من خلال بعض الدول النفطية مثل : الكويت والإمارات العربية والسعودية وليبيا .....إلخ، هذه الصناديق لها تاريخ سابق فى النشاط الناجح قبل إنشاء صناديق الجامعة العربية والمصرف العربى، ولكن بدون تنسيق وبدون تخطيط للعمل المشترك أو بدون توزيع للمسئوليات، وبدون تخصيص للإهتمامات قطاعات النشاط حيث يصبح المجال مفتوحاً للتكرار وللتداخل وللتنافس.
لقد ألقت جامعة الدول العربية على الأمين العام مسئولية العلاقات المترتبة على التعاون العربى الإفريقى، وهذا معناه خلق وظائف ومهام جديدة فى داخل الأمانة العامة للجامعة ، ولكن الوسائل والأدوات التى استخدمت حتى الآن أدت دوراً، ولكنها فى الأمد الطويل القادم ليست القنوات والأجهزة والأدوات الكفؤة لتحقيق الهدف المطلوب من الاستراتيجية الجديدة للعلاقات المتبادلة، وفى نفس الوقت يجب أن تمر دراسة العلاقات التنظيمية القائمة حالياً بين أجهزة الجامعة والأمانة العامة وبين التنوع الكبير فى الاختصاصات والتركيبات من المنظمات الإقليمية العربية المتخصصة خاصة وأن بعضها يمارس نفس النشاط، الذى تستهدفه المرحلة الحالية من العلاقات العربية الإفريقية ، كما إنه لم تتم أى دراسة للإتجاهات والسياسات الأجنبية فى إفريقيا ومواقفها تجاه التعاون العربى الإفريقى، ومدى ما تمثله هذه السياسات من مواقف الصداقة على مستويات مرحلية أو استراتيجية، وأعتقد أن هذه الدراسة واجبة على أن تتكرر باستمرار كل فترة زمنية حتى يكون مخططو السياسات العربية على علم بالحاضر وبتنبؤات المستقبل، فإذا كانت السياسات العربية الجماعية تريد أن تسير فى طريق التعاون العربى الإفريقى فى ضوء استراتيجية شاملة طويلة المدى، والبروز فى المجتمع الدولى الذى بات التكتل فيه عسير ودونه عوائق، والتجمعات الاقتصادية سمة من سماته، إلا بانتهاج نمط تعاونى بينهم وصولاً إلى فرض كلمتهم، والحيلولة دون تلاعب الكيانات الأخرى بمقدراتهم وقضاياهم.
وما لم ترسم الدول العربية والإفريقية سياسة موحدة في جميع المجالات، فإن احتمالات تبعيتهم للقوة المهيمنة فى العلاقات الدولية أمر وارد، فعلى الدول العربية والإفريقية ضرورة مراجعة ملف العلاقات بينهما على ضوء المتغيرات، والتحولات الدولية، والإقليمية، والداخلية، لكلا المجموعتين، وإحلال نظرة التنسيق المشترك فى ظل رؤية متماسكة للواقع الجديد تستهدف تحقيق المصالح العربية والإفريقية المشتركة، وعدم السماح بحدوث تطورات سلبية يمكن أن تؤثر على هذه المصالح المشتركة، والتمسك بما تم إحرازه فى مختلف المجالات والسعي للنهوض بمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية وعلى كافة المستويات.
لذلك نستنتج من هذه الدراسة ضرورة توخي الجدية والفاعلية بين الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية من خلال عدة عوامل أهمها : شعور الدول العربية والدول الإفريقية بضرورة تفاعلها وتساندها سياسياً واقتصادياً أمام مناورات الدول الاستعمارية وتقلبات الوضع الاقتصادي العالمي ،وإدراك جامعة الدول العرية ومنظمة الوحدةالإفريقية بما يرطها من رواط تاريخية وحضاية وبوحدة المصير المشترك ، وقد استطاعت الدول العربية والدول الإفريقية ان تقوما بتقوية الروابط بينهما من خلال منظمتي الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية ، وذلك من خلال المؤتمرات التي جمعتهم على أساس ثابت ، إلا أن عدم وجود دبلوماسية عربية ذات توجه إستراتيجي نحو القارة الإفريقية ، وبالمقابل فعدم وجود سياسة إفريقية متطورة للدول العربية جعل تطوي العلاقات ينهما بطيئأ ويعاني من الكثير من الصعوبات ، كما أن وجود الإنقسامات العربية في إطار الجامعة العربية ساهم في إضعاف تطور العلاقات العربية الإفريقية ، لذلك فمن الضروري اتخاذ خطوات عملية وفعالة لإستمرار عقد الاجتماعات والمؤتمرات العربية الإفريقية ووضع إستراتيجية مشتركة تهدف إلى الحفاظ على التعاون الذي حققته المنظمتان ، وتوسيع شبكة البعثات الدبلوماسية في الجانبين ، وإبعاد التعاون العربي الإفريقي عن الظروف الطارئة أو العوامل الآنية أورد الفعل ، وتبادل الزيارات وبصفة خاصة على مستوى الرؤساء ، وذلك لما لها من دور في تذليل الصعوبات و إيجاد الوسائل الكفيلة لتنشيط العمل العربي الإفريقي وإشراك المنظمات الشعبية والمهنية في تعميق العلاقات بين المجموعتين وتوجيه الدعوات لرؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية لتبادل الزيارات ، وتقديم الدعم الكافي لهم ، والتأكيد على العامل الثقافي والوحدوي الذي يربط العرب بالأفارقة عبر قرون ماضية ، من خلال إنشاء مراكز ثقافية وإعلامية جماهيرية في الدول العربية والإفريقية لتساهم في بلورة الوعي الجماهيري لدي الشعب العربي والشعوب الإفريقية ، وتبادل البعثات الثقافية والمهرجانات والمنح الدراسة والأساتذة وبرامج التدريب الإعلامية ، وتبادل الخبرات العلمية والفنية ، بين الدول العربية والإفريقية للنهوض بالتنمية الشاملة ، وتشجيع الإستثمارات العربية المشتركة لاسيما في القطاعات الصناعية والزراعية في إفريقيا بحيث تخلق وجودا حياً وملموساً للتعاون الاقتصادي عن طريق التكامل الاقتصادي ، واستحداث جامعات ومعاهد للدراسات العربية الإفريقية تشرف عليها كل من الجامعة العربية ، ومنظمة الوحدة الإفريقي ، بحيث تسعى هذه المؤسسات إلى تعميق التعاون العربي الإفريقي ، وتزويد المنظمتين بالمعلومات والوثائق التي تحتاجها ، والعمل على تعزيز التعاون في القطاع التجاري والمصرفي من خلال إنشاء أسواق ومصارف تخضع لقاعدة المصالح المشتركة بين الجانبين ، والسعي لإبتعاد الدول عن النرجسية التي تجعل كل منها يتصور أنه وحده يمتلك ناصية الحقيقة ، وأنه وحده المؤهل لرعاية التعاون العربي الإفريقي والوصاية عليه ، والعمل على إنشاء إدارة مركزية في إطار الجامعة العربية تتكلم باسم كل العرب لبحث ورسم إستراتيجيات التعاون العربي الإفريقي ، وإقامة قنوات إعلامية متبادلة ومدروسة توجه الشعب العربي والشعوب الإفريقية
















المراجع
أولاً الوثائق:
1. التقرير الاقتصادي الموحد 1987م ، تحرير صندوق النقد العربي .
2. الدبلوماسية المصرية فى إفريقيا خلال خمس عشرة عام ،( 1977-1991 )م وزارة الخارجية ، القاهرة : 1992.
3. النظام الأساسي للمعهد الثقافي العربي الأفريقي ، تقرير صادر عن الإدارة الإفريقية بجامعة الدول العربية 1996.
4. تقرير السيد عنبر : العوامل الثقافية وتطور العلاقات العربية الإفريقية (تحرير : إجلال رأفت: العلاقات العربية الإفريقية ) ، مركز البحوث والدراسات السياسية ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة 1994م .
5. جامعة الدول العربي الأمانة العامة،قرارات مجلس الجامعة في دورتها الطارئة في تونس5/1/1980.
6. جامعة الدول العربية الأمانة العامة، قرارات مجلس الدول العربية في دورتها العادية الثامنة والسبعون،بتاريخ28/5/1983.
7. جامعة الدول العربية، الأمانة العامة ، قرارات مجلس الجامعة في دورة انعقادها رقم 18،21مارس 1984.
8. جامعة الدول العربية، الأمانة العامة، قرارات مجلس الجامعة في دورتها الطارئة في 22/7/1981.
9. جامعة الدول العربية، الأمانة العامة،قرارات مجلس الجامعة في دورة انعقادها العادية رقم95على المستوى الوزاري بتاريخ15/5/1991.
10. جامعة الدول العربية، تنسيق التجارة بين العالم العربى وإفريقيا النامية،( 1970-1981)م، المجلد الأول ، تقرير (أبريل 1985م) .
11. جامعة الدول العربية، قرارات مجلس الجامعة في دورتها العادية الخامسة والسبعين تونس 25/3/1981م.
12. جمهورية مصر العربية وزارة الخارجية توصيات و بيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963- 1983م.
13. جمهورية مصر العربية، وزارة الإعلام، الهيئة العامة للاستعلامات، مصر ومنظمة الوحدة الإفريقية، 1995م.
14. خطة عمل لاجوس من أجل التنمية الاقتصادية فى إفريقيا1981-2000م، منظمة الوحدة الأفريقية ، الناشر المعهد الدولى للدراسات الاجتماعية، جنيف1981م.
15. دور الشركات غير الوطنية في التنمية العالمية : الدراسة الثالثة , إعداد مركز الأمم المتحدة المعني بالشركات غير الوطنية , الأمم المتحدة نيويورك 1983م.
16. عمر المشرى محمد ، بلاد القرن الإفريقي، نصوص ووثائق من المصادر العربية، شعبة التثقيف والإعلام والتعبئة، طرابلس، ط ( 1 ) ،1989م
17. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة الاستثنائية الطارئة السابعة، يوليو 1979-1980م.
18. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة التاسعة والعشرون، 1974م.
19. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة الثانية والثلاثون ، 1977-1978م.
20. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة الخامسة والأربعون 1989-1990م.
21. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة العادية الرابعة والأربعون، 1988-1989م
22. فهرس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة العادية السادس والأربعون، ملحق رقم(47/45/)، 1990-1991م
23. قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة الثانية والثلاثون، ملحق(44-32-A)، ديسمبر 1977م
24. قرارات و توصيات و بيانات منظمة الوحدة الأفريقية بشأن الشرق الأوسط،1964 1987 م، مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية، 1988م
25. محمود أبو العينين وأخرون، التقرير الإستراتيجي الأفريقي، مركز البحوث الأفريقية ، جامعة القاهرة :، سنة 2001-2002 م
26. منظمة المؤتمر الإسلامي ، تقرير قرارات الشؤون السياسية ، الصادرة عن مؤتمر وزراء الخارجية السادس عشر، بفاس المغرب يونيو 1986م
27. منظمة المؤتمر الإسلامي ، تقرير قرارات الشؤون السياسية الصادر عن مؤتمر القمة الرابع ، الدار البيضاء -يناير 1984م
28. منظمة المؤتمر الإسلامي ، تقرير قرارات الشؤون السياسية الصادرة عن مؤتمر وزراء الخارجية في فاس ،مارس 1979م
29. منظمة المؤتمر الإسلامي، تقرير قرارات الشؤون السياسية ، الصادرة عن مؤتمر القمة الثاني في لاهور فبراير1997م الحادي عشر , عمان.المملكة الأردنية, جامعة الدول العربية , الأمانة العامة للشؤون الاقتصادية .

ثانياً الكتب :
1. ابراهيم نصر الدين وآخرون، العلاقات العربية الإفريقية ، مركز البحوث والدراسات السياسية، ط(1) 1994.
2. احمد صدقي الرجباني وآخرون،أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،ط(1) ،1991.
3. السيد فليفل، العلاقات الثقافية العربية الإفريقية، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة، ط1 1988.
4. الهيئة العامة للاستعلامات، حركة عدم الإنحياز والدور المصري الرائد فيها ، 1973.
5. ربيع عبد العاطي عبيد، دور منظمة الوحدة الإفريقية وبعض المنظمات الأخرى في فض المنازعات، الدار القومية للثقافة والنشر، القاهرة ،2002
6. رشيد شقير،أزمة الخليج جذور وآفاق،مجلة الفكر الاستراتيجي العربي،عدد(35) ، 1991.
7. رضا أحمد شحاته ، تطور واتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية نحو مصر، 1945-195 ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1995.
8. سلوى محمد لبيب ، دبلوماسية القمة و العلاقات الدولية الأفريقية ، دار المعارف ، القاهرة : 1980.
9. شربل زعرور , تقديم سمير أمين , التعاون العربي الأفريقي , معهد الإنماء العربي بيروت, الطبعة الأولى , 1989ف .
10. شربل زعرور، التضامن الدولى الأفريقي، 1975-1984، ترجمة هاشم حيدر، معهد الإنماء العربى للدراسات الاقتصادية: القاهرة ، 1989.
11. شوقي الجمل، تاريخ إفريقية الحديث والمعاصر، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، القاهرة، ط(1) 2004.
12. صالح أبوبكر على،العلاقات العربية الإفريقية بين الماضي والحاضر،دراسة متعددة الأبعاد، دار النهضة العربية، القاهرة:2006.
13. صالح أبوبكر على ، أثر المتغيرات العالمية والإقليمية على العلاقات العربية الإفريقية من عام 1989-2000 ، القاهرة ، دار نهضة مصر ، 2005 .
14. عبد الرحمن الصالحي، منظمة الوحدة الأفريقية خلال 20 عاما، الجمعية الأفريقية ط(1) القاهرة، 1983 .
15. عبد الرحمن سعدون , أفريقيا التمويل والتنمية , مركز البحوث والدراسات الإفريقية سبها , ط (1) ,1990 .
16. عبد الله عبد الرؤوف , مصر وحركات التحرير في شمال إفريقيا , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة ,1986.
17. عبد الملك عودة، التنافس الدولي في أفريفيا1995،القاهرة: كتاب الأهرام الاقتصادي،العدد 101، 1996.
18. عراقي عبدا لعزيز الشربينى، العلاقات الاقتصادية العربية الإفريقية، واقعها ومستقبلها فى العلاقات العربية الإفريقية، تحرير إجلال رأفت،مركز البحوث والدراسات السياسية، جامعة القاهرة، 1994.
19. عطية أفندي ، الجامعة العربية وأزمة الخليج ،السياسة الدولية,الأهرام: القاهرة عدد 104 عام 1991.
20. عواطف عبد الرحمن، إسرائيل وأفريقيا، 1948-985، دار الفكر:القاهرة،ط1، 1985.
21. غسان عطية، التحرك الإسرائيلي في أفريقيا- التجربة الأوغندية، دار الطليعة: بيروت 1973.
22. مارسيل ميرل ، سوسيولوجيا العلاقات الدولية ، ترجمة د.حسن نافعة ، القاهرة ، دار المستقبل العربى ، 1986.
23. مجدي حماد ، إسرائيل وإفريقيا ، الدراسة فى إدارة الصراع الدولى ، القاهرة ، دار المستقبل ، ط(1) ، 1986.
24. محمد الحسيني المصيلحي، منظمة الوحدة الإفريقية من الناحية النظرية و التطبيقية- دراسة مقارنة، دار النهضة العربية القاهرة 1967.
25. محمد الزيادى, ندوة العلاقات العربية الإفريقية,منشورات جمعية الدعوة الإسلامية ,طرابلس,ط1 , 2005.
26. محمد المبروك يونس ,تاريخ التطور السياسي للعلاقات العربية الإفريقية 1952-1977,مطابع الوحدة العربية الزاوية ليبيا,ط(2), 1991.
27. محمد حسن غلوم،غزو العراق للكويت،المقدمات،الوقائع، ردود الأفعال،تداعيات ندوة بحثية، مجلة عالم المعرفة،عدد خاص،195:الكويت1993.
28. محمد خيري عيسى ، العلاقات العربية الإفريقية ، المكتبة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دار الطباعة الحديثة جامعة الدول العربية، مصر، ط ( 1 )،1982.
29. محمد عبد الغنى سعودي وآخرون، العلاقات العربية الإفريقية- دراسة تحليلية فى أبعادها المختلفة، معهد البحوث والدراسات العربية: القاهرة، 1978.
30. محمد فايق , ثورة 23 يوليو وإفريقيا,مركز دراسات الوحدة العربية,منتدى الفكر العربي , 1980.
31. محمد مصباح الأحمر، تاريخ العلاقات العربية الإفريقية ، دار الملتقى للطباعة والنشر ، بيروت ، 2001 .
32. نبيه الأصفهاني ، التضامن العربي الأفريقي، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام القاهرة،1977.
33. هشام القروى ، التوازن الدولي من الحرب الباردة إلى الانفراج ، طرابلس ، الدار العربية للكتاب ، ط 2 ، 1985.
34. وحيد عبد المجيد، مستقبل النظام الإقليمي العربي بعد الغزو، السياسية الدولية ، الأهرام القاهرة ،عدد(103) 1990.
35. يوسف الحسنى, التعاون العربي الإفريقي, الإمارات العربية, نموذج عربي للتضامن والتنمية , دار الوحدة للطباعة والنشر, بيروت, 1982م.
36. يوسف فضل ، العلاقة بين الثقافة العربية والثقافة الإفريقية ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ط1 ، 1983.

ثالثاً المؤتمرات والمقالات والبحوث :
1. ابراهيم محمد طاهر، "الأوضاع السياسية في تشاد من 1960-1990" بحث دبلوم في معهد البحوث والدراسات العربية:القاهرة، سنة1924.
2. أحمد محفوظ بيه ، التعاون العربي الإفريقي بعد الحرب الباردة : الواقع والآفاق ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد البحوث والدراسات العربية : جامعة الدول العربية ، القاهرة 2006
3. احمد ثابت، ثورة يوليو وأفريقيا ، التحرر الوطني وعدم الإنحياز، السنة الرابعة،العدد(14) 1986.
4. احمد يوسف القرعى ، قضية العلاقات العربية الأفريقية، مجلة السياسة الدولية، العدد (97) ،1989.
5. احمد يوسف ألقرعي ، ( حيز الاهتمام العربي السياسي الفعلي بأفريقيا) ، في عبدا لملك عودة وآخرون ، العرب وأفريقيا ، 1983.
6. ادريس محمود حامد في ( البعد الإعلامي في العلاقات العربية الأفريقية )، مجلة الثقافة العربية تصد رعن مجلس تنمية الإبداع الثقافي بالجماهيرية ، العدد264 ، السنة الثانية والثلاثون2007.
7. الإعلام الأفريقي و تحديات المستقبل، وزارة الإعلام، الهيئة العامة للاستعلامات- سلسلة دراسات دولية معاصرة ط (1) 1997 ، مطابع هيئة الاستعلامات.
8. الشادلى العيارى ،"التعاون العربي الإفريقي حاضرا ومستقبلا"السياسة الدولية،الاهرام ،القاهرة،عدد 48، 1988.
9. بطرس بطرس غال،الدبلوماسية المصرية بعد مبادرة السلام، السياسة الدولية،الإهرام،القاهرة:عدد52أبريل1978.
10. جاسم خالد السعدون" المستقبل الاقتصادي لدول الخليج" مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت،عدد61 يوليو 1992.
11. جمهورية مصر العربية، وزارة الإعلام، الهيئة العامة للاستعلامات، أزمة الخليج، المواقف العربية والدولية ،1991.
12. رجاء عبد الرسول حسن، (رؤية مستقبلية للتعاون العربي الأفريقي ) مجلة السياسة الدولية (العدد 80 ،أبريل 1985).
13. رشيد المقصود ، المعوقات العربية للدرب الإفريقية ، رسالة ماجستير
14. سالم حسين عمر البرناوى،إستراتيجية التعاون العربي الإفريقي ، رسالة دكتورا، جامعة القاهرة 1995م.
15. سالم محمد أمبارك الهامل ، رسالة ماجستير، أثر المحددات الدولية والإقليمية في تطور العلاقات العربية الأفريقية ،اكاديمية الدراسات العليا ،طرابلس،1998.
16. سالم عمر أحمد شعلة ، دور جامعة الدول العربية في تطوير العلاقات العربية الإفريقية (1977-2005) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد البحوث والدراسات العربية : جامعة الدول العربية ، القاهرة 2006
17. سعد الدين وهبه ، المبادرة بين التصلب الإسرائيلي ومجموعة الرفض،السياسة الدولية،الأهرام:القاهرة،عدد52 عام 1990.
18. سمير أحمد، الإطار التنظيمي لحركة عدم الإنحياز، مجلة السياسة الدولية، عدد(70)، 1982.
19. سمير حسنى عطيه ، مستقبل العون الفني العربى الجماعي لإفريقيا، مجلة الشئون العربية، القاهرة عدد 64 ، 1990.
20. طاهر محمد كنعان"البعد الاقتصادي للعلاقات الإفريقية المعاصرة" في عبد الملك عودة وآخرون.
21. طه عبد العليم ، "سياسة غور بتشوف للتغيير فى الإتحاد السوفيتى" ، مجلة الفكر الإستراتيجي العربى ، العدد20 ، أبريل 1987.
22. عادل بشاي، عدم الإنحياز الشمال والجنوب الجنوب والجنوب ، مجلة السياسة الدولية، عدد(70) ،1982.
23. عبد الفتاح الجبالى ، "أفريقيا بين القلق الإسرائيلي والموقف العربى "السياسة الدولية ، الأهرام :القاهرة عدد 78 أكتوبر 1984 .
24. عبد المجيد عمارة ،ورقة عمل مقدمة فى مؤتمر اللغة والإعلام فى افريقيا ,جامعة القاهرة ,2001.
25. عبد الملك عوده، وآخرون، العرب وإفريقيا، بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمتها مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي بيروت،1984.
26. عبدا لملك عوده، التعاون العربي الإفريقي الواقع والمستقبل ، شئون عربية، القاهرة، عدد38-40،يونيو –ديسمبر، 1998.
27. كاظم هاشم نعمة، " الماكندرية الجدية والوطن العربي" مجلة الدراسات العليا، الأكاديمية،السنة(1)، العدد(3) ، 1426.
28. رشيد حسين عكلة ، العمل العربي الإفريقي المشترك في إطا جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد البحوث والدراسات العربية : جامعة الدول العربية ، القاهرة 2006
29. محاضرات الدورة الإعلامية عن أفريقيا خلال عامين 92-93 19،إصدار الجمعية الإفريقية، القاهرة .
30. محمد رضا محرم، إعادة القراءة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة بيروت، عدد 38-1982.
31. محمد عبدا لرحمن دياب،مؤتمر منروفيا وقضية الشرق الأوسط،السياسة الدولية،الأهرام، القاهرة،عدد58 أكتوبر،1979.
32. نجيب الهلالي جوهر، اللغة والثقافة في أفريقيا، أعمال المؤتمر الدولى معهد البحوث والدراسات الأفريقية , جامعة القاهرة ط (1) عام 2001.
33. نحو عمل اقتصادي عربي مشترك :- قضايا اقتصادية عربية , وثيقة مقدمة إلى مؤتمر القمة العربي الحادي عشر , عمان.المملكة الأردنية, جامعة الدول العربية , الأمانة العامة للشؤون الاقتصادية،1989 .
34. ورقة عمل مقدمة من قسم النظم السياسية والاقتصادية,معهد البحوث والدراسات الاقتصادية, جامعة القاهرة وندوة العلاقات العربية الإفريقية,منشورات جمعية الدعوة الإسلامية,طرابلس ,ط1, 2005.
35. ياسين العويطى ، مصر والإسلام والأزمة العربية ، السياسة الدولية الأهرام:القاهرة،عدد57يوليو1979.



#سالم_علي_محمد_كتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون السياسي بين الدول العربية والدول الإفريقية
- جرائم الحرب النويية الفرنسية تجاة الجزائر
- قيام الجامعة العربية وتأسيس الوحدة الأفريقية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سالم علي محمد كتي - العلاقات الثقافية العربية الإفريقية حتى 1991