أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى ماضي - خمسينية الكاتب البير كامو: نداء استنفار إلى الضمائر المناهضة للاستعمار.ما الذي تحيكه -لوبيات- الاستعمار المتجدد حول البير كامو ؟















المزيد.....

خمسينية الكاتب البير كامو: نداء استنفار إلى الضمائر المناهضة للاستعمار.ما الذي تحيكه -لوبيات- الاستعمار المتجدد حول البير كامو ؟


مصطفى ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 18:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نعم، (راهم جايين) إنهم قادمون إلينا في ثوب يبدو جديدا هذه المرة، لأنهم ركبوا، في عصر الصواريخ، "متن القافلة"، وهي تسمية تحيل إلى مبلغ تواضعهم وتنازلهم إلى حد مسايرة "ركبنا البطيء". جاؤوا إلينا من جديد، ولم نكد نفرغ من مواراة جثمان "فرانسيس جانسن"، رمز النضال الشعبي الفرنسي إلى جانبنا والذي يمثل آخر شهيد شاهد على أواصر التضامن المتينة التي تشد الشعوب إلى بعضها، لأنها مؤسسة على إحقاق الحق. جاؤوا إلينا على متن قافلة تضم في رحالها أيضا مؤسسات رسمية جزائرية، في ركب تضامني وتهريج إعلامي لم يسبق له نظير. جاؤوا إلينا، لا لإحياء ذكرى الفرنسيين الذين سعوا معنا بصدق في سبيل تحرير الجزائر،( جانسن، مندوز ،ماسبيرو، سيناك الخ... )لكن للحفاوة والتهليل بألبير كامو، الكاتب الصحفي الكولونيالي، والمناضل الملتزم "حتى النخاع" بخيار الجزائر فرنسية. الكاتب الذي يبدو أنه "عانى" من "الاغتراب" بحضرة ناس لم يكن، في الواقع، يرغب في التعامل معهم بأية صفة من الصفات، وفي أرض كان يرفض الانتباه إلى كونه غريبا عنها ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، ليفعل ما فعله آباؤه من قبل، حين سلبوها وحشروا أهلها في بعض أركانها المنسية.
جاؤوا إلينا في ركب ضم مؤسساتنا إلى مؤسسات الدولة الفرنسية وسخّر فضاءاتنا الإعلامية بكل انواعها ، من أجل تغطية المجال الإعلامي الجزائري برمته، إحياء لذكرى هذا الكاتب، وهو ما لم يظفر فرانسيس جانسن ولو بجزء ضئيل منه.
هكذا يقوم اللوبي النيوكولونيالي حملته الثانية، ومن المعلوم أن الحملة الأولى قد شرع فيها في سنوات 2004-2005، تحضيرا لإضفاء المشروعية على القانون الفرنسي الممجد للاستعمار، الصادر يوم 23 فيفري 2005. حين لم تجد هذه الحملة ردود فعل حازمة في هذه الضفة من المتوسط، تجرأ هذا اللوبي من أجل الذهاب بعيدا، والوصول إلى حد سلب المشروعية عن كفاح شعبنا و مجاهدينا، والتسوية بين نشاطهم ونشاط منظمة الجيش السري، بواسطة التلاعب بمفهوم الإرهاب باعتباره ملصقة توضع في واجهة كل عمل يراد إبطاله، وتبعا لذلك، اعتبار الجرائم المقترفة سابقا ولاحقا من قبل الجيش الاستعماري عنفا مشروعا، بدءا من استعمال قنابل "النابالم" والتعذيب إلى غاية "سخرة جمع الحطب".
سيعمل هذا اللوبي على تحقيق أول انتصار باهر له، بفضل إسهام مؤسسات جزائرية رسمية، وبواسطة حصص تليفزيونية ومقالات صحفية تشيد بفضائل كامو، ثم يكلل ذلك كله باستقبالات رسمية وباتخاذ قرار إلصاق اسمه بواجهة بناية عمومية، ورفع نصب تذكاري له، يتخذ معلما في المسيرة المظفرة التي يسلكها هذا اللوبي النوكولونيالي المتجدد.
ما من شك في كونهم يحضرون للمرحلة المقبلة، وتتمثل في إحياء الذكرى المئوية لميلاد البير كامو سنة 2013. ونظرا لما يتمتع به هذا اللوبي من قوة الاختراق وقدرة على استباق الأحداث، فنحن على يقين بأن طبول الحفاوة، إيذانا بمقدم هذا "السيرك"، سيشرع في دقها فور 2012، أي تحديدا في الذكرى الخمسين لاستقلالنا.
كونوا معنا ! تلك هي الدعوة التي يوجهها إلينا هذا اللوبي الذي سيغرق هذه الذكرى الغالية علينا في غمرة حفاوته بالذكرى "الكاموية"، وهو يبث في ربوعنا همسا خفيا مفاده: يا لكم من أغبياء، كم من مآس كنتم ستجتنبونها لوبقيتم تحت الوصاية الفرنسية !...وبالطبع، سيستفيد هذا اللوبي من نسيان البعض وجهل الآخرين(ربّما يجهل بعض نواب البرلمان ،الذين يحضرون قانون تجريم الاستعمار ذلك..)، كي يوهم بأن كامو كان عندليبا أحب هذه الأرض الطيبة وتغنى بها، وهام في حب شعبها؛ ونحن نعلم أن شيئا من هذا لم يحدث وهذا بشهادة كتابنا المرموقين(كاتب ياسين،مولود فرعون،معمري، مالك حداد الخ...).
في مجال الإبداع الجمالي كان كامو كاتبا استعماريا، لقد رسم "إدوار سعيد" ملامحه العامة، ورفع النقاب عن وظيفته الأيديولوجية: حينما قال: "لعب كامو دورا هاما أثناء الهبات الكولونيالية المشؤومة التي واكبت المخاض العسير الذي عاشته عملية التخلص من الاستعمار في القرن العشرين؛ هو وجه حتى وإن وصف ب"الأخير زمانه" غير أنه جاء ليعمر طويلا. وجه، لم يكتف باقتراف الحياة في عز أمجاد الإمبراطورية، لكنه ظل على "قيد الحياة" باعتباره كاتبا ذي أبعاد "شمولية"، ضرب جذوره في صميم عهدٍ استعماريٍ ولى، وأدرج الآن في طي النسيان. . عن أي نسيان تتحدث ! يا عزيزنا سعـــــــيد ؟
ربما تعودنا التعامل مع مخيال جماعي تُفسح فيه فضاءات "لعودة الشهداء"،غير أننا مجبرون اليوم على التزام الحذر، فالذين يعودون هذه المرة، هم جلادو الأمس.لقد جاؤوا يحملون صورا مكبرة لكامو، يهتفون بنقاوتها الإنسانية، وبتشريفه لهذه الأرض التي ينتسب إليها. مع أننا نعلم علم اليقين من هو كامو؛نعلم بأن الرجل كان، في المجال السياسي، مناضلا متحمسا للجزائر الفرنسية. بدأ مشواره من 1937 إلى 1939، بالدعوة إلى القيام بأعمال خيرية لهدف صرف الأنظار عن الحركة الوطنية، وبلغ أوج نشاطه مع تغطية محاكمة ميصالي الحاج سنة 1939. والرجل الذي لم يقل شيئا سنة 1945 (عكس فرانسيس جانسن ،الذي كتب و ندد ) ، هو نفس الرجل الذي نشر في 1952، أي في عز الحرب التحريرية في الهند الصينية، نصا يسفه كل عملية تمرد نظرا لما يفترض لها من تنكر للحريات. في 1955، شرع في حملة أيديولوجية مضادة لجيش التحرير الوطني، حملة سوى فيها بين العنف الثوري التحريري المشروع، بالوسائل الجماهيرية المتواضعة، وبين العنف الكولونيالي الذي لم ينقطع منذ الاحتلال، بالإمكانيات الضخمة التي جندها هذا الاحتلال.
هو نفس الرجل الذي قزّم حربنا التحريرية معتبرا إياها مجرد أعمال همجية، مستلهمة وموجهة من طرف أبواق خارجية، جاعلا من مجاهدينا مجرد عصبة من الهمل المسيرين من الخارج.
هو نفس الرجل دائما الذي اتهم أحبابنا وحلفاءنا الفرنسيين، وعلى رأسهم فرانسيس جانْسَن الناطق باسمهم من خلال كتابه "الجزائر المتمردة على القانون"، [اتهمهم إذن] بالسعي من أجل دفع الدولة إلى التخلي أي، بصريح العبارة، بخيانة فرنسا، وهي التهمة الرئيسية المعتمدة أثناء محاكمة "شبكة جانسن" [حَمَلَة الحقائب]، سنة 1960. هو نفس لرجل الذي حذر من مغبة ما ينتظر الجزائر من ويلات وخراب لو انتصر مجاهدونا. هو الرجل الذي يتحدث عن الجزائريين، لكن ليخصص مكانة الشرف في هذه التسمية، " للأقدام السوداء وحدهم، حيث يعتبرهم تركيبة عرقية جديدة، كان يفسح لها، في فضاءات أحلامه، سماء وأرض الجزائر كلها، ويجتهد في تمكينها من ذاتية تسمح لها بالسيادة التامة عليها. هي صور تسوق لنا اليوم بغلاف يجعل منها مجرد مقترح كان يراد منه إنشاء تنظيم كنفدرالية، غير أنها لم تكن، في الواقع، سوى "ذاتية بيضاء"، لم تتفضل علينا، رغم الحرب التحريرية المسلحة، سوى باعتراف لم يتجاوز حدود الشفاه، ب"شخصية عربية" تقريبية، من شأنها أن تمدد وتديم وضعيتنا القانونية في منطقة أهلية من الدرجة الثانية. سيدافع الرجل إلى آخر يوم من حياته، عن تلك الجزائر الفرنسية، وهو يمني نفسه برغبة لم يكد يخفيها في تحقيق جمهورية بيضاء، مصنفة إلى مناطق امتياز ومناطق دنيا.
من المنتظر أن تشكل سنة 2010، مناسبة للحفاوة بخمسينيات استقلال المستعمرات الإفريقية سابقا، غير أن هذا اللوبي قد حولها إلى ذكرى احتفاء برجل استعماري مقتنع باستعماريته.
من المنتظر أيضا، أن تشكل سنة 2010 فرصة لإحياء الذكرى الخمسين "لمحاكمة شبكة جانسن" وجعلها مناسبة للتذكير بصدور مؤلفه "حربنا" إسهاما للجمهور في التنديد بالحرب الكولونيالية التي استهدفت الجزائر.

وبعد،
فهذه شهادة وبلاغ؛ كي لا يقولن أحد أنه لم يكن على علم بما كان يحاك خلف العملية المشار إليها، وهي القافلة التي تهدف إلى تزوير التاريخ، وإلى الكذب والخداع المغلف بغلاف "الابداع" .
فلنبق حذرين، لأن ذلك اللوبي ليس مجرد وجه من أوجه الحرب الماضية، فهو لا يزال متماديا في بناء الهيمنة الكولونيالية الجديدة. نداء نوجهه إلى الضمائر الحية، وإلى نبضات الوعي التي لا تزال تخفق في القلوب الحرة، وفاء أبديا لسير الأجداد النضالية، ودفاعا عن ذاكرة شهدائنا، وأحبابنا في ذلك الكفاح العادل.

الموقعون: القائمة الأولى
-سامية زنادي ناشرة-مصطفى ماضي أستاذ جامعي-مختار شعلال كاتب-بوزيد حرز الله شاعر و اعلامي-حسن بشير شريف،مدير يومية"لاتريبين"-محمد بوحميدي ناقد و اعلامي- احمد حلفاوي،صحفي و خبير مستشار-عبد الكريم حمادة،صحفي-عبد الرحمان زكاد،كاتب- محمد مقاني ،كاتب و أستاذ جامعي-حبيب سايح،روائي-احمد منور،أستاذ جامعي كاتب وناقد-أحمد حمدي أستاذ جامعي،عميد كلية العلوم السياسية والاعلام.محمد عبد الكريم أوزغلة إعلامي وكاتب- حميد بوحبيب،أستاذ جامعي



#مصطفى_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى ماضي - خمسينية الكاتب البير كامو: نداء استنفار إلى الضمائر المناهضة للاستعمار.ما الذي تحيكه -لوبيات- الاستعمار المتجدد حول البير كامو ؟