أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الطحاوي - أوقفوا ختان البنات














المزيد.....

أوقفوا ختان البنات


منى الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 08:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الصعب ان تلتقي بالابطال في كل حين. ولذا وجدت نفسي أجلس في الجهة المقابلة من الطاولة، ليس مع بطل واحد وانما مع اربعة، ادركت انني كنت محظوظة. اما الاربعة فهم زوجة وزوج من اثيوبيا وشقيقتان شابتان من كينيا. هؤلاء الاربعة ابطال لأنهم وقفوا ضد عبء قرون من التقاليد ليقولوا: «لا» لممارسة ختان الاناث.
عندما تزوجت جينيت جيرما من أديسي أبوسي في كيمباتا باثيوبيا، فانها وضعت على ثوبها شعاراً يقول: «رفضت الختان.. تعلمن مني». أما زوجها، فقد ارتدى شعارا يقول «أنا سعيد جداً بالزواج من امرأة غير مختونة». كانت جينيت قد تمردت على الخضوع لاحدى الممارسات التي تمر بها الفتيات في ذلك الجزء من اثيوبيا: الختان.
أعرف نساء نزفن حتى شارفن تقريبا على الموت اثر عملية الختان وهن في سن السابعة. والممارسة شائعة في بلدي (مصر) وانا اعرف أن محض صدفة في عملية الولادة فقط هي التي ابقتني على قيد الحياة.
كيف نجت جينيت وأديسي؟ الذي حصل هو ان المجموعة النسوية لبلدة كيمباتا ساعدتهما، وهما لا يزالان في المدرسة، على الربط بين الختان والصعوبات التي رأى كل منهما كيف تعرضت لها الأم اثناء الولادة. نجحت جينيت في الهرب من المنزل ونجت من الختان. ثم تبرأت أسرتها واسرة أديسي من الزوجين، لكنهما تماسكا وقررا ان يكون حفل عقد القران علنيا لابلاغ رسالة معارضتهما للختان. لقد حضر نحو الفي شخص حفل الزواج الذي غطته اجهزة الاعلام الاثيوبية بكثافة. ومنذ حفلهما اقدم عشرة ازواج آخرين على السير في الطريق نفسه.
إدنا وبياتريس كاندي، الشقيقتان من كينيا، تستحقان ايضا صفة البطولة. انهما تتحدثان بسعادة كيف انهما لم تنقذا نفسيهما فقط من الختان، بل انقذتا ايضا اربعا من شقيقاتهن، والعديد من الفتيات الاخريات من الختان، بل انهما تستطيعان الافتخار بدورهما في تغيير القانون في بلديهما. وقد بدأت القصة بعدما علمت الشقيقتان من قسيس ان الانجيل تحدث عن ختان الاولاد فقط، فسارعتا الى ابلاغ والديهما بانهما لن ترضخا لعملية الختان.
تقول بياتريس، وهي الآن في الخامسة عشرة: كان والدنا عدوانياً للغاية مما دفعنا الى الهرب من البيت، وقد تخلى عنا المجتمع كله، ومعظم اصدقائنا، لكنهم قبلونا الآن، ومنذ نجاح قضيتنا لم يتم ختان اي فتاة في قريتنا، وانا سعيدة بذلك.
كيف نجحتا؟ بعد هروب بياتريس وإدنا من منزلهما اتصلتا بالمحامي كين وافولا، وهو احد الناشطين في حقوق الانسان ايضا، فساعدهما في استصدار قرار محكمة بحمايتهما، وقد منع القرار والدهما من اجبارهما على الختان. وقادت هذه السابقة الى اصدار قانون في كينيا يعتبر الختان جريمة.
إن جينيت، وأديسي، وإدنا، وبياتريس، اللاتي أتت بهن الى الامم المتحدة منظمة حقوق المرأة (المساواة الآن) هن طلائع حركة صغيرة في منطقة شبه الصحراء الافريقية تكافح هذه العادة التي نادرا ما تتعرض للاسئلة. والواقع ان الختان ليس ممارسة خاصة بدين ما، أو طبقة محددة. انها ممارسة اقدم من المسيحية والاسلام. ويقال ان هناك علامات تدل على الختان تظهر على المومياءات في مصر. وحتى خمسينات القرن العشرين ظلت الازالة الجزئية للبظر توصف كعلاج طبي في اوربا الغربية والولايات المتحدة لامراض الهستيريا والصرع والاختلال العقلي عند النساء.
وتخضع الفتيات للختان في نحو 28 بلداً، معظمها في افريقيا. وقد اتى بعض المهاجرين بهذه العادة معهم الى الدول الغربية. وهي تجرى لاسباب عديدة، ومنها التحكم في الطاقة الجنسية، وتأهيل الفتاة لدخول مرحلة النضج كإمرأة. ويقول الاطباء ان الختان يتسبب في جراح نفسية دائمة، بالاضافة الى الالم المبرح، والالتهابات المزمنة وحالات النزيف، والخراج، والاورام، والتهابات مجرى البول والعقم.
إن على المجتمع الدولي ان يرفع صوته عاليا مطالبا بمنع ختان الاناث. يجب طرح برامج تعليمية لمكافحته وتقديم بدائل للمجتمعات المنتشرة فيها هذه الممارسة. اما هؤلاء الذين يترددون في انتقاد ختان البنات، توقيرا للثقافات الاخرى، فيجب ان يستمعوا الى ما تقوله بوغاليتش غيربي التي تعرضت للختان في سن السادسة: «عندما تؤثر الثقافة بتماسك شخصية الانسان، وعندما تنتهكها ـ سواء كان ذلك على صعيد النوع أو البعد الاثني ـ فإن تلك الثقافة يجب ادانتها، لأنه اينما أصيب احدنا بأذى أو انتهاك فإن ذلك انتهاك لنا جميعاً».



#منى_الطحاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء مثل تحف فنية معلقات على جدران الزواج
- تكاشف علني في قضايا تخص النساء
- تعالوا نزين فضاءنا بحقوق النساء


المزيد.....




- 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...
- ميديا بارت: رجل يكسر الصمت ويفضح ملف الاغتصاب في حرب كوسوفو ...
- -القدس عاصمة المرأة العربية-.. تكريما للمرأة الفلسطينية ولتس ...
- لماذا يميل الرجال إلى الوقوع في الحب أسرع من النساء؟
- الرجال أكثر عرضة للوفاة من النساء!.. دراسة تكشف الأسباب
- ”سلمى” تتعرض للعنف الاقتصادي وباحثة في هيئة المساواة ”الدخل ...
- رهينة سابقة لدى حماس تتهم مدربًا إسرائيليًا باغتصابها في منز ...
- دعمك هيوصلك.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت با ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الطحاوي - أوقفوا ختان البنات