أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حاج علي - حكاية اللصوص العضوضة و الكلاب التي فقدت أنيابها ( قصة قصيرة )ب















المزيد.....

حكاية اللصوص العضوضة و الكلاب التي فقدت أنيابها ( قصة قصيرة )ب


أحمد حاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:26
المحور: الادب والفن
    


ما حكاية هذه الحكاية:
في الشهر الأول من سنة 2003. زارتني دورية أمن في دكاني الذي أعمل فيه بائع ألبسة .... بادرني رئيس الدورية بأسئلة. يعرفها كل سوري غير منتسب لحزب البعث . مثل ما أسم أبيك ، ما أسم أمك ، أسماء أخوتك ، أسماء أعمامك . وماذا يعملون ،أسماء أخوالك . أما في هذه الزيارة فقد اختلف الأمر. فبالإضافة إلى الأسئلة التقليدية السابقة، تفتقت عبقرية دورية الأمن عن طرح أسئلة جديدة لم أعرف حتى الآن بماذا يمكن أن تفيدهم. مثل ما أسم جدك لأبيك ، ما أسم جدك لامك ، ما أسم جدتك لأبيك ، ما أسم جدتك لأمك ، وأمام لا معنى مثل هذه الأسئلة وسذاجتها. قلت: لرئيس الدورية وهو يسألني عن أسم جدتي لامي ويكتب الإجابة : أنتظر لا تكتب شيئا الآن . إس ، إس ، إس إسمها إسم جدتي لأمي كلثوم ، أكتب اعترافي هذا ، أعترف أنا فلان أبن فلان. وأنا ببعض قواي العقلية .أعترف بأن جدتي لامي هي التي ورطتني وسوتني يساريا.َ وتابعت منرفزاَ : بربكم أهذه تسمونها معلومات ، وهل المعلومات تجمعونها عن أموات . تأتأ رئيس الدورية وقال: عفواَ أنا لا دخل لي في الأمر. هم يطلبون منا في الفرع أن نطرح عليك مثل هذه الأسئلة . أنهى رئيس الدورية أسئلته وأغلق دفتره وأنصرف . والحق أقول لكم ,أن كل الأسئلة التي كانوا يطرحونها سابقاَ ولاحقاَ عن أسم الأب والأم والأخوة والأعمام . اعتبرتها عادية بحكم اعتيادنا على مثل هذه الأسئلة ، أما هذه المرة. ما أسم جدتك لأبيك , ما أسم جدتك لأمك ، فقد شرطني وأغاظني وبقيت بقية ذلك اليوم متوتراَ، متسمماَ ، قرفاَ ، معصباَ فعدا عن الدلالة التي تحملها أسئلة رئيس الدورية المكلف . من أولها إلى آخرها. والتي تنم عن عقلية راكدة. تستمد نتانتها من العقلية العشائرية والقبلية , فالمخلوقة جدتي لأمي. ماتت من خمسين سنة. وصارت معظم عظامها مكاحل ، والمخلوقة ثانياَ لا أتذكر منها سوى قوامها الضعيف ، وبعض حكايات السفربرلك. وحكايات الجان. وبنت السلطان , وحكايات الغولة التي تمشي في الليل بين الخرائب . تطقطق بعظامها, زارعة الفزع والرعب في أوصال من يسمع إلى حكاياتها ..
والغريب في الأمر. أنه في ليلة ذلك اليوم الذي زارتني فيه دورية الأمن ، زارتني جدتي في الحلم ، هزتني من كتفي حتى صحوت , هي هي بذاتها, ممشوقة القوام, كعامود خيمة هي هي بعصبتها السوداء المصنوعة في حمص و المطرزة بالحرير الطبيعي في سراقب . فركت عيوني وقلت فزعاَ خائفاَ : ما الأمر، قالت : لا تخف ، أنا جدتك ، ما قصة دورية الأمن ، قلت : سألوني عن أسمك ، قالت : وماذا قلت لهم ،قلت لهم : جدتي هي السبب جدتي هي التي سوتني يسارياَ، قالت جدتي العمى ، العمى لك أنا ما دخلي انا, لا العايشين ولا الميتين بيخلصوا منهم, قلت لها ، آخ يا ستي : من زمن شيخ القانون حمو رابي, يعني من أكثر 2500 سنة أعتبر كل عنزة معلقة من كرعوبها, يعني كل واحد مسؤول عن نفسه ، ونحن بهذا الزمن ، نحاسب إخوة وأعمام وأخوال وأجداد المعارض لهم, ولسه ما برد قلبهم .
قالت جدتي وهي تهز برأسها : ما بيبرد يا ستي ، الحرامي ما بيبرد قلبه لا من الناطور ولا من الكلاب , وانتوا ...إنتوا....قلت : هس ياستي أسترينا ، قالت : لك شيء بيطقق ، العمى ، أنا ما دخلي أنا حتى يسألوا عني .
قلت : خلينا من سيرتهم يا جدتي سيرتهم مثل سيرة الضبع ما بتخلص, هاتِ احكي لي حكاية ، أشرق وجه جدتي وتوردت خداها ولمعت عيناها الصغيرة المكحلة بكحل الحجر, ببريق مضيء وقالت : اسمع هذه الحكاية.......

حكاية اللصوص العضوضة والكلاب التي فقدت أنيابها

يحكى أن عصابة من اللصوص , مسلحة بالعصي والفؤوس , داهمت إحدى المناطق وسكنت فيها . فقلق الفلاحون على انفسهم وأرزاقهم وحيواناتهم, ففي الأيام و الأشهر الأولى , بدأت العصابة تستطلع , ماذا يمكن أن تسطو عليه ، فأخذت تنتشر في الليالي المظلمة في الأزقة والزواريب والممرات , مستطلعة الأماكن وموجداتها ، هنا زريبة أغنام. يحرسها كلب بني كبير ، وإلى جانبها قبو أعلاف، وهناك حظيرة أبقار, يحرسها كلب أسود كضبع وإلى جانبها مستودع حبوب وغير بعيد عن حظيرة الأبقار, هناك إسطبل أحصنة, يحرسه كلبان وعدد من الجراء , وإلى جواره بيت مؤونة الفلاح .
في البداية كانت الكلاب ما أن تحس بوجودهم حتى تنبح نباحاَ متواصلاَ , فيصحو الفلاحون وهم يصيحون , حرامي ، حرامي ، من ثم يهرولون إلى عصيهم وفؤوسهم , فيتفرق اللصوص إلى بيوتهم خائبين .
لم تستمر هذه الحال طويلاَ, فقد دعا رئيس عصابة اللصوص إلى اجتماع تداولوا فيه أمر الكلاب وأصحابها .
قال كبير اللصوص ورئيس العصابة في بداية الاجتماع: إذا بقيت الكلاب سائبة على هواها تحرس الحظائر والزرائب والمستودعات ،تنبح , تعوي , تهر , ما علينا إلا الرحيل .
قال مساعد كبير اللصوص : لا . لا ، أتركوا الأمر لي , أنا أتولى أمر هذه الكلاب , قال لص محترف : نريد أن نطمئن على سلامة عملنا . قولوا لنا ماذا تنوون فعله مع هذه الكلاب .
قال مساعد كبير اللصوص , نطعم الكلاب لحماَ فتصبح أصحابا لنا .
قال لص آخر,وإذا لم تنفع معها هذه الطريقة وظلت وفيه لأصحابها ؟
قال مساعد كبير اللصوص : ننصب لها شباكا.َ نصطادها ونقتلها ،
قال لص متدرب صغير: هل نقتل جميع الكلاب فينكشف أمرنا لسكان المنطقة فنصير في حيص بيص
قال كبير اللصوص : بعض الكلاب نطعمها حتى تصير تابعة لنا ، وبعض الكلاب نقتلها ، والبعض نتهمه بتهمة جاهزة من عندنا .
قال احد اللصوص : وما هي التهمة .
قال كبير اللصوص : التهمة تقول : أن الكلاب مصابة بداء الكلب .
وافق جميع اللصوص على اقتراحات كبيرهم ومساعده , وفي اليوم التالي تم إغراء بعض الكلاب بكميات كبيرة من اللحم حتى صارت تابعة لعصابة اللصوص ، وبعض الكلاب تم قتلها في السر ، والبعض الآخر لفقوا لها تهمة , تقول أنها مصابة بداء الكلب . بينما صار ينمو شيء من الخوف وسط الفلاحين ، بدأ يكبر ويكبر بينهم وهم يرون كلابهم عاجزة عن مواجهة اللصوص ، كانت تعوي وتنبح ، أما في الأيام الأخيرة فقد بحت أصواتها وتراجعت هاربة من مواجهة اللصوص ، فساد اللصوص و مادوا .
وفي السنوات الأخيرة ما عاد اللصوص يسرقون في الليل والناس نيام ، صاروا يسرقون في وضح النهار , وهم مطمئنون إلى أن الكلاب التي تنبح , صارت قليلة , وغير قادرة على العض . بينما بدأت تنمو شيئاَ فشيئاَ لعصابة اللصوص أنياب قاطعة ، حتى سموها عصابة اللصوص العضوضة .


[email protected]



#أحمد_حاج_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حاج علي - حكاية اللصوص العضوضة و الكلاب التي فقدت أنيابها ( قصة قصيرة )ب