أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن العاصي - قول في حركة التحرر العربية














المزيد.....

قول في حركة التحرر العربية


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من الحكمة فهم الراهن العربي بمتغيراته وتغييره بمفاهيم وحركة تهضت لمواجهة واقع تاريخي مضى ؟
ينطوي السؤال بتقديري على جواب مضمر يشير الى ان حركة التحرر العربية اصبحت جزء من زمن ولى ,ولم تعد بقادرة على مد وعينا الراهن بما يتيح لنا فهم عالمنا الحالي او التصدي له , انها ببساطة قد فقدت قوتها التاريخية .
يعود نشوء وتطور حركة التحرر العربية الى مرحلة الاستعمارين القديم والحديث , فانتصبت امامها مهمتان رئيسيتان , الاولى انجاز التحرر من الاستعمار المباشر , والثانية انجاز التنمية المستقلة , اي التحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية للغرب .
ومع ذلك فهناك تماثل بين المرحلتين , فيما كانت المرحلة الاولى مرحلة اجماع شعبي وثورات مسلحة وهيمنة النخب المدينية على السياسة ,تميزت المرحلة الثانية بفرز واضح للقوى وخاصة مع بروز وفاعلية حركات واحزاب قومية اشتراكية , ربطت بين نجاح الامبريالية في البناء بتبعية البلدان المستقلة لها والسلطة السياسية الحاكمة والتي من -وجهة نظرها لاتعبر عن مصالح الاكثرية- وبالتالي ربطت بين التحرر من التبعية وانجاز التقدم الاقتصادي والاجتماعي , وازالة السلطة البرجوازية , اي استلام دفة الحكم بوصفها هي المعبر الوحيد والجذري عن مصالح البشر .
وحركة التحرر العربية ,سواء اكانت تلك التي قفزت الى السلطة , او تلك التي بقيت خارجها , ماكان لتكون فاعلة اصلا الا بسبب بينية العالم القديم اثناء الحرب الباردة ,واذ زالت هذه البنية , زالت بالضرورة فاعليتها ولكن دون انجاز تاريخي في حقل الاستقلال والتقدم الاجتماعي .
المازق الذي نعيش هو التالي : ان تغير العالم ونهاية حركة التحرر العربية قد تما دون تحقيق اهداف واقعية , ولكن اهدافنا بوصفها مشكلات تتعين بعالم جديد هي ذاتها قد اصابها التغير كما اصاب الفاعلية الناهضة لحلها .
فحين طرحت حركة التحرر العربية مثلا المسالة الطبقية لم يكن حينذاك التفاوت الطبقي كبيرا ولم يكن قادرا على انجاب صراع طبقي حادا , الان اخذ التفاوت الطبقي شكلا جديدا واكثر وضوحا , فالحراك الطبقي متسارع ولم تعد الطبقة الفلاحية تشكل عنصرا مستقلا , بل تحول الجزء الاكبر منها الى بروليتاريا رثة في اطار الهجرة الى المدينة , والطبقة البرجوازية الطفيلية والتابعة في اوج قوتها , وعادت العلاقات الراسمالية التابعة في جميع البلدان التي اختارت طرق التطور اللاراسمالي , وفكرة التنمية المستقلة لفظت انفاسها الاخيرة .
الوحدة القومية ,فقد مضى ذلك الزمان الذي يشهد نقاشات زائفة داخل حركة التحرر العربية , هل العرب امة تامة ام امة في اطار التكون ؟ هل تكون الوحدة اندماجية ام فيدرالية , فنحن نعيش الان مرحلة متناقضة على مستوى العالم العربي وعلى مستوى العالم فان الدولة ذات التعدد القومي تعيش اليوم حالة تفسخ , وبالمقابل هناك ميل لتجمعات اقليمية تقوم على المصالح المتبادل , ينعكس هذا على الوعي الشعبي العربي بنوعين من الوعي , الوعي بزيف الانظمة السياسية القائمة بوصفها المستفيدة الوحيدة من بقاء التجزئة السياسية , ثم الوعي بالمصالح التي يمكن ان تحققها اشكال العلاقات الوحدوية .
اما فيما يتعلق بقضية الصراع العربي الصهيوني فان مسار هذا الصراع هو مسار العجز العربي , فالانتقال من شعار تحرير فلسطين الى شعار انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة الى الارض مقابل السلام الى الاتفاقيات الاخيرة التي عقدت معها , واذا كان النظام العربي هو المسؤول الاول عن هذا الانحدار فان جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطينية يتلائم الان مع حالة العجز المطلق .
وليس آخرا مسالة الديمقراطية في الوطن العربي , وها نحن نشهد اجماعا على ضرورتها , فهل هي ممكنة ؟ وكيف السبيل الى تحقيقها ؟ وما العلاقة بين الديمقراطية والوطنية ؟
اذا كان الامر هكذا-وهو هكذا- فهو يحتاج الى خطابا جديدا بديلا عن الخطاب القديم , وهو امر اصبح ضرورة موضوعية , وهذا كله يحتاج الى حركة سياسية من نمط جديد , واحداث ثورة داخل الاحزاب , في علاقاتها الداخلية , وثورة في طرحها السياسي وفي ممارساتها ,
ان القديم مات , وعبثا يحاول البشر احياء العظام وهي رميم .



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابرز مظاهر الازمة الثقافية في الواقع العربي
- موقف من الاصلاح في البيت الفلسطيني
- الاختراق الاسرائيلي للقارة السوداء
- الصهيونية الشريرة


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن العاصي - قول في حركة التحرر العربية