أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الصديق بودوارة - دعونا ندخن














المزيد.....

دعونا ندخن


الصديق بودوارة

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 08:51
المحور: كتابات ساخرة
    


(1)
بعيداً عن مواعظ الأطباء .. هل جربتم يوماً أن تتأملوا حكمة المدخنين من وراء تصميمهم على التدخين ؟
(2)
هذه السيجارة الضئيلة ، التي تتمتع برفقة الملايين ، والتي لا تخفى على عشاقها أنها على صغر حجمها عبوة ناسفة تحتوى على 2 ملجم نيكوتين .وهو الذي يمنح متعة التدخين الحقيقة بوصفه المادة المسؤولة عن التخدير ، ومن 3ـ40ملجم من القطران .. ومن 1ـ 20ملجم من أول أكسيد الكربون .. بالإضافة إلى 48 نوعاً من السموم .. فهل جربتم يوماً أن تتأملوا حكمة المدخنين من وراء تصميمهم على التدخين رغم هذه المنشأة الكيماوية الكاملة التي تحتوى عليها السيجارة الصغيرة الحجم ؟
(3)
الغريب أن صمود عادة التدخين رغم كل التحذيرات ظل متواصلاً متحدياً ( 50000 ) بحث علمي تم نشره حول مضار التدخين ، ورغم الاتهامات الخطيرة للتدخين بأنه السبب المباشر للسرطان والتهاب الرئة والذبحة الصدرية ، والقرحة ، وتشوه الأجنة ، والتهاب الأغشية المخاطية ، ومئات الأمراض الأخرى ، مما يجعل منه وباءً يهدد الوجود البشرى بأكمله .
(4)
المشكلة في كل هذه المحاذير التي تقرع أجراس الخطر أنها محاذير مؤجلة ، فهل تعرفون معنى أن يكون الخطر مؤجلاً وقادماً على اقل من مهله ؟
(5)
إن الطبيب الذي يشرح لك أخطار التدخين قد ينهى محاضرته الطويلة بسيجارة يشعلها أمامك ، فهل تعرفون معنى أن يتصرف الطبيب على هذا النحو ؟


(6)
قلت لكم إن مشكلة هذه المحاذير أنها مؤجلة ، إنها لا تتمتع بصفة الحضور ولاتملك ميزة التهديد المباشر ، لكن متعة التدخين على العكس من ذلك ، إنها تقدم لصاحبها لحظة لايمكن نسيان نشوتها مع سيجارة متقدة وطاسة شاي احمر وحكايات شيقة وسؤال عن الحال والأحوال .. أرأيتم كيف يتسلح التدخين بمتعة الأشياء القريبة ليصل إلى مبتغاه ؟
(7)
لكن الطبيب لا يفعل ذلك .. انه يشهر بوجوهنا سلاح الترهيب .. ويقرأ على مسامعنا قائمته الطويلة من التعاليم الجامدة .. ويتوعدنا بخطر موت سيأتي بعد عشرة سنين من الآن .. ويطلب منا كي ننقذ أنفسنا منه أن نقلع فوراً عن متعة نمارسها هذه اللحظة بالذات .
(8)
وهنا بالذات يكمن مأزق الطبيب .. فليس من عادة البشر مذ خلقهم الله أن يضحوا بمتعة قريبة مقابل الاحتماء من خطر بعيد .
(9)
الحضور هو المشكلة إذن .. حضور التدخين وغياب أخطاره عن العين .. فالعقاب المؤجل كان دائماً مدعاة للتجرؤ على اقتراف الذنب .. لهذا ستظل عادة التدخين موجودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها رغم الخمسين ألف تقرير طبي عن مخاطرها ورغم ما يردده أطباء العالم كله عن معرض السرطانات التى تسببها .
(10)
لاشئ في هذه الدنيا مستعد للرحيل دون أن يفقد بريقه ، لذلك سيظل المدخنون يتمسكون باستنشاق السيجارة طالما أنهم يعتقدون أن دخانها يمنحهم فضاءً يسرحون فيه بخيالهم دون شعور بالذنب كون التدخين وان تعددت مضاره أصبح كائناً اجتماعياً لايقع تحت طائلة التجريم والجريمة كالمخدرات مثلاً ، ومادام سرطان الرئة مرضاً يأتي على اقل من مهله ، ومادام الطبيب نفسه يشعل سيجارته بعد محاضرة طويلة عن مضار التدخين .









#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امة الذين لايقرأون


المزيد.....




- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الصديق بودوارة - دعونا ندخن