أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فايز سارة - من يجرؤ على الاعتذار؟














المزيد.....

من يجرؤ على الاعتذار؟


فايز سارة

الحوار المتمدن-العدد: 176 - 2002 / 7 / 1 - 06:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أعلنت القيادات التاريخية المسجونة لتنظيم الجماعة الاسلامية المصري المحظور، ان الجماعة تعد خطاب اعتذار الى الشعب المصري عن الجرائم التي ارتكبها التنظيم بحق المصريين في العشرين عاما الماضية، وأنها ستعلن تحمل مسؤولية الافكار الخاطئة التي انتشرت بين اعضاء الجماعة الاسلامية حول الموقف من الدولة والمجتمع والحاكم والأقباط والحسبة والالتزام بالزي الاسلامي.
ويعكس هذا الاعلان الذي تضمنه حوار أجراه مع قيادات الجماعة، ونشره مكرم محمد احمد رئيس تحرير مجلة <<المصور>> المصرية الاسبوعية في سجن العقرب الشديد الحراسة، عمق التحولات الجارية في صفوف الجماعة الاسلامية المصرية، والتي جاءت نتيجة جولات من الحوارات الداخلية بين مختلف قيادات الجماعة وكوادرها خارج مصر وداخلها بمن في ذلك قيادات الجماعة الموجودة في المعتقلات والسجون المصرية.
هذه الخطوة للجماعة الاسلامية المصرية، تعكس نهجا يتطور بصورة متزايدة في اوساط جماعات اسلامية، تبنت في العديد من البلدان العربية نهج العنف المسلح ضد أنظمتها وحكوماتها، وبعضها وسع دائرة تبنيه العنف المسلح، ليشمل اهدافا تتجاوز الانظمة والحكومات وأجهزتها الى شن عمليات مسلحة ضد اهداف مدنية على نحو ما يحدث في الجزائر حاليا، وهذا يعني، ان المزيد من التنظيمات الاسلامية تتجه الى مراجعة تجاربها، والقيام بتحولات تنظيمية وسياسية، وهناك العديد من التنظيمات الاسلامية التي صارت الى هذا الاتجاه، وهناك تنظيمات اخرى في الطريق ومنها جماعات اسلامية في مصر.
ويؤكد ما قامت به الجماعة الاسلامية المصرية، توجه جماعات اسلامية مسلحة الى نبذ العنف والتحول الى تنظيمات سياسية، وهذا ما وعدت به الجماعة الاسلامية المصرية، وسبق ان قامت به بعض الجماعات الجزائرية، التي تحولت من العنف المسلح الى العمل السياسي، وصارت في اطار خريطة الاحزاب والجماعات السياسية العلنية.
غير ان الاهم في ما قامت به الجماعة الاسلامية المصرية، هو توجهها الى الاعتذار للمصريين عما ترتب على افكار وممارسات الجماعة في غضون العقدين الماضيين، وكان في عدادها تعبئة فئات من المصريين ولا سيما من الشباب بأفكار متشددة ومتطرفة حول كثير من القضايا وبينها الموقف من الدولة والمجتمع والأقباط شركاء المسلمين في مصر، وهي قضايا تسببت باحتقانات شديدة في المجتمع المصري، وامتدت بالتوازي الى داخل الدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها، وقد ساعدت هذه التعبئة الفكرية على بروز نزعات تطرف بخلاف سمة التسامح التي تغلب على المصريين، وكان ذلك بين عوامل وأسباب ساعدت في حدوث مواجهات بين المسلمين والاقباط، كما كانت ذات أثر في حدوث عمليات عنف وقتل منظم قام بها اعضاء في الجماعة الاسلامية على نحو ما كانت مذبحة الاقصر التي قتل فيها 58 سائحا، وقد أدت العمليات الى اعمال عنف قامت بها اجهزة امنية مصرية، لم تقتصر على اعضاء الجماعة الاسلامية بل طاولت الى بيئتها ومحيطها الاجتماعي.
ولا شك في ان اعتذار الجماعة الاسلامية المصرية عن كل ما سبق، سوف يشكل تحولا مهما في ممارسة السياسة، ليس في مصر فقط، بل في البلدان العربية جميعها، ذلك انه لم يسبق لحزب او جماعة سياسية في ما هو معروف، ان خطت في هذا الاتجاه، والقليل من الاشخاص الذين قدموا اعتذارات لها هذا الطابع من قيادات الاحزاب والجماعات السياسية قلة، لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، وغالبا ما اتخذ هذا الاعتذار طابعا شخصيا.
خطوة الجماعة الاسلامية المصرية بهذا الاتجاه، تطرح ضرورة قيام بعض الاحزاب والجماعات السياسية العربية بمراجعة تجاربها ونقد التجارب، وإجراء التحولات المطلوبة في المستويات السياسية والتنظيمية، وصولا الى حد الاعتذار لشعوبها، اذا تبين ان بعض هذه الاحزاب والجماعات ألحقت خسائر وأضرارا فكرية ومادية بشعوبها ومجتمعاتها.
والحق، فإن ما لحق بالشعوب والمجتمعات العربية على أيدي جماعات العنف وبعض الاحزاب، لم يكن نتيجة أخطاء ومآس سببتها الجماعات المسلحة والاحزاب والتنظيمات السياسية فقط، بل ان الاساس فيه هو السياسات التي رسمتها ونفذتها السلطات العربية البعيدة عن الديموقراطية والشفافية.
ان اعتذار الجماعة الاسلامية المصرية للمصريين عما سببت لهم من أضرار، يفتح بابا لإصلاح الاخطاء الفكرية والسياسية في الحياة العامة العربية، واذا تتابعت تلك الخطوة من جانب الاحزاب والجماعات السياسية والحكومات العربية، التي ارتكبت مثل تلك الاخطاء، فقد يكون العرب على أعتاب مرحلة جديدة من حياتهم، لكن، وحتى يتم القيام بذلك، فسوف يظل السؤال قائما: من يجرؤ على الاعتذار؟
() كاتب سوري
جريدة السفير


#فايز_سارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فايز سارة - من يجرؤ على الاعتذار؟