الازمة في العالم القروي بالمغرب

سليمة بنكروم

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 07:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لقد اصبح العالم القروي المغربي يعرف تهميشا واضحا في الاونة الاخيرة, مما ادى الى بزوغ ازمة خطيرة داخل هدا المجتمع القروي و التي اصبحت تهدد استمراريته.ترى ما السبب وراء هده الازمة ؟واين تتجلى بوضوح؟وكيف يمكن تجاوزها و القضاء عليها؟.في مجتمعنا المغربي تولى اهمية كبيرة للمدن في مقابل البوادي بالرغم من الدور المهم الدي تلعبه هده الاخيرة في تطوير البلاد ,فادا نظرنا مثلا الى البنية التحتية و المرافق وما الى دلك من ضروريات فاننا نجد العالم القروي لا يتوفر حتى على الربع بالمقارنة مع المدينة التي يتوفر سكانهاعلى كل مستلزمات العيش .معظم بوادي المغرب يعاني سكانها من مشاكل تشد عليهم الخناق اد ان اغلب القرىلا تتوفر حتى على الطرق المعبدة والتي تعتبر من المرافق الضرورية, ناهيك عن المستشفيات و المدارس ,وهده الاخيرة تعتبر حلم بالنسبة لكل قروي يريد تدريس اولاده لايصالهم الى مستوى مشرف,حيث نجد ان بعض الدواوير لا يتوفرون على مدارس, اد انه ادا توفر ت قرية على مدرسة فالتى تبعدها بخمسة كيلوميترات على الاقل لا تتوفر على مدرسة ,وحتى وان توفرت على مدرسة فانها لا تتوفر الا على مدرسة ابتدائية هدا يعني ان من يرغب في اكمال دراسته يجب ان يتكبد عناء ترك الاسرة و العيش بمفرده في سن مبكرة لا يقدر فيها على تحمل مسؤولية نفسه ,لهدا فالقليل من يقدر على اتمام دراسته ومعظمهم دكور لان الانثى فى العالم القروي لا يسمح لها بالابتعاد عن المنزل بمفردها نظرا للاعراف والتقاليد القروية ولا تكون المحظوظة الا من كانت اسرتها تملك منزلا في المدينة فتدهب رفقة امها ااختها لاتمام دراستها وهده حالة نادرة جدا.اما فيما يخص المستشفيات فهدا امر اخر, اد اننا نجد في البادية عشرات الدواوير لا يستفيدون الا من مستوصف بسيط لا يتوفر حتى علا ابسط الاجهزة ,ففي حالة مرض شخص او عسر الولادة لدى سيدة ماحينئدن يجب اصطحابها الى المستشفى الاقليمي و الدي يكون في الغالب يبعد باربعين كيلومتر على الاقل .والمشكل الخطير او بالاحرى القاتل و هو مشكل نقص المياه الصهلحة للشرب لان وجود هده الاخيرة اصبح شبه منعدم في قرانا المغربية ,وبالرغم من ان الدولة قامت بلفة باهتة اد بنت في كل قرية *سقاية* واحدة ,اد نجد قرية تتوفر على ماءتان من السكان لا يتوفرون الا على مصدر مائي واحد لا يلبي حاجتهم من المياه بصفة عهمة لان المياه غالبا ما تكون منقطعة في السقايات لدا يقضي معظم السكان وقتهم في البحث عن المياه .وعلى سبيل المثال ندكر منطقة تعانى من هدا المشكل بحدة الا وهي القرى المجاورة *لاحدكورت اقليم سيدي قاسم**دوار الشقاقفة الرمل ,المهاية,عين الطاهر،الزياينة ....و اللائحة طويلة *وهده امثلة حية ملموسة.وكل هدا وداك من مشاكل دفعت بسكان البوادي وخاصة الشباب الى ترك الديار والهجرة الى المدينة للبحث عن ظروف عيش مناسبة وليبحثوا عن عمل يؤمنون به مدخول يخول لهم العيش بعيدا عن البادية بمشاكلها.لدا يجب علينا الا نغفل هده القضية لانه ادا استمر الحال على ما هو عليه فستصبح القرى المغربية فارغة من السكان و ستنتهي مع دلك الفلاحة التي يقوم عليها المغرب كركيزة اقتصادية كبرى من دونها لن يبقى اقتصاد يدكر .وانا كطالبة جامعية قروية منحدرة من وسط قروي وبالضبط من منطقة *احدكورت اقليم سيدي قاسم*فانا وان كان كان صوتي سيسمع فانا اطلب من المسؤولين ان يولوا القرى بعظا من االاهتمام ولو بحل مشكل واحد من المشاكل السالفة الدكر ولكن السؤال الدي سيبقى مطروحا ،هل سيؤثر هدا في المسؤولين ام انه سيبقى في نظرهم مجرد هراء فتاة قروية حلمها ان تعيش قريتها حياة عادية وسيبقى هدا مجرد حبر على ورق.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل