أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - مقاربات على هامش سيرة مجزرة بشتاشان !















المزيد.....

مقاربات على هامش سيرة مجزرة بشتاشان !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 21:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعرض الشيوعيون العراقيون الى مجازر كثيرة راح ضحيتها الالاف من خيرة ابناء العراق ، ويمكن ان نقسم تلك المجازر زمنيا ونوعيا الى قسمين رئيسيين الاول منذ عام 1949 حيث مجزرة اعدام قيادة الحزب بأمر من حكومة نوري السعيد ، وحتى الانقلاب الدموي 8 شباط عام 1963 وتوابعه ، والذي راح ضحيته الالاف من الشيوعيين بينهم 9 من ابرز قادته وفي مقدمتهم الشهيد الاسطوري سلام عادل ، والثاني منذ 1978 حيث الحملة المنظمة للانقضاض تنظيميا وفكريا وسياسيا على الحزب الشيوعي وقطع دابر وريده القاعدي ، وذلك بعد الانفراط التام للجبهة الوطنية والقومية التقدمية مرورا بكل ما حصل حتى مجزرة بشتاشان ، وحتى اشعار اخر !

معنى المجزرة الذي اتداوله هنا هو ، اي عملية قتل او اغتيال جماعي منظم وفي وقت واحد ، اي ان الحالات الفردية والمتفرقة غير محسوبة حتى لو كانت منظمة !
مجازر القسم الاول تمتاز بشمولها لكل الهرم التنظيمي ودون تمييز وخاصة القيادي منها ، ففي العهد الملكي تم ارتكاب مجزرة اعدام قادة الحزب فهد وحازم وصارم عام 49 19 ، وهي تكاد تكون المجزرة الوحيدة التي تعرض لها الحزب في ذلك العهد ، طبعا اذا استثنينا شهداء وثبة كانون ـ لان طابع المجزرة المنظمة لا يشملها ولانها لم تتقصد الحزب بذاته " استشهد العديد من رفاق الحزب نتيجة لاطلاق النارعلى التظاهرات العارمة والاعتصامات المتتابعة ، والتي كان للطلاب فيها شرف الصدارة ، وكان من شهداء الوثبة جعفر الجواهري وشمران علوان وبهيجة ورؤوف الدجيلي . . . !

حالات الشغب والصدامات التي جرت في الموصل وكركوك في العهد الجمهوري الاول كانت ومن قبل معظم اطرافها عبارة عن مناوشات واعتداءات جماعية وفردية لم يكن عنصر التنظيم الجماعي يغلب عليها ، الا عندما استثمرتها القوى المنظمة لنيل مكاسب سياسية او للنيل من سمعة الجمهورية الوليدة ، وكانت الاجهزة الحكومية طرفا بها وكل القوى السياسية المتصارعة ايضا وخسر الجميع من اثارها ، رغم ان المستفيد الاول من تداعياتها كما يتبين فيما بعد ، هم قيادات الاحزاب العشائرية الكردية التي كانت تعادي نزع الملكية الزراعية من الاغوات والكولاك لتوزيعها على الفلاحين فكانت بذلك حليفة للرجعية وكل قوى الثورة المضادة فكان من مصلحتهم ان يحصل استقطاب سياسي وميداني يوجه الانظار بعيدا عنهم بل كانوا يدفعون باتجاهه مستغلين الراية الشيوعية ، وكان ضحايا هذه الاحداث هم التركمان والعرب والشيوعيين الاصلاء في كركوك والموصل وراح العشرات ضحايا لهذه الاحداث المؤسفة ، لكن المفارقة الدالة على ما ذهبنا اليه ، انه ومنذ صبيحة 8 شباط 1963 كانت هذه القوى العشائرية الكردية المتلبسة باثواب القومية الكبيرة عليها من اول المؤيدين للانقلاب وبدفع من شركات النفط العاملة في كركوك ذاتها !
مجازر انقلاب ـ يا اعداء الشيوعية في العراق اتحدوا ـ انقلاب شباط الاسود الذي كانت قواه خليطة من البعثيين والقوميين العرب والكرد والاسلاميين الشيعة والسنة وكل المتضررين من العهد الجديد هؤلاء جميعا ركبوا قطارا امريكيا مدفوعا بقوة دفع شركات النفط الاحتكارية ومخابرات النقطة الرابعة وتامر دول الجوار كلها ، الكويت والسعودية وايران وتركيا ونظام عبد الناصر في مصر وسوريا !
قيادة الحزب اول من دفع الثمن ، سلام عادل ، جمال الحيدري ، حسن عوينة ، محمد حسين ابو العيس ، محمد صالح العبلي ، عبد الجبار وهبي ، والعشرات من الكادر المتقدم واعداد اكبر بكثير من القاعدة !

عام 1973 تعرض اكثر من 12 رفيق شيوعي عائد للوطن بعد انتهاء دراستهم في الاتحاد السوفيتي عبر الحدود التركية قرب زاخو للاعتقال من قبل عصابات بيشمركة المجرم عيسى سوار التابع لحزب البارزاني نتيجة لنقمة البارزاني الاب على التقارب الشيوعي البعثي وقتها ، وتم تصفيتهم بدم بارد !

عام 1978 مجزرة نفذها البعث بحق اكثر من عشرين شيوعي بحجة مخالفتهم لقانون تحريم العمل الحزبي لغير البعثيين في القوات المسلحة !

مجزرة بشتاشان في الاول من ايار 1983 ، اثر هجوم مبيت من قبل عصابات بيشمركة جلال الطالباني وباسناد من حكومة بغداد لتصفية الوجود الشيوعي العربي في شمال العراق حيث كان الطالباني يطمح لاحتواء شيوعيي الشمال من الاكراد ضمن حزبه ، استشهد العشرات من الشيوعيين ، وكذلك جرح واسر العشرات وهم في حالة غير قتالية اي اخذوا غدرا اثناء انسحابهم من مواقعهم المقتحمة ، وكان كل الشهداء من العرب ولم يكن بينهم اي قيادي مركزي !

تقصد البعث اثناء حملته لتصفية الحزب 1978 ـ 1979 بعدم النيل المباشر من قيادته وقتها لاغراض تكتيكية ، واكتفى بالانفراد بالقاعدة وترويضها وفسح المجال للقيادة بان تغادر العراق ، فدفعت القاعدة ثمنا باهضا في الشهادة والالم والاسر !

هناك حملات منظمة للمطاردة والاعتقال والتصفية راح ضحيتها العشرات بل قل المئات وبشكل متفرق في الشمال والجنوب والوسط ، ومنذ تاسيس الحزب 1934 وحتى اشعار اخر ، شهداء ابرار لا تمحى اسماؤهم من ذاكرة الشعب حتى لو اصدر الحزب مرسوما بذلك ، وهل تنسى الأم اولادها الشهداء الذين يذكر بعضهم ببعض ، اسماء لن تنسى طالما هناك ذاكرة تملك ضمير حي وطالما هناك تاريخ اخر غير رسمي يكتبه الاحرار حتى في اوقات سجونهم ، ستكتب الاسماء الممنوعة والمسموحة رغما عن انف المتاجرين ، ها هم يطوفون في سماء الذاكرة اطياف لا تمحى هنا منتصر وهناك ستارغانم وعباس نعمة و بيا صليوة وفكرت جاويد وستار خضير ومحمود شاكر وعلي منصور وصاحب ملا خصاف ، وعايدة ياسين وكاظم طوفان ، ووحيد اسعد خضر، وباسم كمونة ، ومنعم تاني و و و !
انه تاريخ طافح بالمجازر حتى امست ذاكرته معتادة عليها ، قد يكون هذا قدره ، او ربما الضريبة الالزامية او ربما هو ثمن للتغافل والغفلة وغياب عامل الحذر ، كل هذا مفهوم ولكن من غيرالمفهوم ان تعود قيادة نفس الحزب والتي تتبجح بالحكمة دائما حتى غدت مقولة " اثبتت الاحداث صحة تحليلات وتوجهات الحزب " لازمة ديباجية تكررها بكل مناسبة ، في النجاح والفشل ، وتتصرف وكانها لا تبالي بما دار ، فتدور وترجع الى احضان نفس الجزار ، ومن دون تلقيها حتى اعتذار ، عما جرى وصار ، من قتل وجزر وعلى يد متقلبة القرار ، عندها السياسة بيع وشراء لا قيم فيها غير قيم البازار !
ايام الجبهة الوطنية مع البعث كانت قيادة الحزب الشيوعي تتحاشى التطرق او التوقف عند محطة 8 شباط ولم يجري اتفاق على تقييمها بين الحزبين ، اي لم يعتذر البعث عن جرائمه بحق الشيوعيين وقتها ، بل كان البعث يلح باعتبار 8 شباط عروس الثورات ، اما الحزب واعلامه فكان كعادته يتحاشى الامر كله !
تشابه كبير بين سلوك قيادة حشع وقت التحالف مع البعث ازاء تناول ذكر مجازر 8 شباط 1963 وبين سلوكها فيما بعد من مجزرة بشتاشان عام 1983 ، ففي كلا الحالتين قيادة الحزب تتصالح وتتحالف بعد المجزرة مع مرتكبيها من دون الاتفاق على تقييم مشترك حولها ، وعندما تأتي ذكرى تلك المجازر والحزب بعلاقة جيدة مع الجزارين ، يتناسى الحزب حتى ذكر اسماء ضحاياها ، بذريعة عدم نبش الماضي !





#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العيد حفلات للانتقام والاعدام عند حكام العراق اللئام !
- الزميل العزيز علاء اللامي اليك حيثياتي !
- يا شيوعيو العراق ما العمل اذا دقت ساعة العمل ؟
- صلوات على محمد وال بيت محمد حكام العراق اكبر حرامية في العال ...
- صناعة الجوع صناعة الموت !
- طريق البصمة البنفسجية يوصل الى الشماعية في العراق !
- انتخابات مجيرة ليست من مصلحة الشعب تلويث اصابعه بجيرها!
- اكتوبر ليست اخر الثورات الكبرى !
- مواقفكم برغماتية وليست مبدئية يا جماعة حشع !
- بين سعدي يوسف ونصير شمة والعراق !
- طالبان وهجومها السياسي المنتظر لتعزيز انتصارها العسكري !
- مازال سياسيو الحكم في العراق يغوصون في بول بريمر !
- سعر حشع ل.م = سعر وزير في العملية السياسية العراقية الجديد ...
- ايام العراق نهارات محمرة وليال مسودة !
- غرام الاشاعة في الشعر ونسبه - انها دمشق نموذجا- !
- انتحارالعملية السياسية في العراق مسألة وقت لا اكثر !
- حكم اوباما وبوش في سجال شتان بين نيل النوبل والنعال !
- اذا كان لابد من الانتخاب فعلينا ان لاننتخب الخنازير !
- احتراما لنفسها على سلطة عباس حل نفسها بنفسها !
- هناك مخ مش فردة جزمة !


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - مقاربات على هامش سيرة مجزرة بشتاشان !