|
للديمقراطية أنياب
عامر الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:22
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
أول من قالها ( نابليون بونابرت ) والثاني الرئيس المصري السابق ( أنور السادات ) ، قبل 2003 بسنوات عدة كنا نستخف بهذه المقولة ، ونعتبرها لا تتوافق مع مفهوم الديمقراطية التي قرأنا عنها وعرفنا ولمسناها عبر الوسائل الإعلامية . كنا نستخف بالممارسات التي قام بها النظام السابق وأطلق عليها الديمقراطية أو الانتخابات النزيهة ، والتي فاز بها بنسبة ( 99,99% ) حتى عدت من المهازل التاريخية التي مر بها العراق آنذاك ، المعروف لا يمكن أن يفوز شخص ما بهذه النسبة ، ألا في الدول التي تحكمها الدكتاتورية . لكن بعد 2003 بدأنا نلمس حقيقة هذه المقولة تدريجياً مع الممارسات الديمقراطية التي تجري في العراق ( للعلم والإطلاع أن العراق حتى الآن ، ليس بديمقراطي ولا دولة مؤسسات ) ، فما زالت المحاصصة والطائفية والحزبوية هي الغالبة على المشهد السياسي مع الآسف ، والوطنية والهوية العراقية تستخدم أثناء التصريحات الإعلامية فقط ، والمشكلة الجميع يتحدث بها ، حتى ضاع الحابل بالنابل . فهل يعقل أن تدخل أحزاب إلى مجلس النواب والحكومة والرئاسة وهي لا تمتلك أجازة تأسيس حزب ، بل لا تناقش أو تقر قانون الأحزاب منذ 2003 حتى الآن ، أي منذ ست سنوات ، ولو ( ذبينه سنتين طرح )فهناك أربع سنوات ، فلماذا غاب هذا المشروع عن أذهان السادة النواب . ومن اللامعقول أن تدخل أحزاب في الممارسات السياسية الديمقراطية وهي لا تؤمن بها ( الديمقراطية ) ولا توجد داخل نسيجها التنظيمي ، فهل يعقل ذلك ؟، بل تنظر إلى الآخر من الأحزاب والأفكار نظرة احتقار وتحاول أن تهمش أو تقصي ، بل وتريد الهيمنة على كل شيء وكأنهم جاؤوا ( بتفويض ألهي ) . ومن ( الخمطات ) القوية التي قامت بها الأحزاب والكتل السياسية في البرلمان ، أقرار قانون الانتخابات قبل مدة وهو يحمل نفس الأخطاء الجسيمة التي حملها قانون انتخابات مجالس المحافظات ، حيث ظلت هيمنة الأحزاب الكبيرة في الاستحواذ على أصوات المرشحين غير الفائزين وترحيلها إلى قوائمهم ، أي إذا لم يحصل المرشح (س) على عدد الأصوات التي ترشحه للحصول على مقعد وهو في من القائمة الفائزة (ص) ، فترحل أصوات المرشحين من القوائم التي لم تفز إلى المرشح (س) ،أي أنتخب محمود فيعطى صوتك إلى ( فرهود ) أيعقل هذا ؟ أما عن المكونات العراقية الصغيرة ( الأقليات ) والمهاجرين فقد لعب فيهم ( شاطي باطي ) . وأخيراً هناك مقترح مطروح في مجلس النواب يدعو إلى رفع دعوى قضائية بحق القاص العراقي ( وارد بدر السالم ) لأنه كتاب مقال في جريدة المدى بعنوان ( برلمانيون تحت الصفر ) أعترض فيها على الامتيازات التي يحصل عليها أعضاء البرلمان من مرتبات وتقاعد عالية ، إضافة إلى السلفة والجوازات الدبلوماسية لهم ولعوائلهم وغيرها ، كذلك دعوى ضد قناة الحرة لتناولها نفس الموضوع ، دعى البعض من النواب إلى محاسبة أي صحفي ووسيلة إعلامية تتناول هذا الموضوع. !!!! أي قرارات غير ديمقراطية تصدر عن مؤسسات ( ديمقراطية ). صدق من قال ( أن للديمقراطية أنياب ) . ودمتم سالمين .
#عامر_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من البصل الى الماش
-
أين مصيبتنا في المغلقة ام المفتوحة
المزيد.....
-
-فاينانشيال تايمز-: واشنطن ستقدم لكييف قرضا بقيمة 50 مليار د
...
-
مراسلتنا: إطلاق نار باتجاه السفارة الأمريكية في منطقة عوكر ف
...
-
لحظة إطلاق النار باتجاه السفارة الأمريكية في منطقة عوكر في
...
-
تقرير: علامات التقدم في السن تظهر على بايدن في الاجتماعات ال
...
-
-غلوبال تايمز-: بايدن يشك في فعالية المؤتمر الأوكراني في سوي
...
-
وسط نقص حاد في الجنود.. نظام كييف يسمح بإعادة الفارين إلى نف
...
-
مهندس سابق في -ميتا- يرفع دعوى ضدها بعد إقالته بسبب محتوى مت
...
-
?التهاب الأقراص الفقرية.. أسبابه وأعراضه
-
نزف اللثة قد يشير لعدوى شديدة من حمى الضنك
-
مودي يفوز بانتخابات الهند وتحالفه يتراجع ومخاوف المسلمين تتص
...
المزيد.....
|