أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود وحيدة - النضال ضد الإرهاب: كيف تترك أميركا للسوريين مهمة التعذيب















المزيد.....

النضال ضد الإرهاب: كيف تترك أميركا للسوريين مهمة التعذيب


محمود وحيدة

الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 04:45
المحور: حقوق الانسان
    


بثت القناة الأولى للتلفزيون الألماني بتاريخ 3/6/2004 برنامجاً إعلامياً تضمن تقريراً بعنوان النضال ضد الإرهاب: كيف تترك أميركا للسوريين مهمة التعذيب. اسم البرنامج هو" مونيتور" وهو برنامج مشهور بمعالجاته النقدية والموثوقه والتي يخص فيها غالباً سياسة الأحزاب الألمانية الحاكمة والمعارضة على حد سواء. قدم البرنامج تقريراً عن حالة" ماهر عرار" المواطن الكندي من أصل سوري وهذه ترجمة للتقرير الذي قدمته السيدة" سونيا ميكيش".

التلفزيون الألماني: والآن نقدم لكم قصة ثانية حول تأثيرات سياسة الأمن الأمير كية. الموضوع هنا يتجاوز الأعتباط واللامبالاة. الموضوع هو اختطاف مستهدف للناس بمهمة من الدولة.يكفي الاشتباه البسيط لكي يسلم المشتبه به إلى دول التعذيب، وحتى إلى دول تعتبر في أميركا رسمياً من دول " محور الشر".
تقرير من إعداد جورج رستله وبيترا إنزمنغر:
بدأ الكابوس المخيف في 26/9/2002. المكان هو مطار جون ف. كِنِدي في نيويورك.على متن الطائرة الأميركية الكندي" ماهر عرار" حيث هبطت الطائره هنا لاستقبال ضيوفاً جدداً ولتتابع رحلتها قاصدة مونتريال هناك تنتظر قدومه الشركة التي يعمل فيها.
إقلاع روتيني لرجل الأعمال كما في مئات المرات السابقة. لكن هذه المرة إختلفت الأشياء. عند مركز مراقبة الجوازات تنتهي الرحلة.بسبب الاشتباه بالإرهاب.يعتقل ماهرعرار فجأة وينقل إلى مكان مجهول.
ماهر عرار:ما حصل كان مفاجئاً كلياً، لماذا اعتقلوني؟ خصوصاً لأنني بسبب أعمالي أسافر كثيرا وبانتظام إلى أمريكا ولم يكن بحسباني أن يحصل ذلك.
التلفزيون الألماني:ماهر عرار متزوج ورب أسرة،هاجر من سوريه في بداية شبابه إلى كندا.الآن يعود إليها ليقضي أسوأ أثني عشر شهراً من عمره في عزلة عن زوجته وطفلته " بارا" البالغة من العمر خمسة أعوام . ما عاشه خبير الكومبيوتر هنا يبدوا من عالم اللامعقول، بعد يوم من اعتقاله في نيويورك يجلبون المواطن الكندي إلى سجن المدينة. التهمة هي" اتصالات مع منظمة القاعدة" المعتقل في عزلة كاملة عن العالم الخارجي، يعامل ككبار المجرمين. ساعات طويلة من التحقيق بدون محامي. أخيراً بعد أسبوع يسمح له بالاتصال بعائلته. يؤكد رجل الأعمال براءته لكن المحققون لا يصدقون. وأخيراً يهددونه بالترحيل إلى سوريا البلد الذي لم يراه منذ أكثر من خمسة عشرة عاماً .
ماهر عرار: بدأوا بالتحقيق الساعة التاسعة صباحاً واستمر بلا توقف حتى الساعة الثالثة ليلاً. لم يعطوني شيئاً لا طعام ولا شراب ولم يسمحوا لي بالعودة إلى زنزانتي لكي أصلي. في التحقيق كانوا يسألوني لماذا لا أرغب بالعودة إلى سورية. قلت لهم لأنهم سوف يعذبوني. لكنهم لم يهتموا بذلك مطلقاً.
في منتصف الليل وضع رجل الأعمال الكندي معصوب العينين على متن طائرة خاصة مكلفة من الحكومة الأميركية بنقل ركابها إلى دول التعذيب. هدف الرحلة دمشق العاصمة السورية. خارج السياسة الرسمية تقيم الحكومة الأميريكية أفضل العلاقات مع الأمن السري. قضية تسليم ماهر عرار" هي حالة من حالات" كثيرة كما يوضح عميل سابق هام للمخابرات المركزية الأمريكية.
روبرت بير عميل سابق للمخابرات المركزية الأمريكية :لقد تغيرت بعض الأمور منذ 11/9 .نحن الأميركيون لم يكن لدينا قبلها تجربة بالتعذيب وأمور أخرى. التعذيب كان غير مشروع قبل 11/9 ومن وجهة النظر الحقوقية الصرفة ما زال غير مشروع . إذا احتجنا إلى موظفي تحقيق مجربين بغاية كسر إرادة الإنسان فيرسل المشتبه به إلى مكان آخر ،إلى الأردن ،العربية السعودية ،أو سوريا .
التلفزيون الألماني: مهمة التعذيب باسم الحكومة الأمريكية. تسليم الكندي ماهر عرار إلى دمشق يثبت حسب رأي السياسية الحكومية "مارلين كاتيرال "إلى أي مدى تتخلى الحكومة الأميركية في صراعها ضد الإرهاب عن أهم مباديء حقوق الإنسان الأساسية .
مارلين كاتيرال مندوبة البرلمان الكندي : لا يمكننا القبول بذلك : الأميركان لم يقدموا أية إثباتات ولم يعرضوا أدلة أمام القضاء. لو كانت عندهم أية إثباتات لكان عليهم تقديمه المتهم للمحكمة بدلآ من تسليمه لسورية . سوريا هي، حسب التعريف الرسمي للأمريكان وبشكل علني على مواقع إلكترونية، هي دولة بوليسية تخرق فيها حقوق الإنسان بأكثر قسوة وعن عمد.كان الأميركيون يعلمون بدقة ماذا سيحصل لماهر عرار وكانوا يعلمون أنه سيعذب هناك .
التلفزيون الألماني دمشق ستصبح الجحيم بالنسبة للكندي ماهر عرار. بعد أسبوعين من اعتقاله وصل المسلم المؤمن إلى سجن الأمن السري "فرع فلسطين" أحد مراكز التعذيب ذو السمعة الأكثر سوءاً ورهبة في العالم العربي.
ماهر عرار لقد لاحظت لأول مرة أنني في سورية عندما نزعوا العصائب عن عيني ورأيت أمامي صورة الرئيس السوري ولكني لم أكن أعلم بدقة مكان وجودي. أخذوني إلى غرفة تحقيق مجاورة. هنا تمنيت أن يكون معي أي شيء لأقتل به نفسي، رغم أن ديني يمنعني في الحقيقة من ذلك، كنت أعرف أنهم سيقومون بتعذيبي الآن .
التلفزيون الألماني : أسابيع طوال والتحقيق مستمر مع ماهر عرار في فرع فلسطين. أراد المحققون مراراً معرفة إن كان عرار قد زار أفغانستان سابقاً وتدرب في معسكرات القاعدة هناك. يتكرر تعذيبه بالضرب بكابلات ثقيلة على الأيدي والمفاصل، يضرب بالأيدي ويركل بالأرجل. بعد أشهر طويلة وبسبب ضغط الرأي العام يسمح لوفد حكومي كندي زيارته في فرع فلسطين
مارلين كاتيرال مندوبة برلمانية : بعد أشهر طويلة من السجن وشروط اعتقال مفزعة لا تصدق كان وضعه الصحي سيء جداً، بدا شاحب اللون، نحيف جداً، ضعيف وخائفاً تماماً .لم يسمح لنا الحديث معه باللغة الإنكليزية. لقد كان واضحاً أنه لم يسمح له إلا قول أشياء محددة.
التلفزيون الألماني عشرة أشهر استمر سجنه في قبو فرع فلسطين في غرفة طولها مترين وعرضها متراً واحداً ، لا سرير ، ولا هناك إمكانية لغسل اليدين،لا يوجد تواليت، أعطي أغطية ووعاء وقوارير ماء. عشرة أشهر في عزلة كاملة.
ماهر عرار عندما وضعوني في الزنزانة اعتقدت أن إقامتي هنا لن تطول أكثر من أيام قليلة للتحقيق، ولم أدرك أنها ستكون بيتي لعشرة أشهر وعشرة أيام قادمة. كان مكاناً مخيفاً لايمكن أن يتصوره عقل.
التلفزيون الألماني في الشهور الأخيرة عرفت حالات أخرى مماثلة لحالة ماهر عرار. قرار الترحيل إلى دول التعذيب من خلال الحكومة الأميركية متبعة منطقاً مخيفاً، القرار أتخذ من أعلى موقع .
روبرت بير العميل السابق للمخابرات المركزية الأميركية: الرئيس الأميركي هو الذي أعطى الصلاحية بقرار التسليم . هناك قاعدة عامه: إذا أردت أن تكون قاسياً في التحقيق فأرسل المشتبه به إلى الأردن ، وإذا أردت أن يختفي فلا يبقى له أثر فأرسله إلى مصر أو سورية . لقد حظي السيد عرار بحظ كبير لأنه خرج حياً من سورية .
التلفزيون الألماني عاد ماهر عرار حراً طليقاً منذ عدة أشهر، ثبتت براءته. إنه يريد الآن مقاضاة الحكومة الأميركية لأنه لا يريد أن يحصل لللآخرين ما حصل له.


محمود وحيدة
برلين ألمانيا



#محمود_وحيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...
- سبب مثير وراء اعتقال روسيا جنديا سابقا بجيش الاحتلال الإسرائ ...
- لماذا ترفض المملكة المتحدة قرار إيرلندا بإعادة طالبي اللجوء ...
- المندوبة الأمريكية: واشنطن لا تتدخل في عمل المحكمة الجنائية ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسئوليها
- يديعوت أحرونوت ترجح صدور مذكرات اعتقال سرية بحق مسئولين إسرا ...
- ليبيا.. الحرب السودانية وأزمة اللاجئين
- نتنياهو ومخاوف أوامر الاعتقال الدولية
- -هيومن رايتس ووتش-: رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية على الاح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود وحيدة - النضال ضد الإرهاب: كيف تترك أميركا للسوريين مهمة التعذيب