أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد نقشبندي - في السؤال الأساسي للفلسفة كما طرحته المادية الدياليكتيكية














المزيد.....

في السؤال الأساسي للفلسفة كما طرحته المادية الدياليكتيكية


رائد نقشبندي

الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 07:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمكن للسؤال الأساسي للفلسفة أن يأخذ أشكالاً مختلفة، ولنفكر هنا في الصيغة التي طرحها ألبير كامو للسؤال عندما صاغه على النحو التالي: "هل الحياة جديرة بأن تعاش؟"
إن المادية الديالكتيكية في طرحها للسؤال بهذه الصيغة ( أيهما أسبق المادة أم الوعي؟) كانت أبعد ما تكون عن التفكير في الفلسفة على أنها بحث في المجردات بعيداً عن حركة الواقع وحياة الناس اليومية. والواقع أنها تصدر عن انحياز أيديولوجي لا تخفيه أبداً لرؤية محددة للعالم. وأقصد بالانحياز الأيديولوجي الآلية التي تدفعنا لانتقاء خيار محدد من بين خيارات أخرى، ثم محاولة تفسيرنا أو تعليلنا أو تبريرنا لهذا الخيار (وهو ما ترجعه المادية الديالكتيكية صراحة إلى المصلحة "الطبقية" بعيدأ عن تغليفه بغلاف البرهان العلمي)، ثم العودة مجدداً إلى الحقل الأيديولوجي الذي سيعمل على إقصاء وجهات النظر الأخرى.
من ناحية أخرى، تتشابك المادية الديالكتيكية مع المادية التاريخية ومع نظرية المعرفة تشابكاً عميقاً، بحيث يصعب تناول واحد من هذه المكونات بمعزل عن البقية، وهذا ناتج بالضبط عن الانحياز الأيديولوجي المسبق والواضح الذي سيسعى إلى ضمان اتساق طريقة النظر في كل من حركتي الفعل والواقع.
أفصل فأقول: إن وضع المادية الديالكتيكية لصيغة السؤال الأساسي في الفلسفة كما أوردته جاء ليحقق الغايات التالية:
- غاية أيديولوجية تؤسس في البدء لهوية فكرية تمكن المنتمين لهذا الفكر من تعريف أنفسهم بالتقابل مع الآخر، وهو فعلي تضميني/إقصائي تقوم به أية أيديولوجيا أخرى.
- إعلان انحيازها المسبق للرؤية التي تقول أن حركة العالم والمجتمع والفكر يمكن إدراكها وفهم أسسها وبالتالي العمل على تغييرها، بعيداً عن الرؤية الغيبية التي ترى في كل ذلك أموراً مقدرة يجب الاستسلام لها، أو التي تقول بقابلية التغيير انطلاقاً من مصلحة أخرى غير المصلحة التي حددتها هذه الفلسفة لنفسها.
لكل ما سبق، يضحي من الصعب التأسيس لمقاربة تعيد النظر في صيغة السؤال بعيدأ عن منظور الغايات التي أدت إلى طرحه أساساً بهذه الصورة. لأنه بالمعنى الفلسفي المجرد لن نحصل من المادية الديالكتيكية على أكثر من أنها تنتمي بآن واحد إلى المذاهب المادية السابقة لها وإلى الجدل الهيغلي (بعد أن أعادت صياغته مادياً). وبالتالي سيكون من الصعب فهم التجديد الذي أرادت إدخاله إلى حقل الفلسفة، وفهم ثنائية التقسيم التي أقامتها بين المذاهب الفلسفية، علماً أن بعضها ينفي السؤال من أساسه (ابن عربي مثلاً) بقوله بقدم الوعي والمادة في الزمان وأسبقية الوعي على المادة في المقام. والحال أن المادية الديالكتيكية تحدد الوعي (من حيث المبدأ على الأقل بوصفه الوعي الإنساني، دون أن تنفي إمكانية التعميم لاحقاً) وتحدد المادة بكافة أشكال الوجود الموضوعي المستقل عن هذا الوعي تماماً، وتحدد الأسبقية من منظور الأسبقية الزمنية ومن منظور استقلالية الوجود المادي وقوانين حركته عن الوعي.
وبعيداً عن الدخول في جدال نظري مع أطروحة الدكتور "منذر خدام"، أقول إن من المهم العمل على تخليص النظرية ليس من جانبها الأيديلوجي (وذلك مستحيل كما أرى)، ولكن من الناحية الأسوأ لكل أيديولوجيا، أعني احتكار الحقيقة، والتواضع بها إلى مستوى نظرية لا تخفي انحيازها ولكنها تعلن صراحة عن أنها غير معصومة عن الخطأ، وأنها قابلة للتغير أي قابلة للحياة.

رائد نقشبندي
7/6/2004






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد نقشبندي - في السؤال الأساسي للفلسفة كما طرحته المادية الدياليكتيكية