أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راضي الراضي - النزاهة والفساد















المزيد.....

النزاهة والفساد


راضي الراضي

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 08:45
المحور: حقوق الانسان
    


النزاهة ذلك السلوك القويم الذي يربى عليه الانسان بينما الفساد هو احد الافعال الجرمية التى ترصف في القوانين الجنائية باعتبارها جناية او جنحة يعاقب القانون على مرتكيبيها بأحدى العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات الذي شرع من اجل الحفاظ على امن المجتمع بألمعنى الواسع خدمة للمواطنين (1)
ان الباحث في موضوع الفساد يرى انه ينطوي على مجموعة واسعة من الافعال الجرمية كالرشوة والاختلاس والاحتيال استغلال السلطة وهدر المال العام والاثراء
دون سبب والمواقف السلبية التي تؤدي الى خسارة المال العام وحتى السرقــه وغيرها من الجرائم التي ترد في القوانين الجنائية والعقابية التي تقل و تزيد حسب الحالة الاجتماعية والثقافية لكل بلد .
و لا يعتبر هذا تعريفا للفساد بل لا نحتاج لتعريفه ما دامت القوانين تعرف كل جريمة من جرائم الفساد على حدة وتحدد عقوبة معينة لكل منها وفقا للمبدأ القانوني المعروف
(لا جريمة ولا عقوبة الا بنص) (2) .
وقد قيل في النزاهة انها سلوك غير تلقائي يكتسبه الانسان بالتربية والتعليم والتوعية منذ نعومة اظفاره , وانها الشرط السليم الموافق للصحة المرادف للصدق (3)
وهي الطريق المؤدي الى تقديم خدمات فعالة وحقيقية للمواطنين من قبل القائمين علـى ادارة الدولة والحكم .
ومن كل ما تقدم نستنتج ان الفساد من الافعال غير الصحيحة المنافية لاخلاق المجتمع والمضرة لبنيته الاجتماعية بصورة عامة والاقتصادية بصورة خاصة ومن
مظاهره المعروفة جدا استغلال منصب عام لتحقيق منفعة شخصية (4) وبهذا يعبـر الفساد عن الضعف في الادارة والتنفيذ وركــة في الاطار القانوني للمجتمع وعن
افتقار المعايير الاخلاقـية فــيه , مما ينتج عنه حصول منافع غير اخلاقية وغير قانونية لفئة صغيرة غالبا ما تكون صاحبة القرار ومن يتبعها في التنفيذ على كافة الانطقة
وعلى حساب المجتمع ككل اولا والافراد ثانيا , الافراد الذين يجبرون في الغالب على الدفع من اجل الوصول الى سد حاجاتهم الحياتية الانسانية اليومية .
وللمضار الكبيرة التي يصاب بها المجتمع والدولةعلى النطاق الداخلي المحلي من جراء الفساد الاداري والمالي ولسهولة انتقال اثار تلك المضار من هذا النطاق
الى النطاقين الاقليمي والدولي , قامت الامم المتحدة - الجمعية العامة بأصدار القرار رقم 58/4 في 31/10/ 2003 المتضمن اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد ,
حيث ورد في ديباجة الاتفاقية( واقتناعا منها بأن الفساد لم يعد شأنا محليا بل هو ظاهرة عبر الوطنية تمس كل المجتمعات والاقتصادات مما يجعل التعاون الدولي على منعه ومكافحته ضروريا) (5) , علما بأن هذه الاتفاقيـة اصبحت في حيـز النفـاذ في 14ديسمبر/2005 حيث صادقت عليها في حينها (140) دولة وحدد يوم التاسع من كانون الاول من كل عام يوما عالميا لمكافحة الفساد وهو يوم مؤتمر التوقيع على الاتفاقية (6).
ان الفساد افة تصيب الكثير من المجتمعات وتزعزع ثقة الشعب بالحكومة فلا بد ان تكون لنموه عوامل مساعدة وهي كثيرة نجمل المهم منها :-
اولا: - فساد القابضون على السلطة : -
لا يخفى على الجميع ان الفساد الاداري والمالي ظاهرة موجودة في غالبية المجتمعات المتطورة والمتخلفة الفقيرة والغنية , ولكن معدلات نموه تزداد عندما يكون
هناك فسادا سياسيا يمارس من قبل الجالسين على دفة الحكم من ثم ينتقل منهم عن طريق العدوى والتقليد الى من يليهم في تنفيذ الاوامر وبالتالي يكون ذلك المسؤول قدوة فاسدة لابناء المجتمع الذين يفقدون الثقة به , وعندما تضعف ثقة المجتمع بالحكومة نكون امام حالة من الاحباط الاجتماعي وبالتالي تضعف ثقة الناس بالقوانين والانظمة الصادرة منها بل يبتعدون عن تطبيقها فيضعف دور القانون في عملية ارساء الامن حينذاك تتململ الجريمة وتتحرك بشكل غيراعتيادي مؤثرة على رؤوس الاموال المحلية
التي سرعان ما تهرب الى الخارج كما تمتنع رؤوس الاموال الاجنبية من الاستثمار داخل البلد حينذاك تزداد معدلات البطالة فيعم الركود الاقتصادي تستفحل الجريمة لا بل تتحول وتتغير الكثير منها كما ونوعا / وخاصة جرائم الفساد / تتحول من عمل فردي الى نشاط جماعي منظم وعلى شكل عصابات شبكات من ثم مافيات عندئذ ترتبط بسائر اشكال وانواع الجريمة المنظمة وقد تتعقد الامور اكثر فاكثر مما يؤدي الى انهيار النظام او الدولة بالكامل (7) .
ثانيــــــا العوامل الاجتماعيــة : -
ومن الاسباب المهمه التي تساعد على استفحال الفساد الاداري والمالي في المجتمع اهمال الحكومة لبرامج التنمية الاجتماعية كالتعليم بكافة
مراحله وعدم وضع برامج فاعلة للضمان الاجتماعي و الصحي لكل فئات المجتمع وخاصة الاطفال والشباب والنساء والشيوخ والمصابين بالعوق الخلقي وعدم الاهتمام
بخطط التشغيل وتهيئة العمل للقادرين عليه مما ادى ويؤدي الى حرمان اعداد غفيرة من المجتمع من مصادر العيش فينعكس ذلك بشكل سلبي على حياتهم ونفسياتهم بالتالي
يفقدون روح المواطنة لا بل يشعرون بالاستلاب والغربة مما يخلق لديهم حالة من العداء يأخذ منحى التمرد على الاخلاق والقوانين والفساد الاداري والمالي جزء منه (8) .
وكذلك انعدام السلوك الديمقراطي والابتعاد عن مبدأ المساواة وخاصة في موضوع التعيينات في القطاعين العام والخاص حيث تتم التعيينات في دولة اللاقانون
على اساس القرابة والمحسوبية (نيبوتزم) والصداقة او التعيين عـلى اساس من يدفع اكثر وعلى حساب الكفاءة والخبرة والرجل المناسـب في المكان المناسـب , كل ذلـك
ادى ويؤدي الى اتساع رقعة الفساد واستفحاله , لا بل يؤدي الى نمو نظام ديكتاتوري جديد اذ ان هذا النوع من الفساد الاداري والمالي يكون حاضنة للديكتاتورية خاصة
عندما يوزع الحاكم المناصب المهمة في الدولة – كما ذكرنا اعلاه – على المقربيـن واشباه السياسيين من جماعته الذين على الغالب يفتقرون الخبرة المهنية فيفشلون في
ادارة الدوائر والمؤسسات فتفشل تلك الدوائر في تنفيذ البرامج والاهداف التي وجدت من اجلها , اضافة الى هذا وذاك فأن الدعم والتأييد الذي يلقاه الحاكم من هؤلاء المقربين
الذين عينهم في مناصب مهمة بالدولة تراهم مصفقون له في حالتي الصح والخطأ حيث لا ناصح له مما يبعث فيه الشعور بالعظمة والفخر وازدياد حب الذات فيصاب بالغرور حتى يصبح ديكتاتورا (9) .
ومن نا فلة القول ونحن في المجال الاجتماعي المساعد لازدياد الفساد ان نذكران بقاء اسس وفلسفة ادارة المجتمع دون اصلاح او تغيير يلعب دورا سلبيا في عملية
الادارة النزيهة لا بل يكون هو الفساد بعينه والامثلة كثيرة منها العمل على طمس حقوق الاقليات وعـدم الالتفات الى واقع التعدديـة في المجتمع العراقـي مـن اديـان ومذاهب وقوميات ومعتقدات واحزاب ومصادرة الاراء والافكار ووضع القيود امام مشاركة الجميع كل ذلك ادى ويؤدي الى اختلال التوازن الاجتماعي وبالتالي يزداد نشاط ذوي المصالح الشخصية التخريبي فتتسع دائرة الفساد (10).
ومن الاسباب الاجتماعية التي تساعد على اتساع رقعة الفساد الاداري والمالي في المجتمع هي عدم مشاركة المجتمع المدني ومنظماته في عملية التغيير
الاجتماعي وكذلك في مجال الرقابة الشعبية على النشاط الحكومي لرصد حركة الفساد وعدم اشراكهم في وضع السياسات والتخطيط لنمو وتطور الحــالة الاجتماعيـة وعدم
تحريضهم لتوعية الناس بثقافة المناعة ضد الفساد وبالتالي عدم الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى هذا القطاع المجتمعي الكبير الذي يعرف بانه مجموعة التشكيلات
او المنظمات الطوعية المتنوعة بالاهداف بعيدا عن هيمنة الحكومة مع الالتزام بالانظمة والقوانين المرعية , وبهذا التعريف تكون مؤسسات المجتمع المدني في الوسط بين
الفرد والدولة مما يعطيها القدرة على ايجاد التفاعل بينهما اجتماعيا وسياسيا وثقافيا وهي صيغة من صيغ التنظيم المجتمعي الفاعل الذي تتطلبه الدولة الحديثة والنزيهة. ---والنزي.الـتــوثــيق : 1 - راجع التمهيد لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد (القرار58/4في31 اوكتوبر /2003) .
2 - ان معظم دساتير الدول تحرص على النص على هذا المبدأ ومنها الدستور العراقي لعام 2005 .
3 - راجع اتفاقيات مكافحة الفساد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا / الكتاب الصادر من الشفافية الدولية /و الخارجية والكومنويلث البريطاني.
4 - يراجع برنامج التنمية التابع للامم المتحدة / ال يو ان دي بي / 2006 .
5 - تتضمن اتفاقية مكافحة الفساد 8 فصول و71 مادة بمسارين هما مكافحة الفساد والوقاية منه كما تشمل بنود عقابية واحكام اختيارية وجبرية.
6 - مؤتمر التوقيع على الاتفاقية الذي عقد في المكسيك مدينة مريدا من9 - 11 كانون الاول 2003 .
7 - راجع الامر 55 /قانون النزاهة في العراق / حيث جاء في المقدمة ( اقرارا بأن الفساد أفة تصيب الحكومة الصالحة بالهلاك وتبتلي حالة
الرخاء والازدهار , واعترافا بأن الشعب العراقي يستحق قادة يتسمون بألنزاهة والشفافية ) .
8 - راجع المادة 22 من الدستور العراقي الجديد ( للعراقي حق العمل وفي حياة كريمــــــة) .
9 - راجع دليل برلمانيون عرب ضد الفساد / اصدارات البنك الدولي / الفصل الثاني /2006 .
10 - راجع حماية حقوق الاقليات / اوراق في الديمقراطية / الاستاذ تينيسبي ياربرو / جامعة ايست كارولينا .




#راضي_الراضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راضي الراضي - النزاهة والفساد