أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف الحرز - قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (أربعون قصيدة عن الحرف)














المزيد.....

قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (أربعون قصيدة عن الحرف)


عبد اللطيف الحرز

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 10:26
المحور: الادب والفن
    



يمنح الشاعر أديب كمال الدين وصفَ العقود لمجموعته الجديدة المكتوبة في عامي 2007 و2008 تحت عنوان {أربعون قصيدة عن الحرف} في محطة لمسيرة طويلة من الاشتغال تحت نصب الحرف وجدارية النقطة. وقد يكون من الضروري فيها الآن التساؤل عن قيمة النقد الذاتي للصورة الشعرية من قبل الشاعر, بما يقدمه من صياغات غير مألوفة وتعبيرات ذات طابع خصوصي. لاسيما وقد بات (الحرف) يتخذ شبه قناع أسطوري لشخصية الشاعر ربما يصل حد التطابق ما بين الشاعر وحرفه:
{ لم تعد، أيّها البسيط مثلي
والضائع مثلي
والساذج مثلي،
تتحمل وحشةَ هذه الرحلة التي لم نهيئْ
لها أيّ شيء
ولم يخبرنا أحد
عن مصائبها التي لا تنتهي.
انتظرنا – أنا وأنتَ – طويلاً سفينةَ نوح.
جاء نوح ومضى!
لوحّنا له طويلاً
بأيدينا
وقمصاننا
وملابسنا
ودموعنا الحرّى.
لوحّنا له بيتمنا الأبديّ
وبضياعنا الأزليّ.
لوحّنا له بطفولتنا العارية
وبشمسنا الصغيرة التي تغيّر طعمها
وأصبحتْ بحجمِ ليمونةٍ ذابلة.
لوحّنا له بكلّ شيء يُرى
وبكلّ شيء لا يُرى.
(....)
نعم، يا صديقي الحرف،
دعنا نصرخ الآن .. ص7}

في المجموعة يظهر امتداد لغوي لمجموعات أخرى للشاعر أديب كمال الدين مثل (شجرة الحروف) و(ما قبل الحرف ما بعد النقطة) حيث نجد ذلك الحرص على قابلية النص للترجمة بدون خدش أو خيانة تلك التي تقع فيها عملية النقل بشكل إجباري. حيث إن للشاعر حضوراً مستمراً في الاصدارات والنشاطات الأسترالية المكتوبة باللغة الانكليزية. وهذا ما يجعل كمال الدين يجهد لجعل كتابته كلاماً تاماً وليس كلاماً ناقصاً. اذ إن جملة من الشعراء يعتمدون على متممات خارجية لتبيان أو تكملة المعنى وتطويره مثل النغمة وطريقة الإلقاء أو بعض الاشارات الخارجية الأخرى. أديب كمال الدين يسعى إلى جعل كتابته ذاتاً مستغنية بنفسها عن اي رابط خارجي يكون مُعتمداً لإيضاح المقاصد. بيد أن المجموعة تؤكد على أن التواصلية اللغوية هنا هي استنساخ وتواصل للذات المُهددة بالضجر والعزلة والموت والفناء :

{في الطريقِ إلى الموت:
الموتِ القديمِ المقدّس،
فاجأني موتٌ جديد
موتٌ لذيذٌ بطعمِ السمّ
موتٌ لم أحجز له موعداً أو مقعداً.¬¬ ص22}

بخلاف الحرف حيث متعة الكتابة والقراءة وجماعية الفهم والتفهيم ونقل المشاعر والبقاء. هكذا سيكون انقاذ الحرف والتواصل معه, هو إنقاذ للشاعر نفسه وتجديد للشعور بإمكانية التألق وغبطة الشعور بالتفوق:
{ نعم،
ذلك مجدك أيّها الحرف.
فالقراصنةُ كلّهم يجيدون كراهيتك
لأنّكَ اقترحتَ نقطةً للجمالِ والحبّ
وحأولتَ أن تؤسس
- ولو في الخيال-
بحراً جديداً
لا يجيد القراصنةُ الإبحار فيه. ص16}

ثمة محاولة في العزاء وفي تصوير مؤاخاة بين الطرفين وفي الهوية والمعاناة والتي تمثّل أحد أركان الاشتغال الشعري لدى أديب كمال الدين الأساسية. في هذه المجموعة أيضاً ثمة تكرار في مفردات سبق أن اشتغل عليها الشاعر أكثر من مرّة، وهي هنا تتردد كثيراً مثل: الجنون, الهذيان, المنفرد, الطفل, اللذة, المرأة, الموت. كما تحوي المجموعة جزءاً من يوميات الشاعر وسيرته بدءاً من قصيدته (سلاماً عمان) وانتهاءاً بقطارات مدينة سدني الأسترالية. هذا بالاضافة إلى اتكاء أكثر على البنية القصصية الحوارية للنص على النحو الذي يجعل القصيدة أحياناً أشبه بقصة قصيرة. وهذا واضح من كثرة استخدام الشاعر للنجوى والمونولوج والدايلوك. وقد تمت صياغة ذلك باعتماد وافر على رموز التراث الديني والأدبي: كلكامش, أنكيدو, أتونابشتم, الأفعى, تولستوي، الامام الحسين, بودلير,..الخ.

بالطبع فإنّ مسيرة شعرية طويلة كهذه قد أنجزها الشاعر أديب كمال الدين، وكتب من خلالها 10 مجاميع شعرية، لابد أن تحدث حولها انقساماً بين مَن يرى أن هذا فرط الحاح على فكرة معينة, يشكل نوعاً من المبالغة المفرطة التي آن للشاعر في أن يفكر بابتكار أخرى سواها، وبين مَن يرى أن ممارسة الشاعر تمثل نوعاً من الوفاء للفكرة وتعميقاً لها. وفوق هذا وذاك يتم انجاز تحويل الشعر إلى موضوع محدد فكما أن هنالك شعراء خصصوا كتاباتهم لتتمحور على العشق أو المدح أو الحماسة, يتحقق لدينا هنا موضوع جديد هو الحرف ذاته. فقد باتت التجربة الحروفية الآن بمستوى عقيدة شعرية انصهر الشاعر أديب كمال الدين بها بشكل يومي وعملي حتى باتت هي أناه الواقعية لينتهي الشعر من ذوقيته اللغوية إلى سمو حياتي حقيقي ليتم الخلاص والانتقال من التعبير إلى الرؤية. تلك الرؤية التي ترى أن فتح طلسم الحرف هو أمر أساسي لقراءة طلسم الوجود والحب والموت والحياة.
*****************
أربعون قصيدة عن الحرف- شعر: أديب كمال الدين– عمّان 2009- أزمنة للنشر والتوزيع.
عبد اللطيف الحرز- ناقد وكاتب عراقي مقيم في سدني






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف الحرز - قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (أربعون قصيدة عن الحرف)