أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد ثامر جهاد - أجهزة الدولة العراقيةإإإ والولاء المزدوج














المزيد.....

أجهزة الدولة العراقيةإإإ والولاء المزدوج


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتفق الجميع على أن المجتمع العراقي منذ انتهاء الحرب وحتى الساعة ، يمر بمرحلة انتقالية حرجة ، لا على المستوى السياسي فحسب ، إنما على جميع المستويات . وقد تكون عملية إعادة تأهيل أو بناء أجهزة الدولة العراقية الجديدة ، إحدى أهم واخطر مسؤوليات هذه المرحلة ، إن لم تكن اشدها تعقيدا . ففي مثل هذه الظروف الحساسة ، ليس ثمة حل حقيقي فاعل لتجاوز هذه المحنة ، من دون انخراط جميع المواطنين في سعي جاد لانتزاع وطنهم من براثن الماضي وأمراضه وإشكالياته . وبسبب صعوبة عملية البناء بالقياس لعمليات الهدم في أيما مجتمع ، سيكون من الضروري أيضا في مجتمع تعرض لعقود من التجهيل والتشويه ، إجراء محاولات مختلفة لإرساء توعية شاملة ، يمكنها الوقوف بوجه الأخطار المحدقة المتمثلة بانتهاكات كل المتجاوزين والخارجين عن القانون والمنخرطين في عمليات التخريب والعمالة ، لفضح أهدافهم ومراميهم الإجرامية تحت أية مسميات كانت . من هنا نعتقد انه ليس حلا كافيا لبناء جهاز الشرطة - مثلا – أن تقتصر العملية على تزويدهم بالبدلات والشعارات الجديدة وواقيات الرصاص والسيارات الحديثة – رغم أهمية ذلك – بل أن المسألة اكبر من ذلك بكثير ، إذا ما فكرنا بوضع سياقات جديدة محل السياقات القديمة . حينها يلزمنا إشاعة عوامل مواطنة تعي ماهية أمن المجتمع والصالح العام . وحيث أن الشرطة العراقية هي الجهاز الأمني الأبرز حاليا ، خاصة بعد حل الهياكل والمؤسسات الأمنية الأخرى ، يبدو من الخطير أن يشتت هذا الجهاز الوطني تماسكه المطلوب بولاءات يوزعها بين جماعات وأحزاب تتحرك بوحي مصالحها الخاصة غالبا . فقد كشفت الأحداث الأخيرة في النجف والفلوجة وبغداد ومدن عراقية أخرى عن هشاشة أجهزة الشرطة والجيش ، ليس فقط من نواحي الاستعداد والتدريب والتسليح ، وانما من ناحية قناعات هذه الأجهزة بقضيتها . أجهزة حائرة ، لا تعرف من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء ؟! وفي ظل الفوضى كهذه يصبح من الطبيعي أن ترى أحدهم يرفع سلاحا بكل الاتجاهات ، بحسب ما تقتضيه اللحظة الراهنة .
رغم ذلك كله من المرجح والمنطقي ألا تبقى هذه الأجهزة الرسمية لوقت طويل ميدانا تنافسيا متنافرا يخضع للأمزجة الشخصية والمصالح الآنية ، بعيدا عن الضوابط القانونية التي تحقق العدالة لكافة أبناء المجتمع . لذا من الطبيعي بالنسبة للأفراد الذين لا يفرقون بين المصلحة العليا للبلد وبين مصالحهم أو معتقداتهم الشخصية ، أن يعاد النظر بأهليتهم لتحمل هذه المسؤولية والتعاطي اليومي معها .
فقد تفكك الولاء الأوحد لدكتاتور العراق السابق إلى تضادات عقائدية عدة اقرب إلى ردود الفعل العاطفي منها إلى الإحساس النقي بالوطنية . لذا فان جهاز الدولة العراقية من المدرسة إلى الجامعة ومن شرطي المرور إلى أعلى رتبة عسكرية هو أحوج ما يكون اليوم إلى امتلاك وعي جديد ، يدرك معنى المسؤولية والوطنية والقانون . وان الوقت قد حان لتعمل المؤسسات الوطنية جميعها انطلاقا من اعتقادها بضرورة بناء عراق جديد يعبر بحق عن نموذج المجتمع المدني ، المتطور والمستقل .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوضوح شديد ..تعددت السلطات والهم واحد
- بوضوح شديد الاعلام العربي...سلوك النعامةإإإ
- ماذا تبقى من البعث؟سؤال عراقي
- عن السؤال الثقافي والقراءة الواهمة إشارات في المتغيَّر العرا ...


المزيد.....




- طعنوا وعابوا بشخص أمير الكويت.. تحرك رسمي ضد ناشري تدوينات
- السعودية.. مقيمة سورية بفيديو -مخل بالآداب- يثير تفاعلا والد ...
- كيف تتخلص من -فخ- إدمان الخلوي في السرير؟
- أميركا -قلقة- في ظل احتجاجات في جورجيا على مشروع قانون -العم ...
- تمنّت انتهاء معاناة المدنيين الأبرياء في غزة.. رسالة والدة ر ...
- سويسرا تفوز بمسابقة الأغنية الأوروبية -يوروفيغن- 2024
- الرئيس التشيكي: أوروبا سترد على روسيا بنفس الطريقة
- سلوتسكي يحدد الشرط الأساسي لمفاوضات ممكنة بين روسيا وأوكراني ...
- -أراد الله أن تظل حصة مصر في حمايته ورعايته-.. خبير مياه يكش ...
- قائد سابق لفرقة -غزة- الإسرائيلية يكشف دافع الدخول إلى رفح و ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد ثامر جهاد - أجهزة الدولة العراقيةإإإ والولاء المزدوج