كامل السعدون … رميتهم بدائك وانسللت

حمدي هرملاني

الحوار المتمدن-العدد: 850 - 2004 / 5 / 31 - 08:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

إن من يقرأ مقالاتك يصيبه نفس المشاعر التي تتوقعها غيظ وحنق و … و … و … ،
وكل حسب تفكيره فواحد يتمنى ذلك لأنك تفضل ساقية قذرة على بيت الله الحرام وقبر نبيه ،
وآخر يغتاظ منك لأنك تستهزئ برموزه ومرجعياته ،
ولكنني ( وصدق أولا تصدق ) اغتظت منك واستهجنت كلامك لأنك أولى به من الآخرين …
فليست القصة أن تستهزئ بنبيٍّ أو بمرجعٍ في موضع هنا أو أن تتفه معتقد أو فكرة في موضع هناك .
إنك يا أستاذي أولى من الآخرين ( أقصد من تنتقدهم وتجرّحم لأنهم حسب رأيك يمتلكون أجندة خارجية ) أولى بهم نقداً وتجريحاً ،
لأن كل أجندة تعبر عنها في مقالاتك هي خارجية .
فتدخل إيران الفارسية وسوريا العربية اللتان تضمران حقداً تاريخياً على العراق ( حسب رأيك )
هو تدخل سافر عدائي يستهدفك ويستهدف شعبك ، أما احتلال أمريكا وقبلها الإنكليز لبلدك فهو تحرير …
سوريا وإيران تعاديان بلدك إذا تدخلا به حسب مصلحتهما ، وأمريكا تحرر بلدك إذا احتلته … قمة المنطق !!
وإذا تحدثنا عن ألئك الذين يمتلكون أجندة خارجية ، وهم شيعة العراق حسب رأيك
فهل شيعة العراق يستقوون بإيران …
هل شيعة العراق تم احتوائهم إيرانياً …
هل شيعة العراق لا يقدرون أن يعبّروا عن أنفسهم كعراقيين فقط …
هل شيعة الوطن العربي كله يتصرفون وفق الرؤية الإيرانية وتحت الوصاية الفارسية …
حسناً ، لنسلم لك بهذا .
ولكن يا أستاذي هل أنت من يملك أجندة غير تلك الأمريكية … بغض النظر أكانت مفيدة أم غير مفيدة ، لصالح بلدك أم لا .
هل تتميز رؤيتك عما يطرحه الأمريكان …
ألا تعتبرهم محررين وهم وحسب كل أعراف الدنيا محتلين … محتلين … محتلين .
ألست علمانياً ؟؟؟؟
ألا تر أن كل علمانيي الوطن العربي يحملون المشروع الأمريكي ( ولو أقسموا وأفرطوا في القسم بأنهم غير دلك …!! ) .
لماذا تنعت جارك بالقذر والنجس إذا تدخل بشؤونك الداخلية ، وتعتبر أن الذي جاءك من وراء البحار
والمحيطات ومارس أعلى درجات التدخل ، وهو السيطرة العسكرية ، تعتبره أخٌ طاهرٌ خيّر .
إنه محررك أليس كذلك ؟؟!!
بالله عليك ألم يتدخل هذا المحرر بشؤونك الداخلية عندما حاصر بلدك وأجبر العالم على محاصرته لأكثر من عقد من الزمن !!
ألم يتدخل هذا الطيب النبيل بشؤونك الداخلية عندما فرض وجوده العسكري على بلدك متحدياً إرادة معظم دول العالم .
أيوجد تدخلٌ في شؤونك الداخلية أكثر وضوحاً ووقاحة من هذا …
وبعد كل ذلك تلوم الإيرانيين والسوريين والعرب على تدخلهم …
حسناً، أنا ألومهم وسألومهم الآن معك مرة أخرى ، ولكن إذا كنت صادقاً مع نفسك يا أستاذي ، فلتكن ضد أي تدخل …
مثلما كنت لا تفرق ظلم العربي عن ظلم الأجنبي ، لأن الظلم لا هوية له ولا مبرر،
ومثلما كنت لا تفرق بطش الإسلامي عن بطش الشيوعي ، لأن البطش لا فكر له ولا قضية …
فقف الآن موقفاً ولا تفرق بين تدخل وآخر
قف ضد أي تدخل ولا تجتزئ من الحكاية نصفها ، لأن مهمتك تكمن في إظهار كل الحكاية …
ودمتم …

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل