أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - الديمقراطية وتفكيك التوحيد














المزيد.....

الديمقراطية وتفكيك التوحيد


محمود زعرور

الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تشهد المجتمعات العربية ، في ظل أنظمة الاستبداد ، عمليات ( توحيدية ) ، تقوم على القهر ، وتتجسد تلك المجتمعات ، بالتالي ، على شكل كتلة كبرى ،
خرساء ، مسلوبة الإرادة ، ممنوعة من التدخل أو الإعتراض أو الفعل ، ويمارس عليها شتى أنواع الإلحاق ، ومختلف أ شكال التبعية لأليات النظام المهيمن .
إن هدُه المجتمعات ، بهدُا المعنى ، مهمشة في الراهن ، ومنوجدة خارخ التاريخ ، تاريخها ، أي تعيش إقصاءآ مقصودآ ( حظر التعبيرات المستقلة ، من أحزاب ونقابات
وصحافة حرة ) ، أي تغييب لكل المؤسسات الأهلية والمدنية ، بهدف منع المشاركة العامة ، والسياسية منها على وجه الخصوص . هدُا الإقصاء ، يراد له أن يكون تفكيكآ للبنية الاجتماعية في إطار عملية ( توحيدها ) القسري ، وحرمانآ من حق أو حقوق مكفولة من الشرعة الوضعية الحديثة . تعمل الديمقراطية ، في المقابل على تفكيك ( التوحيد ) المتجسد بصورة الإقصاء الشامل ، أو الكف الكلي عن الاقتراب من حيزات الشأن العام ، المحتكر من قبل السلطة الشمولية - السياسة ، الإعلام ، ..الخ . إن التدخل في الشأن العام يكون بمثابة تعبير الجزء أو الآجزاء في رفض الاضمحلال أو التلاشي في الكل الموحد قسريآ ، والمغلق على صمته المطبق بالإكراه
( حرمان الآكراد في سورية من الجنسية والحقوق الثقافية وإلحاق الآقليات القومية عمومآ في الكل المقموع والموحد قهريآ هو التعبير الآصفى عن عملية الإقصاء الشامل). إن اجتماع الآجزاء ، أو البنى التعبيرية ، لانتزاع دور ، واكتساب حق ، هو اتفاق مجتمعي على توحيد جديد ، مضاد ، للتوحيد القهري ، في ظل سيادة النظام الشمولي المتصف بهيمنة الرأي الواحد ، الدُي يرفض الاختلاف أو الاعتراض ، وبهدُا المعنى تكون الممارسة الديمقراطية التي يكفلها النهج الديمقراطي - كما تسعى
لدُلك قوى المعارضة - ترجمة لمفهوم الديمقراطية نفسه ، وإحالة معنوية على الاصطلاح في صورته اللغوية ، كمدلولية منسجمة . إن إيديولوجيا الوحدة - يتم التغني
باستمرار بالوحدة الوطنية المتراصة - تهدف إلى إدامة واقع يتسم ب( التماسك ) ، وتنشغل تلك الايديولوجيا على الإحالة على ( الإخلاص الشعبي ) للإيحاء ب ( التمثيل الوطني ) . يتم ( إبراز) تلك ( الوحدة الوطنية ) و ( استدعاؤها) لتكون متكأ للوهم بمواجهة المراحل ( الخطيرة ) و ( الصعبة ) و ( الحرجة ) .
وتعمل إيديولوجيا الوحدة هدُه على نشدان الطاعة الجماعية ، والشاملة ، كصورة من صور ( المباركة ) و ( المبايعة ) المطلقتين ، وتقدم هدُه الايديولوجبا ، في المقابل ،أنصار الرأي المستقل ، من أحزاب المعارضة الديمقراطية ، ونشطاء الدفاع عن حقوق الانسان ، والكتاب والمثقفين الديمقراطيين ، والمطالبين بالاصلاح السياسي ، والتغيير الديمقراطي ، باعتبارهم أصحاب ( فكر مستورد ) أو ( دور هدام ) أو من ( أعداء الوحدة الوطنية ) ، وليست بعيدة عن هدُه الآوصاف أو النعوت ما لفق ووجه لرياض الترك و عارف دليلة وغيره من رموز ربيع دمشق ، وللآظناء الآربعة عشر ، ولآكثم نعيسة ، وسيوجه في القريب للكاتب ا لدكتور عبد الرزاق عيد وللناشط والمترجم بكر صدقي اللدُين تم استدعاؤهما للمحكمة العسكرية في مدينة حلب مؤخرآ . إن الآنظمة الشمولية تعمل على إنتاج وإعادة إنتاج هدُا النمط من أنماط التوحيد القسري ، كسبآ لإجماع مزيف ، وتمثيل مخادع . من هنا ، بالضبط ، تصدر الديمقراطية عن نزوع تفكيكي مطلوب ، سعيآ لخلخلة ( الاستقرار ) المشيد بالضبط والقهر ، وزعزعة لواقع ( الرسوخ الوطني ) المزعوم . إن آليات التفكيك ، ومفعلات الزعزعة أو الخلخلة ، لم تكن صحيحة ، ولن تكون صحيحة بقدر صحتها وصوابيتها في المسعى الديمقراطي ، فالديمقراطية ، وهي تقوم بفعل التفكيك المتعدد للواقع الموحد قهريآ ، تقوم في الوقت نفسه بتوحيد صحيح ومضاد .
إن آلية التوحيد / الإقصاء في ظل نهج الاستبداد ، يقابلها واقع التفكيك / التوحيد في المسعى الديمقراطي ، وهدُا الجدل الدينامي تغدُيه حداثة الفكرة ، وتستدعيه حدة المأساة .



#محمود_زعرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - الديمقراطية وتفكيك التوحيد