أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ريبر يوسف - مهرجان برلين للأدب















المزيد.....

مهرجان برلين للأدب


ريبر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 14:25
المحور: الصحافة والاعلام
    



( " اذكروا محاسن موتاكم " )


في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية، قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفةٍ تلازمُ المعنى. تُرى إن كانت الترجمة شاعراً، ماذا عساك تفعل بما يستوقفك ـ
أنت السيّار خللَ نفق أعددتَه للنجاة بذهنك؟ أدعى الكائن ـ الشك.
إن كانت الترجمة خيانة، إذاً أيٌّ منهما والد الصفة تلك، أذني أمْ عقلي؟ أسأل العضو
الحياديّ أيهما ترجمة الآخر.. تجرفني كلمات حول الترجمة وكأنها ستكون قيّافي فيما
راكضٌ أنا لاستدراك عقلي في تفسيره.
ربما مطر في مكان ما جعلني في كل هذه الركاكة. المطرُ المترجِمُ أو ربما المتَرجَمُ في برلين
التي كنت سأتحدث عن مهرجانها الأدبي قبل أن أكتشف جسدي الموحل. يكثر الجدال
حول المطر وكأنك تحيا كي تسهو له وحسب، على خلاف من هم في الشرق..
فثمة أحداث كثيرة لا تبعدُ الشبهات عن نفسك كونك الخائن الأنبل، ثمة ما هو عالمي في
الشرق هم البشر القاتلون والمقتولون.

المهم..
في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية، قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفةٍ تلازمُ المعنى. تسلّقَ الشعراء العرب المسرح المرتفع عن سطح الأرض ارتفاعَ
سجادة شرقية المنشأ، والمفتوحَ على ساحة شديدة النية في دفعها لعربة اللون عقيمة
الجمال، بينما تمقعدَ جمعُ الحضور درجات مبنى Altes Museum,Museumsinsel Berlin
تُرى لماذا قُرِئ الشعر
في مكان مفتوح، أسأل نفسي فيما أشرد في سهول الشرق المسدودة بالسماء.
تُرى لماذا كان الألمان يصفقون بعد إنهاء الشعراء قراءة النص العربي أيضاً؟ لماذا لم أصافح
(أ ن ا ) السوري الشاعرة السورية هالا محمد، السينمائية التي لم أك أملك النقود
أو تبخّلت للذهاب إلى معرِض فيلمها في 12/9/2009 وقلت في نفسي ماذا سيقدّم
فيلم سوري خارج مسألة الصراع السوري الاسرائيلي أو السلطة في سوريا مع السلطة في
اسرائيل. وقلت أيضاً لماذا بقي المخرج السوري أسامة محمد هناك؟

المهم...
في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية، قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفةٍ تلازمُ المعنى.
تحدثت هالا محمد في نص غير شعري، حسب معرفتي الشعرية البسيطة في الشعرية
، ولست بصدد الحديث عن الشعرية الآن، تحدثت عن دمشق بعيون العميان
وآذان الطرشان، حتى إنني استغربت عن أي دمشق تُراها متحدثة.
أحبَّ الألمان نصَّها، صفقوا بعد انتهاء الترجمة الألمانية أيضاً.
في دمشق يعمل شاب في الكومبارس كي يبقى إلى جانب حبه.
في دمشق يموت الشعر ويولد المسرح. في دمشق يفزع الحمام الدمشقي من صمت المارّة.
في دمشق تحوّل جميعُ الكتّاب من التجمع في مقهى هافانا إلى التجمع قي مقهى الروضة.
في دمشق ستُضرب من قبل أحد عناصر الحرس الجمهوري إذا ما كنت أمياً في فك ارتباط
الحرف العربي بمفضيه، أو إن سهوتَ عن قراءة إحدى اللافتات التي تنذر عبورك لطريق
ما مفضية إلى اللغة.
استوقفني أحدهم في دمشق بعد عبور قلق جاوزه بعشرين متراً تقريباً، لن تكون قادراً
على عدّ الخطى في عبور قلق، هكذا قالت لي إحداهن.. جعلتْها دمشقُ سواها.
تناهى إلى سمعي: هيييه
تعا هِنا هنت.
لحظة التفاتي وصديقي حاولت أن أعيد صياغة كلامه إلى اللهجة الدمشقية لم أتأخر
وفقْتُ في ذلك، وبعد إشارته إلى جهة حديقة تشرين التي تقام فيها معارض للزهور الغير
دمشقية عادة استدركتُ مسعاه في توثيقي إلى حدث غير شعري. وصلت إليه وأنا أفكر
في الزمن، لا أعرف على وجه التحديد ما شدّ فكرتي من شَعر العقل لحظتها، لكن أتذكر
جيداً كنت أفكر في فك ارتباط زهرة ما عن خاصرتي ،كي أشعر بخفةٍ.
الشرود في الزهر، يجعل المرء ثقيلاً في فناء شروده.. هذا ما تعلمته في تمرين
حول الشعر.
ـ ليه مَـ تزَوِّر؟
ـ شو؟
ـ قرْد، ليه مَـ تزَوِّر؟
ـ صدّقني ما زوّرت.
وهنا لا تدل الكلمة على فعل التزوير بل تدل على التزوير أي الإمعان في النظر، الرنوة
(كما يقول لسان العرب).
رنا: الرُّنُوُّ: إدامة النَّظَر مع سكونِ الطَّرْف. رنَوْتُه
ورَنَوْتُ إليه أَرْنُو رَنْواً ورَنا له: أَدامَ النَّظَرَ. يقال: ظَلَّ
رانِياً، وأَرْناهُ غيرهُ. والرَّنا، بالفتح مقصورٌ: الشيءُ المَنْظُورُ إليه،
وفي المحكم: الذي يُرْنَى إليه من حُسْنهِ، سمَّاه بالمصدر؛ قال جرير:
وقد كان من شَأْنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ
رَفَعْنَ الرَّنا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما.

المهم...    
في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفةٍ تلازمُ المعنى.
تحدثت هالا محمد عن دمشق.
استوقفني أحد عناصر الحرس الجمهوري في دمشق:
قرْد ليه مَـ ترنوووو؟
(أي ليه مـ تزورّ)
أعوذ بالله، أنا رنيت! عذراً أنا رنوت، عذراً أنا زوّرتْ. فيما مُطلقٌ أنا استفهاماً بحجم دمشق في وجه الهواء.
ـ ليه مـَ تكزبني يعنيييييييي؟
ـ لا إنت إنسان صادق ورائع بس أنا ما زوّرتْ.
ـ ليه بنتابخهقتبضقثهبتثقهبتقثبخقثتبصثقبهتصثقخهبتثقبخهثقت
ـ إنت إنسان صادق بس يمكن إنت لاحظت إني عم زَوْرك.. والسبب ربما تكون لأن
الشمس قد انعكست عبر نظارتي الطبية.
طبعاً، لم أقل له (قد) في سياق تلك الجملة.
صدّقَني زميلُه ـ العنصر وتركوني أمضي إلى جوار سور حديقة تشرين التي تقام فيها معارض للزهور عادةً.
وتغيّر برجي لحظتها من برج الجوزاء إلى برج الوطن، والمواطن الغير شرعي في وطنه
كان يملك الصلاحية لقتلي في الشارع وإطعام جثتي لكلاب تقتات عادة على هكذا لحوم.
لو كنتُ كلباً لأكلتُ جثتي كي يستدلّ، من يحبّني، إلى قبري. 
لماذا لم تذكر الشاعرة السورية هالا محمد حديقةَ تشرين في نصّها الذي ألقته على جمع
الحضور، في مهرجان برلين العالمي، مثل البشر في الشرق القتلى والمقتولين العالميين؟
في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية، قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفة تلازمُ المعنى.
في دمشق ستُرجَم من كلام أحدهم إن اختلفتَ في التشابه معهم.
كان السرفيس، والسرفيس سيعرفه من يتابع مسلسلاً لـ الليث حجو أو سامر برقاوي أو
المثنى صبح.

المهم ....
كان السرفيس منهكاً مثل وريدٍ لشخص يتناول وجبةً من البرغل بعد عمل جهيد في البناء
ـ بناء بيت على غفلة من عمال البلدية الذين يبنون بيوتاً سيهدمها أولادهم من بعدهم.

المهم...
كان السرفيس كعادته سرفيساً، استوقف شرودي أحدُ السلفيين الذي تيقّنتُ من كونه
سلفيّاً بعدما قرأت الرواية التي استوقف أحدهم شرودي لأجلها:
شو هالكتاب بإيدك؟ سألني بصوت بليغ كأنه سيُقدم على إعراب فعل ما.
دعوتُه لملاحظة العنوان بطريقة لا يجهلها من يُسأل عن عنوان لكتاب يحمله في يده، لأنه
لا يملك حقيبة كتف من القياس المتوسط في دمشق.   
ـ المراهق! هلا المراهقة صارو يؤلفون عنها كتباً!!
استدركته خوفاً من أن يُهدَر دمي في السرفيس، والسرفيس سيعرفه من يتابع مسلسلاً
لكل من الليث حجو أو سامر برقاوي أو المثنى صبح.
قائلاً له : لست أنا من ألَّفت الكتاب، أنا فقط ابتعته من على رصيف إحدى شوارع
دمشق. وأخذ في شتم الغرب وأوروبا وينظر إليَّ عبر ريف عينه وكأنني سفير إحدى
الدول لدى دمشق!
نظر إليَّ جميع من كانوا في السرفيس، والسرفيس سيعرفه من يتابع مسلسلاً لكل من الليث
حجو أو سامر برقاوي أو المثنى صبح.
نظروا إليَّ من أرياف أعينهم التي تحولت إلى مدينة تسمى دمشق. 
في دمشق شتم أحدُ الضباط جدي، قال: إيري بـ جدّك لأنو سمّاك باسم كردي (أثناء
تأديتي خدمة العلم).
كان أبي هو الذي سماني، إلا أني لم أذكره، لأن جدي كان متوفى.
في دمشق يشعر الدمشقي كأنه غريب عن دمشق، ويشعر الوافد إليها بضرورة بقاء
الدمشقي في حيه الدمشقي القديم.
في دمشق يأخذ سكان أحيائها الجبليين الكهرباءَ من نجم لم ينطفئ .
في دمشق يتحوّل سكانها إلى أسماك. من يبقى في دمشق سيتحول إلى سمكة.
تلتهم دمشق المدن الأخرى حدَّ انتفاخ بطنها فتحافظ على اسمها التاريخي.
الباقون في دمشق يعشقونها لأنهم ما إن يتركوها حتى يموتوا.
الغريق يتمسك بقشة.
في هذا السر السماوي.
في دمشق كل فعل يرثه أولادك، إن كنتَ موظفاً في مديرية المياه سيكون ابنك موظفاً في
مديرية المياه. إن كنت ممثّلاً سيكون ابنك ممثّلاً.
إن كنت شاعراً سيكون ابنك شاعراً.
في دمشق تتقادم الحجارة في زمن صامت.
في دمشق يُعتقَل شاعر ويذهب آخر إلى مهرجان للشعر، ليصف دمشق.
في دمشق يعمل شاب في الكومبارس ليبقى إلى جانب حبه.
في دمشق يعود صديقي الشاعر مشياً إلى بيته المستأجر.
في دمشق متُّ منذ زمن بعيد، وتفرغتُ لكتابة الشعر.
في اليوم العربي، أو الليلة العربية، كما أدت الترجمة عن الألمانية، قلما أثق بما تمليه الترجمة
على صفة تلازمُ المعنى.
لم تذكر الشاعرة السورية أيّ حدث عن دمشق في مهرجان برلين للأدب.. ربما من باب
(اذكروا محاسن موتاكم).

برلين 30/9/2009
 



#ريبر_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ريبر يوسف - مهرجان برلين للأدب