أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جدعون ليفي - كل شيء شخصي














المزيد.....

كل شيء شخصي


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 18:13
المحور: حقوق الانسان
    


(المضمون: تقرير غولدستون بدأ المهمة وعلى اسرائيل انهائها حتى يدفع مجرمو الحرب الثمن عن جرائمهم - المصدر).
اسرائيل تدين بالعرفان للقاضي غولدستون وللتقرير الهام الذي اصدرته لجنته. بعد وجبة القاذورات التلقائية التي وجهت لهذا التقرير عبثا يتكشف لاسرائيل فجأة ان من الاجدر بها ان تحقق اخيرا في احداث عملية "الرصاص المصهور". لماذا؟ ما الذي حدث؟ الارض تبدأ بالاهتزاز تحت أقدام عدد من السياسيين والضباط الاسرائيليين بصورة شخصية.
يتضح ان هذه هي الطريقة الوحيدة لتعليمنا الدروس والعبر. غولدستون وضع مرآة امامنا فحاولنا تحطيمها كعادتنا ولكن في هذه المرة وخلافا للتقارير السابقة – مهمة التحطيم لم تنجح. فجأة نشر (ونفي) ان وزير الدفاع توجه لاهارون باراك لترأس لجنة تقص للحقائق. وفجأة يدعو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" الى تبني "الشيفرة الاخلاقية" التي اعدها مع البروفيسور آسا كيشر. وفجأة يدعو رئيس الوزراء بالامس بجلسة تشاور عاجلة بصدد تشكيل لجنة تقصي الحقائق.
ما الذي حدث؟ يتضح مرة اخرى ان كل شيء شخصي. صحيح ان هذه الخطوات قليلة ومتأخرة جدا: لا يكفي تشكيل لجنة تقص للحقائق او شيفرة اخلاقية – اذ قال صاحبها قبل عدة أيام في مقابلة مع "معاريف" ان الطبيب الغزاوي عز الدين ابو العيش هو المسؤول عن قتل بناته – التي ليست باخلاقية ومع ذلك من الجيد ان الارض قد بدأت تهتز من تحت اقدامنا.
ايهود براك وجابي اشكنازي يتصببان عرقا؟ اسرائيل ستتعلم بهذه الطريقة فقط. ليس فقط ان تبرهن عن جرائم حرب قد ارتكبت في غزة، وانما ايضا ان كان هناك من سيضطرون لدفع فاتورة الحساب عن افعالهم. هذه بشارة طيبة لاسرائيل: بفضل غولدستون سيفكرون في اسرائيل مرتين وربما ثلاث قبل صب متر اضافي واحد من الرصاص المصهور على رؤوس السكان المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة.
من الان لن يكون الاعتبار الوحيد في نظر اسرائيل هو الحد الادنى من الخسائر في طرفنا، من الان سيؤخذون بالحسبان المترتبات الدولية والشخصية لكل هجمة وحشية. هذا بالضبط دور الجهات الدولية: منع تكرار الهجمات المنفلتة على شاكلة الرصاص المصهور. غولدستون ادى دوره بذلك وخلال ذلك برهن ايضا عن انه صهيوني وصديق لاسرائيل: بفضله قد تغير اسرائيل طرق عملها القائمة على القوة وستدرس للمستقبل جوانب القانون الدولي والثمن الشخصي الذي سيترافق مع تجاوز هذا القانون. ان كنا قد اعتقدنا حتى الان ان علينا ان نفكر فقط كيف نقتل من دون ان نقتل فعلينا ان نفكر من الان بالثمن الذي سيترافق مع قتل الناس في الجانب الاخر.
خسارة اننا انتظرنا غولدستون، خسارة اننا نعتمد بهذا القدر على ضغوط الاجانب حتى نبلور صورتنا، وخسارة اننا نصبح جاهزين لتفحص انفسنا فقط عندما يلوح ضرر شخصي بجانبنا. لو كانت هناك حرب يجدر ان نحقق فيها بمبادرة منا وعلى الفور فهي عملية "الرصاص المصهور". هذه العملية قد الحقت بنا خسائر قليلة ولذلك لم يفكر احد بالتحقيق بمجرياتها، الا ان ما حدث في غزة لا يمكن ان يبقى معلقا في الفضاء، والمسؤولون لا يستطيعون مواصلة التصرف وكأن شيئا لم يحدث.
الجراح في غزة لم تشفى بعد. والانقاض لم ترفع من هناك والمنازل لم تعمر. كما أن اسرائيل لم تشفى ايضا: هي ما زالت على قناعة بأن كل شيء قد جرى كما يجب. الان ظهرت التشققات والتصدعات. هناك شيء جدي مثير للكآبة في حقيقة ان هذا يحدث فقط بعد ان خشي القادة الاسرائيليين على مصيرهم الشخصي. الان يحدونا الامل بأن لا يتنازل غولدستون والامم المتحدة والعالم. لم يكن اي اسرائيلي يرغب في مشاهدة باراك وهو يعتقل في لندن ولكن كل اسرائيلي نزيه يجب ان يتمنى بأن يدفع المسؤولون عن جرائم الحرب التي ترتكب باسمه الثمن ومن الافضل ان يحدث ذلك في البلاد.
التعليل الديماغوجي الفارغ الذي يسوقه اسرائيليون كثيرون اذ يقولون ان اسرائيل قد فعلت في غزة ما يفعله الجميع، قد يكون صحيحا الا انه مشوه بالمنظور الاخلاقي. لا يمكن لاي مخالف لحركة المرور او مجرم اخر ان ينقي نفسه من الذنب بالقول ان "الجميع يفعلون ذلك".
العالم يتشدد مع اسرائيل؟ ربما. ولكن اسرائيل ايضا تتمتع بعدد لا ينتهي من الافضليات المفرطة والمبالغ فيها. العالم يتعامل معنا بصورة مغايرة، يغض البصر عن مفاعل ديمونا ويصمت ازاء الاحتلال، والان لم يعد راغبا بمواصلة الصمت ازاء ما يحدث في غزة. لماذا؟ لاننا بالغنا في افراطنا هذه المرة. هذا ليس فقط حق العالم وانما واجبه.
غولدستون بدأ المهمة ومن الافضل لاسرائيل ان تواصلها. في اخر المطاف الصورة التي تظهر في مرآة غولدستون هي صورتنا وليست صورة غولدستون.





#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- مقررة الأمم المتحدة: إسرائيل رفضت إعادة الرهائن عبر اتفاق سي ...
- معارك متفرقة في السودان والأمم المتحدة تحذر من -كارثة لا نها ...
- واشنطن تبرر -القيود الجديدة- على طالبي اللجوء: حتى يقيموا ال ...
- شاهد عيان يروي تفاصيل اقتحام منزله وإعدام ابنه في مجزرة النص ...
- نتنياهو وكاتس يقرران تعيين عضو الكنيست داني دانون في منصب سف ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن عملية استعادة الأسرى م ...
- -الفاو-: خطر المجاعة الجماعية في غزة لا يزال قائما
- مصر.. مدرسة أجنبية خاصة تدرس مادة المثلية الجنسية لطلاب الصف ...
- الكويت.. تأييد إعدام المتهمين بقتل مواطن ورمي جثته في -بر ال ...
- صورة تثير ضجة على وسائل التواصل.. حول معاملة الرهائن والأسرى ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جدعون ليفي - كل شيء شخصي