أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد منصور - كيف يقرأ المسؤول العربي النقد بعقلية تآمرية!!














المزيد.....

كيف يقرأ المسؤول العربي النقد بعقلية تآمرية!!


محمد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يكثر النفاق، ويسود الضعف والانحطاط، تصبح العقلية التآمرية هي الدواء الناجع الذي يشد من أزرنا، والبرهان القاطع الذي يؤكد بما لا يدع مجالا الشك أننا لسنا مسؤولين عن تخلفنا وضعفنا، فما يحاك من مؤامرات داخلية وخارجية ضدنا، أكبر من طاقتنا نحن العرب المستهدفين، وأكبر مما يمكن أن نبذل من جهود كبيرة وعظيمة في سبيل البناء والتقدم والازدهار الذي يليق بالشعارات العربية الكبيرة، المرفوعة في السياسة والاقتصاد والفن والثقافة!
ويوما بعد آخر تستشري هذه العقلية التآمرية في رؤوسنا، لتصبح المعيار الجاهز الذي نقيس به كل محاولات نقد حياتنا وتقييم إنجازاتنا، سواء تطرق هذا الأمر إلى نقد سياسة عامة أو برنامج عمل حكومي، أو حتى لو اقتصر على نقد ظاهرة ما في حياتنا الثقافية والفنية، أو كشف فساد مسؤول في موقع مسؤولية اقتصادية أو ثقافية أو إعلامية.
وهكذا يفترض سلفا، من تنتقدهم بحكم مهنتك كصحفي إما أنهم خصومك وأعداؤك اللدودين، أو أنك تتربص بهم لأسباب شخصية، بعيدة كل البعد عن سوء ما يقدمونه أو تفاهة ما يفبركون أو حجم التخريب الذي يمارسون.. وشيئاً فشيئاً يتحول الأمر إلى آلية لها خطواتها التكتيكية التي تتفاعل في رأس المسؤول العربي، وتذكي مخيلته التآمرية المشككة!
ولمن يحب أن يجرب قراءة النقد بعقلية تآمرية.. نقدم هنا الخطوات العشر التي يتبعها معظم المسؤولين العرب في محاربة الصحافة، وتعاملهم مع الرأي الآخر، وهي خطوات ستتيح لكم أن تكتشفوا لماذا لا نلمس أثرا للتحديث والتطوير والإصلاح الذي أصبح نغمة سائدة لدى الأنظمة العربية اليوم، ولماذا نظل مكانك راوح في كل شيء، بينما يتقدم العالم من حولنا!
1- إذا أتى أحد إليك بالصحيفة التي تنتقدك، صباح يوم مشرق.. فنزع صباحك.. خذ الصحيفة واجلس في بيتك أو مكتبك بمفردك وأغلق عليك الباب .. ثم اقرأ لوحدك حتى لا يرى أحد ردة فعلك!
2- أخفي الجريدة في مكان غير ظاهر بعد أن تكون قد قرأتها عدة مرات، وامتعق وجهك بما فيه الكفاية..
3- ادع شخصا مقربا لكي تشرب معه فنجان قهوة، وإذا لم يكن قد قرأ ما كتب عنك.. فأطلعه عليه لكي تشعر أن هناك أحد ما في العالم يمكن أن يتضامن معك!
4- إبدأ بطرح فكرة المؤامرة التي تحاك ضدك، مع الشخص المقرب ثم مع أشخاص آخرين.. وحاول أن ترى ردة فعلهم. فإذا وافقوك على الفور.. فاجعلهم ضمن محور تحالفك لكشف المؤامرة.. إما إذا ترددوا فنصفهم في مرتبة الأنصار.. الذي لم ينالوا شرف العضوية العاملة بعد!
5- عندما يسألك شخص ما قد تشك بولائه وصداقته، عما كتب عنك في هذه الصحيفة.. ولماذا يشتمونك.. فصنفه – بينك وبين نفسك طبعا - في خانة الشامتين وتظاهر انك لم تقرأ الجريدة، وأن الموضوع لا يعينك من قريب أو بعد!
6- إخلُ مع نفسك مجددا، وفتش عن الأسباب التي جعلت هذا الصحفي أو غيره يتجرأ على نقدك، بينما يمدحك من حولك وينافق لك من هم تحت إمرتك.. واستبعد حتى في الأحلام، أن يكون السبب نقديا أو فنيا أو موضوعيا، أو أن يكون الصحفي نزيها أو صاحب وجهة نظر.. واتهمه بأنه مأجور، وأنه يكتب بدفع من الآخرين، وأنت تعرفهم!
7- استدعي حلفاءك وتابعيك، وأوحي لهم بأنك قد أمسكت بطرف خيط المؤامرة.. وكلفهم بأن يصدقوا أن هذا الصحفي مأجور ومدفوع من أشخاص آخرين.. تحدد أسماءهم على الفور كما تلفظ أسماء أولادك!
8- بالنسبة للذين يصطادون في الماء العكر، ويشمتون بك في السر، لأنهم يشتمونك ويشنـّعون بك في الجريدة.. اتبع معهم أسلوبا مناقضا لردة فعلك الأولى أمامهم.. فبدلا من التجاهل، صوّر المقالة التي تناولتك.. ووزعها على زوار مكتبك أمامهم.. وعندها سيدهشون ويصرخون وقد أسقط في يدهم: يا الله كم هو واثق من نفسه ومن نزاهة سلوكه ونظافة يده.. وبأنه فوق هذا النقد التافه المأجور الذي يتجنى عليه بالتأكيد!
9- بعد هذه السلسلة المحبوكة من الحركات التكتيكية.. لا بد ستعثر ومن دون جهد على صحفي مدائحي من فرقة حسب الله السادس عشر لفنون التطبيل والتزمير، لكي يعرض خدماته عليك، بعد أن يلمح شحوبك وصفرة وجهك، وشهوتك المستميتة لرد ما تبقى من اعتبارك المهزوز في عيون موظفيك ومرؤوسيك.. فيكتب فيك مقالا مدائحيا غبيا تستخدم فيه عبارات من قبيل: (لا للنيل من الشرفاء المخلصين أمثاله..) و(نرفض النقد الفضحائي الهدام الذي يتجنى على من يتفانون في خدمة الوطن) و(لنعمل على حماية المصلحة العامة من المدسوسين الذين يشوشون على مسيرة التقدم والبناء التي ننعم بها..) وبعد أن يصبح المقال بين يديك بادر لتسديد الثمن فورا، قبل أن تسمع بالتلميح أو بالتصريح من يطلب منك تقدير الثمن المفترض سداده، لأن الحياة سَلَف ودين، ومن ينظر لك بعين انظر له باثنتين!
طبعاً لا يهم إن كان ما كُتب.. قد كتب على مبدأ (نكاية بالطهارة) ولا يهم إن لم يقنع أصدقائك قبل أعدائك لافتقاره للمنطق والحجة؛ لكن الجود بالموجود.. ويا جبل ما يهزك ريح!
10- اسع لكي تنال مرحى أو وسام أو تكريم في مناسبة ما، (اخترعها بنفسك إن لم تجد) واستثمر هذه المناسبة جيدا، بحيث تكون مسك الختام في معركة العقل التآمري الذي يستهدف.. وينصح هنا بأن تدعو الأعداء المغرضين أولا لكي ترد لهم الصاع صاعين، وحاول حشد الأضواء الإعلامية حولك ما أمكن، لكي تثبت أنك قيمة كبرى ورجل معطاء، ودعامة من دعامات الوطن.. ولأنك كذلك يستهدفك خصومك في كتاباتهم التآمرية المدفوعة، ومؤامراتهم المستميتة للنيل منك.. واقتلاعك من على كرسيك الذي نذرت نفسك له كرمى لعيون الوطن، لكن هيهات يطلع لهم يا طويل القامة والعمر!
 خطوة سرية / على الهامش:
إذا كنت تعيش في دولة أمنية، يتدخل فيها الأمن بكل شيء..كما هو الحال حتما في كثير من الدول العربية، فاكتب تقارير كيدية في الصحفيين الذين ينتقدونك، ولفق لهم تهما شتى من قبيل: معاداة النظام، والتحريض ضد الاستقرار، ووهن عزيمة الأمة.. واستخدم مواهبك في تمرير
الرشاوى الجنسية لدعم التقرير، مقتديا بقول الشاعر: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، حتى يراق على جوانبه الدم!
دمشق



#محمد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان لاينافسنا فيه أحد
- الوطن: حقوق أم شعارات
- رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني
- لماذا يشعر المواطن السوري بالقرف من الحياة؟!


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد منصور - كيف يقرأ المسؤول العربي النقد بعقلية تآمرية!!