أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالعزيز أبل - حق مخاطبة السلطات العامة، حق أصيل سابق للديمقراطية














المزيد.....

حق مخاطبة السلطات العامة، حق أصيل سابق للديمقراطية


عبدالعزيز أبل

الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 04:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يعود حق مخاطبة السلطات العامة للتظلم من حيف أو تجاوز على العدالة إلى عام 246 قبل الميلاد، حيث وجدت عريضة تعود إلى عهد الملك بطلمي الثالث مقدمة آلية من مواطن يدعى أطالوس، يتظلم فيها من قاضي القضاة، إذا صحت المقارنة، وأسمه بطلموس، حيث لم يقم القاضي بمساعدة المتظلم على استرداد نقوده من مواطنهة أسمها ابلونيا.

لكن العرائض بمفهومها الراهن ذي المعنى السياسي قد أرسى بعد صدور العهد الأعظم عامة 1215 في انجلترا.

معنى العريضة:

يقصد بالعريضة، الرسالة المفتوحة إلى جهة عامة أو سلطة معروفة للعامة، يقصد بها التصريح، كما هو سائد في القرون الوسطى، أو التظلم من إجراء اتخذته سلطة عامة واضرت به افراد من عموم الناس، ويراد لهذا الظلم أن يرقع عنهم بواسطة سلطة عامة أخرى.

ويعود أول تاريخ للعرائض الموجهة إلى الحكام بوصفهم سلطات عامة يناط بهم إخفاق الحق ورد التجاوز. وقد تضمن العهد الأعظم الصادر في عام 1215 في انجلترا ذات الحكم الملكي المطلق آنذاك، تضميناً على تعهد الملك جون الذي حكم بين عام 1199 ميلادية حتى 1216 ميلادية بالنظر في العرائض التي تقدم آلية للتظلم من قبل الرعية وواجب مجلس البارونات في النظر في التظلمات حتى في حال غيابه خارج المملكة.

تتمة حق مطالبة السلطات

وقد تم إقرار هذا الحق علانية في عهد الملك هنري الرابع في عام 1407 والذي اقر بحق الأفراد في مخاطبة الملك للتظلم من الجهات الرسمية. وجاء لإعلان الانجليزي للحقوق الصادر في عام 1689 لينص صراحة على حق مخاطبة الملك للتعبير عن الشعور بالظلم، وحظر معاقبة من يقدم لعرائض إلى الملك بهدف التظلم، لأن معاقبة من يقدم لعرائض إلى الملك بهدف التظلم، لأن معاقبة المتظلم تعتبر إضافة ظلم آخر على ظلم واقع.

وفي عام 1774 ميلادية (صدر أول كونفرس في المستعمرات الانجليزية في أمريكا الشمالية نصاً يشرع فيه حق مخاطبة الملك الانجليزي الذي لم يستجب للعديد من المطالبات السابقة حول الضرائب المفروضة على أهالي المستعمرات الانجليزية في أمريكا الشمالية.

وعندما صدر الدستور الاتحادي الأمريكي لم يتضمن نصاً يحمي حق مخاطبة السلطات العامة للتظلم من إجراء أو سياسة، حيث صدر ذلك الدستور عام 1776 ميلادية. وفي عام 1791، أي بعد صدق الدستور الاتحادي الأمريكي بحوالي خمسة عشر عاماً، تم إقرار التعديل الأول على الدستور الاتحادي الأمريكي والذي نص على "عدم جواز إصدار قانون يحد من حرية التجمع والتعبير وحرية الصحافة وحق توقيع العرائض".

أهمية العرائض:

حيث يقوم أي حكم على العدل، وذلك أن العدل أساس الملك، كما هو سائد في الثقافة الإسلامية العريقة، فإن ملوك الغرب قبل نشوء الملكيات الدستورية اعتقدوا بأن من مصلحة الملك أن يتلمس مواضع تظلم رعيته ومعالجتها قبل استفحال الأمور وفوات الأوان على المعالجة. لذلك فقد رحبوا باستلام العرائض وإن لم يلتزموا بالاستجابة إليها، فقبول حق المواطن في التظلم هو جزء من رفع الحيف وإن لم يتحقق رفع الظلم كلياً.

وقد ميز الحكام في العصور الوسطى الأوروبية بين حق مخاطبة الملك لرفع الظلم وحق ممارسة اختيار الوكلاء السياسيين.

فقد منح حق الاختيار للنبلاء والملاك العقاريين وأبقى حق مخاطبة الملك لغير أولئك جميعاً. كذلك فقد تطور حق الاختيار ومنح حق الانتخاب المحدود بفئات معينة من السكان واستبعدت النساء من قبل حق الانتخاب، لكن لم يبخس حق توقيع العرائض ومخاطبة الملك.

وفي عام 1642 صدرت عريضة نسائية للتظلم ضد ما عرف آنذاك بالإجراءات المضادة للمذهب الكاثوليكي، حيث كانت انجلترا تدين بالمذهب البرتوتستاني.

تطور أغراض العرائض:

بدأت العرائض أساساً للمطالبة برفع الظلم الواقع على فرد أو أفراد وللتضرع طلبات للرحمة والأنصاف. لكن هذا الوضع تطور لتصبح العرائض مصدراً لبدء عملية تشريعية أو إيقاف العمل بتشريع غير منصف.

وقد استخدمت العرائض كوسيلة لإصدار التشريعات في انجلترا وألمانيا وروسيا واليابان. وقد ساد ذلك قبل نشوء الديمقراطية ووجود البرلمانات، حيث كانت السلطات الملكية المطلقة تصدر التشريعات دون العودة إلى الشعوب أو ممثليها.

أثر العرائض في إقرار حقوق عامة:

أدى إقرار توقيع وإرسال العرائض إلى نشوء حقوق سياسية عامة أخرى، مثل حق التجمع وحق التعبير وحق التظاهر سلمياً. فمن أجل مناقشة موضوع العريضة وصياغتها والتوقيع عليها، في ظل عدم وجود قاعات عامة وغياب الأحزاب والمنظمات السياسية، فقد كانت المجموعات الراغبة في التظلم تجتمع في الساحات العامة للمناقشة وصياغة مضمون العريضة وبذلك نشأ معها حق التجمع.

من جانب آخر فإن صياغة العريضة كان يتطلب تقديمها إلى ممثلي الملك مما يتطلب أن تقدم من قبل جهة ما فنشأ مع العريضة حق تقديمها بأسم المجموع.

كذلك فقد ترافق مع ذلك حق التظاهر السلمي إذ تطلب تسليم العرائض السير إلى مكان تسليمها للملك وترافق مع تحرك ممثلي الموقعين من يودون معرفة ما سيحدث أو للتعبير عن التضامن. فتقرر ضمناً حق التظاهر السلمي.

من جانب آخر أدى إقرار حق لتظلم بتقديم عريضة للملك إلى تطور مفهوم حق التعبير والرأي العام، ذلك أن انتشار مضمون العريضة حيث أنها نصائح وتناقش علانية، إلى تجدد الأراء بين مؤيد ومعارض فنشأ حق التعبير وترافق مع ذلك وبالأخص بتطور مفهوم طباعة العرائض وتوزيعها إلى نشوء وعي عام بالحقوق المطالب بها والمظالم لوقع على العريضة ضدها، فنشأ رأي عام حول مضمون العريضة وبدء عدالة المطالب وما يتوجب على الملك فعله لتحقيق العدالة من سواها.

ويلاحظ إن كل هذه الحقوق قد نشأت خلال حقب سيادة الملكيات المطلقة وبدايات تشكل لنزعة نحو الديمقراطية وليست خلال الحقب التي تطورت فيها الملكيات الدستورية حيث يملك الملك ولا يحكم.



#عبدالعزيز_أبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- للمرة الأولى منذ 2003... عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض
- رئيس وزراء اليونان سيطلب من أردوغان عدم تحويل كنيسة قديمة في ...
- السعودية.. شرطة مكة تقبض على مواطن تركي بعد ظهوره في مقطع في ...
- -الحالة القصوى-.. تحركات مصرية قرب حدود غزة بسبب التصعيد الإ ...
- عائلات الرهائن الإسرائيليين تطالب بـ-صفقة فورية- بعد إعلان ح ...
- شاهد: هطول المطر يتجدد.. كارثة فيضانات البرازيل تحصد مزيدًا ...
- تواصل النزوح من رفح وإسرائيل تدعو لإخلاء مزيد من الأحياء
- بوليانسكي: لا أحد يعقد اتفاقات مع الإسرائيليين والأوكرانيين ...
- الكرملين: الأوروبيون يثيرون التوترات بسبب خطورة الوضع على كي ...
- معارك ضارية برفح وغزة وجباليا والاحتلال يوسع عمليات الترحيل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالعزيز أبل - حق مخاطبة السلطات العامة، حق أصيل سابق للديمقراطية