أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد بارود - عـلــى يـمـيـن الـقـوس!














المزيد.....

عـلــى يـمـيـن الـقـوس!


زياد بارود

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 03:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


1
في زمن الخطاب السياسي الخشبي بامتياز، يلفتك كلام ينتمي في عنوانه إلى الماضي ويصبو في تفاصيله إلى المستقبل: كلام في اليسار، بكل ما تحمله هذه الكلمة من "إرث" مفهومي متراكم في أذهان اللبنانيين، وصور الاصطفاف "العسكريتاري"، ومحنة التنظير المكتفي بذاته، وأزمة التغريد خارج السرب، والهوية المطلبية الشعبية، وتقدمية الفكر النقدي ô من جهة. وكلام في الديموقراطية غير الغربية - الأميركية، من جهة أخرى. ديموقراطية تبحث عن ذاتها المنبعثة في تنظيم متجدّد يعكس فهمها لنفسها. ديموقراطية واقعية، لمست "تباشير" انتكاسة حضارية ثالثة آتية على وقع نغمات 11 أيلول والحرب على العراق، فبادرت إلى قراءة المستقبل بعين النقد الذي يتقنه اليسار، حتى بلغ فيه ذاته وتجربته، تقويما وتأسيسا وانعكاسا و"عدّة شغل" للزمن الآتي.
وإذا كانت الوثيقة السياسية - التأسيسية لحركة اليسار الديموقراطي تعرض واقع بل أزمة لبنان والعالم العربي على مفترق التحولات المتسارعة، إلاّ أنها تستشرف أيضا، بما يحتمل المناقشة، طبعا، آفاق مرحلة يريد "اليساريون الجدد" للبنان أن يكون في صلبها. وهم في ذلك يتقاطعون في مرماهم مع عدد من التيارات التي "تجرّأت" أن تولد أو تتكتّل منذ أوائل التسعينات، متخذة تسميات متنوعة وعلى درجات مختلفة على مستوى الهيكلية التنظيمية. فمع توقّف المدفع، برز تيّار من "الديموقراطيين الجدد"، الذين طرحوا بديهيات في المواطنة، فكانت، مثلا، "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" وحملة "بلدي بلدتي بلديتي". وكانت أيضا لقاءات حوارية بين اللبناني والآخر (والأخير لبناني أيضا!) في إطار ما عرف بـ"المؤتمر الدائم للحوار"، مرورا بالمانيفست، وصولا إلى "المنبر الديموقراطي" و"حركة التجدّد الديموقراطي"، وانتهاءً (؟) باليسار... الديموقراطي أيضا، وغيرها من التشكيلات التي يفوتني ذكرها كلّها.
2
المهم أن هذه الحركات ساهمت في شكل لافت فعلا في خلق دينامية أكيدة على مستوى المعنيين بها وحملتهم على صوغ وثائق سياسية ذات مضمون رفيع المستوى في علم السياسة وأدبياتها. لكن أهميتها تتخطى داخلها، وهي تتخطى أيضا المحصّلة النهائية أو المرحلية التي آلت إليها حركيتها. فإلى قدرتها على تجديد المعنى وتجديد النخب وتفعيل الجدل، فإن أبرز ما قدّمته تلك المحاولات - وأحدثها وثيقة اليسار الديموقراطي - مساهمتها في نقل الكلام السياسي العام من رتابة باتت مزمنة إلى مطارح أرفع، تحاكي عقلك بلغة النقد والمنطق، ولو لم تشاركها، أنت، منطقها. لقد نجحت "الوثائق الديموقراطية" في ضرب اللغة الخشبية التي تضرب لبنان، وقدّمت تلك الوثائق مساحة حوارية بامتياز ومنطلقات تفكير، دونها الأجوبة...
في هذا السياق، لا شك أن وثيقة اليسار الديموقراطي تشكّل تحديا وتمرينا ينطويان على مغزى. فالنص متماسك ويحمل منطقه الخاص ويدافع عنه. ولكنه حذر (على غير عادة اليسار!)، حذرٌ في استباقه الأسئلة المشروعة فلا يدّعي واضعوه أنهم يملكون أجوبة عن الأسئلة الكثيرة المطروحة اليوم حول معنى اليسار، بل يؤكّدون اقتناعهم بأن "العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع هي سبيل تلمّس الأجوبة، الفكر المتحرك بعيدا عن أي جمود أو قدسية، والنضال من داخل المجتمع ومؤسساته لا إسقاطا عليه وقسرية في قياداته"... هكذا نفهم من الوثيقة آلية حركتها المقبلة، وعلى مستويات مترامية الاتجاهات، في الداخل والخارج، قارعتها الوثيقة بما يشبه ما تقوم به في محاكم النيابة العامة، ممثلةً الحق العام! وكأن الوثيقة هي مضبطة إتهام بحق كل من دار في فلك الشأن العام دورةً غير ديموقراطية (وليس بالضرورة يسارية!). وإذا كان ممثل النيابة العامة في إجراءات المحاكمات وأصولها، يتخذ من يمين قوس المحكمة موقعا له، فإن اليسار يكون بذلك قد انتقل، ولو مرّة، إلى اليمين، يمين الحق...



#زياد_بارود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد بارود - عـلــى يـمـيـن الـقـوس!