أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي ملكي - الايزيدية من التخدير الى التنوير















المزيد.....

الايزيدية من التخدير الى التنوير


زكي ملكي

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمنينا نحن بعض الأيزيديين (غير العاديين ) وقبل الممات ان نمنى بيوم حاسم , فيه تقتلع الجوانب السلبية , الكابحة , والمعطّلة في ارثنا الروحي الايزيدي , وتلك التي مازالت الى يومنا هذا – وربما غدأ – تمنعنا وبشدة من التقدم واللحاق بركب حضارة العصر للانسجام معها و التفاعل مع مكوناتها , بغية التمتع بمباهجها الرائعة والتلذذ بخيراتها .
ولكن عندما ادركنا ان الأماني لا تنال بالتمني , وجدنا يومها أنه علينا – كمنفس لا بد منه لتهدئة ذواتنا الثائرة – ان نمارس ( النقد العلمي الصارم ) لتلك الجوانب السرطانية وتحليلها تحليلا علميا عميقا , بدون خوف أو وجل , لكن هذا النشاط لم يجد نفعا لأنه كان فرديا و يمارس في نطاق ضيق , حيث لم يكن هناك ما يجمعنا , فلا مؤسسة ولا ريادة سوى المؤسسات الحزبية الكوردية , التي استقطبتنا منذ بدايات تأسيسها والى يومنا هذا , طبعا لكوننا كوردا وليس غير ذلك , وكان تهافتنا على الحركة الكردستانية باطرافها المترامية ,كتهافت الفراشات على الأضواء الساطعة , لما وجدنا في منطلقاتها الثورية واجندتها الديمقراطية املا كبيرا بالتغيير لتحررنا من امراضنا المزمنة و تنصفنا بالحقوق و الواجبات ا سوة ببقية مكوناتها , وان تحقق امنية كل علماني في ان تصبح الديمقراطية الكوردستانية الفتية فوق كل الاعتبارات , حيث تحت مظلتها الآمنة تنتفي وتزول الى الأبد ظواهر الاستعلاء والاستقواء والوصاية على الآخرين وخاصة من قبل اخوتنا وشركائنا في الوطن والكوردايتي و الذين طبعا هم على دين الاسلام الحنيف .
بصراحة نعلنها ان هذا الطرف مازال يخيفنا بالرغم من التلميح بالاطمئنان , وبالرغم من الاخذ بالاعتبار جهود حكومتنا الاقليمية الفتية التي هي في بدايات التكوين , اذ هي الان منهمكة بامور البناء والارساء والتاسيس وهذا ليس بالامر السهل عليها وهي لا تلام ولكن عليها ان تتدارك هذه الامور قبل استفحالها وتحولها الى عقبة في طريق التقدم والازدهار , ولكي تقطع السبل والحبائل على المستغلين والمتآمرين ولتعلم حكومتنا الفتية جيدا , انه لاسبيل البتة لحماية الايزيدية والايزيديين والشرائح الاخرى سوى مظلتها الديموقراطية بفيئها الانساني المنعش وصدرها الرحب الآمن , ولتعلم ايضا أنه ليس من المعقول أن تنفي الثمرة شجرتها فهي منها ولهل تنتسب , فمتى قالت الرمانة أنا من شجرة التين ؟!!
لذا ما عليها الاّ أن تضم الى صدرها الرحب كل أطيافها ونحن احد ألوانها الجميلة , ولاتأخذ بالحسبان والاعتبار اوتئك الكوسموبوليتين ولتتركهم لحالهم الميؤس اذا كانوا هكذا يشعرون بعدم الانتماء فلهم شانهم ولنا شأننا , ونؤكد أنه لاخوف منهم البتة . طالما هم على هذه الضلالة وتلك القلّة الواضحة , ولسان حالنا يقول لهم : اختاروا ما شئتم وقولوا ماارتأيتم ولكن استطرفوا عنّا وانعزلوا منّا اذا بقيتم هكذا ولم تتراجعوا عن كيدكم البغيض وحذاري ثم الحذارى من التطاول على ما هو ليس لكم !!!!!
لنعود ثانية بعد هذا التهمش الضروري لنضع انفسنا ثانية في صلب الموضوع ونتابع بالقول :
بالحقيقة حتى لو لو وجدت وتوافرت تلك الاماني فانها بالتأكيد سوف لن تفي بالغرض المطلوب في أمر العلاج الذي نحن بصدده لأسباب جوهرية كثيرة أهمها .
1- يعتبر تنوير العقل بالمعرفة العلمية الصحيحة من الضروريات الأولية الممهّدة لتكوين الشخصية البشرية المعافة ذات الفكر الحر, والارادة القوية والاحساس السليم , تلك التي ستحوّل صاحب تلك الشخصية المعافة الى انسان يجيب و يستجيب , يفعل ويتفاعل ويجعله على غير ماكان عليه ,بحيث يصبح بمقدوره ورغبته أن يتبنى طرائقا في الحياة أشد تحضرا واكثر تعقلا
2- لكن ذاك التنوير الذي نوهنا عنه ليس بالأمر السهل, فهو بحاجة الى توعية – شريطة أن يلازمها ويوازيها أمران مهمان جدا , وضعا اقتصاديا مريحا نوعا ما واستقرارا أمينا – والتوعية بدورها تحتاج الى كوادر عاقلة ومنابر حرّة , فمن طرف الكوادر فهي باعتقادنا متوفرة نوعا ما , اذا ما تجرأت بالافصاح عن نفسها وباظهار مكنوناتها المحبوسة وافكارها المطموسة , أما المنابر فللاسف هي – على ما يبدو – محتكرة ومسيّسة لا يعلوها في الوقت الحاضر سوى ( وعّا ظ السلاطين )
3- لكن اذا ما جاز لنا الأمران السابقان فلسوف يتسنى لنا ولأول مرة بهما معالجة انفسنا من مرض سرطان العقل , أي الورم الروحي الخبيث , المزمن , الذي لا شفاء منه منه سوى بالمعالجة العلمانية الفعّالة , أو بالصدمات التضحاوية , كآخر اسلوب في العلاج النفسي .
اذا فالصراحة تفرض علينا أن نقول : نحن الأيزيديون مرضى مزمنون بهذا الوباء الخطر , منذ أن داهمونا الغزاة الهمج في عقر دارنا , فصادروا لنا بكل صلافة وظلم( لوحنا وقلمنا) , نعم اللوح الذي كنا قد صنعناه قبل آلاف السنين من شغاف قلوبنا , والقتم الذي شكلناه من ترابنا وماءنا وهواءنا وشمسنا , لنخطّ به على ذاك اللوح الروحي الجميل وبأناملنا عقيدتنا الأيزيدية , أي منهاج حياتنا وذلك بأنفسنا ولأجل أنفسنا وبتعبير أدق هي من حصيلة جهدنا الفكري لتصبح في النهاية منّا ولنا وجودا وليس مفترضا !!
للاسف و الخسارة معا حصلت تلك المصادرة (الالهية ) وذلك الانتهاب الفظيع لتراثنا العريق في القدم من قبل اولئك الغزاة الدخلاء الذين صادروا ارواحنا بعد أن لفوا عقولنا المسلوبة بالجهل المطبق والفقر المدقع , ووضعوا تلك الأرواح المنهوبة في مناطق الهية , مملؤة بكلام الله عز وجل , ثم سلّموا مفاتيح الصمامات الى (وعا ظهم ) , فكلما رفعوا بنا المناطيد عاليا عاليا كلما ابتعدنا عن الطبيعة والواقع , لكي لايبقى لنا من مجال بعدها سوى البحث في الفراغ الهائل المخيف , عن سر الكون الغامض وسر السعادة الوهمية , بينما هم واصحاب المناطيد يستمتعون بطبيعتنا الخلاّقة وخيراتها .
هكذا يا اعزاءنا ,كان لنا الغيب بكل ما لاشيء فيه ولهم السعادة بما فيه كل شيء , وتصوروا معي لجشاعتهم لم يتركوننا الاّ وقد حولونا مع الزمن الى توابع تافهة لاولئك المستغلين المجردين اصلا من الشور الانساني النبيل وهم جلهم – للاسف الشديد – من الطبقة الروحية (( وعا ظ السلاطين )) والذين مازالوا يمدوننا نحن المردة المساكين بسموم التخدير والترهيب بغية الانصياع لهم في تقبل رحلاتهم الالهية عن مضض , ليكون لنا السماء بخواليها ولهم الأرض بما فيها من خيرات هي بالحقيقة سر السعادة الأبدية .
4- مرحلة العلاج
لتحقيق العلاج يا أعزائي فلنا في امره رأي , عسى أن يكون مقبولا منكم , وهذا الأمر يتلخص في البدء , تخليص اجهزتنا العصبية المنهوكة من لوثة الازدواجية الشخصية وذلك بحقنها بمواد تحريضية لاعادة حيويتها في تبني الصراع الذاتي , الذي لابد منه كمرحلة أولية مهمة للعلاج ولكي لاتنتابكم الرهبة من اسم الصراع الذاتي , فاننا نؤكد لكم بعلم المختصين , أن الصراع النفسي كان وما زال اللبنة الأولى لبناء الشخصية البشرية السليمة , شريطة أن يلازم ويوازي هذا الجهد العلاجي , جهدا فكريا , ثقافيا واقتصاديا , يأخذ تقدم العلم والطبيعة البشرية بعين الأعتبار , وهذه هي مهمة العقلاء الغيورين , أي تلك الكوادر العاقلة التي نوهنا عنها , فبجهودهم لابد وأن ترسوا سفينة الصراع في النهاية على بر الأمان , بدلا من مستنقع الازدواجية , التي تعني أن المبتلى بها , يحمل عقلين مختلفين تماما , أحدهما باطني والآخر ظاهري , فالباطني لايريد أن يخرج من اطار الأعراف والتقاليد الأجتماعية المكتسبة , والظاهري يستخدمه كجهاز للتلاؤم مع الواقع , الذي يرفضه باطنيا ولكن كاسلوب تقية , يقي به نفسه من ظلم الحكام وجور المجتمع المتخاف واضطهاد المستغلين بالتماهي والتمثيل والتظاهر .
اذا وبلاشك أن الصراع النفسي منظف حيوي فعّال للوثة الازدواجية الشخصية , شريطة أن نثق ونرتضي بريادة العقلاء والمفكرين , لكي نتعافى وأيضا لكي تتعافى معنا أيزيديتنا من محنتها , وتكتسب اوجها أخلاقية واجتماعية عصرية جديدة , يضاف الى ما هو المجيد والحسن في تراثها العتيد , بدلا من أن تبقى اسيرة لما هو دخيل عليها قسرا و من خرافات وأوهام , مازالت تكبّل الأيزيدي المسكين من أطرافه الأربعة لتمنعه حتى عن الحبو نحو الأفضل .
وتلك المواد التحريضية المحركة للصراع النفسي يا أحبائي , ليست دواء يشترى من الصيدليات ولا مادة تستورد وانما بصراحة لاتقبل الشك , هي كل التساؤلات والاستفسارات المحرجة جدا جدا , والتي مازالت اسيرة ومحبوسة في ذواتنا المريضة والضاغطة – لكثرتها – على تلافيف أدمغتنا لتسطحها اكثر فاكثر , والتي لابد لها من أن تتحول يوما ما الى ردة فعل لم تعد مستترة على من يمثلون الجزء الدخيل والغريب على ارثنا الروحي والأجتماعي .
وأخيرا نقول :
فليهيء كل نفسه , السائل والمجيب , المريض والفيروس وبدون تهرّب , فالأمر ليس مؤامرة ولا تحدّ , وانما خطة حيوية لاصلاح ذواتنا المريضة في هذا الجو الديموقراطي الذي طالما تمنيناه ,
سنكتفي بهذا القدر لأن ما تبقى لهو مجال واسع جدا يحتاج الى حلقات وحلقات , فالى اللقاء يا أعزائي القراء ( غير العاديين ) وتحيات من صعلوك غير عادي %

زكي ملكي

آب 2009

نتقبل الردود على الايميل التالي :
[email protected]



#زكي_ملكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي ملكي - الايزيدية من التخدير الى التنوير