عدنان الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:04
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كانت اخر نسخة للبرنامج الشهير ( الاتجاه المعاكس) على قناة الجزيرة تحت عنوان " الثقافة الجنسية وتدرسيها في العالم العربي" وكالعادة اصبحت المشكلة هي الجدال بين الضيفين وليس موضوع الحلقة الاساسي، الدكتور ابراهيم الخولي يصرخ بثقافة جنسية تنطلق من ارضية اسلامية متمثلة بالكتاب والسنة، فيما يطلق الضيف الثاني الدكتور خالد منتصر، قهقهاته الساخرة ويؤكد بأن " السكسولوجي" هو علم له قواعده واصوله التي ثبتت منذ السبعينيات ويدعو الى ادخال هذا العلم في المناهج العامة في الدول العربية باعتباره علم حاله حال بقية العلوم الاخرى وله تبريراته بذلك...
أقول هذا وانا اتابع على شاشة معظم الفضائيات العربية قضية الصحفية السودانية ( لبنى حسين) التي قدمت للقضاء بسبب ارتداءها بنطلون ومن ثم منعت من السفر مؤخرا الى بيروت لتصوير حلقة في برنامج على شاشة ( أم بي سي)، واقارن ما يطالب به خالد منتصر وما نفكر كمجتمع عربي له عاداته وتقاليده واخلاقه التي ينطلق منها وتشكل في النهاية هويته الخاصة التي تميزه عن باقي المجتمعات في العالم.
المشكلة ليست في بنطلون لبنى حسين او في جينز اليسا او قميص مريام فارس، المشلكة في طريقة تفكرينا كمجتمع شرقي يستغرق بالتفاصيل القاتلة للاشياء فيطرح هذه المسائل كما لو انها مسألة حضارية كبرى او جزء من صدام اممي يجب ان نطرح له حلا مناسبا وناجعا متجاوزا علاقته بالاخر (المرأة) المختلفة عنه عاطفة واحساسا والتي ترسم بوجودها هويته كرجل، فيصبح( الرجل) في لحظة من اللحظات دكتاتور يمارس سلطته الذكورية الخاصة، ويحاول ان يقمع المرأة خوفا من ابداعاتها من اجل الا تتحول الى منافس حقيقي ،اذا كنا نفكر ببنطلون هل هو جائز ام غير جائز؟ فهل يعقل ان نطالب بحرية المرأة وحقوقها ومساواتها مع الرجل؟ وبالمقابل ما هو المطلوب من المرأة العربية كي تضبط تصرفاتها وذائقتها مع ايقاع الرجل اولا ومن ثم المجتمع،بعد ان كنا نختلف في السياسة والحرب وعلى صورة العلم والوانه وكلمات النشيد الوطني،اصبحنا نختلف على الذائقة وواجبات النساء .
#عدنان_الهلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟