مجرد تكييف خاطىء!!!!!

سيرين حوسو

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 05:45
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

)س (فتاة من احدى القرى الفلسطينية لم تكمل ربيعها الثاني عشر عندما اغتصبت، وربيعها السادس عشر عندما قتلت.
اغتصبها (حامي العرض والشرف) والدها و قتلها اخوها حفاظا على العرض والشرف، نبذها المجتمع وشتمها ميتة لمجرد قتلها!!!!!
اصيبت )س( بوعكة صحية ذهبت بصحبة والدتها للمشفى الذي بدوره تحفظ عليها لحين وصول الجهات المسؤولة للتحقيق بملابسات الحالة والتي ظهر حينها بحمل الفتاة وانها غير متزوجة.
بعد تعهدٍ عادت (س) الى البيت وحينها كان معلوما سبب الحمل والدها، ايام قليلة قتلت س من قبل من ؟؟؟؟ من كانت تلعب وتلهو معه حين كانو اطفال،،،، اخوها، قتلها بدافع حماية شرف العائلة وربما لو لم يقم بقتلها لقتله مجتمعه نبذا.
تستحق القتل والشنق على الدوار،،، رد المجتمع المحيط بها.
لم يكن حينها ذكر للمجرم وكأن (س) هي بطلة الجريمة.
بقلب محروق لم تجف دمعتها لكن ماذا تفعل،،، تقدمت الام بشكوى لدى الشرطة وقاموا بقبولها وتكييفها على انها جريمة سفاح قربى!!!!!!!!!!!!!!! هذه الطامة الكبرى اغتصبت وقتلت وشتمت وهي ميتة والان ظهرت بحسب التكييف الخاطىء انها مارست الجنس مع والدها بأرادتها.
تم التكييف الخاطىء للجريمة فعندما تكيف جريمة الاعتداء الجنسي داخل الاسرة على انها سفاح قربى هذا هو ابشع انواع الظلم.
جريمة سفاح القربى هي وبكل بساطة علاقة جنسية غير شرعية تتم بتراضي الطرفين ما بين الاصول والفروع، وهي بحسب القانون الاردني لعام 1961 الساري في الضفة الغربية هي جنحة معاقب عليها من سنتين الى ثلاث سنوات للطرفين.
الاعتداء الجنسي داخل الاسرة هي جناية يعاقب عليها القانون بالاشغال الشاقة المؤبدة والتي قد تصل في بعض الاحوال حسب القانون المذكور الى حد الاعدام.
ما حصل فعليا هنا في هذه الحالة هو اعتداء جنسي داخل الاسرة، قام به الاب بحكم سلطته وهيبته مستغلا ضعف ابنته القاصر التي فتحت عينيها ووجدت والدها الذي هو من المفترض المسؤول عن امنها وحمايتها يمارس الجنس معها، ما موقفها تجاه الاخرين ان كان الاب يفعل ذلك.
المشكلة التي نواجهها ضعف المعرفة والتمييز ما بين جرائم الاعتداءات الجنسية داخل الاسرة وسفاح القربى في اوساط المجتمع وايضا في اجهزة الشرطة والنيابة، وذلك ان التعامل مع هذه القضايا يبقى في نطاق العائلة ويغلف بسرية التامة بسبب المفاهيم الاجتماعية الموروثة عن شرف العائلة والثقافة الابوية في المجتمع، وان خرجت هذه القضايا لخارج نطاق العائلة تكون الفتاة هي الضحية لعدة مرات قتلا ونبذا وتحقيرا من المجتمع، حتى في النهاية يستطيع الاخوة والاقارب العيش بسلام ضمن اطار المجتمع الذي سيعتبرهم غسلوا عارهم وتخلصوا منها، برأيي اجد القانون ايضا سبب لموقف المجتمع ضد الفتيات في هذه القضايا لانه عندما ذكر هذه الجرائم وضعها تحت باب جرائم الاخلاق والشرف!!!!!!!!
[email protected]

سرين حوسو
مديرة دائرة التمكين

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل