بعد بيبي ليلي الشقراء: ليلى اللعبة السمراء التي تعيش في الصحراء على قناة براعم

خديجة القرني

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 05:42
المحور: الصحافة والاعلام
    

السعودية من خديجة القرني
بعدما سيطرت بيبي ليلي الأوروبية الشقراء لسنوات على عقول الأطفال العرب ومسامعهم وأبصارهم، وغنت لهم أغنيات جريئة وغير مسبوقة لم تتورع فيها عن التغني بحبيبها البوي فرند وخروجها بصحبته ومخططاتها للزواج به.. ولدت ليلي العربية السمراء التي تعيش في الصحراء مع جمل وخروف!

هذه هي المفاجأة اللافتة التي حملتها القناة القطرية الجديدة براعم الممولة من مؤسسة قطر للعلوم والتنمية، فقد قدمت لنا بعد طول انتظار شخصية رسوم متحركة عربية لتنافس الشخصيات الأوروبية والهوليوودية اسمها ليلي أيضاً ورغم أنها لا تتكلم خلال المسلسل الكارتوني القصير الا أن مسلسلها ناطق باللغة العربية الفصيحة وهي تلعب بالمكعبات وتلون بأقلام التلوين تماماً كالأطفال وبعكس بيبي ليلي .
هذا ولا يغيب عن بالكم أن بيبي ليلي الأوروبية هذه تظهر بالحفاضة واسمها يعني الرضيعة ليلي، وأغانيها مدبلجة الى العربية مع موسيقى صاخبة وراقصة تسمعها في كل حفلات الأطفال والرضع منهم وصولا الى المراهقين.
كانت الساحة مشرعة لبيبي ليلي في السنوات الأخيرة وصارت علامة تجارية في أسواق منتوجات الأطفال، وكثرت تسمية البنات العربيات بليلي تيمناً بليلي الشقراء، وقد تكون قناة براعم تأثرت بشهرة بيبي ليلي من دون وعي منها، لكن الاسم هامشي أو ثانوي وان كنا نتمنى لو اسمها عربي مثل ليلى أما اسم أخيها نان فلا نعرف له معنى لكن هذا غير مهم أيضاً، المهم أن اللغة العربية الفصحى تجمع هذين الطفلين في جزيرة عربية فيها واحة وأشجار نخيل وبيت يشبه القلاع الخليجية التراثية، وليلي تقوم مع أخيها باللعب والاكتشاف وتعلم مفردات عربية وكذلك تعلم العدّ والألوان... لدى ليلي أغنية وحيدة قصيرة جداً تقول فيها ما معناه العب وتعلم معي .. الأرقام والحروف.. الجمل والخروف ، وهذا ما يناسب تماماً الأطفال الصغار وينطلق من بيئتهم ويراعي حاجات الطفل العربي اليوم.
ليلي العربية طفلة طريفة وبريئة وتشبه دمى القماش التي كانت جداتنا تصنعها للبنات .. ترتدي فستانا زهريا بسيطاً وحركاتها تشبه حركات الطفلات الصغيرات، وهي تولد في خضم الحاجة لها فلعل وعسى أن تسحب الأنظار عن ليلي الأجنبية وباربي ودورا، وأن تغنّي المزيد من الأغاني العربية التي تعبّر عن الحياة السليمة التي نعدها لأطفالنا وتحديداً البنات، وهن الفئة التي تحتاج للعناية القصوى لأنها أساس المجتمع وبحاجة الى الثقة بالنفس والانفتاح على الآخر ولكن ليس على طريقة بيبي ليلي التي تخاطب الصغار على أنهم كبار، فمن يدري ما أغنية بيبي ليلي الغربية التالية؟ فقد تعلن انتقالها للسكن مع حبيبها أو تدافع عن زواج المثليين! هذا يمكن أن يحدث بسهولة وحتى ينتبه الأهل والتربويون لما يجري يكون الاوان قد فات.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل