أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف عمر - سينما شاهين مكوك أقله في رحلاته عبر التاريخ















المزيد.....

سينما شاهين مكوك أقله في رحلاته عبر التاريخ


شريف عمر

الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 07:08
المحور: الادب والفن
    


كتاب جديد للناقد ابراهيم العريس عن المخرج المصري الراحل

الأربعاء 5/8/2009

ربما كان كتاب "يوسف شاهين" نظرة الطفل وقبضة المتمرد" للكاتب والناقد السينمائي إبراهيم العريس، والذي صدر أخيرا عن "دار الشروق"، ليس الأول الذي يتناول سيرة المبدع الراحل، كما أنه لن يكون الأخير بالتأكيد، غير أنه يحمل نكهة خاصة كونه يتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل المخرج الأسطورة، فضلا عن أنه لم يكتف بتقديم سيرة ذاتية وفنية لحياة شاهين، وإنما اخترق الأعماق، وغاص في تجربته السينمائية ومراحل تطورها بدرجة يمكن اعتبارها دراسة تحليلة للتجربة الشاهينية في السينما العربية.



* المخرج نجمًا
لم يكن لدى الكاتب إبراهيم العريس وقتا يضيعه عندما اختار تلخيص تجربة المخرج الراحل يوسف شاهين، فاختار تقسيم حياة شاهين لمراحل سينمائية، وبدأها بالدخول في العمق بلا مقدمات طويلة قد تدفع القارئ إلى الملل، فاعتبر أن شاهين بفيلمه الأول "بابا أمين" كان السبب في الإعلان عن نجم سينمائي جديد وهو "المخرج"، رغم وجود مبدعين كبار في هذا المجال مثل صلاح أبو سيف وبركات ونيازي مصطفى، غير أن شاهين أعلن ولادة المخرج الذي يستقى من نظرته إلى العالم فارضًا على السيناريو رؤيته حتى وإن كتبه مبدعون كبار.
وأضاف الكاتب أنه رغم أن شاهين، والذي لقبه في هذه المرحلة بـ"المشاكس منذ البداية"، وهو يخرج فيلمه الأول "ابن النيل" لم يكن يتوقع أنه بعد خمسين عاما سيكرم من مهرجان كان كواحد من كبار مبدعي السينما في العالم إلا أن طفولته السكندرية علمته أن يحلم ويجد الطريقة التي يحقق بها أحلامه.
أما المرحلة الثانية في سينما يوسف شاهين كانت مرحلة "اختلاط الأنواع" والتي أعقبت قيام الثورة مباشرة ولم يتخذ فيها شاهين موقفا محددا تجاهها ثم في الفصل الثالث والذي بعنوان "في قلب الكوميديا الموسيقية" وفى مناقشته لهذه المرحلة طرح المؤلف سؤالا مهما: ما الذي يدفع شاهين بعد النجاح الذي حققه في "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء" وهى الأفلام التي تناقش واقعا اجتماعيًا أن يقدم فيلمين ينتميان للكوميديا الموسيقية من إنتاج وبطولة فريد الأطرش.
العريس رأى أن السبب في هذا أن الكوميديا الموسيقية كانت منذ البداية واحدا من اهتمامات شاهين الأساسية ولذلك كان يحرص على تقديمها في أفلامها بشكل مبرر أحيانا وغير مبرر أحيانا أخرى وهذا يرجع إلى تأثره بالمخرج والممثل والراقص الأمريكي "جين كيلي"، أيضا يجب التنويه أن فيلم مثل "ودعت حبك" والفيلم التالي له "إنت حبيبي" ما كان لهما أن يدخلا تاريخ السينما لولا أن يوسف شاهين هو من أخرجهما.
إلا أن المؤلف عزا فى الوقت نفسه قبول شاهين لإخراج هذين الفيلمين إلى دوافع معيشية بحتة فبعد "إنت حبيبي" الذي يعتبر أكثر أعماله سذاجة حقق شاهين "باب الحديد" الذي فشل نقديا وتجاريا ثم فيلم "جميلة الجزائرية" والذي رغم نجاحه التجاري فإنه ظل يؤكد أنه غير مقتنع به وتلاه بفترة "عالم الميلودراما الكئيبة" من حياته حقق فيها أربع ميلودرامات في الفترة التي كان يشعر فيها بأقسى درجات الضياع ويسأل نفسه عن جدوى كل ما يفعله.
فيوسف شاهين في معظم أحاديثه الصحفية الشاملة، كما يقول الكاتب، كان قد اعتاد على التأكيد على سوداوية هذه المرحلة سواء على المستوى المهني أو الشخصي فهو يعتبر أن الأفلام التي حققها في هذه الفترة هي الأسوأ في تاريخه، فرغم أن هذه المرحلة كانت صغيرة نسبيا حيث كانت ثلاث سنوات، فإنها كانت من أغزر سنوات حياته من حيث الكم حيث قدم فيها أربعة أفلام مع أبرز نجمات السينما المصرية وقتها وهن: نادية لطفي وماجدة وسميرة أحمد وبرلنتي عبد الحميد إلا أن هذا لم يرض شاهين إذ ظل يردد أنه ما عمل في هذه الأفلام إلا مشمئزا وفى سبيل لقمة العيش لا أكثر.



* الأيديولوجيا، وهزيمة 67
ينتقل الكتاب فى الفصل الخامس والذي يحمل عنوان "عالم الأيديولوجيا والقضايا" إلى العلاقة بين يوسف شاهين وفكر الثورة التي قامت أثناء إعداده لفيلميه الثاني والثالث "ابن النيل" و"المهرج الكبير". وقد أخذ شاهين فترة ليتجاوب معها قدم فيها فيلمين آخرين وهما "سيدة القطار" و"نساء بلا رجال" ثم بدأ منذ عام 1954 يقدم ثلاثية عن الصراع ينتصر فيها دائما الشعب وممثلوه حتى وإن كانوا أبطالا فرديين على السلطة الجائرة سواء كانت باشا إقطاعيًا كما في "صراع في الوادي" أو ملكا كما في "شيطان الصحراء" أو مدير شركة احتكارية كما في "صراع في الميناء".
ويرى العريس أنه بهذا يكون قد ساير السلطة متمثلة في الثورة التي كان من أهم شعارتها النضال ضد الإقطاع والملك والشركات الاحتكارية وغالبا تم هذا عن اقتناع بهذه المبادئ مما يفسر كون إدانته للسلطة لاحقا ومنذ هزيمة 67 كانت شديدة القسوة، ففي الفصل السادس والذي يحمل عنوان "سيمفونية الهزيمة" تحدث الكاتب عن المرحلة التي بدأت عام 1969 وانتهت سنة 1976 وقدم فيها أربعة أفلام وهى "الأرض"، "الاختيار"، "العصفور"، و"عودة الابن الضال" وهى الأفلام التي تعزف تلك السيمفونية. ففي "الاختيار" الذي تشارك في كتابته شاهين ونجيب محفوظ في فترة كان يبحث فيها المثقفون عن "مشجب" ما يعلقون عليه أسباب الهزيمة ويصل شاهين ومحفوظ في هذا الفيلم إلى أن السبب يكمن في انفصامية المثقف المصري، وهو سبب أشار له سابقا في فيلم "الأرض".
وفى الفصل السابع الذي حمل عنوان "داخل الذات المشاكسة" يكمل العريس الحديث في نفس الموضوع طارحا تساؤلا: ترى حين جلس يوسف شاهين يشاهد النسخة الأولى من "عودة الابن الضال" شعر أنه أخيرا صفى حسابه مع الهزيمة؟.. ويكمل قائلا: هو لن يجيب أبدا عن هذا السؤال ولكن من المؤكد أن أربعة أفلام حققها كانت كافية له.



* السيرة وما بعد الحداثة
ثم ينتقل الكاتب ليتحدث عن أفلام السيرة الذاتية ليوسف شاهين والتي تضم الرباعية "إسكندرية ليه؟"، "حدوته مصرية"، "اسكندرية كمان وكمان"، وأخيرا "إسكندرية – نيويورك". إلا أنه يشير في الوقت ذاته إلى أن شاهين استعار كثيرا من صورة بيئته العائلية وشخصية أبيه وطفولته في أفلامه السابقة مثل فيلم "ابن النيل" و"العصفور" و"عودة الابن الضال".
فقد كان علينا أن ندرك - كما أوضح الكاتب في الفصل الثامن الذي حمل عنوان "التاريخ، الأنا والآخر" - أن سينما شاهين خدمته كمكوك يستقله ليقوم فيه برحلاته عبر التاريخ سواء كان تاريخا سياسيا كما في "جميلة" وثلاثية الهزيمة، أو تاريخا شخصيا كما في الثلاثية الذاتية أو أفلاما تتناول تاريخ ما قبل القرن العشرين كما في الرباعية: "الناصر صلاح الدين"، "وداعا بونابرت" و"المهاجر" و"المصير".
وبعد أن تحدث عن التاريخ في الفصل الثامن تناول الكاتب في الفصل التاسع "شيء من ما بعد الحداثة" عند يوسف شاهين بادئا حديثه بتحقيق شاهين لواحد من أهم أحلامه الدائمة وهو الفوز بجازة سينمائية كبيرة في مهرجان دولي كبير وهو الذي تحقق في مهرجان كان سنة 1997 عندما منحه المهرجان "السعفة الذهبية" الخاصة بخمسينية المهرجان.
في هذه المرحلة من حياته قدم شاهين أربعة أفلام وهى "اليوم السادس"، "الآخر"، "سكوت هنصور"، "هي فوضى؟" وهو فيلم يرى المؤلف أنه من المحزن أن يكون فيلم الخاتمة لحياة هذا الفنان الكبير. فهو لا يعتبر فيلما "شاهينيًا" إلا في بعض لحظاته ومواقفه، ولذلك فهو يرى أن إصرار يوسف شاهين على اسم خالد يوسف على الفيلم موازيا لاسمه لم يكن تواضعا منه واعترافا بجميله ولكنه كان فعلا متعمدا كي يحد من مسئوليته عن الفيلم لأن نتيجة هذا العمل المشترك لم تكن شاهينية تماما.
أما الفصل العاشر والأخير والذي حمل عنوان "شاهين على موجات قصيرة" فتحدث فيه الكاتب عن إنتاجات شاهين في الأفلام القصيرة، والذي يؤكد في الوقت نفسه أنه لم يكن من هواتها ولكنه حقق منها نصف دستة من الأفلام مركزا على عملين منها وهما "الإسكتش" الذي حققه شاهين ضمن مشروع فرنسي عن أحداث سبتمبر 2001 والآخر الذي حققه ضمن مشروع ابتكره رئيس مهرجان "كان" السينمائي والناقد جيل جاكوب في عنوان "لكل سيماه".
ففي الأول أتيحت لشاهين فرصة محاسبة أمريكا التي كان يتوق لها كثيرا مما أسفر عن "عمل زاعق" برأي العريس. أما الثاني والذي كان الأخير في مسيرة شاهين كانت مدته ثلاث دقائق يحكى فيها المخرج حكاية له مع السينما فاختار فيه شاهين أن يروى مشهدا وذكرى يتعلقان بالحلم الذي تحقق له، حين أعطاه مهرجان "كان" سعفة خمسينيته الذهبية عن مجمل أعماله مما وفر له رضا عن الذات كان يسعى إليه من أول إطلاله له على عالم السينما.

* كاتب مصري



#شريف_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف عمر - سينما شاهين مكوك أقله في رحلاته عبر التاريخ