هبة ثلاث سنوات القهر من السبب

نجيب المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2730 - 2009 / 8 / 6 - 09:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

من حين لآخر تظهر في وطنا العربي قضايا تسير الجدل بين الناس وأخر هذه القضايا قضية هبه المصرية المقيمة بالسعودية والتي عانت خلال ثلاث سنوات في طلب العوده الي مصر وكان عائقها في هذا عدة جهات .
الجهه الاولي هي القوانين السعودية والتي لا تسمح للمرأه بالسفر في أي مرحله عمرية الا بموافقة كفيلها أو ولي أمرها .
أم الجهة الثانية فهي ولي أمرها وكفيلها وهو ولدها الذي أستغل الحق الذي اعطاه إياه القانون السعودي دون القانون المصري وأخذ موقف المتسلط ضد رغبات أبنتة في العوده الي بلدها مصر ورفض أعطائها الموافقة بالعوده .
أم الجهة الثالته كانت الخارجية المصرية التي لا تبالي ولا تهتم بقضايا المصرين في الخارج حتي أصبح الوصف الدقيق لقنصلياتها أنها ليس اكثر من مكاتب للسجل المدني فهي مكاتب دبلوماسية تهمتم برعايها في مختلف قضاياهم وشؤونهم .
مما دفع هذا الفتاة المصرية هبة نجيب الي الاتجاه الي الاعلام والانترنت الحر الذي بات هو أملها الوحيد في حل مشكلتها وتوصيل شكواها امام الرأي العام ووضع الجهات الثلاث السابقه في حرج لرفع الظلم عنها وتحقيق رغبتها في العوده الي بلدها مصر.
وهنا بعد الطرح الاعلامي ظهرت الجهة الحقيقية المسئولة عن منعها من الحصول علي حقها وهي جهة قويه وكامنة داخل كل الجهات السابقه وقد تكون هي الاساس في وقوف الجهات الثلاثة السابقة ضد حصول هبه علي حقها وهذه الجهة هي العادات والتقاليد والموروث الثقافي .
فبعد الطرح الاعلامي وجدت هبه نفسها في مرمي الكثير من الاتهامات والاسئلة المختلفة فالبعض يتسائل بشكل فيه اتهام وأخر بشكل استفهام وثالث يخاطبها بالنصيحة والموعظة , وهذه الاسئلة من نوعية (ما هو سبب ان والدها يمنعها من السفر الي مصر والاخر يقول لها كيف تفضحي اهلك بهذا الشكل في الاعلام واخر يقول لابد لها من الخضوع لقرار والدها) و ذهب البعض الي الاكثر من ذلك من الاتهامات التي تصيب أي مطالب بحقه بالاحباط وخيبة الامل في هذا المجمتمع .
وبالنظر الي الاسئلة السابقه التي تعرضت لها هبه نجد ان الغالبية العظمة منا كاشرقيون يجد أنها منطقية ومشروعه وللاسف هؤلاء ينظرون الي الامور بشكل معكوس فالحقيقة الواضحه أن هبه عانت وتعاني من قهر وتعسف تجاه رغبتها المشروعه بتأييد من قانون البلد التي تحمل جنسيتها وأنها حاولت خلال ثلاث سنوات ان تحصل علي حقها المهضوم دون ضجيج الاعلام لكنها لم تنجح فلماذا يلوم هؤلاء المجني عليها ولا يلموا الجاني الحقيقي!
ولكي لا نسطح الامر فأجابة هذا السؤال مرتبطه بمفهومنا عن المرأة وحقوقها ومكانتها في عقلنا الشرقي وكل هذا مرتبط تكوينة بالموروث لدينا عن المرأه في مجتمعنا و دائماً ما يتكون هذا المفهوم من خلال بعض المقولات الشائعه والنصوص المقدسة التي تحتاج الي ايضاح وتصحيح والتي تضع المرأه في منطقه دونية اقل من الرجل وتحرمها من الحريه كما للرجل ومن هذه المقولات والنصوص (أكسر للبنت ضلع يطلعلها اربعه وعشرين ,وهن ناقصات عقل ودين ) وغيرها من المقولات التي تحتقر المرأة وتضعها في مكانه اقل من الرجل وكذلك استخدام الفكره الدينية ( ان أدم خرج من الجنه بسبب حواء وهي التي حرضته علي مخالفة الاله) ضد المرأة وكل هذه الافكار والنصوص هي التي تلعب الان دور أساسي في تدني قيمة المرأة في المجتمع حتي اصبح أسم المرأة عوره فتجدنا نقول (أهل بيتي أو ام العيال أوحرمتي)
حتي اصبح من الواجب الراسخ عند الكثيرين حجب المرأة وأسمها مما جعلها تابع لا تمتلك الاهلية الكاملة مثل الرجل فاصبحت الغالبية العظمة من النساء في مجتمعنا الشرقي تشعر بالدونية عن الرجل والتبعية له وباتت المرأة مقتنعة بنقصها عنه وأصبحت الغالبية العظمة من النساء أكثر عنصرية وتميز من الرجال ضد بعضهن وضد الافكار التنورية التي تطالب بحقوق المرأة ومساوتها بالرجل ودليل ذالك ان الكثير ممن استنكروا علي هبة حقها هن من النساء ويتضح كذالك هذا التميز النسائي ضد بعضهن في ان أغلب الامهات أكثر تميزاً عن الآباء بين أبنائهن الذكور والإناث وكذلك الغالبية العظمه من عمليات ختان الاناث تكون الامهات المحرك الاساسي والساعي ورائها.
وبذلك وصل بنا الحال اننا ننكر حق هبة في المطالبة بحقها في العيش في المكان الذي تحبة , ونتهم ونحاكم المغتصبة والمتحرش بدلا من محاكمة الجاني وكل هذا بسبب مورثنا الثقافي ونظرتنا المتدنية للمرأة .

#نجيب_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات