أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناديا الآلوسي - قصة قصيرة ( الحب تحت اقدام الطغاة )














المزيد.....

قصة قصيرة ( الحب تحت اقدام الطغاة )


ناديا الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


منحدرا من جبال الجوز , تاركا وراءه هواجس الموت في جبهة الحرب , فائر الشوق للحبيبة . طار الجندي حسين , كجرادة صحراء نحو سيارة تحركت متوجهة إلى بغداد . وعن طيب خاطر , أخلى ركاب مشفقون مكانا للمحارب المدجج بجسد هزيل ضامر تحت بدلة عسكرية كالحة , تعلوه جمجمة مغلفة بجلد أسمر مخدد يغطي صفرة صنعها الجوع والخوف . وبحقيبة صغيرة يحتضنها .
أغمض حسين عينيه وأسلم رأسه لألف فراشة رفرفت وحملته قبل الموعد إلى حبيبته . لم تصدق بعد شهور غياب ستة أنها تراه . شهقت وصرخت , ثم احتضنته ملتاعة وانهمرت فوق خديهما دموعهما والقبلات . تأمل طويلا في وجه سنبلته الحنطي الشاحب , في عينين ممتلئتين شوقا وانتظارا وضحكات غافيات على شطأن الم الفراق , وفي شفتين ذابلتين عاريتين إلا من عذوبة لا تنضب . لكن الليلة .. الليلة , سيوقظ حبه الضحكات , أما الشفتين فسوف تضجان إشراقا باللون الأحمر .
كانت قد قالت مرة أنها يحلو لها أن تصبغ شفتيها بالديرم مثل غيرها من النساء . لم لا وهي أحلاهن ؟ وهاهو قد احضر لها معه ثمرة جوز مازالت بقشرها الأخضر تدحرجت أمامه على ارض الجبل فالتقطها . عجيب أن يصبغ هذا القشر الشفاه باللون الأحمر , لكنها قالت هوذا الديرم .
سنرى أن كان سيزيد فوق عذوبة شفتيك عذوبة , قال لها وضمها إلى قلبه في لهفة وحنان ودفقات حارة تنبجس من أعماقه فتبعث النشوة في أوصاله . ظل يضم حبيبته وينتشي وترسم دغدغة النشوة ابتسامة الرضا على فمه . كان ملتصقا بحقيبته مثبتا عليها بقوة وهو مبتسم حين فجأة فرت الفراشات .
_ أنت أيها السعيد .. ترجل . قال الضابط الأمر في نقطة التفتيش وهو يشير بأصبعه لحسين .
همهم الركاب الرحماء " ليحرسك الله " في صمت , فهؤلاء يسمعون بقدر خمسة أضعاف مايسمع البشر . لكن حسينا لم يكن خائفا منهم فهو يحمل ورقة إجازة رسمية وليس هاربا .
رفع الضابط ثمرة الجوز إلى مستوى عينيه وقد وقعت في يده وهو ينبش في حقيبة حسين :
_ أو يعجبك أنت أيضا أن تتزين لك الليلة ؟ قال هازئا واستدار نحو فريقه . ماقولكم ؟
أجل سيدي .. إنها ليلة الخميس . قال احدهم . يريدها ليلة حمراء سيدي . قال آخر .
تقاذفوا الجوزة فيما بينهم حتى سقطت على الأرض بين أقدامهم , ثم تعالت أصواتهم بالضحك الفاجر وهم ماضون يلهون بقلبه , ينتهكون سره الحميم و يقضمون كرامته بأنيابهم . لم تستطع نظراته أن تواجه الشر المنبعث من عيونهم المتوحشة فهو يريد العودة إلى حبيبته .
جمع ما تبعثر من أشيائه في حقيبته وترك الجوزة المدنسة وصعد إلى السيارة مثلوم القلب . لن تعرف الحبيبة منه شيئا عن حلمه الذي بعثره الأبالسة , وسيأتيها بالديرم في إجازته القادمة فأرض الجبل مليئة بأشجار الجوز . جاهد في أن تبقى الدموع معلقة في عينيه حتى يلتقيها .. ويبكيان معا لحظة العناق .

[email protected]










ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...
- سجى كيلاني بطلة فيلم -صوت هند رجب- بإطلالتين ذات دلالات عميق ...
- جِدَارُ الزَّمَن ...
- فيديو.. 24 دقيقة تصفيق لفيلم -صوت هند رجب- في مهرجان فينيسيا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناديا الآلوسي - قصة قصيرة ( الحب تحت اقدام الطغاة )