قول فى ﭐلفصل بين ﭐلنََّّّّّّاس

ﭐنطلاق ﭐلرحبى

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يقول ﭐللَّه فى كتابه ﭐلقرءان "إنَّ ﭐلَّذين ءامنواْ وﭐلَّذين هادواْ وﭐلصَّـٰبئين وﭐلنَّصـٰرىٰ وﭐلمجوس وﭐلَّذين أشركوۤاْ إنَّ ﭐللَّه يفصل بينهمـ يوم ﭐلقيـٰمة إنَّ ﭐللَّه علىٰ كلِّ شىءٍ شهيد "17 ﭐلحج. ويقول " لَّـءِن لَّم ينته ﭐلمنـٰفقون وﭐلَّذين فى قلوبهم مَّرضُ ُ وﭐلمرجفون فى ﭐلمدينة لنغرينَّك بهم ثمـَّ لايجاورونك فيهآ إلاَّ قليلاً(60) مَّلعونين أينما ثقفوٓاْ أ خذوُاْ وقتِّلواْ تقتيلاً (61) سنَّة ﭐللَّه فِى ﭐلَّذين خلواْ من قبل ولن تجد لسنَّة ﭐللَّه تبديلاً(62) ﭐلأحزاب.
هـٰٓؤلآء يمثلون ﭐلاختلاف فى ﭐلمنهاج بين ﭐلناس فعدد كل فئة منهم يزيد أو ينقص فى ﭐلمجتمع بـﭐختلاف لون ﭐلمجتمع هل هو مجتمع ميثاقى ديمقراطى( أهل قرية) أم ديمقراطى فيدرالى ( أهل مدينة ) فتكون أكثريته من ﭐلّذين ءامنواْ وﭐلصّـٰبئين وﭐلنّصـٰرىٰ أم مجتمع طاغوتى فرعونى مصرى فتكون أكثريته من ﭐلّذين هادواْ وﭐلمجوس وﭐلّذين أشركواْ. فكلِّ فئة لها منهاجها فى ﭐلحيوٰة تعرب عنه فى سلوكها ﭐلمعرفى وﭐلعلمى وﭐلاجتماعى وبه تكون أمّة من ﭐلنّاس تشترك فى منهاج واحد.
وكان ﭐلمفكر سميرإبراهيم خليل حسن هو أول من بيّن ﭐلفرق فى دليل ﭐلكلمات "ﭐلّذين ءامنواْ وﭐلّذين هادواْ وﭐلصّـٰبئين وﭐلنّـصـٰرىٰ وﭐلمجوس وﭐلّذين أشركواْ" فى كتابه "ﭐلكلمة". وهٰذه ﭐلفئات لها ﭐلحق فى ﭐلعيش ﭐلمشترك بعد ﭐلاتفاق على ﭐلميثاق ﭐلّذى يضمم حقوقهم جميعًا فلا تعتدِى فئة علىٰٓ أخرىٰ ولاتطغى فئة وتستأثر بـﭐلملك وﭐلسلطة دون ﭐلأخرين ولايكون للأغنيآء دولة بينهم دون ﭐلأخرين. فـﭐلميثاق يكفل حقوق ﭐلجميع وتكون ﭐلسلطة دُولَة بينهم فيحتكمون لسلطة ﭐلميثاق وليس لسلطة فئة مستأثرة وطاغية.
فى ذٰلك ﭐلمجتمع لايجوز ﭐلفصل بين ﭐلنّاس بسبب ٱختلاف مناهجهم مادامواْ ملتزمين بـﭐلميثاق ولايعتدون فهم متساوون فى ﭐلحقوق.
أمّا ﭐلّذى له ﭐلحق فى ﭐلفصل بينهم لاختلافهم فى ﭐلمنهاج فهو صانعهم وخالقهم يوم ﭐلقيامة. فكلُّ من يسعىٰ ليصنع ذٰلك فى ﭐلحيوٰة يكون طاغوتًا يريد ﭐلعُلوَّ فى ﭐلأرض ظلمًا ليجعل ﭐلنّاس عبيدًا له وذٰلك منهى عنه فى كتاب ﭐللَّه "لست عليهم بمصيطر" " لست عليهم بوكيل". وإن حدث وصيطر وكّل نفسه على ٱلناس ينجم عن فعله وعن خضوع ٱلناس له هلاك للحرث وﭐلنسل وفساد فى ﭐلبر وﭐلبحر.
فـﭐلفصل علىٰٓ أساس ﭐختلاف ﭐلنّاس فى ﭐلمنهاج هو للّه وحده. وعلى ﭐلنّاس حاكمون ومحكومون أن يقبلواْ ويحترمواْ حقوق ﭐلأخرين بـﭐلاختلاف فى ﭐلمنهاج. وهو ماتعيشه كلّ ﭐلمجتمعات ﭐلميثاقية ( ﭐلديمقراطية وﭐلفيدرالية) فى أوربا وأمريكا وكندا وﭐستراليا وبعض من دول ءاسيا وأفريقيا وأمريكا ﭐلجنوبية. أمّآ أكثر شعوب ﭐلأرض فمازالت تتبع مثل فرعون ومصر فلا ميثاق ولا حقوق. بل سلطة طاغوت إلـٰه وربّ واحد وقوم يعبدون ويطيعون فى كل فعل وقول. وهو ما يعرب عنه قولهم للطاغية (بـﭐلروح بـﭐلدم نفديك يا......). وعلى هؤلآء يكتب ﭐلذِّل وﭐلمسكنة ويمسخواْ قردة وخنازير. أى ضعاف أذِّلة تقسو قلوبهم فيجهلون ويثنون ويفسقون.
لقد بيّنت فى مقال "ﭐهبطواْ مِصـۡرًا أو مِصـۡر" ﭐلفرق بين ﭐلمثلين. فى ﭐلأيات 60و61و62 من سورة ﭐلأحزاب رأيت ثلاثة فئات هم ﭐلمنافقون وﭐلّذين فى قلوبهم مّرض وﭐلمرجفون قد نهاهم ﭐللَّه عن أفعال ﭐلنفاق ومرض ﭐلقلب وﭐلرجف فى ﭐلمدينة فإن لم ينتهوا فحُكِم بـﭐلفصل بينهم "لا يجاورونك". وجعل جزآءهم ﭐلقتل أينما ثقفواْ فتلك سُنّة ﭐللّه فى ﭐلحيوٰة لاتبديل لها.
فما هى أفعال ﭐلنفاق ومرض ﭐلقلب وﭐلرجف وماينجم عنها فى حيوٰة ﭐلنّاس فى ﭐلمدينة؟
ﭐلفئة ﭐلأولى "ﭐلمنـٰفقون" فعلها ﭐلنِّفاق. وهم ﭐلكـٰذبون بقولهم "نشهد أنّ محمدًا رسول ﭐللَّه". وأعمالهم سيئة وبدّلوٓاْ ﭐلإيمان بـﭐلكفر فطبع على قلوبهم وهم يؤفكون "يكذبون زورًا" ويستكبرون ويفسقون "يبدِّلون ﭐلقول بغيره" ويمنعون ﭐلانفاق علىٰ من عند ﭐلرسول من ﭐلنّاس فهم لايفقهون ويسعون لإخراج ﭐلمؤمنين من ﭐلمدينة ولايعلمون لمن ﭐلذِّلة ولمن ﭐلعزَّة. فكانواْ يصدّون عن سبيل ﭐللَّه فيسعون لسلطة طاغوت تنقلب على سلطة ﭐلمدينة ﭐلديمقراطية ﭐلفيدرالية وميثاقها.
ﭐلفئة ﭐلثانية "ﭐلَّذين فى قلوبهم مّرض" هـٰٓؤلآء مرضى ﭐلكذب وﭐلخداع فهم يقولون ءامنّا بـﭐللّه وﭐليوم ﭐلأخر ليخدعواْ ﭐللّه وﭐلّذين ءامنواْ ويفسدون فى ﭐلأرض ولا ينتهون. ويزعمون بأنّهم هم ﭐلمصلحون ولكنهم لايشعرون وهم يستهزءون ويطغون وقد ﭐشترواْ ﭐلظّلـٰلة بـﭐلهدىٰ. وفعلهم فعل ﭐلكهنوت يسكنون فى ﭐلظلام فلا يبصرون.
ومثلهم ﭐليوم ﭐلّذين يكفِّرون ﭐلنّاس ويكثر صراخهم يحرّضون ﭐلنّاس على قتال أهل ﭐلقرية "ﭐلديمقراطية" وأهل ﭐلمدينة "ﭐلفيدرالية" ويدعون لسلطة قوم وطاغوت.
ﭐلفئة ﭐلثالثة "ﭐلمرجفون" ﭐلّذين يرجفون فيقتلون ﭐلنفس بغير ﭐلنفس ومثلهم ﭐليوم فى طالبان ومن يتّبع منهاجهم فى ﭐلعراق وفلسطين ولبنان وباكستان وﭐلصومال وغيرها من بلاد ﭐلمسلمين لدين قريش.
ثلاث فئات جزآءهم ﭐلقتل أينما ثقفواْ بعد ﭐنذارهم لعلهم ينتهون فهـٰٓؤلآء يفصل بينهم من دون ﭐلنَّاس لما ينجم عن عملهم من ضرر وفساد كبيرين فى حيوٰة ﭐلنَّاس.
فما تقوم به ﭐلدول ﭐلديمقراطية وﭐلفيدرالية دفاعًا عن مثلها بفصل وتشريد وقتل لهـٰٓؤلآء حق وواجب عليهم لحماية ﭐلنّاس. وهم بذٰلك يطيعون أمر ﭐللَّه ويطبقون سُنّته ﭐلّتى لاتبديل لها فى ﭐلَّذين خلوۤاْ من قبل. فكلِّ قول لغو عن ما يسمىٰ "جدار ﭐلفصل ﭐلعنصرى" أو غيره بزعم دفاع عن حقوق وطنية مشروعة وتراب مقدس وكرامة ودين وشرف هو دفاع عن هـٰٓؤلآء ﭐلقتلة وأفعالهم.

#ﭐنطلاق_ﭐلرحبى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات