صمود بطولي لعمال ميناء العقبة في الاردن وقمع بوليسي وحشي للعمال

الاشتراكي الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 08:38
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

بيان حركة اليسار الاجتماعي بشأن الاعتداء الوحشي على عمال ميناء العقبة الاردني
تدخلت قوات الأمن لفض اعتصام العمال في مؤسسة الموانئ في العقبة بطريقة بالغة العنف والوحشية، وتصرفت بطريقة لا تدل على الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين. ونتج عن ذلك التدخل إصابات لا يمكن تبريرها ولا السكوت عنها.

إن حركة اليسار الاجتماعي الأردني تدين بشدة القمع الوحشي للعمال المعتصمين سلمياً، وترى أن ذلك التدخل الأمني جاء لحماية مصالح المتنفذين على حساب العمال البسطاء. وترى الحركة أن ذلك التدخل وبهذه الطريقة يتنافى مع الغاية الأساسية من قوات الدرك، وهي الحفاظ على الأمن.

وتطالب حركة اليسار الاجتماعي بإجراء تحقيق في كل ما جرى، وبمحاسبة كافة المسؤولين عن تردي الأحداث إلى هذا الحد وسقوط ضحايا، إضافة تعطل ميناء العقبة حتى الآن.

وتناشد الحركة وزير الداخلية التدخل بسرعة لحقن الدماء ووقف تجاوز قوات الدرك لصلاحياتها، بما يسيء إلى الوزير شخصياً، وهو المقصود بهذه الإساءة والتجاوز.

وفي نفس الوقت فإن حركة اليسار الاجتماعي تحيي التصرف الشجاع لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بإخلاء محيط مستشفى الأميرة هيا العسكري من قوات الدرك، والتي كان من الممكن أن تتسبب في مجزرة بحق العمال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التنكيل بالعامل عاهد العلاونة


وقد ذكر شهود عيان من العمال أن قوات الدرك اعتقلت عاهد، وبدأ أفرادها بضربه بوحشية وبعنف بالغ بالهراوات وبالأيدي والأرجل.

وأضاف الشهود ان رجال الدرك أدخلوه إلى أحد الباصات، وأكملو مهمتهم القذرة. وفقد عاهد وعيه. ويبدو أنهم ملّوا من ضربه، أو اعتقدوا أنه ميّت، فألقوه من باصهم الذي كان يمضي مسرعاً. ويعتقد الشهود أن رجال الدرك حاولوا التخلص مما اعتقدوه جثة هامدة. وقد تدحرج عاهد عشرات الأمتار، وكانت الدماء تنزف من كافة أنحاء جسمه.

وحتى تكتمل صورة أمن العقبة بأبهى صورها فقد مرّت من جانب الجسد المليء بالكسور والجراح سيارة للنجدة، ونزل أفرادها، وتفقدوه. وما أن وصلوا إلى شك بأنه متوفى حتى لاذوا بالفرار فوراً، تاركينه على الأرض في دمائه.

ويبدو أن أولاد الحلال اتصلوا بالدفاع المدني، والذي جاء بسرعة بالغة، وأسعف عاهد إلى مستشفى الأميرة هيا العسكري، ليكتشف الأطباء هناك مدى فداحة إصاباته، وأنه مصاب بكسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ، وليتقرر بعدها نقله على جناح السرعة بطائرة مروحية إلى المدينة الطبية.



أهل عاهد في المدينة الطبية

وقد حضر أهل عاهد وأقاربه من طيبة إربد إلى المدينة الطبية. وهم ينتظرون أي تطور على حالة ابنهم الذي هو الآن في وضع حرج جداً، فيما محافظ العقبة مصرّ في تصريحاته على أن حالته متوسطة.
وصلت إلى "كل الأردن" معلومات مؤكدة تفيد بأن المحافظ والأجهزة الأمنية تشترط على عمال الموانئ وقف الإضراب والتخلي عن كافة مطالبهم، بما فيها المتعلقة بالتعويضات، مقابل الإفراج عن المعتقلين. وكانت أنباء أفادت أن الحالة الصحية للمعتقلين سيئة للغاية، وأن الأمن أحالهم إلى سجن العقبة رغم حاجة بعضهم إلى العلاج.



ويعدّ هذا التدخل تجاوزاً للدور الأمني، والذي من المفترض أن يقف عند حدود إنها الاعتصام (غير المرخص) كما يقول المسؤولون. ولكن ليس من حق الأجهزة الأمنية، ولا من حق المحافظة، التدخل كطرف لإجبار العمال على التنازل عن مطالبهم.



وذكرت مصادر موثوقة أجرت اتصالاً مع أحد المعتقلين أن أفراد الأمن اعتدوا على المعتقلين عدة مرات أثناء تواجدهم في الاعتقال، وذلك بالضرب الشديد وبالشتم وما شابه. وما زالت الاعتداءات مستمرة.



وناشد عمال اتصلوا مع "كل الأردن" وزير الداخلية التحقق بنفسه من سلامة المعتقلين، والتأكد من عدم إلحاق الأذى بهم، حيث قالوا أن أفراد الأمن والدرك بدأوا بالتصرف بطريقة انتقامية فيما يبدو.



وقد أكدت مصادر من لجنة العمال أن العمال ثابتون على مواقفهم، وأنهم لن يفكوا الإضراب، وسيعاودون الاعتصام، حيث طالبهم بعض زملائهم المعتقلين بعدم التراجع حتى "ولو بقينا في السجن سنتين"!



عاهد العلاونة في غيبوبة وتوتر في طيبة إربد

وقد ذكرت مصادر من منطقة الطيبة من اقارب عائلة العامل عاهد العلاونة أنه يرقد الآن في غيبوبة في المدينة الطبية تحت عناية طبية حثيثة، وأنه يعاني من كسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ، عدا عن كسور ورضوض مختلفة في أنحاء جسده. وكان تم نقل عاهد إلى المدينة الطبية بواسطة طائرة هيليوكوبتر من مستشفى الأميرة هيا العسكري في العقبة.



وقد أصيب عاهد حسب شهود عيان بسبب الضرب المبرح من قبل رجال الشرطة، والذي تبعه قيام الشرطة بإلقائه من باص شرطة متحرك بسرعة كبيرة بعد الاعتداء عليه، مما أدى إلى تدحرجه لمسافة كبيرة.



إلى ذلك فإن التوتر يسود منطقة الطيبة في انتظار الاطمئنان على حالة ابنهم، وبدأ أقارب المصاب في التجمع في المنطقة، فيما يبدو أنه بداية لتفجر في الوضع هناك.



كما ذكرت مصادر في أوساط العمال أن هناك شاباً آخر يبلغ من العمر 28 عاماً مصاب هو الآخر إصابة خطيرة. ولم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومة بسبب عدم تمكن العمال من الدخول إلى المستشفى للاطمئنان على زملائهم.



الميناء ما زال متوقفاً

روابط مفيدة
http://allofjo.net/web/?c=117&a=12183

http://allofjo.net/web/?c=117&a=12187

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل