أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد ناصر - كرامة الانسان من يعوضها؟














المزيد.....

كرامة الانسان من يعوضها؟


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:46
المحور: حقوق الانسان
    


فضيحة سجن (ابو غريب)،الانتهاكات البشعة والمرعبة التي قامت بها القوات الامريكية بحق السجناء والاسرى العراقيين_المعلن منها لحد الان_أثارت قضية أو فضيحة عالميةكبرى استخدم الاعلام كل وسائله في أبرازها ورسم ملامحها وأبراز أدق تفاصيلها،وأقصد تلك المتعلقة بهؤلاء الناس،السجناء والاسرى العراقيين الذين أستبيحت أجسادهم وكرامتهم الانسانية في عالم وعصر يفترض أن يكون عصر أحترام ارادة وحقوق الانسان بحكم ان عصر الحريةوالديمقراطية الذي تتزعمه وترسم ملامحه أمريكا يفترض ان يتنافى مع تلك البشاعات والرعب والانتهاك الوحشي لكرامة الانسان،الانسان السجين،المعتقل،أي كانت جريمته والتهم الموجهة اليه،فكل دساتير وقوانين العالم المتحضر تدعي أوتقول ان المتهم بريءحتى تثبت ادانته وان التعذيب او تعريض السجين لظروف نفسية ومعنوية قاسية من اجل أنتزاع الاعتراف منه مرفوض بشكل مطلق.غير ان وقائع هذا العالم المتحضر حد الزيف تثبت العكس من ذلك تماماً،فالانسان السجين ،هو سجين بمعنى ان جسده وكرامته،أرادته وخياراتهم مستباحة.
يتحدثون الان عن تعويض هؤلاء الاشخاص الذين عرضت صورهم وحتما فان التعويض المقصود هو التعويض المادي،دفع مبالغ من الاموال للاشخاص الذين تعرضوا لكل تلك الانتهاكات والفضائع المرعبة التي شاهدها سكان العالم قاطبة فكانوا شهوداً على البربرية والهمجية التي مارستها قوى التحرير الامريكية والبريطانية في العراق،تعويض ربما أو هكذا يريدون منه ان يعوض ما تم انتهاكه من حرمة وأرادة مجموعة من البشر وأقصد هؤلاء السجناء الذين تم عرض صورهم وهم في أشد حالات الانتهاكات الجسدية والانهيار والتعذيب النفسي والمعنوي تجملها أبتسامة سادية لمجندة او مجند أمريكي قاما بدور الجلاد الفاقد لاي احاسيس او مشاعر أنسانية تلك الابتسامة التي أريد لها ان تجمل الصورة المرعبة التي حملتها لنا قوى الاحتلال أو أرادت ان توزعها للعالم على انها قوى التحرير من دكتاتورية متوحشة ساهمت كلتا الدولتين بصناعتها وتقويتها حتى أصبحتا غير قادرتين على تحمل فضائعها وتوحشها أو هكذا أدعيا.

من دون شك أن الخلاص من الدكتاتورية البعثية والحكم الفاشي لنظام صدام حسين كان أمل يدق في قلب كل عراقي عاش ويلات الرعب البعثي والقمع والقبضة البوليسية الرهيبةوتحول الانسان في العراق الى متهم ومشروع دائم للتعذيب والاعتقال حتى وان لم يرتكب أي فعل يعارض قوانين حكم البعث .

الديمقراطية والحرية التي تريد امريكا ان تزرعها وتعززها على انها الخلاص من الدكتاتورية البعثية تبدو مشلولة ومشوهة بفعل الممارسات التي أرعبت العالم وبفعل الاستراتيجيات وبحكم الواقع الذي يراد له أن يحكم بتلك الكلمتين،ديمقراطية وحرية.

بماذا يمكن أن تعوض الانسان الذي سحقت كرامته وارادته وتم انتهاك حرمة جسده الذي تحول الى أداة للترميز والتشويه وأصبح وسيلة للتدريب على كل أشكال الانتهاكات السادية والقهر والتعذيب ؟

يتحدث البعض عن التعويض وكأنه سيشفي غليل من أغتصبوا رجالاًأو نساءأً وعذبوا،كم من المال يمكن ان يعيد للانسان كرامته المستباحة؟وهل المال وحده القادر على محو أثار الاذلال وتحطيم ارادة الانسان؟
التعويض الواقعي الوحيد هو بتقديم كل الة الحرب الامريكية،ادارة البيت الابيض،البنتاغون،الامن القومي،بريمروالاستخبارت العسكريةالى محكمة عادلة بوصفهم مجرمي حرب مارسوا الانتهاكات المرعبة والوحشية بحق أناس عزل من الاسرى والمعتقلين أو السجناء الامنيين كما يسمونهم .أن منطق الديمقراطية والحرية الذي يريدون له ان يحكمنا يفترض ذلك وبنفس القوة التي يطبلون فيها للديمقراطية والحرية الموعودة.

أن مسعى الادارة الامريكية والبنتاغون لتحميل تلك الجرائم البشعة والمرعبة التي فضحتها صور تعذيب الاسرى والسجناء في سجن (أبو غريب ) على كاهل مجموعة من المجندين والمجندات وانهم المسؤولين عن تبعات هذه الجرائم التي تتنافى مع المبادىء والقيم الامريكية؛ هو مسعى مفضوح فكل رموز الادارة الامريكية من بوش الذي ادعى عدم المعرفة التفصيلية بجرائم قواته الى صلف وعجرفة رامسفيلد واركان البنتاغون وسيدة الامن القومي كانوا على دراية تفصيلية ومنذ زمن طويل بتلك الجرائم البشعة وكانوا جميعهم يسعون الى طمس معالم حقيقة تتصاعد حدتها بمستوى فضائحي ويعمدون الى تكذيب سافر لحقائق تثبت كل يوم معاناة والم ورعب الاسرى والسجناء في العراق.
اعترافات الجلادين من المجندين الذين ظهروا في صور تلك الجريمة تثبت انهم تلقوا تعليمات صارمة بتحويل حياة المعتقل الى جحيم قبل أخضاعه للتحقيق مما يؤكد علم الادارة الامريكية بتلك الجرائم وانها تتحمل مسؤولية ماحدث في سجن(أبو ريب).

محكمة علنية لرموز الادارة الامريكية بوصفهم مجرمي حرب هو الامر الذي يمكن ان يعوض من استبيحت كرامته وحرمة جسده.
9_5_2004



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الحذر- ينتج مجازر جماعية في الفلوجة
- محصلة عام من الحرب الامريكية في العراق
- مكانة الثامن من آذار هذا العام في تاريخ نضال المرأة في العرا ...
- فاجعة الطفولة في العالم العربي - حول تقرير منظمة اليونيسيف
- المقاومة، ضد من؟
- تكفير المقالح ،حلقة في مسلسل مفتوح
- الحركات الاسلامية في العراق حرب على الابرياء
- قرار ألغاء منظمات المجتمع المدني مهزلةجديدة لمجلس الحكم
- عاش صوت الحريةعاشت ينار
- الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية
- فضائح أحزاب الحركة القومية الكردية
- إضراب عمال شركة الزيوت النباتية
- و...حدثنا(طلال بن عبد العزيز)عن المجتمع المدني.......!!!!!!
- هذا هو الوقت الذي يجب فيه الحديث عن المرأة وحريتها
- الحسن بن طلال........؟أوحكاية الحمير العطشى!!!!!
- مؤتمر لندن.. مؤتمر تكريس الطائفية والقومية!
- الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة


المزيد.....




- -غير مستقر-.. اليونيسيف تحذر من تفاقم الوضع في جنوب لبنان
- مؤرخ أميركي: حرية التعبير الأكاديمي في مرمى النيران
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر مارس لعام 2024
- إعلام إسرائيلي: الخوف من مذكرات الاعتقال مبني على حقائق وليس ...
- الأمم المتحدة: تدخل الشرطة لا يتناسب واحتجاجات الجامعات الأم ...
- ألمانيا - خطط لبناء نصب تذكارية في برلين تحتفي بإنجازات المه ...
- الأمن التونسي يخلي بالقوة عمارة في صفاقس من مئات المهاجرين
- -هيئة الأسرى-: أوضاع كارثية يعيشها معتقلو سجن -عتصيون-
- كراهية وتمييز.. رايتس ووتش: ألمانيا تفشل في كبح العنصرية ضد ...
- رد فعل قادة الاحتلال بعد الأنباء عن صدور مذكرة اعتقال ضدهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد ناصر - كرامة الانسان من يعوضها؟