تعاون الحركة الصهيونية مع النازيين

عبد ربه العنزي

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عنف الايدلوجيا
تعاون الحركة الصهيونية مع النازيين
حينما ظهرت العنصرية اللاسامية في بعض بلدان أوروبا كانت الحركة الصهيوينة قد بلورت عنصرية مضادة وبدأت دعايتها الإعلامية تعمل، فهي من ناحية تشجع العداء للسامية ومن ناحية أخرى تستغل هذا العداء لاجماع دولي يدعم خصوصيتها العرقية اليهودية ومساندة اليهود في العودة إلى ارض فلسطين والاحتفاظ لهم بوطن قومي في ارض فلسطين وهو مما سيعني مكسبا للحركة الصهيونية للحفاظ على الخصوصية اليهودية التي لا تسمح لها بذلك النظريات العنصرية اللاسامية .
سنحاول هنا ان نرصد فقط تعاون الحركة الصهيونية مع النازية ، علما بان الحركة الصهيونية تعاونت مع الرجعية الروسية والفاشية الإيطالية ونختصر هذا التعاون في العلاقات مع النازيين لنكشف عنصرية الحركة الصهيونية وتورطها في جرائم النازية ضد الإنسانية بما فيها اليهود .
فاللاسامية ربما تعتبر اكثر الأوراق التي تاجر فيها الخطاب الأيدلوجي الصهيوني، وهي بقدر ما تشكل مخزونا استراتيجيا استخدمته الصهيونية باقتدار بقدر ما تعكس التوظيف السياسي العنصري للحركة الصهيونية ويقول هر تسل في مذكراته " في باريس اتسعت آفاق نظري إلى اللاسامية التي بدأت افهمها تاريخيا واغفر لها كل شيء واكثر من هذا فإنني اعترف بتفاهة ولا جدوى النضال ضدها وعلاوة على ذلك فان القوة الجبارة المتمثلة فيها لن تجلب الضرر لليهود "،ان هر تسل هنا يدين بالفضل للاسامية ويعتبرها حركة مفيدة لتطوير الشخصية اليهودية .
لذلك رحب الكثير من قادة الحركة الصهيونية بوصول هتلر إلى السلطة. لانهم رأوا في نظرية تفوق العرق الآري التي روجت له النازية تماشيا مع قناعاتهم العنصرية القائمة على التفوق على الاخر، وان أسطورة العرق الآري ستدعم انتعاش أسطورة العرق اليهودي.
كما انهم يرون أن ذلك سيقود حتما لرفض اندماج اليهود في ألمانيا وهو ما عبر عنه بوضوح د."يواقيم برنز" الحاخام اليهودي الذي اصبح فيها بعد نائب لرئيس المنظمة الصهيوني العالمية" سيتضح ما تعنيه الثورة الألمانية للامة الألمانية في النهاية لأولئك الذين صنعوها وصاغوا صورتها ، وينبغي عرض ما تعنيه بالنسبة لنا : لقد فقدت الليبرالية حظوظها . الليبرالية تلك الصيغة الوحيدة للحياة التي ساعدت على اندماج اليهود تتعرض للهزيمة ألان " ،وهو أيضا ما أكده "هارى ساتشر" أحد قادة المنظمة الصهيونية العالمية في مجلة جويش ريفيو في لندن في أيلول عام 1932م حينما ذكر أن " الليبرالية هي العدو بالنسبة للصهاينة والنازية لذلك يجب أن تكون لدى الصهيونية الكثير من الود والتفهم للنازية والتي قد يكون العداء للسامية عندها حديثا عابرا "25.
لقد كان اليهود في ألمانيا يختلفون عن غيرهم من يهود العالم . إذ لم يتعرض اليهود للتمييز باعتبارهم أقلية قومية في فترة جمهورية فايمر، أي قبل وصول النازية إلى السلطة بل كانوا يعتبرون أنفسهم جزء من الشعب الألماني ،ولذلك عندما وصل هتلر إلى السلطة كان من كل مئة يهودي خمسة أعضاء في المنظمة الصهيونية و95 عضوا في رابطة الألمان اليهود الذين كانوا مصرين على ان يظلوا ألمانا ويكافحون من اجل فرض احترامهم لدينهم ومراعاته. مما دفع الحركة الصهيونية ممثلة في الاتحاد الصهيوني الألماني عام 1933م إلي إصدار وثيقة تضمنت تأييدا لألمانيا النازية ومفاهيمها العرقية ومعارضة الزواج المختلط والاندماج والمحافظة على النقاء اليهودي وبسبب هذا الإعلان سمحت ألمانيا النازية للاتحاد الصهيوني بممارسة النشاط في ألمانيا والتعاون معه بدلا عن الاتحاد المركزي اليهودي الألماني الذي كان يؤمن بالاندماج وهم الذين حاربتهم الحكومة النازية بلا هوادة.وفي المقابل تعاون فعال وتحالف بين الصهيونية والنازية لتهجير اليهود الألمان إلى فلسطين وقد عبر عن هذا التحالف بوضوح روزنبرغ الذي يعتبر من كبار منظري النازية حينما أوضح عام 1927 م بأنه" يحب تقديم العون الفعال للصهيونية حتى نتمكن من نقل اكبر عدد ممكن من اليهود الألمان إلى فلسطين"، وهو ما دفع المنظمات الصهيونية إلى عدم تأييد المقاطعة ضد ألمانيا لان المنظمة الصهيونية وفروعها في ألمانيا كانوا يرون أن نجاح الفكر النازي سيمثل إفلاس للتماثل والليبرالية بل أن هتلر في نظرهم كان مدرس التاريخ الذي سيقود اليهود للعودة إلى جنسهم وأرضهم ولذلك حل الصهيوني العمالي "حاييم ارلوسوروف" السكرتير السياسي للوكالة اليهودية -المركز الفلسطيني للمنظمة الصهيونية العالمية بدلا من "سام كوهين"، وقام الأول بترتيب صفقة مع النازيين والإمبراطورية الألمانية لتنظيم ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين.

#عبد_ربه_العنزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات