|
الألحــان الفارسيــة - 10/19
مسوح مسوح
الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 01:29
المحور:
الادب والفن
سيرغي يسينيــن (1924 – 1925)
ترجمها بتصرف د. مسوح مسوح
بجـْعتيـن كـانتــا يــداك ِ يـاحبيبتـي تغـوص ُ مـثل َ بجعتيـن ْ في شـَعري َ المـذهـَّب ِ المنثــور ِ من ضفيرتيـن ْ مـن جديــد ْ أغنيــات ِ الحـبِّ كــلُّ النـاس غنـت ْ وتغـني وتعيـــد ْ وأنــا غنــَّيـت مثـلَ الآخـرين ْ وأنــا الآن َ أعيــد ْ كــل َّ مـا غنيت ُ فــي المـاضي البعيــد ْ ولهـذا تتنفـس ْ وستبقـى لـلأبـد ْ كـلمــات ٌ نـاعمــات ٌ فـي النشيـد ْ كتــلة ً مـن ذهـب ٍ يـصبح ُ القلـب ُ الذي فـي حبـِّــه غـاص في البحـر العميـق ْ لكن ْ هنــا فـي وجـهِ طهـران َ العتيـق ْ لـم يعـد ْ في القلب ِ ركــنٌ دافــىءٌ يشـدو بـألحـان ِ الغــريق ْ لســتُ أدري كيف أُمضـي عمـــري َ البـاقي البليــد ْ لسـتُ أدري ْ هــل سيحرقنـي دلال ُ حبيبتــي " شـاهـا " ربمــا قبـل َ الرحيـــل ْ أتـذكـرْ آسفـــا ً جـرأة َ الماضي وإقـدام َ النبيــل ْ فلكــل ٍ دربـُه المـرسـوم ُ فـي هذي الحيــاة ْ ولكــل ٍ مشيتـُـه ْ وبهــا مـا يـُمتــع ُ العيـن َ أو السمــع َ ولكـــن ْ عندمــا يـَنظـِم ُ شعـرا ً سيــئا ً فـارسي ْ ضـل َّ السبيــل ْ فهـو قطعــا ً ليس من شيرازَ آت ٍ لا ولا دانـتْ رؤاه ُ نفحـة َ الشعـر الجميــل ْ ولهذي الأغنيــة ْ حـِّدثــوا عنـي جميـع النــاس ِ في كــلِّ مكــان ْ ردِّدوا آراءَكــم ْ لكــم ُ الأمـــان ْ " كـان بالإمكـــان ِ في ذاك الزمــان ْ نظـمَُ شـِعـر ٍ نـاعم ٍ مـالك ٍســحر َ البيــانْ ونواصي الإتـِّـزانْ غيــر أن الشاعر الملهـوفَ عشقـا ً إنمـا أسفــا ً قـد كبـَّـلتــه بجعتــانْ" - 11 -
لـِم ْ صـارت ْ أضـواءُ القمر ِ بـاهتـة ً صـفراءَ علـى جـدران ِ خـراسان َ وشوارعهـــا وحـدائقهــا لـكأنــي أعبـرُ حـقلا ً روسيــــا ً تحت حفيـف وريقات ٍ صفراء َ انـْشدَّت ْ ثـمَّ ارتـدَّت ْ وذوتْ تتهامس ُ سـرا ً تحت َحجـاب ِ ضبـاب ْ هـــذا يـا أيتهــا الحلوة ُ لالا مـا كنت ُ سـألت ْ ليــلا ً صـف َّ السَّـرو المـوغـل ِ عمقـا ً والغـارق بالصمـت ْ لكــن السَّـرو تبــاهى غـرورا ً وتعـالى لـم ْ ينطـق ْ صـوت ْ لـِم ْ ضـوء ُ القمـر اليـوم َ كئيـب ْ سـاءلت ُ زهـور َ الأجمــات ْ فـأجــابت ْ هـادئـة ً: عـشْ حـزن الوردة ِ يـومــاً ثــمَّ اسمـع ْ عمـق َ الآهــات ْ وارتعشـت ْ أوراق ُ الوردة ِ نـاعمـة ًْ رقصـت ْ همسـت ْ سـرا ً يــاهـذا شــاهتــْك َ تغــازل ُ آخــر َ شــاهتــْك َ أحـلى الحلـوات ْ وتبـادل ُ في الحب ِّ الآخــر َ تعطيـه أحلى القـبـلات ْ قــالت ْ شـاهة ُ: لا يـدرك ُ روسـي ٌ أبـدا ً أن ْ يـُشدى للقلـب غنـاءٌ لكـن ْ للأجسـاد ِ حيــاة ْ لا يـدرك ُ روسـي ٌ هـذا ولـذا هـذا الحـزن الشاحبْ ولـذا هـذا القمـر ُ البــاهتُْ والآهـات ْ كـم كـُشفت ْ فـي الحب خيـانات ْ كـم ْ دمعــا ً كـم ْ ألمـا ً كـم ْ آهــات ْ من منــا يستمتــع فيهــا ؟ كـم ْ منــا لا يرتـاح لهــا ؟ لكـن ْ نعلـم ْ أن َّ الليلـك َ فـي كـل ِّ الحـالات ْ أرضـا ً كونـا ً سيمجــَّـد ُ عـدلا ً تتهـادى معـه فـى القلب جميــع ُ الترنيمـات ْ
توقف ْ أيهـا القلب الغبـيُّ ألا يكفي انفعـالا ً واضطرابـا جميعـا ً بالسعـادة قد خـدعنـا حقيـرٌ من سيستجـدي العطـاءْ تسيـل مفاتن البـدر البديع وتسرح فوق حرش الكستنــاءْ ورأ سي قابعٌ في حضـن " لا لا " وتحت خمـارهـا أخفي انفعـالا ً توقف ْ أيها القلب الغبي ُّ
كمـا الأطفال ُ أحيـانا ً نكون ُ فنبكـي ثم نغدو ضـاحكينـا سعـاداتٌ بـلا يا سـوءَ حـظًّ أصـابتـْنـا ومـرت ْ أجمعينـا توقف ْ أيهـا القلب الغبي ُّ
ألا كـم من ديـار جلت ُ فيهـا بحثت ُ عن السعـادة كـلَّ صوب ِ وأمـا قسمتي في كـلِّ درب ِ فلسـت بحـاجة للبحث عنهـا توقف ْ أيهـا القلب الغبيُّ
تمـامـا ً لم تخـادعني حيـاتي سـأشرب ُ من قـواهـا من جديـد ألا تغفـو أيا قلبـي قليـلا ً بأحضـان الحبيب الدافئات ِ تمـامـا ً لم تخـادعني حيـاتي
عسى قـدرٌ يـلاحظنـا جميـعا ً قضـاءٌ عـابر كالسيل ِ فينـا بـأغنية البلابـل ِ عن هوانـا تجيب ُ كمـا البلابـل ُ أجمعينــا توقف ْ أيهـا القلب الغبيُّ
- 12-
بلـدٌ أزرقُ مسرورٌ مــرح ْ بعت ُ فيـه شرفـي الغالي بأغنيــَّه ْ ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ أفـلا تستمعين ْ إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً إسمعـي الوردة في ضـيق وحـزن تتلـوى هـذه الأنشـودة الحـلوة ُ تستهوي الفـؤاد ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ أفـلا تستمعين ْ إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً
أنـت ِ طفـل ٌ ليس في هـذا ولا ذاك َ نقـاش ْ وأنـا ؟ لست ُ بشــاعر ْ ؟ ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ أفـلا تستمعين ْ إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً
إعذريـني يـا حبيبـه ْ " غيليــا " (*) كـم من الورد على الدرب الطـويل ْ كـم من الورد تهـادى وتـلوَّى وتـألم ْ إنمـا واحـدة ٌ من قلبهـا بحنـان ٍ تتبسـم ْ فـدعينـا نبتسـم ْ لـلأرض ِ لـــلأرض ِ الحبيبــه ْ ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ أفـلا تستمعين ْ إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً
بلـدٌ أزرقُ مسرورٌ مــرح ْ فليـكن ْ إن َّ حيــاتي نلت ُمنهــا أغنيــه ْ إنمـا تحت َ ظـلال الزيزفــون ْ إنمـا من أجـل ِ غيليــا طـوَّق البلبــل ُ ورده ْ.
(*) غيـــليا اسم طفلة هي ابنة صديق للشاعر
#مسوح_مسوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الألحــان الفارسيــة - 7 /19
-
الألحــان الفارسيــة - سيرغي يسينيــن - 4/19
-
الألحــان الفارسيــة - سيرغي يسينيــن
المزيد.....
-
ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس
...
-
متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr
...
-
تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف
...
-
مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف
...
-
موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
-
ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي
...
-
تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء
...
-
مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
-
بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
-
مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا
...
المزيد.....
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
المزيد.....
|