|
أبواب تطرقنى ......أبواب أطرقها
كاظم اللايذ
الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 06:33
المحور:
الادب والفن
) باب الزبير : الطربوش الأحمرُ: سيدُنا الاول منتبَـَذٌ في الزبلِ ومطروحٌ في الطرقاتْ ... القبعة الخاكي قاهرةُ البحر وسيدةُ العصر ونافخة البوقِ بأجداث الأمواتْ .... والحوذيُّ الابهقُ من قرية ( ميتان ) يُعدّ سروج الخيلِ ويزيّت بالشحم عنابير العجلات فعليهِ أنْ ينقلََ - خلف السورِ - أناساً للسجن وأناساً للمستشفى .. السجنُ أمام المستشفى السجنُ يحمل اسم البصرةِ والمستشفى يحمل اسم الجنرال الجنرال الغازي القادم من خلف البحر ليرصّعَ وجهَ التاج البريطانيِّ بجوهرةٍ أخرى ويشيّد ملكاً لا تغرب عنه الشمس
2) الباب الشرقي :
في الباب الشرقي تمرقُ من تحت النصبِ كنتَ صغيراً منبهراً تدخلُ بغدادَ لأول مرة ألقاك قطارٌ ظلّ يهزّك طولَ الليلِ .. ثم شرعتَ هناكَ تدور .. بَصْريٌّ أثوابُك أثوابُ النخلِ وقلبك قلب العصفور ...... أعجبك الجنديّ على النصبِ يحطّم قضبانَ السجنِ ويصيح بوجه السجّان ملكتكَ اللقطةُ صرتَ تتوقُ إلى منْ يكسر سجنكَ يبعدُ عن صدرك جيثومَ القضبان .. لكنّ العمرَ يمـرّ وما زال يقيم على صدرك سـجّان
3) باب الواد : (1)
لا أحدٌ يسأل في " باب الوادِ " عن البحرِ فالبحرُ بباب الواد إلهْ أنّى سرتَ يطلّ عليك بهيبتهِ وبزرقتهِ وفسيحِ مداه ...... والفتيةُ في باب الواد أياديهم أمواسٌ تسطعْ وعيونهمٌ خلف برانسهم مثلَ عيون صقور تلمع والإفرنجُ هنا كانوا ثم ارتحلوا تركوا أرباضَ مباهجهم فالحانات – و مزّتها السمك السردين – تعجّ الآن بأفواج الوطنيين والاغنيةُ الانَ بلهجة أهل الأرض " يا بلاد سيدي الهواري .. يا بلاد سيدي راشد "
4) باب توما : 2 ليس بعيداً عن باب المسجد في مقهىً مناضدُه من شجر الأبنوس ومقاعدهُ من قصب الزان كنا نجلسٌ منزويينِ نرشف قهوتنا ونراقب أسراب السيّاح الأوربيين ...... السيّاح الأوربيون يجوبون أزقةَ حارةِ توما ببناطيلَ قصارٍ وأحذية من كتّان تتنقل أعينهم ما بين دهاليز الخانات إلى عتمات الحانات الى الأصص المبثوثةِ خضرتُها في أفياء الشرفات ... وفي حجر الحيطانِ يشمّون أريج التاريخ ........... تدنو مني سائحة تسألني عن قبر صلاح الدين ......... وتجيء إلى ذهني رفسةُ ( غورو )3 غورو الجنرال العاتي يكسر بالعسكر أسوار دمشق ويجيء الى قبر صلاح الدين فيرفسه ويصيح به : هيا انهض ها إنّـا ثانيةً عدنا ........ ....... تلك بلاد الشام على جمرات جراح الحرب تنام وتحاولُ أنْ تبسمَ في وجه الضيف
تشرين الثاني 2007 هوامش : 1) باب الواد : محلة في العاصمة الجزائرية 2) باب توما : محلة في دمشق 3) غورو : الجنوال الفرنسي الذي احتل دمشق
#كاظم_اللايذ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بكاء المدن الخربة
-
أعوام الزقوم
المزيد.....
-
بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
-
-الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع
...
-
الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
-
-موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
-
-جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
-
السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين
...
-
الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا
...
-
تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر
...
-
كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
-
المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|