أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تامر المصرى - هٌم فى القدس الكل فيه سواء














المزيد.....

هٌم فى القدس الكل فيه سواء


تامر المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


أريد للقدس وهي في أوج احتفاليتها، عاصمة أبدية للثقافة العربية، أن تؤول إلى احتمالات وفرضيات وجودية، ذات علاقة بتحديد المصير والمآل، كأن تكون أو لا تكون، أو أن تبقى أو لا تبقى، في ذروة استشراس حملة التهويد والوعيد والتهديد، التي تستعر في الآونة الأخيرة، سعيا لطرد العرب، بمسلميهم ومسيحييهم، من القدس الشريف، إلى خارجها، لتكون القدس بذلك كما أعلن بنيامين نتنياهو، يهودية خالصة، دون أن يتوقع أحد قابلية إسرائيل التفاوض بشأنها لاحقا .. ألا ساء ما يحكمون.

نكاد نجزم بيقين المتابعين، أن مدينة القدس لم تتعرض إلى حملات تهجير قسري، وحصار خانق، وتضييق على ساكنيها، وتقطيع لأوصال رحمها الجغرافي، مع شقيقاتها الفلسطينيات، من مدن الضفة الغربية المحتلة، وهدم لبيوت عمارها، أيا كانت دياناتهم، برسم لسانهم العربي، كما تتعرض الآن. ليبدو أن دولة الاحتلال تسابق الزمن، لخلق واقع جيوسياسي جديد، تكون فيه القدس خارج السياقات الفلسطينية تماما، أرضا وشعبا، وفي ذلك حذر مقدسي رهيب، يتناهى إلى طلب المؤازرة والعون، إن بقي هناك عرب يؤازرون.

لم تكن تصريحات المتطرف الليكودي، القابع في رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، حول يهودية مدينة القدس، أكثر من جمل متأخرة، أتت على توصيف ما تم البدء فيه إسرائيليا، بخطوات يشهد عجزنا العربي، على أنها تخلص إلى نزع إسلامية ومسيحية المدينة عنها، مرة وإلى الأبد، لصالح تهويدها، وعزل أجندتها عن أجندات التفاوض والتباحث. وكأنه شرط من شروط سقوط مبدأ التفاوض، الذي لا يستقيم إلا باستقامة الزمان للقدس، عاصمة للدولة الفلسطينية، وفاتحة الكتاب الوطني المقدس، وصائنة شرف التاريخ، وشاهدة الوحي الذي اهتدى إليها، وأصل اصطلاح قاموس الفلسطيني، أينما تقاذفته دروب المنافي والسفر والشتات، كهوية وعنوان ومطاولة على المسير، لما فيها من اختزال للروح والوجدان والإيمان.

لم ينفك المقدسيون عن وصف حالهم، والتحذير من خطورة مآلهم الذي هم يسيرون إليه، في حال بقيت العربدة الإسرائيلية قائمة ومستمرة، على حساب المكان وأهله. فيما لا ينفك المحتلون أيضا، عن الحديث حول استحواذيتهم على المدينة، بالشكل الإقصائي الإلغائي المستنفر لنا طردا، وهم يعجلون من ممارساتهم ويسابقون الزمن، نحو تغيير ما في القدس من أسماء وعلامات، وكأنهم يبقرون بطن التاريخ، ليعبروا فيه زورا، فيقولوا كنا حيث كان التاريخ فينا محتكم. وتلك استراقات كيانية، بالإزاحة والمصادرة والإحلال، لم يشهد زمان على مثلها كما نعرف .. دون أن نفعل الآن شيئا، سوى الإسراف على أنفسنا، إكثارا وإفراطا من عبارات الشجب والاستنكار، التي أضاعتنا ما شاء لنا التيه ضياعا.

في القدس، مكاسرات ذات حد وجد واحد، أصلها موزع بالنوائب على العرب الفلسطينيين فيها، أحنافا ونصارى، الذين هم في الهم شرق، والكل في الهم سواء، في مواجهة مخرز الاحتلال، المتقمص عن غير مرة، صورة المستوطن المدجج بالسلاح، المدعي لحق لم يسمع به سابقا، كما لم يعرف له طريقا، إلا بشفاعة البندقية والهمجية. أو وجه الاحتلال المتقمص لمرات، صورة الجندي الرسمي، الذي يتحصن بقرار الدولة، وما تحفل به من قوة عسكرية وأمنية وقضائية وإلزامية، لقهر فلسطيني مسيحي مثلا، كما حدث في البلدة القديمة بالقدس الشرقية مؤخرا، لإجباره على هدم بيته بيده، تجنبا لدفع الضرائب التي لا طاقة له بتعداد أرقامها، بحجة أن بناءه لبيته القائم على أرض جده الثاني بعد العشرين، وارثا عن وارث، كان بناءً دون ترخيص من حكومة دولة إسرائيل الممثلة ببلدية القدس الاحتلالية، التي قامت بعد كسرتنا الحزيرانية عام 1967م .. وتلك من أعاجيب الدهر والقهر.

رائع موقف السلطة الوطنية الفلسطينية، برفض التفاوض ما لم يوقف الطرف الإسرائيلي الاستيطان كليا سيما في القدس، وجيد أن يكون العالم شاهدا على جنوح إسرائيل عن السماع لما يطالبها به المجتمع الدولي، ومنطقي أن يكون مهر المفاوضات وبالتالي العملية السلمية، هو وقف الاستيطان دون رجعة إليه، تمهيدا لبحث كارثية ما تم بناءه، على الأراضي المصادرة في الضفة الغربية، وحريٌ بنا أن نعمد إلى استجلاب دعم سياسي عربي، لموقف السلطة الفلسطينية، المتشدد من المفاوضات قطعيا، مادام الاستيطان مستمرا، دون اللجوء إلى أنصاف حلول قد تفرض علينا، بضغط دولي فيما بعد، كوننا الحلقة الأضعف، أمام تعنت إسرائيل ومناوراتها لكسب الوقت، على حساب تصفية القدس، من عروبتها ودياناتها. قد يكون الاستيطان قد أنهى القدس في عامها المقبل، دون أن يكون متاحا، ما نراه هذا اليوم صعبا للوصول إليها، وهنا تقع مسؤولية عربية وإسلامية ومسيحية وإنسانية، نحن فيها رأس حربة، شرط توافر نوايا الدعم العربي أولا، سياسيا وماديا، لمقاومة مشاريع تهويد القدس وتصفية الوجود العربي فيها، وهذا أضعف الإيمان.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآن . . صار عرفات شهيدا
- الأستاذ باسل ديوب والواقعون فى اللامنطق


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن مقتل أمريكي على يد مستوطنين في الضفة الغرب ...
- أحمد الشرع: وساطة أمريكية وعربية وتركية أنقذت المنطقة من مصي ...
- مصدر لـCNN: إدارة ترامب تستعد لإتلاف 500 طن من المساعدات الغ ...
- اتفاق بين حكومة دمشق وقيادات درزية محلية لوقف إطلاق النار في ...
- ترامب يقر بأن إقالة رئيس -الاحتياطي الفيدرالي- قد تسبب اضطرا ...
- مصدر يكشف لـCNN عن تطور في -مفاوضات غزة- بشأن الخلاف حول تمر ...
- ستارمر يطالب بمحاسبة وزراء حزب المحافظين بعد تسريب بيانات بر ...
- كيف يتوزع النسيج الديني والعرقي في سوريا؟
- الشرع: الدروز جزء من سوريا وإسرائيل تريد تفكيك شعبنا
- الجزائر: دخول القانون الجديد لمكافحة المخدرات والمؤثرات العق ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تامر المصرى - هٌم فى القدس الكل فيه سواء